أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - ما الذي يدفع اطفالنا للشهادة...؟؟؟














المزيد.....

ما الذي يدفع اطفالنا للشهادة...؟؟؟


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 6322 - 2019 / 8 / 16 - 13:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما الذي يدفع اطفالنا للشهادة...؟؟؟
بقلم :- راسم عبيدات
حتى اللحظة لم يجر التأكد بان الطفل حمودة خضر الشيخ قد استشهد ام لاء،في حين تم تأكيد استشهاد الطفل الثاني نسيم ابو رومي.....وبغض النظر عن ذلك فالسؤال الجوهري هو ما الذي يدفع اطفال بعمر الورود الى الإستشهاد وهم في بداية تفتحهم على الحياة ؟؟؟...فعندما يتخذ طفل بهذا العمر قراره بالإستشهاد،فهذا يعني أنه ادرك بانه استمرار حياته بهذه النمطية وهذا الشكل،أصبحت بدون معنى،فهناك من ينغص عليه حياته ويمنع افاق تقدمه وتطوره وعيشه بحرية وكرامة؟؟ أليس من يغتال احلام اطفالنا ويقتل فيهم روح الحياة،هو المسؤول عن جريمة قتلهم..؟؟،أليس من ينكل بهم ويقمعهم ويذله صباح مساء في عمليات تفتيش عارية مذلة ومهينة تمتهن كرامتهم على مرأى الناس،هو المسؤول عن ذلك..؟؟ أليس من يوظف شرطته وجيشه لحماية عربدة واستفزازات المستوطنين وتسهيل اقتحاماتهم للأقصى،هو المسؤول..؟؟ أليس من ينكر حق شعبنا في العيش في وطن حر،هو المسؤول عن هذه الجريمة..؟؟إحتلال لا يأبه بحياة طفل او فتى او شيخ إذا ما كان فلسطيني،فالسلاح جاهز للتصفية،بغض النظر عما اذا كان المقابل طفل أو فتى او فتاة فلسطينيون يحملون سكين فواكة او مقص او مفك، لا يمكن له أن يقتل أو يهدد حياة من هم مدجيين بالسلاح والمتدثرين بسترات واقية لا يخترقها الرصاص الحي،فالقتل هو الرد الوحيد على ذلك،ليس محاولة الإعتقال أو حتى الإصابة في مكان غير قاتل،فالأمور والتعليمات المعطاة لهم،هي بالقتل وليس غير القتل....الإحتلال بما يرتكبه من قمع وتنكيل بحق شعبنا الفلسطيني عامة والمقدسيون خاصة،يجعل الحجر لا الطفل يتحرك...فحتى الحجر في القدس يجري " اغتياله" وترك ساكنيه في العراء ...اطفال " تغتال" أحلامهم...ينضجون قبل ميعاد نضجهم "تطحنهم" الحياة....يصحون كل يوم على ما ينغص عليهم حياتهم ويغلق كل السبل والطرق أمام مستقبلهم في حياة حرة كريمة ....نعم عندما يتحرك هؤلاء الأطفال لكي يستشهدوا...فهذا يعني بأن المحتل أغلق كل الخيارات أمامهم ....وباتوا يشعرون بان هذا الإحتلال هو سبب كل البلاء والشرور في حياتهم ....وان حياتهم لم يعد لها قيمة او معنى....طفل كان نطفة باحشاء امه،يولد ووالده في المعتقل،يكبر ويصبح شاباً وربما يتزوج وينجب ووالده خلف القضبان،لم يعش أي معنى من معاني الطفولة،او حنان الوالد،لم يحضنه والده ولم يتمكن أن يشتري له لعبة،او يرافقه الى الروضة او المدرسة في يوم افتتاح العام الدراسي،ماذا يتوقع منه الإحتلال،ان يستقبل من سجنوا والده وحرموه من حريته،أو ان يكون الى جانبه في طفولته،ان يستقبلهم بالورود والرياحين ..؟؟؟.
الأطفال والفتيان المقدسيين،في أغلب الأوقات يحسبون ألف حساب لدخول البلدة القديمة من القدس،كما حال اطفال البلدة القديمة في الخليل،فجيش الإحتلال وشرطته المتمركزة في ابراجها العسكرية على مداخل بوابات البلدة القديمة والمصوبة لسلاحها بشكل دائم في إنتظارهم،بالصلب على الجدران والتفتيش المذل والمهين،والنبش في كتبهم ودفاترهم،وفي كل خلية من خلايا اجسامهم،عدا عن الضرب والتنكيل،عمليات إهانة وإذلال وإمتهان للكرامة،متعمدة وفق منهجية إحتلالية مخططة وموجهة،لقتل أطفالنا نفسياً واغتيالهم معنوياً،ومن ثم يسألون لماذا يستشهد هؤلاء الأطفال...؟؟ من يشاهد كيف قام جنود الإحتلال بالضحك وتهنئة بعضهم البعض،بتفجير عمارة المواطن محمد ابو طير في واد الحمص بواسطة الديناميت،كأن ذلك لعبة "ببجي" ،يدرك لماذا يستشهد أطفالنا.
أطفالنا ليسوا عشاق موت،ولا يتسابقون عليه،بل هم طلاب حياة،كباقي اطفال العالم،لهم احلام واهداف،ويحلمون ليل نهار بأنها ستتحقق،ولكن كيف ستتحقق،وهم محرمون من أبسط شروط الحياة الإنسانية،فهم محرمون من حرية التنقل،محرمون من الأمن والأمان،محرمون من حضن أبائهم من خلف قضبان سجون الإحتلال،محرمون من السفر،بل تجد أطفال بسبب سياسة الإحتلال بمنع شمل العائلات الفلسطينية،محرمون من العيش مع والديهم،تحت سقف واحد،ولعلني أذكركم بحالة الصحفي مصطفى الخاروف،ابن القدس،الذي يريد الإحتلال ابعاده وترحيله عن قدسه،لكي يبقي زوجته وطفلته بعيدتين عنه،او يضطرهما للهجرة للحاق به في البلد الذي يبعده إليه الإحتلال.
في حالة الإحباط واليأس وفقدان الثقة،البعض قد يحمل ما قاموا به الى الأهل،او القوى والتنظيمات الفلسطينية،وكأن هناك اهل يحرضون ابنائهم وأطفالهم على الموت،او ان التنظيمات تدفع بالأطفال نحو الموت،معفين الإحتلال من المسؤولية،وهذا ينم عن جهل وقلة وعي أو تشويه لحقائق الأمور، اسألوا اطفال العيسوية الذين وصل الأمر بالإحتلال الى حد استدعاء اطفال لا تزيد اعمارهم عن ست سنوات للتحقيق،بحجة وذريعة رشق دورياته بالحجارة،وكم طفل جرى ابعاده عن بيته،او حرم من استكمال تعليمه،او جرى اعتقاله وسجنه،بعد تعرضه للتعذيب والضرب والإهانات،وما يتركه ذلك من آثار نفسية واجتماعيه على حياته.
انا أجزم بأن من يعفون الإحتلال من مسؤولية قتل وتصفية أطفالنا بدم بارد،لم يسمعوا عن أسرى تركوا اطفالهم نطفاً في احشاء امهاتهم أو كانوا لا تتجاوز اعمارهم اصابع اليد الواحدة، كبروا وناضلوا وسجنوا والتقوا مع ابائهم في سجون الإحتلال.
نحن لا نغفل العوامل الأسرية والعائلية والخلافات التي تحصل فيها،والتي ربما تسهم في خلق عوامل ضاغطة على اطفالنا وتولد ليدهم احساس وشعور باليأس والإحباط،قد تدفع بهم للتفكير بخيارات غير سوية او صحيحة،ولكن كل شعبنا ضحية الإحتلال،فجذر وأساس البلاء الإحتلال،ومن ثم تصبح العوامل الأخرى،عوامل ثانوية يمكن التغلب عليها،في وطن ينعم بالحرية والأمن والأمان.
حين يستشهد اطفالنا،فاعلموا بان كل السبل والخيارات قد سدت امامهم،وان الحياة بالنسبة لهم،لم يعد لها قيمة او معنى،الإحتلال يقتل فينا كل شيء،ويغتال احلام وفرحة اطفالنا،ولذلك لسنا بحاجة الى جلد ذاتنا،فالمحتل يومياً يواصل جلدنا بكل الطرق.

فلسطين – القدس المحتلة
16/8/2019
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بعد الإشادة بشجاعة المقدسيين..؟؟
- قراءة اولية لما حدث في الأقصى اليوم
- -توليد- النخب السياسية والفكرية
- واكتمل ثالوث اللصوص
- من واد الحمص الى العراقيب وبيروت الهدف التهجير والتطهير العر ...
- هل سيصلي نصر الله في القدس..؟؟؟؟
- الحرب على القدس متواصلة
- ضرب الصمود والحالة المعنوية المقدسية
- قر اءة أولية في هبة اليهود - الفلاشا-
- المتصهين فريدمان رئيسا لمجلس المستوطنات
- العيسوية تعيد اتجاه البوصلة
- سقطت - الصفقة- وبقي - القرن-
- خطة كوشنر.....خطة الوهم
- الأردن يجب أن يقول لا كبيرة لمؤتمر المنامة
- في القدس....الحرب تشتد وطأتها
- فريق- الباء- يريد جر واشنطن لحرب مع طهران
- نعم يمكن إسقاط صفقة القرن
- تسريب العقارات في القدس مجدداً
- ثقافة العنف والقتل في مجتمعنا إلى أين ..؟؟؟
- هل يحمل الخلاف الديني بصمات خلاف سياسي ...؟؟


المزيد.....




- شاهد ما كشفه فيديو جديد التقط قبل كارثة جسر بالتيمور بلحظات ...
- هل يلزم مجلس الأمن الدولي إسرائيل وفق الفصل السابع؟
- إعلام إسرائيلي: منفذ إطلاق النار في غور الأردن هو ضابط أمن ف ...
- مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من فوق جسر في جنوب إفريقيا
- الرئيس الفلسطيني يصادق على الحكومة الجديدة برئاسة محمد مصطفى ...
- فيديو: إصابة ثلاثة إسرائيليين إثر فتح فلسطيني النار على سيار ...
- شاهد: لحظة تحطم مقاتلة روسية في البحر قبالة شبه جزيرة القرم ...
- نساء عربيات دوّت أصواتهن سعياً لتحرير بلادهن
- مسلسل -الحشاشين-: ثالوث السياسة والدين والفن!
- حريق بالقرب من نصب لنكولن التذكاري وسط واشنطن


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - ما الذي يدفع اطفالنا للشهادة...؟؟؟