أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - تيسير خالد - يسممون عقول أتباعهم بالأفكار العنصرية الكريهة والمنحطة














المزيد.....

يسممون عقول أتباعهم بالأفكار العنصرية الكريهة والمنحطة


تيسير خالد

الحوار المتمدن-العدد: 6315 - 2019 / 8 / 9 - 17:52
المحور: القضية الفلسطينية
    




الحاخام إليعيزر كشتيئيل ، عنصري كريه دأب على بث افكاره العنصرية ضد العرب دون ان يتعرض لمساءلة او محاسبة من المستوى السياسي أو الأمني أو القضائي في اسرائيل . أفكاره الكريهة منشورة على موقع المدرسة التحضيرية في مستوطنة " عيليه " المقامة على اراضي قرى قريوت والساوية واللبن الى الجنوب من مدينة نابلس
وعلى طريقة العنصرية النازية تماما والأيدولوجية النازية الكريهة وموقفها من اليهود يجاهر هذا الحاخام العنصري بأفكاره السوداء ويقول دون لعثمة : " نعم ، نحن عنصريون ، بالتأكيد. هناك أعراق في العالم ، وهناك خرائط جينية للشعوب. وهذا يقتضي منا مساعدتهم ، والتفكير في كيفية مساعدتهم. صحيح أن هناك فروقات بين الأعراق ، وهذا بالضبط سبب تقديم المساعدة. وكما نعرف ، هناك خلل جيني ، وهذا الأمر لا يستدعي التهجم أو الانتقاد ، وإنما تقديم المساعدة .
وفي موقفه من الفلسطينيين ومن العرب بشكل عام يقول هذا العنصري الكريه : " نقول لهم : تعالوا لتكونوا عبيدا لدينا ، العرب يحبون الاسترقاق والعيش تحت الاحتلال ، لقد سألت عربيا بسيطا أين يريد العيش ، في ظل السلطة الفلسطينية أم في ظل دولة إسرائيل ، وكان الجواب قاطعا. كلهم سيقولون الجواب القاطع نفسه ، وإنهم يريدون العيش تحت الاحتلال …لماذا ؟ لأنه يوجد لديهم مشكلة جينية ، فهم لا يعرفون كيف يديرون دولة ، ولا يتقنون شيئا ، أنظر إليهم ، فهم لا يعرفون كيف يديرون أي شيء ”.
مثل هذه الأفكار المسمومة لا تجدها فقط عند الحاخام اليعزر كشتئيل ، بل عند غيره من الحاخامات وحتى عند القيادات السياسية في اسرائيل وفي الولايات المتحدة الأميركية . ومن يطالع كتاب بنيامين نتنياهو حول اسرائيل والذي يحمل العنوان " مكان تحت الشمس " يجد هذه الأفكار المسمومة خاصة عندما يتحدث عن بيت لحم والناصرة ويافا وأريحا وعكا ، وغيرها من مدن فلسطين التي كانت خربا صغيرة على حد زعمه وأن من الممكن إعادة الازدهار لهذه المدن ، شريطة السماح لليهود باستيطانها من جديد“ .
فريق السلام الأميركي ، الذي لا علاقة له بالسلام ، والذي يحاول تسويق " صفقة القرن " الأميركية غير بعيد عن هذه الأفكار ، وصفقة القرن بحد ذاتها تنظر الى الفلسطينيين باعتبارهم غير مؤهلين لإدارة وقيادة دولة مستقلة ذات سيادة بقدر ما هم مؤهلين للعيش تحت احتلال في حكم إداري ذاتي . هنا يجب التذكير بما قاله جيسون غرينبلات مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط في كلمته أمام مجلس الأمن ، الذي اجتمع نهاية تموز الماضي للنظر في جريمة هدم منازل الفلسطينيين في صور باهر موضحا أنه لا يمكن حل الصراع على أساس التوافق الدولي أو القانون الدولي غير الحاسم وقرارات الأمم المتحدة وبأن الانسب أن يوافق الفلسطينيون على حكم ذاتي تابع لدولة اسرائيل باعتباره لا يعترف أساسا بوجود احتلال اسرائيلي . غرينبلات هذا يعترض على استخدام كلمة مستوطنات ، باعتبارها مصطلحا ينم عن التحقير حسب زعمه ولكنه لا يعترض على حشر الفلسطينيين في معازل ، أين منها تلك التي كانت قائمة في جنوب افريقيا في عهد نظام التمييز العنصري البائد .
هل هذه الأفكار مقطوعة الصلة بماضي الحركة الصهيونية وتاريخها أو بالتراث والأدب التوراتي والتلمودي . لا اعتقد ذلك ، فمن يطالع تاريخ الحركة الصهيونية يجد مثل هذه الافكار السوداء موجودة حتى عند من كانوا يقدمون انفسهم مطلع القرن الماضي بثوب ليبرالي وتنويري مثل مارتن بوبر ، الذي سقط بنعومة في شر الايدولوجية النازية في دفاعه عن مبررات وجود الحركة الصهيونية . ولهذه الأفكار وجود في التراث التوراتي والتلمودي ، حتى عند الفيلسوف القرطبي اليهودي موسى بن ميمون ، الذي وإن تأثر بالفلسفة الاسلامية في عهده وبممارسة الحكم من خلال عمله طبيبا لامعا في بلاط صلاح الدين الايوبي . بن ميمون هذا ليس الحاخام اليعازر كيشتئيل بكل تأكيد ، ولكنه متأثرا بنزعة الانغلاق والتعالي التلمودية قسم البشر الى قطاعات مختلفة ، كثير منها لا يستطيع بلوغ مرتبة القيمة الدينية العليا ومرتبة العبادة الحقيقية للرب كبعض الترك ( أي العرق المغولي ) والقبائل الجوالة في الشمال والسود والقبائل الجوالة في الجنوب ومن يشبهونهم من الذين تقع مرتبتهم بين الكائنات الحية أدنى من الانسان وأعلى من القرد ، لأن هيئتهم أقرب الى الانسان منها الى القرد .
وعودة من جديد الى الحاخام كيشتئيل وما ورد عنه من أفكار عنصرية كريهة يلقنها لطلاب مدرسة دينية تجدر الاشارة ان ذلك ينطوي على خطر مضاعف ، فالفرق كبير بين أفكار كهذه تصدر في ظرف سياسي معين وسياق تاريخي كان اليهودي فيه في موقع ضعف ، وبين أفكار تصدر في مناخ من التطرف اليميني المحمول على موجة عالية من الشعور ليس فقط بالقوة بل ومن الشعور بالتفوق ، بما في ذلك التفوق الأمني والعسكري على دول المنطقة مجتمعة . في مثل هذه الحالة تصبح أفكار الحاخام كيشتئيل دعوة مباشرة وصريحة لوضع ( الآخر ) غير اليهودي أمام أحد خيارين لا ثالث لهما ، فإما العبودية والعيش تحت الاحتلال أو الترانسفير والتطهير العرقي ، حتى وإن جرى بصمت ، كما هو الحال هذه الأيام .

** عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية
** عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين



#تيسير_خالد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطفال فلسطين في مواجهة دولة قادتها بهامات في مستوى العشب
- ذكرى تفجير فندق الملك داود في القدس تذكرنا بأصل الارهاب في ا ...
- اسرائيل لن ترفع لكم الكستناء من النار في خلافكم مع ايران
- كلمة تيسير خالد أمام مؤتمر المعلمون العرب في مواجهة التطبيع
- في الذكرى الخامسة والخمسين لتأسيسها : تيسير خالد : يدعو لتعز ...
- مؤشر الوطنية في المناهج التربوية الفلسطينية ليس للمساومة
- في ذكرى النكبة : ديفيد فريدمان يقف في الجانب المظلم والمجهول ...
- نحو فك الارتباط باتفاق باريس الاقتصادي وصولا للتحرر الكامل م ...
- نحو بناء اقتصاد وطني يوفر حياة كريمة للطبقة العاملة الفلسطين ...
- تيسير خالد : ندعو لاستراتيجية وطنية شاملة لمواجهة صفقة ترامب ...
- تيسير خالد في حوار حول الموقف من صفقة القرن للتسوية السياسية ...
- تيسير خالد : مبررات اعتراف الرئيس ترامب بسيادة اسرائيل على ا ...
- كلمات بهدوء في الثامن من آذار ، يوم المرأة العالمي
- تيسير خالد في حوار مع وسائل الاعلام : ) الاستيطان يتضاعف بتش ...
- الانقسام أفسد الحياة السياسيّة ودمرها .. ولا مخرج سوى الذهاب ...
- مواقف الادارة الاميركية العدائية تمنح الفلسطينيين فرصة استثن ...
- صفقة القرن كانت واضحة منذ البداية بملامحها العامة وعناصرها ا ...
- القدس في ضوء الممارسات الاسرائيلية وموقف الادارة الأمريكية
- في الذكرى الرابعة والخمسين لتأسيسها : تيسير خالد : يدعو الى ...
- -صفقة القرن- مشروع سياسي أمريكي لتصفية القضية الفلسطينية


المزيد.....




- شاهد ما كشفه فيديو جديد التقط قبل كارثة جسر بالتيمور بلحظات ...
- هل يلزم مجلس الأمن الدولي إسرائيل وفق الفصل السابع؟
- إعلام إسرائيلي: منفذ إطلاق النار في غور الأردن هو ضابط أمن ف ...
- مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من فوق جسر في جنوب إفريقيا
- الرئيس الفلسطيني يصادق على الحكومة الجديدة برئاسة محمد مصطفى ...
- فيديو: إصابة ثلاثة إسرائيليين إثر فتح فلسطيني النار على سيار ...
- شاهد: لحظة تحطم مقاتلة روسية في البحر قبالة شبه جزيرة القرم ...
- نساء عربيات دوّت أصواتهن سعياً لتحرير بلادهن
- مسلسل -الحشاشين-: ثالوث السياسة والدين والفن!
- حريق بالقرب من نصب لنكولن التذكاري وسط واشنطن


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - تيسير خالد - يسممون عقول أتباعهم بالأفكار العنصرية الكريهة والمنحطة