محمود شاهين
روائي
(Mahmoud Shahin)
الحوار المتمدن-العدد: 6323 - 2019 / 8 / 17 - 18:57
المحور:
الادب والفن
(1)
طرحت الجدة زبيدة عصبتها عن رأسها وأصلحت من وضع جلستها فوق كيس الخيش، وأخذت تروي قصة العبد سعيد للفتيات اللواتي تجمعن من حولها :
(( يجوز أن لا تصدقن هذه القصة يا بنات ، لكن وحياة أولاد أولادي أنني لا أكذب عليكن .. كنت ألعب مع أولاد العشائر في السهل الفسيح المنبسط أمام عشرات بيوت الشعر، وكان سعيد ابن عبد الشيخ علي يلعب معنا. كم شاهدت في حياتي أبناء عبيد لكني لم أشاهد مثل ذاك الإبن .. وحياة رأس والدي أنه كان كان ينقض على الأولاد كما ينقض الصقرعلى طيور الحجل .. ولد يا بنات ... ولد لم تلد مثله النساء من قبل .. فهو أطول من عمود البيت ، وله وجه لوحته السمرة ، وبلا ركبتين ، لذا كان يسبق كافة الأولاد في الجري .
وبينما كنا نلعب ذلك اليوم ، مر الشيخ علي يتبعه العبد قعدان .. كان أولاد العشائر يهجمون على سعيد من كل صوب ، فيصرخ في وجوههم ويبدأ بطرحهم أرضا واحدا بعد الآخر . أما نحن الفتيات فكنا نقف جانبا ونرقب المعركة باهتمام .. تصورن أنه كان يطلب من أبناء العبيد عدم التدخل في الصراع والوقوف إلى جانبه ضد أبناء العشائر ، إلا إذا هزم ، لكنه نادرا ما كان يهزم .
وعندما شاهده الشيخ علي ، وقف يرقبه في اندهاش من على ظهر جواده ، كان قد طرح كافة الصبية أرضا ، وعاد يقف إلى جانب أبناء العبيد، ونحن نقف في ابتهاج ، حتى أن صبية العشائر طأطأوا رؤوسهم خجلا منا .
التفت الشيخ إلى العبد قعدان وقال له ( إذا ما كبر هذا الطفل فلن تبقى امرأة في العشيرة إلا وتنزع ثيابها له ، اذهب وأتني به سأقطع خصيتيه ) !!
وقف العبد قعدان حائرا للحظة ، ثم تهاوى على الأرض وأخذ يبكي ويذر التراب على رأسه !!
فقال له الشيخ :
- ما الذي ألم بك يا عبد النحس ؟
قال العبد قعدان :
-إنه ابني يا سيدي الشيخ إنه ابني !!
فقال الشيخ :
-أنا لا يهمني إذا كان ابنك أم غيره ، يجب أن تحضره وإلا ستكون وذريتك مطرودا من عشيرتي حتى سابع عشيرة إلى يوم الدين !!
ولكز الجواد فانطلق به نحو مضرب العشائر .
لم يجد العبد قعدان مفرا من ذلك .. نهض عن الأرض وسار باتجاه الأولاد . قاد ابنه من يده والدموع تتدحرج على وجنتيه.. وسارعشرات الأولاد من خلفهما ..
بلغ الخبر مسامع الناس فتجمعوا في الساحة أمام بيوت الشعر ، وأحاطوا بالعبد قعدان وابنه..
أشعل الشيخ النار ، وأحضروا له سكينا وضع نصله فيها ..
قال سعيد لأبيه قعدان :
- لماذا أشعل الشيخ النار ووضع السكين فيها يا أبي ؟
فلم يعرف الأب بماذا يجيب، لكنه خاطب الشيخ :
- ألا يسمح لي سيدي الشيخ أن أبتعد لأنني لا أستطيع تحمل ما سيحدث .
فسمح له الشيخ قائلا :
- إلي بالولد ولتنصرف حيثما شئت :
أسلم العبد قعدان ابنه إلى الشيخ وانصرف .
أحس الولد بالرعب فأخذ يصرخ وينادي والده جاهدا لأن يفلت من يدي الشيخ ، لكن يدي الشيخ كانتا تتصلبان على معصميه عدا أنه أمر بإحضار الحبال ليقيدوا الولد ويشلوا حركته .
قيدوه من يديه ورجليه ، لكنهم لم يحدوا من حركته ، فأمسك رجلان بيديه ورجلان بقد ميه ..
ثم جاؤا بخيط من القنب حصروا خصيتي الولد أسفل كيس الخيصيتين وربطوا الخيط من فوقهما .
أخرج الشيخ السكين من النار فبدا أحمر كاللهب .. ابتعدت بعض النساء فيما أخفى بعضهن وجوههن .. وهرعت أم سعيد من بعيد وهي تصرخ ( ابني ابني ) مرر الشيخ السكين من تحت الخيط فقطع الخصيتين وألقى بهما بعيدا فلاحقتهما عيون الناس وهرع الأطفال نحو المكان الذي ستسقطان فيه !!
انقضت أم سعيد كلبوة فقدت أشبالها .. انتزعت الولد من بين أيدي الرجال وانطلقت به عائدة إلى البيت وهي تصرخ بحرقة وألم .
(2)
قلت لكن أنه يجوز أن لا تصدقن يا بنات ، لكن هذا ما حدث بالفعل وهو ليس كل الذي حدث ، فقد كبر سعيد وأخذ يرعى قطعان الشيخ التي يزيد تعدادها على سبعة آلاف وخمسمائة نعجة وماعز . نعم يا بنات كان يرعى كل تلك القطعان وحده ، ويا ليتكن ولدتن من قبل لتشاهدن ذاك الفتى الأسمر ، إنه الراعي الوحيد الذي لم يكن يصطحب الكلاب معه ، وقد لا تصدقن أنه عندما كان الذئب يسطوعلى قطعانه كان يجري خلفه إلى أن يلحق به ويخلصه الشاة التي خطفها ثم يسمه بوسم القطيع على أذنه ويطلق سبيله !!
إن هذا أغرب من الخيال يا بنات لكنه ما حدث بالفعل فلا تلمنني إذا ما تنهدت وبكيت بحسرة على ذاك الفتى الأسمرالطيب ، فكم من أرانب برية وذئاب وضباع وغزلان أمسك بها ووسمها بوسم القطيع واطلقها .
آه آه ..!! أما عندما كان يعزف على الناي أو المجوز أو الأرغول ، فهذا ما لا أستطيع وصفه لكن . قلت لكن يا ليتكن ولدتن من قبل لتشاهدنه ، فهؤلاء الرجال الذين تشاهدنهم الآن ليسوا رجالا !!
كان سعيد يجلس دائما على رابية عالية والقطعان تنتشر من حوله في الأودية وفي الجبال وبين الشعاب ، ويشرع في العزف :
تثبت كل شاة في مرعاها .. تتوقف الطيور عن تغريدها .. تمر أسراب القطا عبر الفضاء وتحلق فوق رأسه ثم تحط على مقربة منه .. تتوقف النساء عن قطع الحطب وتعشيب الزرع ، وقطف الخبيزة والبابونج ويجلسن يتنصتن .
تداعب أصابعه ثقوب المجوز بخفة .. ينتقل الصوت عبر الأودية والشعاب ليتردد صداه من قفر إلى قفر محمولا على أجنحة الريح !!تخرس كل نايات الرعاة وأراغيلهم ومجاوزهم .. تتجه أغنامهم إلى الناحية التي يسمع فيها صوت ناي سعيد .
تدور النشوة في رؤوس النساء اللواتي يحتطبن أو يغسلن الثياب أو يعشبن ، فيتسللن إلى سعيد وينزعن ثيابهن أمامه ، إذا لم يكن في مرأى من أعين الناس ، وإذا كان كذلك فكن ينزعن ثيابهن في أماكن تقيهن العيون !
وذات يوم يا بنات – قربن آذانكن لأهمس لكن – كنت أحتطب في واد يرعى فيه سعيد قطعانه . سمعته يعزف فتسللت إليه .. نزعت ثيابي أمامه قطعة قطعة وجلست عارية بين يديه !! لم يتوقف عن العزف وخلال لحظات كانت نسوة كثيرات يتعرين ويجلسن أمامه خاشعات بين الحجارة والصخور !!
(3)
لا تصدقن يا بنات من يقول أن المرأة لا تؤتمن على سر ، فلم يكتشف أحد أن النساء يتعرين عندما يسمعن عزف سعيد ، على الرغم من أن أغلب نساء العشائر تعرين عند سماعه ولو داخل خدورهن !!
وجاء يوم يا ليته لم يأت ! آه آه فقد جاء فرسان الأتراك من القدس ليجمعوا الضرائب لخزينة السلطان . كانوا يجوبون الأودية والجبال بحثا عن القطعان لتعدادها وللحصول من أصحابها
على ضريبة عن كل شاة .
أقبلوا على سعيد .. كانت قطعانه تنتشر على مساحات كبيرة بين الأودية وعلى سفوح الجبال وقممها ..
قال له مأمور الفرسان :
- أنت الذي ترعى كل هذه القطعان ؟
- نعم يا سيدي المأمور .
- وحدك ؟
- نعم وحدي يا سيدي !
- وهل تستطيع حمايتها من الذئاب؟
- نعم يا سيدي .
- وكيف تتركها تنتشر بين حقول الزرع هكذا ؟
- إنه لم ينبت جيدا بعد يا سيدي المأمور ، ثم إنني طوعت قطعاني على عدم الإقتراب من الزرع !!!
وهنا صمت المأمور للحظات مخفيا دهشته من قول سعيد ، وراح يجوب بنظراته مختلف الجهات ، فبدت له الأغنام أكثر من النمل ، فاحتار في أمره ولم يعرف كيف سيعدها .. نظر إلى سعيد :
- قل لي أيها العبد !!
- نعم يا سيدي المأمور .
- ألا تتفقد قطعانك كل يوم ؟
- نعم إنني أتفقدها يا سيدي .
- كيف ؟
- أقوم بعدها يا سيدي !
- ألم يسبق ووجدتها تنقص شاة أو أكثر ؟
- لم يسبق يا سيدي !
- وكم تعداد قطعانك ؟
- سبعة آلاف وثمانمئة وإحدى وثمانين شاة يا سيدي !!
- وهل كلها لسيدك ؟
- إنها لكل العائلة يا سيدي لكن سيدي يملك أكثرها .
وصمت المأمور قليلا .. نظر إلى وجوه الفرسان ، ثم نظر إلى سعيد :
- اسمع أيها العبد !
- نعم يا سيدي .
- أنا أصدقك ولن أقوم بعد القطعان ، لكنني لن أبرح مكاني هذا قبل أن أرى كيف تجمعها وتعدها ، ما رأيك ؟
صمت سعيد للحظة موجسا أن يحدث له شيء، قال :
- هل يحلف سيدي المأمور بالله ورأس السلطان أن لا يمسني بسوء إذا ما فعلت ذلك ؟
- إنني أحلف أيها العبد !
وهنا اعتلى سعيد صخرة عالية يا بنات ، هيأ مجوزه وشرع يعزف لحنا خاصا ..
نزل الفرسان عن خيولهم حين أدركوا أنهم سيسمعون عزفا غير عادي ، وجلسوا على الحجارة ينصتون وينظرون إلى القطعان ..
أخذت الأغنام تهرع من كل صوب وتقف في طوابير منتظمة أمام سعيد .. انتظمت النعاج في طابور والمعز في طابور آخر .. وصلت كافة الأغنام وانضمت إلى الطابورين .. توقف سعيد عن العزف لكنه لم ينزل عن الصخرة .
همس المأمور في أذن معاونه :
- قل لي برب الكائنات ؟!
- ماذا يا حضرة المأمور ؟
- إذا كان هذا فعل العبد بالأغنام ، فما بالك بالنساء بالله عليك ؟!!!
همس المعاون دون تردد:
- أعتقد أنهن يشمرن له عن أفخاذهن يا حضرة المأمور !!
ونظر المأمور إلى سعيد نظرة ماكرة :
- ألا تنزل أيها العبد ؟
تنبه سعيد بفطنته إلى أن المأمور يبطن له الشر !!
- لن أنزل يا سيدي !!
اعتلى المأمور جواده وحاول أن يصعد إلى سعيد ، لكنه لم يظفر به ، فقد وثب سعيد عدة وثبات
وراح يتسلق صخور الجبل ، فلم يستطع الجواد أن يلحق به ، لكن المعاون تنبه إلى أمر هام ، فالتفت إلى المأمور :
- جاءتني فكرة يا حضرة المأمور!
- ما هي قل ؟
- أعرف أن هؤلاء العبيد يحرصون على القطعان التي يرعونها أكثر من حرصهم على أنفسهم ، فإذا ما أوهمنا هذا العبد اننا سنأخذ قطعانه ، فسيلحق بنا لاستردادها .
- انت مدهش يا حضرة المعاون ، هيا بسرعة ولننهل على الأغنام بالسياط.
- أحاط الفرسان بالمعز والنعاج وانهالوا عليها بسياطهم وساقوها أمامهم . جن جنون سعيد فأخذ يصرخ من على صخرة مناديا :
(ألم تحلف بالله ورأس السلطان أنك لن تمسني بسوء يا سيدي المأمور فلماذا تأخذ قطعان سيدي )؟
خاطبه المأمور بأعلى صوته:
( لن نفلت الأغنام إلا إذا سلمت نفسك لنا ايها العبد )!
شاهد الناس الفرسان يسوقون القطعان فأخذوا ينظرون من على قمم الجبال..
هرع سعيد خلف الفرسان وهو يدرك في قرارة نفسه انه يسلم نفسه إلى قدره .. لحق بهم .. لم يكن خائفا .. نزل الفرسان عن خيولهم . أمسكوا به .. قيدوا قدميه وطرحوه أرضا . وضعوا يده اليسرى على حجر .. استل المأمور سيفه وأهوى به على أصابعها فبترها .....
(4)
ايه يا بنات .. قلت لكن أن لا تلمنني إذا ما تنهدت وبكيت ، فكم تغير العبد سعيد بعد ذلك .. لم يصدق أحد ان هذا هو سعيد الأمس ، فقد ترهل كل شيء فيه ، ضمر جسمه ، وبرزت عظام صدغيه ، وغارت عيناه في رأسه ، وتهدل هدباه ، وخارت قواه ، ولم يعد يهتم بنفسه ، وأهمل قطعانه ، فلم تعد تذعن له ، وأصبح يتعذب كثيرا في السيطرة عليها وجمعها ..
وذات يوم داهمت الذئاب قطعان سعيد ، فهربت القطعان أمامها .. راحت الذئاب تشتتها بين الأودية وعلى سفوح الجبال وكلما لحقت بشاة فتكت بها وتركتها لتلحق بأخرى .. إلى أن أتت على الكثير من الأغنام ..ولولا هروع الناس من البيوت لأتت على معظم القطعان ..
حين بلغ الخبر مسامع الشيخ جن جنونه، وانهال على سعيد بالضرب المبرح ما أن مثل أمامه . وأقسم برأس والده أنه سيجعل منه عبرة لكل العبيد إذا ما شاهده في ربوعه .
هام سعيد على وجهه لا يعرف أين تجره قدماه ... وانقطعت عنا أخباره منذ ذلك اليوم يا بنات .))
**************
العبد سعيد بالانكليزية
Saeed the Slave
1
Granny Zubaydah took off the padded head ring that she used for carrying her water pitcher on and adjusted her position on a hessian sack. She began to tell the story of Saeed the slave to the girls who were gathered around her:
You may not believe this story, but I swear to you, girls, on the souls of my children s children that what I’m about to share with you is no lie.
One day, I was playing with the other children of the tribe in the great valley which is as wide as dozens of camel-hide tents, and Saeed, the son of the Sheikh s slave, was also there playing. I had seen many slaves’ sons, but never one like Saeed. I swear on the soul of my father, that boy would swoop down on the other children like an eagle preying on rock pigeons.
Girls, I tell you, he was a boy… such a boy as no woman had ever begotten the equal of. He was really tall, as tall as a door frame, dark-skinned and long-legged and he could race all the other boys - he was as fast as a greyhound.
While we were playing that day, Sheikh Ali was passing by followed by his slave Qaedan. The boys of the tribe were charging headlong at Saeed from all sides and he was shouting in their faces and throwing them to the ground one after the next. We girls stood to one side with all eyes on the battle. Can you believe that he even asked the other slaves’ sons not to interfere in the fight´-or-to fight with him against the boys of the tribesmen, unless he was beaten? And that didn t happen often.
When Sheikh Ali saw him, he reined in his horse and stood there watching in disbelief. Saeed managed to throw every single one of the boys to the ground and then went and stood with the other slaves’ sons. We stood there in awe. Even the boys of the tribe bowed their heads in shame.
Sheikh Ali said to his slave Qaedan, “If this boy grows up to become a man, there will not be a single woman in this tribe who would not offer herself to him. Bring me this boy. I shall cut off his testicles”.
The slave Qaedan stood there for a moment in confusion, then he was in such distress that he fell to the ground crying out and scattering -dir-t on his head.
The Sheikh said to him: “Slave, what s the matter with you, what s all this fuss about?”
Qaedan the slave replied: “Master, that s my son. He’s my son”.
“I don’t care whose son he is”, said the Sheikh. “You d better bring him to me´-or-you and your offspring shall be exiled from my tribe and unwelcome in the seven neighbouring tribes till Judgement Day.”
Then he gave his horse a sharp nudge with his heels and rode off towards the village meeting-place.
Qaedan couldn’t find a way out of this situation, so he got up off the ground and headed towards the boys.
He led his son away by the arm with tears cascading down his cheeks. Dozens of boys followed them.
The news spread throughout the tribe and people congregated at the meeting-place, making a circle around the slave Qaedan and his son.
The Sheikh made a fire. Someone brought him a knife and he stuck the blade in the fire.
Saeed said to his father Qaedan: “Father, why did the Sheikh light a fire and why did he put a knife in it?”
His father couldn’t bring himself to explain. Instead he addressed the Sheikh and asked: “Master, will you allow me to leave, as I can t bear to witness this?”
The Sheikh gave him permission, saying: “Give me the boy and begone. Go wherever you please”.
Qaedan handed his son over to the Sheikh and left.
The boy was terrified and began screaming and crying out for his father. He tried desperately to escape the Sheikh s grip, but his hands just tightened further on the boy’s wrists. The Sheikh ordered the boy to be tied up with ropes to restrain his endless struggling.
His arms and legs were bound, but that was still not enough to immobilize him. So two men pinned his arms down and two others his feet.
A couple of men stretched Saeed’s testicles out and tied a string made of hemp tight around the top of the sac.
The Sheikh took the red-hot knife out of the fire. Some women left the scene while others averted their eyes´-or-covered their faces. We saw Saeed’s mother running from a distance towards the centre crying out “My son… my son…” as the Sheikh took the knife to the boy’s testicles, chopped them off from right under where the string was tied, and flung them away. People’s eyes followed the testicles as they journeyed to the ground, and the children rushed to the spot where they had landed.
Saeed’s mother leaped onto the scene like a lioness who had lost her cub. She snatched her son out of the grip of the men who were holding him down and rushed him back home crying tears of fire and agony.
2
I told you that you might not believe me, girls, but that really is what happened. But that was not all. When Saeed grew up he became a shepherd to the Sheikh’s flock of more than seven thousand five hundred sheep and goats. Yes, girls, he looked after that massive flock all on his own. I really wish you had been born at that time so you could have seen that handsome dark-skinned lad. He was the only shepherd who never took dogs with him while tending to the flock. You may not believe it but when a wolf caught a sheep´-or-a goat, Saeed would chase after it until he managed to catch the wolf and free the stolen prey. Then he would brand the wolf on its ear using the same marking used for the stock and release it back to the wild.
I know this is stranger than fiction, girls, but it really did happen. So don t blame me if I sigh´-or-cry my heart out for this dark-skinned lad who had captured, branded and released scores of wild hares, wolves, hyenas and deer .
And oh… when he played the nye, the double-piped flute´-or-the argul… that was indescribable. As I said, I wish you had been born back then so as to see for yourselves that the men you see around nowadays are not real men at all.
Saeed always used to sit on a high mound whilst the flock spread out around him across the valleys, mountains and ridges. When he played his pipe, the flock would stop grazing and birds would cease their singing. Flocks of sandgrouse passing by would hover over his position then land near by. Women would stop chopping wood,´-or-weeding their crops,´-or-gathering sweet herbs and chamomile, and they would sit and listen to the music.
His skilled fingers would run playfully over the holes of the double-piped flute. The tunes would travel across the valleys and ridges and echo in the wilderness carried on the wings of the wind. All nyes, flutes and arguls played by other shepherds would go silent and their sheep would head towards the cadences of Saeed’s nye.
Women who were collecting wood, washing clothes´-or-weeding the crops, would become consumed with ecstasy. So much so that they would sneak away to see Saeed and they would take their clothes off for him if no one else was in sight. Even if there were people around, they would still take their clothes off, but from afar, away from prying eyes.
One day, girls - come closer so that I can whisper in your ears - I was collecting wood in one of the valleys where Saeed was tending to his flock. I heard his music and I sneaked away to him and I took my clothes off in front of him one piece at a time and sat naked in his arms. He carried on playing his music and within moments, there was a crowd of naked women sitting around on the rocky ground in front of him.
3
Girls, don t listen to those who say that women can’t keep a secret. No one knew that the women used to take their clothes off every time they heard Saeed’s music, even though most of the women in the tribe would strip off behind the drapes in their own tents when listening to the music.
But a day came that I wish had never arrived… What an awful thing!… Some Turkish cavalrymen came from Jerusalem to collect taxes for the Sultan’s treasury. They roamed the valleys and mountains taking a census of sheep and goats to collect taxes from the owners for every single head.
And of course they came upon Saeed. His flock was scattered across large areas of the valley and between the mountains slopes and their peaks.
The cavalry commander said to Saeed: “Are you the person looking after this flock?”
“Yes, I am”, Saeed replied.
- “On your own?”
- “Yes, on my own, sir.”
- “And you are able to protect the flock from wolves?”
- “Yes, sir.”
- “Why do you leave the flock scattered like this across the fields of crops?”
- “The crops haven’t come up fully yet, commander, sir. Besides, I have trained my sheep not to go near the crops!”
On hearing this, the commander went quiet for a moment whilst attempting to hide the look of surprise on his face from what he had just heard, by shifting his gaze elsewhere.
There were so many sheep that they looked like ants to the commander. He was completely mystified and had no idea how to count them. He looked at Saeed and said:
- “Tell me, slave…”
- “Yes, commander, sir.”
- “Do you not inspect your flock every day?”
- “Yes I do inspect the sheep, sir.”
- “How?”
- “I count them, sir.”
- “And you’ve never found one´-or-more missing?”
- “Never sir.”
- “So how many are there?”
- “Seven thousand, eight hundred, and eighty one, sir?”
- “Do they all belong to your master?”
- “They belong to the family, sir, but my master owns the majority of the flock.”
The commander went silent for a moment. He looked at his men, then at Saeed.
- “Listen, slave…”
- “Yes, sir.”
- “I believe you, and I won t count the sheep, but I will not leave this spot until I have seen you gather the sheep and count them. Can you do this for me? ”
Saeed stood in silence for a moment, a sense of dread surging through his body. Then he said:
- “Does your grace swear by God and the Sultan’s head that no ill will befall me if I do this?”
- “I swear, slave!”
And with that, girls, Saeed climbed a high rock, took out his pipe and began to play a special tune.
The horsemen dismounted when they realised that what they were listening to was an unusual tune. They sat on some rocks, listening to the music and watching the flock.
The sheep came rushing from every corner and began to form orderly lines in front of Saeed. The ewes went on to form one line and the goats another. When all the sheep had arrived and joined in the lines that had formed, Saeed stopped playing his pipe, but he remained standing on his rock.
The commander whispered in the ear of one of his aides:
- “Tell me… by the God of all creatures…”
- “What is it, commander, sir?”
- “By God… If this is what this slave can do with sheep, can you imagine what he can do with women?”
Unhesitatingly, the aide whispered back,:
- “I believe they would roll up their dresses to reveal their thighs to him, commander, sir!”
The commander gave Saeed a sly look. “You, slave, are you not coming down?”
The shrewd Saeed knew that the commander meant to do him harm, and said “I will not climb down, sir.”
The Turkish commander got on his horse and tried to reach Saeed, but he couldn’t catch him as Saeed leapt from one rock to the next and went on climbing further up the mountain. A horse would never get to him there.
However, one of the aides was aware of a fact that he soon shared with his commander.
- “I have an idea, commander, sir.”
- “What is it? Speak, man!”
- “I know that these slaves care more about the sheep in their care than their own safety. So, if we led this slave to believe that we were seizing his flock, he would definitely follow us to get the flock back.”
- “Good man sir! What a good idea! Come on then let s go to it! Let’s attack the sheep with our whips.”
The soldiers surrounded the goats and ewes and began striking them with their whips and driving them forward .
Saeed was driven mad by this sight and he began to cry out from on top of his rock: “Didn’t you swear by God and by the Sultan’s head that no ill would come my way, commander? So, why are you taking my flock?”
The commander bellowed back at the top of his voice: “We will not leave the sheep alone unless you give yourself up to us, you slave!”
The tribespeople saw the soldiers driving the flock away as they stood watching from atop the mountains.
Saeed gave chase to the cavalrymen even though he knew, deep inside, that he was submitting to his fate.
Boldly, he caught up with them. The cavalrymen dismounted and seized him. They tied Saeed up by his feet and threw him to the ground. His left hand was placed on a rock. The commander drew his sword and with a swish, he chopped off Saeed’s fingers….
4
Yes, girls… I did tell you not to blame me if I sigh´-or-cry.
Saeed the slave changed after the events of that day. No one could believe that this person was the same Saeed. He became limp. his body wasting away, his temples bulging and his eyes sunk, his limbs hanging down and his strength lost. He stopped taking care of himself and he neglected his sheep, which in turn stopped following his commands. He found it impossible to maintain control over the flock and call them back to him.
One day, some wolves raided Saeed’s herd and the sheep ran off, the wolves chasing them as they scattered over the valleys and mountain slopes. Every time they caught a sheep, the wolves would slaughter it and move on to the next moving target, until they had managed to kill a vast number of them. If it weren’t for people rushing out to their rescue, the wolves would have slaughtered most of the flock.
When the Sheikh heard what happened, he went mad with rage and when Saeed turned up, he gave him a thorough beating.
The Sheikh swore by his father’s head that he was going to make an example of Saeed to all the slaves if he ever laid eyes on him again.
Saeed was left wandering aimlessly around, not knowing where his feet would take him next.
And you know girls, no one has ever heard from him since that day.
#محمود_شاهين (هاشتاغ)
Mahmoud_Shahin#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
