الفصل الثالث

جريس الهامس

الحوار المتمدن-العدد: 6312 - 2019 / 8 / 6 - 19:48
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

الفصل الثالث ÷
. في اليمن - وهولوكوست نجران
لم يستسلم اليمن المسيحي بقيادة الحِمْيرَيين والسبئيين وكِندَة وغيرها من سكان اليمن للإحتلالين الحبشي ووراءه بيزنطة ..أو اليهودي خادم الإحتلال الفارسي المنزامن معه . وكان عامل الإستقلال الوطتي والقومي, والإقتصاد ي والسياسي حافزهم الرئيسي ضد .الإحتلال ..لهذا إنتفضوا في عدة ثورات شعبيةضدالإحتلال لم يصلنا من أخبارها سوى النذر اليسير ..وأسباب ذلك في رأيي أن الإخباريين العرب كالطبري . وإبن هشام . والمسعودي .و أصحاب كتب الفتوح وغير هم لم يكن يهمهم سوى كتابة تاريخ الخلفاء والسلاطين والملوك ,,وحياةقصورهم ..
لكن بعض النصوص القليلة المحفورة على الصخر في اليمن و النادرة في الحجاز أعطتنا ملامح أولية مبسطة عن ثورتين شعبيتين, بل أكثر ضد الإحتلال الحبشي وجيش ( أبرهة ) ..
الثورة الأولى كانت بقيادة ( يزيد بن كبشت ) أو كبشة .عام 542 م ويزيد هو سيد قبيلة كندة اليمتية ..التي هاجر قسم منها إلى جنوب سورية بقيادة أمرؤ القيس الكندي في القرن الر ابع الميلادي ولُقِّبَ ب ( ملك العرب كلهم ) ...وتمكن يزيد بن كبشت من توحيد القبائل اليمنية ..وهزموا بوحدتهم الأحباش في عدى مواقع ومعارك بعد خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات ...
الثورة الثانية : بقيادة ( إبن السميع يشوع )وكانت رديفاً لثورة ( ذو نفر ) إلى جانب ثورات فرعية متعددة لقبائل حِميَر وخثعم وقبائل اليمن الأخرى .وكان المكاربة - جمع مكرب في مقدمة الثوّار .. والمكرب وهولقب كان يطلق على زعماء القبائل في اليمن . ويعني : المقرّب من الله ..
الثورة الجامعة والآخيرة التي وحدت قوى الشعب اليمني وحررت اليمن من الإحتلال الحبشي نهائياً عام 570 م وكانت بقيادة القائد الحِميَري : ( سيف بن ذي يزن ) بينما رأينا عدم الدفاع عن مكّة عندما إحتلها الجيش الحبشي بقياد ( أبرهة الأشرم ) كما رأينا وعندما طالبوا عبد المطلب زعيم قريش بالدفاع عن مكة أجابهم :: للبيت رب يحميه...وبعد جلاء الأحباش عن اليمن حل محلهم الإحتلال الفارسي بقيادة اليهودي ( يوسف أسار - الملقب : ذو نواس ) الذي إرتكب أول جريمة إبادة جماعية في تاريخ البشرية في " هولوكوست " كنيسة ومدينة نجران اليمنية ..الذي تجاوز هولوكوست النازية في ألمانيا وشرق أوروبا الذي لايزال الصهاينة يتاجرون به لتغطية جرائمهم في إغتصاب فلسطين المحتلة , وتهجير أهلها من أرضهم ومنازل أجدادهم ...وبقي الإحتلال الغارسي جاثماً على أرص اليمن حتى عام 629 م ..
وهكذا تحول اليمن السعيد والمتقدم حضارياَ وإقتصادياًفي العالم القديم تحت الإحتلال العنصري الفارسي عاجزاً عن ترميم سد مأرب وشرايين الحياة الإقتصادية الأخرى ..وزراعة أرضه الخصبة .. أضيف لمأساة خراب الزراعة , خراب الحرفة ودمار تجارته مع بلاد الشام مع تجار مكة بعد تحول طريق التجارة الغربي قرب سواحل البحر الأحمر إلى ساحل الخليج العربي شرقاً إلى العراق ومنها إلى أرمينيا الذي تحدث عنه أنكلز في رسالته إلى ماركس .كما سيأتي .
وهكذا إنضمت القبائل اليمنيةالمنكوبة من الإحتلالين الحبشي والفارسي اليهودي ..ومن تغيير طريق التجارة ..إلى قبائل مكة والحجاز في قافلة الجوع والحرمان في الجنوب كله التي كانت تنتظرأي هاتفٍ أووسيلة للخروج من تحت كابوس الجوع والإحتلال ..وأضحى الجميع يترقبون غزو الشمال الغني والمتقدم منضمين لحلم قريش وقبائل مكة وإخفاقها مرتين في عهد محمد... - لذلك كان جميع الجياع متلهفون لأي نداء لقيادة واحدة ليسروا خلفها لغزو الشمال الغني والمتقدم سواء بنبوة أودون نبوة , بدين أو بدون دين ..لأن الجوع كافر. لادين له . كما يقول المثل الشعبي..
وكان المهم أمام جياع الجنوب .الحسم العسكري ضد الإمبرطوريتين البيزنطية والفارسية في الشمال .بعد أن أنهكتهما الحروب السجال في الداخل :
في حروبهم ضد الشعب العربي و السرياني صاحب الأرض المطالب بالإستقلال الوطني والتحرر والتمرد الدائم ضد المحتل من الأنباط - إلى الغساسنة وكندة في جنوب سورية - إلى مملكة ماوية بدمشق - إلى مملكتي تدمر والحضر شرقاً .
إلى هزيمة الفرس أمام عرب وسريان العراق بعد إغتيال كسرى للنعمان الثالث ملك الحيرة في موقعة " ذي قار الشهيرة " التي كانت بقيادة هاني بن مسعود الشيباني...
إلى الحرب السجال التي أنهكت الإمبراطوريتين.بعد إحتلال الفرس لبلادالشام التي دامت أكثر من عشر سنوات إنتهت بهزيمة الفرس في أيلول 621 م كما سيأتي...
...وقبل بلوغ عام 632 م عام الغزو الجنوبي لبلاد الشام والعراق الذي سمي - فتحاً - لن نترك هولوكست نجران الذي إرتكبه جيش الإحتلال الفارسي وقائدة اليهودي ( يوسف أسار - أو ذونواس ) ضد مسيحيي اليمن قبل ذلك بحوالي 80 عاماً مطموساً في التاريخ . رغم ندرة المصادر كما سيأتي وطمس هذه الجريمة الدولية لدى الإخباريين العرب قبل الإسلام وبعده .

#جريس_الهامس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات