أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بشير الوندي - مباحث في الاستخبارات (176) انظمة المراقبة والاستخبارات















المزيد.....

مباحث في الاستخبارات (176) انظمة المراقبة والاستخبارات


بشير الوندي

الحوار المتمدن-العدد: 6314 - 2019 / 8 / 8 - 04:31
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


مدخل
-------------
لم يعد متصوراً تصور إستغناءاً اجتماعياً او سياسياً او إعلامياً أو امنياً أو عسكرياً بلا كاميرات , ومن هنا ركزت المعاهد العلمية والشركات على كل مامن شأنه تطويرها من حيث الدقة والمسافة والذاكرة وكل مامن شأنه خدمة الغرض منها .
وصارت الكاميرا بعد الثورة العلمية الهائلة ودخولنا في القرن الحادي والعشرين مرابطة للكثير من الاجهزة , فالهاتف فيه كاميرا والطائرة فيها كاميرا والشوارع كلها كاميرات وكذا كل مكان يتواجد فيه الانسان .
ودخلت الكاميرات مجالات لافكاك من الاعتماد الجوهري عليها كالعمل الامني والاستخباري , وتنافست الدوائر التكنلوجية في خدمة الاغراض التجسسية من خلال صنع كاميرات دقيقة وصغيرة توضع في علب السكائر والازرار والولاعات والاقلام حتى في خواتم الاصابع.
ساعدت تقنية الكاميرات في مجالات السيطرة الامنية والكشف عن الجناة , حتى صارت كثرة الكاميرات تنعكس طردياً على إستتباب الامن وصار البلد الاكثر افادة من الكاميرات هو الاكثر آمناً .
--------------------------------------
الكاميرا عماد المصدر الفني
--------------------------------------
إن الاستخبارات الفنية هي الفاعل الأكبر والعين التي ترى وتسجل وتتجسس , فلم يعد ممكناً السيطرة بالأساليب القديمة , وأصبحت الاستخبارات بلا تقنية الكاميرات – ولاسيما الذكية منها – هي استخبارات عمياء فاشلة .
ولاشك من ان الأجهزة الاستخبارية المحترفة صارت ترى ان الكاميرا هي المصدر الفني الذي يمثل العين في الجهد الاستخباري الفني , وأصبحت الكاميرات تؤدي دوراً استخبارياً كبيراً .
ومع الحاجة الاستخبارية الملحة وتوسع المدن وانتشارها , واكبت تكنلوجيا الكاميرات هذا التطور ولم تقف عند حد التصوير الجامد للشخوص والوثائق , بل باتت تحلل وتبحث وتقارن وتخزن وتستدعي الذاكرة , ولعل الكثير منا سمع عشرات القصص عن ان استخبارات الدولة الفلانية اكتشفت مهاجراً ينتمي الى داعش , دون ان نتحرى عن الكيفية , والحقيقة انه من فعل الكاميرات الذكية المرتبطة بأنظمة الذكاء الصناعي التي تقارن ملايين الصور التي يتم تلقيمها في ذاكرتها لتقوم بالبحث وإكتشاف التشابه والتطابق
ومن هنا لايستطيع كبار الارهابيين التنقل في البلدان المتقدمة تكنلوجياً لأن الكاميرات الذكية ستكشفهم مهما تنكروا , أما البلدان الفقيرة تكنلوجياً فيستطيع البغدادي نفسه اجتياز مطاراتها بتنكر كلاسيكي بسيط , فكلما تعمقت الاجهزة الاستخبارية في استخدام تقنيات الكاميرات الذكية , كلما زاد التضييق على حركة المجرمين والارهابيين .
------------------
ارقام فلكية
------------------
لقد تخطى استخدام كاميرات المراقبة كل حد , ووصلت الامور الى ارقام لايمكن تخيلها في بلداننا , وصل الامر الى عشرة ملايين كاميرا في مدينة كبرى تلتقط مامعدله ٦٠ صورة لكل مواطن في الساعة , ويكون المواطن في حيز الزوم كل دقيقتين , وتستطيع ستة كاميرات التقاط صورا وافلام لتحركات شخص كل 17 دقيقة , وهذه الارقام ليست من وحي الخيال وإنما هي إحصاءيات مختلفة من مدن العالم المتقدم, فالصين مثلاً تسعى خلال السنوات القادمة للإقتراب من حاجز نصف مليار كاميرا تعمل ولك ان تتصور.
ويصح القول ان الأقمار الصناعية جعلت كل العالم في مختلف بقاعه تحت زوم كاميراتها , فمع الاقمار الصناعية وكاميراتها لايمكن ان نتصور جزء من العالم غير مراقب بالكاميرات.
----------------
واقع مؤلم
----------------
ان تداول الارقام الهائلة للكاميرات التي تراقب في كل شبر من المدن والشوارع في العالم يجعل المرأ في حيرة من العمى الذي تعانيه الدول التي لاتستخدم تلك التقنيات , لاسيما وأن بعض تلك الدول قادرة على امتلاك التكنلوجيا سواء بالأموال او بالخريجين العاطلين , فلك ان تتخيل وضع العراق لو كان كل من السراق الكبار فاته 10% مما سرقه , لتوافرت عشرات المليارات التي كانت ستقطع دابر الارهاب والجريمة .
ان مما يؤسف له ان لاوجود لتكنلوجيا الكاميرات في البلدان التي يحدث فيها الارهاب وينمو , إلا في أضيق الحدود , كافغانستان وباكستان والعراق واليمن وسوريا وليبيا والصومال , فلازال على عنصر الاستخبارات في هذه الدول أن يفتح عينيه , أما في استخبارات الدول المتقدمه فإن الكاميرات تقوم باللازم وتضيَّق مساحة الجريمة.
--------------------
انظمة المراقبة
--------------------
تعتبر انظمة المراقبة الرافد الذي يرفد الاجهزة الاستخبارية والامنية بالصور والافلام , وهي مجموعة من الكاميرات المربوطة معاً ومتصلة بمركز مراقبة والغرض منها هو الرصد والمراقبة القريبة والبعيدة لضمان سلامة المنشآت ومراقبة الاحياء والشوارع وتحركات الاشخاص والمركبات , الامر الذي يجعل الاجهزة الامنية في موقف متقدم ترصد اي تحرك مشبوه وتتابع اي تحرك مشبوه , كما تلاحق المجرمين من مكان الى آخر .
وتختلف انواع و قدرات الكاميرات فمنها الثابتة والمتحركة ومنها من تمتلك الرؤية الليلية , كما تختلف طريقة نقلها للمعلومات والصور والافلام سواء بالقابلوات او لاسلكيا , وهنالك من الكاميرات ماهو مخفي لأغراض استخبارية وتجسسية ومنها ماهو ظاهر معلن ككاميرات الشوارع , كما ان منها مايستوجب تركيبه في الاماكن المغلقة ومنها مايتم زرعه في الاماكن المكشوفة , وهنالك كاميرات متحركة تعمل في كل الاتجاهات , واخرى ثابتة , والثابتة منها ماهو قادر على التصوير البانورامي 360 درجة.
كما تستخدم فرق العمليات الخاصة كاميرات فيديوية توضع في مقدمة الخوذة وتنقل عملياتها الى المركز لاسلكياً وهي التي تم استخدامها في اقتحام مقر الارهابي بن لادن .
-----------------------------------------------
الذكاء الصناعي في تقنية التعرف على الوجوه
-----------------------------------------------
وهي تقنية قادرة على تمييز اشخاص معينين وكشفهم تلقائياً من خلال مقارنة صورهم ومقاساتهم الجسدية بصور وفيديوات مسجلة مسبقاً او صور او بث حي لكاميرا مراقبة بدقة عالية , وتعمل التقنية بإستعمال خوارزميات الذكاء الصناعي وخوارزميات حاسوبية معقدة .
فتعمل الخوارزميات على المقارنة محاولة الوصول لاقرب شبه ممكن , يقوم النظام بتحليل الآلاف من الصور لأشخاص عاديين وخزنها ,ويتم البحث وفق مناطق مميزة في الوجه (وهي مختلفة من انسان لأخر) طول الذقن والجبهة وعمق العينين , وبحساب ملايين الاحتمالات ومقارنة الصور يقوم النظام بالتعرف على الوجه والوصول الى نتيجة نهائية , وتتميز الانظمة بالكفاءة العالية والسرعة فهي قادرة على الكشف عن الاشخاص في غضون ثواني في بعض الاحيان.
وتتم مراحل كشف هوية الاشخاص وتطابق الصور بعدة مراحل هي :
1- مرحلة الحصول على الصورة المراد البحث عنها.
2-مرحلة استخلاص صورة الوجه من الصورة الكلية .
3- مرحلة تقييس الصورة وضبط زاوية الوجه مع زاوية الكاميرا.
4- مرحلة استخلاص الملامح الأساسية المهمة من الصورة.
5- مرحلة المطابقة بين الصورة المطلوبة وخزين الصور .
6- مرحلة اصدار تقرير بالنتيجة عن اقرب صورة او نفي التشابه مع صور الخزين.
ان من تحديات تلك التقنية هو اخفاء الوجه ونسبة التشابه , فالتقرير النهائي يحدد النسبة مابين الصورة واحدى صور الخزين ويبقى الباقي فيه احتمال ضئيل للخطأ.
-------------------------------------
المراقبة بالذكاء الاصطناعي
-------------------------------------
ان الدمج بين تقنيتي انظمة المراقبة والذكاء الصناعي والربط بينهما يعني ايجاد ربط نظام المراقبة بالكاميرات المنتشرة بأجهزة الذكاء الصناعي مما يعطي نتائج هائلة تعادل عمل دوائر استخبارية وامنية متعددة .
فعند نصب كاميرات راصدة في المنافذ الحدودية والمطارات والطرق الخارجية والشوارع والساحات العامة واشارات المرور والانفاق والمترو والقطارات , ونربطها بأجهزة الذكاء الصناعي فإنها ستعمل عمل جيش من العناصر الامنية , وتكون قادرة على التعرف علي اي مطلوب في قائمة المطلوبين الكبيرة حتى بعد مرور سنوات , كما يمكنها مقارنة لوحات تسجيل السيارات والكشف عن السيارات المطلوبة وسائقيها.
وتعتبر الحكومة الصينية أكبر مستخدم لذلك النظام والربط من خلال ١٧٠ مليون كاميرا حالية يجري العمل على جعلها ٤٠٠ مليون كاميرا عام 2022 , وتليها الامارات العربية المتحدة واليابان وسنغافورة والولايات المتحدة الامريكية , ويعتبر مطار اورلاندو الامريكي افضل المستخدمين لهذا النظام , حيث يستطيع اكتشاف اي مطلوب عند التقاطه من قبل النظام بزمن مدته ثانيتين وبدقة تصل الى ٩٩٪.
------------
خلاصة
------------
لم يعد خافياً على أحد أن الاموال التي تفسد الذمم وتحرفها , هي ذات الاموال التي تحصن المجتمعات وتمنع الجريمة , ومما لاشك فيه ان امتلاك التكنلوجيا وتسخيرها في الدول المتقدمة كان له الاثر الكبير في منع الجريمة وايقاف نزيف دماء ابنائهم , وتأتي على قمة تلك التقنيات , تكنلوجيا المراقبة والذكاء الصناعي اللذان اذا ماتوفرا وتم ربطهما سيحققان نتائج هائلة ويدفعان بالامن والاستقرار دفعة قوية الى الامام , انه ليس حلماً وردياً وليس ضرباً من الخيال , انها تقنيات متوافرة لمن يجرؤ على ان يضع امن المواطن وسلامته نصب عينيه , والله الموفق.



#بشير_الوندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مباحث في الاستخبارات (175) المدرسة الاستخبارية البريطانية
- مباحث في الإستخبارات (174) التوزيع المرجعي
- مباحث في الاستخبارات (173) التوزيع المعالج او الميداني
- مباحث في الإستخبارات (172) التوزيع القضائي
- مباحث في الاستخبارات (171) المدرسة الصهيونية
- مباحث في الاستخبارات ( 170) التوزيع الرأسي
- مباحث في الاستخبارات (169) تضارب التحليلات
- مباحث في الاستخبارات (168) الاستخبارات في الحرب العالمية الا ...
- مباحث في الاستخبارات (167) الاستجواب الاستخباري
- مباحث في الاستخبارات ( 166) التجنيد بالإلهام (الذئاب المنفرد ...
- مباحث في الاستخبارات ( 165)
- مباحث في الاستخبارات (164) التجنيد الاختباري
- مباحث في الاستخبارات (163) التجنيد الإيهامي ( تجنيد من خلف ا ...
- مباحث في الاستخبارات (162) التجنيد الثأري ( الانتقامي )
- مباحث في الاستخبارات (161) التجنيد القهري
- مباحث في الاستخبارات (160) التجنيد المالي
- مباحث في الاستخبارات (159) التجنيد الوظيفي
- مباحث في الاستخبارات ( 158) التجنيد العقائدي
- مباحث في الاستخبارات (157) التجنيد الاستثماري
- مباحث في الاستخبارات (156) الاستخبارات العلمية بشير الوندي


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بشير الوندي - مباحث في الاستخبارات (176) انظمة المراقبة والاستخبارات