أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاله ابوليل - شيفرة دافنشي ودراسة عن التوافق بين الرواية والفيلم .















المزيد.....

شيفرة دافنشي ودراسة عن التوافق بين الرواية والفيلم .


هاله ابوليل

الحوار المتمدن-العدد: 6321 - 2019 / 8 / 15 - 18:42
المحور: الادب والفن
    


من سنتين وهي على الرف بانتظار ايجاد وقت لقراءتها
ولأني لست مغرمة بقراءة الروايات البوليسية , فقد ماطلت فيها ولكني اليوم صباحا , انهيت الصفحة :499
وكانت جميلة للغاية
ربما , هي قراءة متأخرة بعد أن قرأها طوب الارض كلهم ,ولكني بالنهاية فعلتها
"شيفرة دافنشي"
الرواية التي تدور احداثها في متحف اللوفر بحبر أمريكي وبنكهة دينية.
الرواية التي تسخر من الفرنسيين وتعيّر رجالهم بأنهم شهوانيين في وصف غريب من نوعه .
يقول دان براون عن فرنسا - البلد المعروف بذكوريته , وقادته الشهوانيين - قصار القامة وعديمي الثقة بأنفسهم كنابليون وبيبان القصير , لم يكن ليختارا رمزا وطنيا مناسبا لتمثيله افضل من قضيب بارتفاع ألف قدم. وتصف كيف أن أبو الهول وهو لقب للرئيس" ميتران" الذي اوصى ببناء الهرم الضخم المكون من 666 لوح زجاجي على مدخل اللوفر يصف الروائي محيط المدينة بطريقة وكأن تعايشها بعينيك وهذا هو
ما نسميه بالإختلاق المتخيّل من القارىء , حيث يصبح حرا في تخيّل الأبطال والأماكن وهو ما يتعارض عند تجسيد المخرج لرؤيته الأحادية عندما يفرض عليك ممثلا ما قد لا يعجبك عند تجسيد العمل سينمائيا .

الجدير بالذكر أن الرواية, منعت في بلدان عدة, بسبب رفض الكنيسة لمحتواها و لهذا نالت شهرتها الاستثنائية في الترجمة والإنتشار . فكل ممنوع مرغوب كما يقولون .
و يقال على ذمة الصحف أن عدد النسخ المطبوعة فاقت وزادت عن ستين مليون نسخة وهذا كفيل أن يضمن شيخوخة ملكية, لدان براون المحظوظ, واللهم لا حسد .

المهم في خلاصة الرأي, أن الرواية تدعي أن سيدنا عيسى المسيح , كان متزوجا من ماري أو مريم المجدلية والتي هي من نسب سيدنا داود وسليمان عليهما السلام. ولكنها فرت حين القى اليهود القبض على سيدنا المسيح وقاموا بصلبه كما جاء حسب الرواية المسيحية , أوشبه به
حسب الرواية الاسلامية .

هربت مريم المجدلية لفرنسا وانجبت طفلة اسمتها سارة
وذريتها من سارة- ذات الدم الملكي المقدس , ماتزال تعيش في فرنسا بحراسة مشددة من عائلات قديمة واخويات سرية مثل اخوية " سيون " التي عاهدت على أن تحافظ على بقاء ذلك الدم الملوكي للمسيح.
وهذا بدوره ينسف الوهية المسيح التي ابتدعته الكنيسة الكاثوليكية بعد أربع قرون من صلب المسيح حسب الرواية الكاثوليكية.
وخاصة ان قسطنطين كان وثنيا وتم تعميده قبل موته فقط وذلك بإيعاز من المقربين له لتوحيد الدين المسيحي ,بسبب ازدياد اتباعه بمعنى ان انعقاد المؤتمر الديني بقونية كان ليقر بالتصويت ما سوف يتم العمل به. .
والرواية تتحدث بالذات عن لوحة العشاء الاخير لدافنشي , وكيف أن دافنشي صوّر لنا صورة سيدة حمراء الشعر تجلس على يسار المسيح هي زوجته وأم ابنته الوحيدة .
ونرى أن الرواية تقول بما معناه أن الفن وحده قد يخلد الحقائق التي يراد لها أن تنسى وأن تمحى لدى الاجيال القادمة. فالصورة اظهرت ماري المجدلية على يساره ولم تكن لتجلس على المائدة لولا إنها قريبة منه جدا .

ولكن بعد مؤتمر قونية تم مسح كل ما يخص ماري المجدلية واعتبارها مجرد مومس وهكذا ,نرى كيف أن قوة الكنيسة في مؤتمر قونية للكنائس الغى اناجيل متعددة كتبت وابقى على اربعة فقط منها وهي التي لا تتعرض لزواج المسيح من المجدلية .
وهذه الاناجيل الأربعة اقرت بالتصويت البشري فلا حرمة و لا قدسية عندما يتدخل بشري في كتاب مقدس ورغم ذلك يتم التغاضي عن هذا التصويت ولا يتطرق له أحد باللمز والغمز والتشكيك
حتى أن احد ابطال الرواية علق ساخرا على ذلك قائلا أن الانجيل لم ينزل بالفاكس .
المهم في الأمر أن قراءة الرواية شجعتني على رؤية الفيلم السينمائي الذي جسد العمل به توم هانكس – ممثلي الأثير والذي احب رغم عدم وسامته ولأن حضرتي العظيمة من ذاك النوع الذي لا يحب ان يرى الفيلم قبل قراءة العمل لكي لا يحجز الخيال لديه في حالة تداولها كل النقاد بالتمحيص كما قلنا سابقا .
وقد اثبت المخرج حسن اختياره لتوم هانكس وخاصة تلك التسريحة التي اعطته منظر جذاب لدكتور جامعي قادم من هارفرد. وحتى في اختياره للصبية الفرنسية ذات الشعر الاحمر التي جسدت فيه دور صوفي, ذات الدم الملوكي لأنها من نسل سيدنا عيسى عليه السلام كما يدعي المؤلف.
وقد وجدت أن ثمة اختلافات الرواية والعمل السينمائي, فعلى سبيل المثال ظهر "تتينغ" العجوز -الذي يحمل رتبة فارس في الرواية سمينا , وجاء بالفيلم نحيف جدا.
وهناك لقطات تمت اضافتها مثل الطالب الجامعي بالباص . فقد حصلوا على معلومة الرمز "اسحق نيوتن" من المكتبة ,وهذا لم يمثل في الفيلم وهناك سرقة سيارة الاجرة , فقد استبدل بدلا منها بالمشي بحديقة مشهورة بالبغاء في فرنسا وهي حديقة يبدو ان الشرطة الفرنسية تركتها للنساء وللشواذ.
المهم ان عالم فرنسا المعاش وكأنه حقيقة كان يتمظهر بالرواية اكثر منه في الفيلم ,وفي الرواية كان هناك قبلة بين الدكتور روبرت وصوفي ولكن في الفيلم كان هناك حضن بسيط وقبلة على الجبين والحمد الله فقد كانت الرواية نظيفة للغاية من أي مؤثرات ايحائية وحتى ذلك الطقس البدائي الذي كان يقيمه القيّم في قصره, كان التصوير من خلفية غير واضحة حيث ركز على الأقنعة فقط , فيبدو وكأن المخرج " رون هاوارد " من المحافظين القدماء أو أن زخامة العمل وشهرته لا تتطلب مؤثرات اضافية يحبها الجمهور المراهق , فالرواية باتت مثل شهرة رواية "مائة عام من العزلة" لغابرييل ماركيز تلك التي يعرفها طوب الأرض جميعا .
بقية العمل كان البحث عن قبر المجدلية وأين دفن , وهي بالفعل مسيرة جميلة ويبدو لي على نحو غريب ,اني قرأت في مكان ما يوما ان فترة المسيح لم تتعدى الثلاث سنوات فقط من بداية دعوته حتى رفعه للسماء أو صلبه كما هي الرواية الكاثوليكية.
وهي بالمناسبة , فترة قصيرة بالنسبة لعدد اتباعها- الذين يتزايدون ويرفضون أن يقول قائل أن المسيح لم يجرب الحياة الجنسية , وأن مريم المجدلية كانت مجرد مومس وأن لا ذرية لسيدنا عيسى.
وربما ينطبق ذلك على احفاد الرسول من بناته من ال البيت , وكيف حدث الانشقاق بين السنة والشيعة جراء تلك الدماء المقدسة وكأن الديانات كلها تقول لنا:
اننا بحكم العادة عاديين مثلكم, ولكننا ننتمي لشرفاء مختارين اصطفاهم الله من بين البشر.
ليتضح بالنهاية وبعد اكتشاف متأخر أنه تم وضعها في هرم زجاجي داخل متحف اللوفر في قبو تحت الأرض لكي لا يسرق جثمانها أحد.
وهو مخبأ يدل على ان المنفية مريم المجدلية اخيرا وجدت لها مكانا في متحف العظماء ولكن في عقلية دان براون ومخيلته الخصبة وأن المسيح لم ولن يصبح آلها ,بل هو بشري و فان .وهذا يتناسب مع الرواية الاسلامية .
وبالنهاية أن حجم الرواية بصفحاتها الخمسمائة ترصد كم من الاحداث والالغاز في ليلة ونهار واحد بما يعني ان تسارع الأحداث يجعلك تلهث وراءها لكي تختمها انت الآخر في ليلة واحدة, فتتأخر عن صباحك وتفوتك لذة القهوة الصباحية ولكنك لن تنسى أن ترمق الرواية بحب اكبر لأنها انعشت خلاياك وجددت الشغف لديك مجددا. في الحقيقة ,
لقد استفذت ثلاث ايام لكي أقرأها ) واحضر الفيلم الخاص بها وهذا جيد لعجوز مثلي على اسوار الخمسين.

ملاحظة
(كلمة عجوز تطلق على الرجل وعلى الامرأة .فقد جاءت الآية في سورة مريم , لتؤكد ذلك عندما بشرت امرأة سيدنا ابراهيم بغلام , اسمته اسحق
"وقالت إمرأته يا ويلتي أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب .....
فلم تقل وأنا عجوزة
وأخيرا ,انه عالم معجون بالشيفرات والرموز وليس عليك سوى تتبعها لكي تحصل على نبوءتك, فامض قدما لحل الغاز حياتك.





#هاله_ابوليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شجرة جوز في الهند والزهايمر وأشياء اخرى
- سبع رسائل لسبع شخصيات وحرب عشواء
- الفيل الذي يجب ان يعرف من يمتطي ظهره.
- -A Hologram for the King - توم هانكس والسعودية والفيلم الممن ...
- غاتسبي العظيم والحب الذي قتله
- سيدفعون وهم صاغرون
- الجامعات ليست للبيع و لا لشراء الولاءات والاصطفافات السياسية
- عالم متصهين ومجزرة نيوزلندا الجديدة
- كشك الزرعيني والاحتفال بمكر المرأة العالمي
- يا له من عالم طريف ! قراءة في رواية عالم جديد شجاع
- ظاهرة شحادة و وسيم يوسف
- تسييس الرياضة والفوز المكبل
- إبكي ايتها الصغيرة - نقولها إلى وزيرة الرياضة في الكيان الصه ...
- ملفوفا بسجادة
- ماركات و مجوهرات لاتصنع كينونتك
- دروع بشرية و رهائن لخدمة شعب الله المحتار
- حقائب ثقيلة و مراييل طالبات لا تتغير و يا غريب كن أديب
- -خلي بالك من زوزو - والمهاجرين
- مباني عمان قشور خزفية
- مفارقات السنة و الشيعة : من يشتم الآخر !


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاله ابوليل - شيفرة دافنشي ودراسة عن التوافق بين الرواية والفيلم .