أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لينة بوروبة - أحمد أمين وفكرة التحرر














المزيد.....

أحمد أمين وفكرة التحرر


لينة بوروبة

الحوار المتمدن-العدد: 6320 - 2019 / 8 / 14 - 21:36
المحور: الادب والفن
    


ذكر احمد امين في كتابه إلى ولدي مجموعة رسائل ضمت نصائح لابنه الذي تغرب من أجل طلب العلم في بلد لا يمت لبلده مصر بأيّة صلة على حسب تعبيره ،تختلف فيه المناهج و النظرة للحياة و أهم ما تقصد الحديث عنه اختلاف العقيدة و الاخلاق، كما ذكر برامج الجامعات التي يقصدها المغتربون للدراسة فقبل اضافة علم يفيد يخسرون أخلاقا تنير. رغم كبر حجم الهفوة بين الاجيال و اصطدامها بين الاب و الابن الا ان اسلوب الكاتب في ايصال نصائحه لابنه تجلى بتحرر و جذب للقارئ دون وجود احكام مسبقة او موقف حازم من قِبله يجعل ابنه او قراء كتابه ينفرون من احكامه.
أكتب و انا اقتبس من كتابه:"ارى ان مدارسكم و جامعاتكم تعنى بالعقل فتضع له المناهج الطويلة العريضة في مختلف العلوم و تمعن في الاجرام فتقلب الآداب و الفنون إلى علوم العقليّة و نظريات فلسفية و تعنى بالجسم فتنظم له الالعاب الرياضية، و تقيم له مباريات السباق و كرة القدم و رفع الاثقال، ثم لا تقيم وزنا و لا تضع منهجا للذوق و تربيته، و هو الاحق للعناية و الاجدر بالرعاية... "
سطور كتابه مركزة بمثل هذا الاقتباس هي عبارة عن ميراث وضعه في أيدي ابنه بدّل العقار و الاملاك الفانية، سعى من خلاله الى تسليط النور على ضرورة الاعتصام بالمبادئ، فالعلم يتطور و تتجدد اكتشافاته اما القيم فثابتة لا تتحول، تقبل أحمد أمين فكرة ان ابنه خُلق لغير زمانه و نشأ في بيئة غير بيئته و درايته ان الفرق يكمن في المتحكم حيث ان في زمانه ذكر أن الحكم للتقاليد و الطاعة لأولياء الامور في حين أخبره ولده ان النصائح المذكورة ليست كبيرة الفائدة و الاكبر فائدة هو البيئة و الوراثة كل هاته العوامل جعلته يصقل نصائحه بحيث تمس الجانب الموجود و الجانب المضاد من الموقف نفسه.
دقة وصفه لأحوال الاجيال الحالية و مقارنتها بالأزمنة الماضية تجعل قارئ هاته الكلمات يفكر بينه و بين نفسه اين الخلل؟ و يجده في الانجراف نحو الحريات و الابتعاد عن الرقابة المنفرة التي تفرضها النزعة الدينية الموجودة في البلد العربي النموذجي و التي يحتكرها الغرب حيث يوفَر للمغترب ابواب رغبات و لهو و عبث لا حدود لها تنتج له في المستقبل القريب شخصا مطابق لمواصفات المظهر لكن بنفْس و ضمير و خلق منحط.
لم يسلك الكاتب الوصف الدنيء للغرب بل عزز من قيمة التعليم و العلم المقدم كما اثنى على جدية و عظمة هاته الامم و مواطن قوتها و ضعفها و اسباب سيطرتها على فوضى الوزارات و الادارات التي اصبحت الصورة النموذجية لمجتمعاتنا العربية، للريادة مع الاخذ بعين الاعتبار حدود اصلاح و تنشئة البيئة الخاصة.
لا وجود لمهرب من كون ترقية الفرد تكمن في صحة نشأته و ارتباطه بقيمه فجودة العقل نقطة الفرق بين الانسان الوضيع و الانسان الرفيع، ف والله ليرثى الحال لشباب لا يعرف الجمال الا في وجه أنثى و لا الاناقة الا في محادثتها، صحيح ان الفكر يتطور بمراحل تبدأ بادراك الجمال الحسي لزهرة او بستان لكن تربيتك هي التي ترقي هذا الادراك الى ادراك المعنى و تجعلك تكره القبح و تعشق الكرامة على سبيل المثال فيُصعد بك الى مستوى المصلحين أصحاب التغيير و التطوير نحو الأفضل في مجتمعاتهم.
شكوى الشخص المستمرة من اصطداماته الاجتماعية و تماطل قضاء اموره في بلده تختفي بمجرد تغربه و معاشرته للمجتمعات الاوروبية. الا يتبادر الى ذهنك ان مجتمعهم تسوده السكينة و الطمأنينة !! لانهم ببساطة منذ نعومة أظفارهم تعلموا حسن المعاملة و جمال السلوك و هو أمر اوصت به عقيدتنا لكن قلة منا يتتبعها و التي تكاد تقترب من الانعدام تسببت في خشونة المعاملة و سوء السلوك لا بأس من السفر من أجل العمل او الدراسة و تطوير الذات بشرط المحافظة على ضبط النفس و الاعتدال عن الميل للذائذ و الخضوع للشهوات فالنصيحة الاكثر وزنا هي ان تدع الحكم و الخضوع التام للعقل، فلا طلب الزهد امر منطقي من قِبل الناصح ولا الافراط و الشراهة سبيل يسلكه المنصوح ما يعني ان الوساطة خير الامور.اعتمد في حياتك على التحري و التساؤل المستمر و اكتشاف عادات المجتمعات و لا تتبناها دون اختيار الخيِّر منها فاعتياد الراحة و الاستسلام للترف يصبح قاسٍ التخلي عنه ان عدت يوما و حططت بأصلك.
خذ من عاداتهم الاستقلالية في العيش و قضاء الحاجيات و دع عادة قضاء الاخرين امورك عنك. تبنى برودة الاعصاب و المشاعر فالبكاء المفاجئ و الضحك دون سبب عبارة عن انفعال اكتسبته من مجتمعك الاصلي، اعتمد على النظام الدقيق و المعاملة الحسنة و تخلى عن الفوضى التي كانت تسود شخصك و محيطك. اكتسب منهم ما يساعدك و يحسن من طبعك لكن لا تنسى ذاتك و لا تتهرب من قيمك ففيها ما يغري حتى المجتمع الذي تسكنه في ان يتبناها.



#لينة_بوروبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لينة بوروبة - أحمد أمين وفكرة التحرر