أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مثنى حميد مجيد - رسالة بلغة مسمارية الى المفتش العام الدكتور محمد البرادعي















المزيد.....

رسالة بلغة مسمارية الى المفتش العام الدكتور محمد البرادعي


مثنى حميد مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 1549 - 2006 / 5 / 13 - 10:52
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


م ـ المخبوء في بطانة معطف أكاكافيتش ودوركم كمفتش عام
الدكتور محمد البرادعي ـ المفتش العام ـ للوكالة العامة للطاقة الذرية المحترم
تحياتي القلبية لكم وبعد
لا بد لي أولآ أن أقدم لكم التهاني بفوزكم بجائزة نوبل فأنتم ببساطتكم وتواضعكم مؤهلون لها فعلآ. أنتم ياجناب المفتش العام أول موظف من درجة فاخرة ينال الجائزة ومظهركم لا يدل عل مخبركم بسهولة إذ إنكم لا تمتلكون،كما هو مألوف، ذلك الشعر المتهدل الأشيب والجبهة العريضة اللامعة للمفكرين والأفذاذ المؤهلين مظهريآ لا ظاهراتيآ لنيل الجائزة ومنهم مثلآ السيد الشاعر أدونيس صاحب أول مدرسة في التفخيخ البلاغي والتي تؤهله لنيل الجائزة الميمونة ربما لأن منظر السيارات المفخخة في شوارع بغداد وفتات اللحم المحترق المتطاير لأطفال العراق لم يثر قريحته الفينيقية في قرض قصيدة حداثوية كان من الممكن أن تدخله قبة نوبل فخسر وصار من الحاسدين
مع ذلك، وبعيدآ عن أقاويل الحساد وأساطين الهذار تلقي الجائزة عاى كاهلكم ثقلآ كبيرآ وتاريخيآ من المسؤولية في مرحلة خطيرة وحساسة كهذه التي يمر بها العالم.وقد إستحسنت إلتفاتتكم بإهداء الجائزة الى الحجية والدتكم الموقرة وزوجتكم الكريمة معآ فنلتم بهذا رضا الله وطمرتم في المهد الخلافات العائلية التي قد تظهر عادة في مثل هذه الحالات.
إني أعرف حجم معاناتكم في إتخاذ موقف بحجم مهمة السلام المقدسة التي في عهدتكم فالتاريخ لا يرحم المواقف الخاطئة أما المواقف الإنسانية المدروسة والمشرفة فجائزتها عند الله ملك النور والسلام. ولهذا أهدي مقالاتي المكرسة لمعطف غوغول الى جنابكم لإعتقادي أنكم طرف رمزي فيها راجيآ أخذها بعين الجد فالموقف الصحيح والقريب من الحقيقة هو الموقف المركب والمبني إنطلاقآ من زوايا نظر ورصد متعددة ومتشابكة أحيانآ.
أرى أن وجهات وجهات النظر اليوم ،في عالمنا المعاصر ، منقسمة بشكل بين ودراماتيكي بقدر ما يخص مشروعية حق إمتلاك الطاقة النووية على الأقل، والمسرح الدولي أقرب جدآ من الناحية الرمزية المجردة ، الى ذلك المسرح الصغير في بطرسبرغ الذي شهد لأول مرة عام 1835 العرض الأول لمسرحية غوغول ـ المفتش العام ـ والتي عرى فيها المؤلف النظام الدواويني الفاسد لروسيا أمام أنظار القيصر وحاشيته وبطانة النظام من الموظفبن الطفيليين والإرستقراطيين إضافة الى حشد من المثقفين المحافظين والليبراليين والثوريين. في ذلك اليوم إنقسم جمهور المسرحية بين غاضب ومستهجن وبين ساخر وشامت تمامآ كحال عالمنا اليوم وهو يناقش ويستقصي الحق من الباطل في الصراع بين قوى الحرب وقوى السلام.كان غوغول هو الوحيد الذي لم تعجبه مسرحيته فقد كان رغم قدرته النقدية الفذة في تعرية الشر والفساد لا يميل الى الثورية أو الحلول الراديكالية كأسلوب في إدارة الصراع وتوجيهه صوب الهدف السامي الذي كان يؤمن به.عندها إتهمه كبير نقاد عصره ـ بيلينسكي ـ بالرجعية والتقهقر والنكران لقيم الثورة الإجتماعية.
مع ذلك ، يجب أن نفرق جناب المفتش العام بينكم ، أنتم الكائن الحي ، وبين شخصية مسرحية إبتدعتها عبقرية غوغول ، كمفتشه العام ، بين بطرسبرغ القديمة وبين عالمنا المعاصر بين الديسمبريين من متطرفي روسيا وبين بن لادن والظواهري وأصحاب الأجساد المفخخة ، بين مدرسة بيلينسكي وبليخانوف وبين بقالية شيخ ومنظر الإرهاب ـ يوسف القرضاوي ـ بين أحمدي نجاد ، زميلكم الموظف السابق في بلدية طهران ، وبين شبيهه البنيوي موظف الدرجة السادسة في قسم الأضابير من بلدية بطرسبرغ السيد أكاكي أكاكافيتش بطل قصة المعطف.
إننا ، في إعتقادي المتواضع ،نمتلك فقط خطوطآ بيانية متماثلة وموحية و مشبعة بالدلالة بين عصر غوغول وعصرنا ، بين مسرحه وأبطال قصصه وبين أبطالنا الواقعيين .وإذا كان غوغول فردآ واجه عصره ونفسه بصدق قل مثيله ولم يعضده في محنته غير صديقه الشاعر العظيم ـ بوشكين ـ فإن البشرية التقدمية اليوم وقوى الخير والسلام هي بمثابة غوغول واحد لوقف خطر الحرب والدمار الشامل.
كان غوغول يحب الناس جميعآ ، المظلوم والظالم ، المستغل والمستغل ، وكان يأسى للجميع ويراهم رؤية المخرج المبدع الذي لا يفرق بين شخوصه وأبطال مسرحه كشركاء في مأساة واحدة هي مأساة الجنس البشري. ولذلك إختلطت عليه الرؤى ، أو هذا ما أزعمه أنا شخصيآ ، فتدهورت حالته الصحية وعاد بعد إغتراب دام أكثر من عقد من الأعوام الى وطنه ليحرق وللمرة الثانية الجزء الثاني من روايته ـ النفوس الميتة ـ لسبب يتعلق في صلب العملية الإبداعية التي كرس حياته لها إذ كان يعتقد إن الكلمة مثل الكائن الحي إذا لم تمت لا تبعث. وبعد أيام من حرقه لمخطوطة روايته توفي عام 1852 في الثالثة والأربعين وهو عمر مماثل لعمر أكاكي أكاكافيتش الذي تجاوز الأربعين حسب وصفه لشخصيته ويماثل عمر السيد أحمدي نجاد الرئيس الإيراني.
طبعآ أتمنى قلبيآ لنجاد العمر الطويل فالأعمار بيد الخالق المبدع والتنجيم فن أبناء الظلام والدجل لكني أسوق هذه البينة لدعم حججي التي أبنيها على أساس العلم والمعرفة والمنهج الجدلي الحيوي الذي أحاول تطبيقه وتكريسه خدمة للحقيقة.
وبقدر ما يتعلق الأمر بمعطف السيد أكاكي أكاكافيتش وحسب ما تبقى في ذاكرتي من قراءاتي المتعددة لقصة المعطف قبل ما يقارب أربعين عامآ في زمن الطفولة الرحيب أرى أن من المهم ـ جناب المفتش العام ـ أن ألفت إنتباهكم الى الأهمية البلاغية والتاريخية للمعطف وبطانته على وجه الدقة ، فقد كان أكاكي المسكين لم يستكمل بعد المبلغ اللازم لخياطة معطفه وكان الخياط ، لأسباب طبقية ونفعية لا تخفى على كل ذ ي بصيرة ،متعاطفآ معه ولذلك ، وخلال مداولات تستمر لأيام بينه وبين أكاكي لمعالجة نقص المبلغ ، يقرر الخياط كحل نقل جزء من بطانة المعطف المتهرئ لأكاكي الى معطفه الجديد قيد الخياطة وهكذا تتم الصفقة فيما يشبه المفاوضات الحالية بين روسيا وإيران في مسألة تخصيب اليورانيوم الإيراني في روسيا ومما يمكن أن نطلق عليه ، إن صح التعبير ـ تخصيب البطانة المتهرئة لمعطف أكاكافيتش لتكون بطانة حقيقية وجديدة لمعطف جديد ـ
وهنا يطرح نفسيهما سؤالان ـ الأول ـ ما السبب الطبقي والإجتماعي لتعاطف الخياط مع أكاكي ، وما هو سبب تعاطف روسيا مع إيران في مسألة إمتلاك الطاقة الذرية ؟ و السؤال ـ الثاني ـ وهو مجرد إفتراض وجيه ، هل كانت هناك علاقة محتملة ومفترضة بين الخياط المتعاطف وبين اللصوص إذ إن ظهور شبح أكاكافيتش وسلبه لمعاطف الشخصيات الراقية والإرستقراطية يصب ، بالنتيجة والمنطق ، بالنفع والفائدة في جيب الخياط .لا شك أن إجابتنا على هذين السؤالين سينقلنا الى النقاش العادي عن مستوى الإنقسامات والتكتلات الطبقية في مجتمع غوغول لكننا يجب أن نرفع ، ومن موقع المسؤولية الجماعية ، والهدف المشترك للسلام في عصرنا، مستوى النقاش والجدال الى درجة أعلى وأسمى وأكثر علمية وشفافية وذلك من أجل فهم أكثر صوابآ للأحداث التاريخية التي تجري بمعزل عن وعينا وتمنياتنا وأحلامنا والتي لا نملك القدرة في التأثير الإيجابي على مجراها إلا بمقدار فهمنا لها ولديالكتيك إنسيابها و جريانها الموضوعي والمستقل.
وطيآ أرفق لكم مقالتي السابقة إحاطة بالموضوع مع تحياتي الصادقة والودية لكم للعائلة الكريمة والسلام
.
أخوكم ـ مثنى حميد مجيد
[email protected]

http://albadeal.com/albadeal-2006-1/may-1-1/6-56-6/mothna-1-1.htm



#مثنى_حميد_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحمدي نجاد وشبح أكاكي أكاكافيتش النووي
- ستراتيجية وتكتيك قوى الشر والحرب وشارب محمود شنب
- الهمج شعر
- الى عباس البياتي الأبوذية شيعية والمقام سني ياكاردينال
- مندادهيي علم الحياة من منظور هيغلي
- من صابئي مندائي الى أية الله العظمى السيد على السيستاني ـ حف ...
- لماذا يرد إسم الايزيدية والصابئة كنكرة وليس معرفة في مسودة ا ...
- نوال السعداوي وأنصاف الرجال الأقزام
- لميعة عباس عمارة ـ المرأة العراقية المبدعة وجحوش التخلف
- ثلاث دقائق حداد ـ براعة في الدجل والتضليل
- تجربة إقتراب كارل يونغ من الموت
- كلمات ودية للأيزيديين والصابئين وكل الشعب العراقي ـ 1 ـ
- مفاهيم إسلامية صابئية مترادفة ومتقاربة 1-2
- أنباء عن أمريكا والقصر والبحر
- ستستعبدكم أمريكا مادمتم تستهينون بالأقليات
- تصغير الصابئة وإنكارهم دليل على خيبة الساحة السياسية
- محمد الطائي وصلافة عملاء إيران
- أليس من الجبن محاكمة صدام وعصابة الصدر تسرح وتمرح ؟
- الجذور التاريخية والاجتماعية لطقس التعميد الصابئي في أريدو
- الى علي الدباغ ـ الحقد على الشيوعية نهايته غير مشرفة لك


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مثنى حميد مجيد - رسالة بلغة مسمارية الى المفتش العام الدكتور محمد البرادعي