أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مهاجر - القيادة وتحديات جيل الالفية














المزيد.....

القيادة وتحديات جيل الالفية


محمد مهاجر

الحوار المتمدن-العدد: 6320 - 2019 / 8 / 14 - 02:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ان الذى يميز جيل الالفية اكثر من غيره هو تعدد وتنوع اهتماماته ومقدرته الفائقة على الحصول على المعلومة الصحيحة إضافة الى سهولة التواصل. لذلك فان من المنتظر ان ينظر الناس بعين النقد الى أدوار القادة في القرن الماضى والتي ستضمحل أهمية بعضها, كمثال لذلك القائد المعلم والمدرب. لقد درج بعض القادة في الماضى على احتكار المبادرات و ادمان التوجيه المستمر وتنفيذ بعض الاعمال بأنفسهم, لكن اغلب هؤلاء كانوا فاشلين. وخير مثال لذلك ديكتاتور العراق السابق صدام حسين الذى كان ينفذ الاغتيالات بنفسه, ومع ذلك تخلى عنه اقرب المقربين اليه حينما تكالبت عليه المصائب

عند البحث عن صفات القائد الناجح فاننا بلا شك سنستبعد الدكتاتور والمتعالى. ان الدكتاتور هو في الحقيقة يدى العكس لكن يمارس البلطجة, فهو يمسك بيده كل السلطات, ولا يفوض الا من يطيعه طاعة عمياء. وهو يسعى الى اتهام البعض بالتقصير لكى يجعلهم يشعرون بالذنب ومن ثم ينزعون الى العمل على التكفير عن خطاياهم. والدكتاتور لا يثق في المرؤوسين لذلك يستخدم الطرق الملتوية لجمع المعلومات عن الذين يخالفونه الراى. وبالتاكيد يستخدم هذه المعلومات عند الضرورة من اجل الابتزاز والترويع.

ان القائد المتعالى ما هو الا شخص يصنع لنفسه مكانة زائفة وهيبة مصطنعة. وقد يبذل المتعالى جهدا كبير في تثقيف نفسه وتطوير قدراته. لكنه يفعل ذلك لا لكى يستفيد من علمه الاخرين, ولكن من اجل الاحتفاظ بكرسى القيادة. ولأنه يخشى من زوال المجد الزائف فانه عادة ما يبخل بالمعلومات على مرؤوسية ولا يهتم بتدريبهم وتاهيلهم ويحاول ابعاد الناجحين منهم وحرمانهم من الترقى. وهو يقترح الخطط الكثيرة ويخلط الأوراق لكى يربك الناس. وعلى الرغم من حديثه الكثير عن خطط البناء والاصلاح فانه لا يكلف نفسه عناء إعادة قراءة ما كتبه ناهيك عن الاشراف على التنفيذ او التأكد من ان الاخرين قد نفذوا أفكاره فعلا

ان القائد الحق هو من يحمل في قلبه وعقله رسالة نبيلة ويسعى الى الغايات السامية والاهداف الكبيرة. مثل هؤلاء القادة لهم رؤية واضحة حول قضايا شعوبهم ويمتلكون مزية الثبات على المبادئ والدفاع عنها بشجاعة وبسالة وصمود نادر يتحدى كل العوائق والصعاب. ونذكر منهم على سبيل المثال نلسون مانديلا ومالكولم اكس وجون قرنق. واذا تحدث احد هؤلاء فان الكل يصغى, ليس بجوارحه فقط انما بروحه وقلبه. والقائد من هذا الطراز يفوض الناس وان لم يعبر عن ذلك صراحة. هم يثقون به وهو يثق بهم. منه يتعلم الناس ويلهمون. القائد الحق هو من يهتم بالمبادئ لانه يعلم انها الأساس الذى تنبع منه كل العمليات والمهام وطرق العمل ومن ثم تظهر النتائج. واذا كانت المبادئ فاسدة فان النتائج ستكون فاسدة كذلك. ولان القائد الحق يؤمن ايمانا راسخا بالمبادئ فانه يوطن نفسه دوما على التضحية من اجل مبادءه. والتاريخ يزودنا بكم كبير من سير الابطال الذى ضحوا بارواحهم من اجل المبادئ

ان السودان في امس الحاجة الى القادة من النوع الأخير, وربما هو حسن الحظ, فقد بان للناس ان الاراذل في العهد البائد هم الذين تسنموا كراسى القيادة على حين غرة. لقد كسب الشعب السودانى نعمة الإطاحة بهم ومن ثم التوفر على فرصة كافية للتمحيص. ولا غرو فان كل من اتصف بشمائل مغايرة لهم لهو افضل منهم. وجمال الذهب لا يظهر الا في وضح النهار


ان الاحصائيات تؤكد ان ثلثى سكان السودان تقريبا هم من الفئة ما دون الاربعة والعشرين عاما, اى ان الغلبة لجيل الالفية. وهذا الجيل قد توفر على التكنولوجيا الحديثة فنال حظا وافرا من المعلومات والمعارف وحنكة في طرق البحث والتحشيد والمناصرة. هذه محمدة قد يستفيد منها القائد الناجح الذى وفر لنفسه مقاعد للعمل والتفاعل مع الشباب وصنع شهرة في شبكات التواصل الاجتماعى. وفى نفس الوقت قد يعانى من الإهمال والتجاهل القائد الجيد الذى لما ينتبه للتاثير الكبير لهذه الشبكات على الجيل الجديد. عونا على ذلك فان هنالك رؤى جديدة أصبحت تتبلور لجيل الالفية حول مفاهيم قديمة وراسخة مثل مفاهيم الحرية والفضيلة والمشاركة والتضامن. وكمثال على ذلك فان بعض القضايا قد تحصل على تضامن واسع النطاق لانها استخدمت التكنولوجيا الحديثة فروج لها بشكل فعال, وهو تضامن قد يفوق بكثير ذلك الذى تحوز عليه القضايا المثارة بواسطة الوسائط التقليدية



#محمد_مهاجر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعددية السياسية واحتمالات التخريب
- الديمقراطية والحكم الرشيد
- اميرة
- ما هي المشاركة السياسية المطلوبة؟
- حتما عليك الرحيل
- من هم قادة تجمع المهنيين؟
- ما هى دوافع المترددين؟
- الانتفاضة تسير فى الاتجاه الصحيح
- ما لم تنجزه الانتفاضة حتى الان
- عوامل نجاح الانتفاضة السودانية
- بشريات
- التزمت الدينى فى السودان
- بعض صعوبات العمل الجماعى
- ليس للانسان الا ما سعى
- هل يمكن ان يسلب الانسان كرامته؟
- تساؤلات حول الهوية
- القناع
- الثريات الثلاثة
- سر الاسفندان ........ قصيدة جديدة
- حول الصراع المسلح فى السودان وافاق التسوية


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مهاجر - القيادة وتحديات جيل الالفية