أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - محمد البدري - الإسلام والعلم نقيضان لا يلتقيان















المزيد.....

الإسلام والعلم نقيضان لا يلتقيان


محمد البدري

الحوار المتمدن-العدد: 1549 - 2006 / 5 / 13 - 11:13
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


هذا ما أثبته أهم كتاب قام بترجمته أستاذ علم الأدوية د. محمود خيال.

مؤلف الكتاب عالم باكستاني وقدم له أستاذ في الفيزياء باكستاني المولد وحاصل علي جائزة نوبل.

لقد فند الكتاب كثيرا من مشكلات العلم مع الإسلام ولو أننا تفكرنا قليلا لامتدت الخلافات إلي المعرفة فيما بين إنتاج البشر لها وبين ما تمليه النصوص الدينية.

إذا كان هدف الدين هو تحسين الأخلاقيات وليس تحديد الحقائق العلمية، فإن المؤلف كشف فساد محاولة خلق علم فيزيائي يقوم علي حقائق إسلامية. فلم يوجد حتى الآن علم إسلامي وجميع المحاولات لصنعه باءت بالفشل. فحقائق العلم محددة الملامح وملموسة النتائج في تطبيقها التكنولوجي لا تقبل التأويل والتحايل عليها. ولان العلم صارم وواضح تماما فان الآلات والمصانع تعمل بدقة وكفاءة يصعب مقارنته بفوضى التشريعات والملل والنحل والفرق التي لا تتفق سوي علي ما هو غيبي.

فالعلم الحديث الذي لا صلة لا بالإسلام ولا أي دين آخر مكننا من علاج عيوب خلقية وإنتاج أجزاء صناعية وأخري حيوية كقطع غيار وأصناف نباتيه وحيوانيه جديدة وبوتيرة تقبل التوسع إلي حد معرفة إلي أسرار الوجود والحياة.

فإذا كانت العملة الوحيدة القابلة للتداول الآن في سوق صراع الأمم تكمن في امتلاك العلم والمعرفة فان خداعنا بالوهم الإسلامي بان علوم الاقدمين والسلف هو فقط العلم الحقيقي لهي أسلحة فاسدة في يد المسلمين يسعد بها أعدائهم ولن يحاولوا تكذيبها أبدا طالما أن المسلمين باقون في خندق العداء مع التخلف المزمن.

إنه ملخص الكتاب الذي صدر من المجلس الاعلي للثقافة.


الكتاب استخدم في معظم أجزائه المنهج المقارن هادفا لدحض أطروحة اسلمة العلوم أو أن هناك علم إسلامي كما يحاول البعض ترويجه. فالكاتب مهموم بكل هذا الضجيج عن اسلمة العلوم التي نشأت في ظل ثروة مالية عربية ضخمة بينما الإنجاز الحقيقي هو غربي كما وكيفا.

السياسة ومعها الحكم أيضا خضعت لنفس المنطق المقارن. فرغم فخر المسلمين بأنه لا كنيسة ولا كهنوت في الإسلام إلا أنهم لم يدركوا سلبية عدم وجود المؤسسة ضمن التشكيل الحضاري الذي لا بد منه لإنجاز أية حضارة او فعل سياسي. فإذا كانت المؤسسة الدينية مسئولة عن الإفساد المنظم ومنها تنكسر الدول وتنهزم الحضارات وتتبدل الأحوال إلا أن سلاح التكفير الذي استخدمته الكنيسة للدفاع عن نفسها ودعما لسلطتها علي البشر كان سلاح إسلامي أيضا انتشر عبر السلطات والجماعات وأصبح سلاحا امتلكه الدهماء والسوقة والجهلاء مثلما امتلكه أيضا العلماء من أمثال أبو حامد الغزالي. سلاح التكفير الكنسي هدم حامله، فارتقت أوروبا. أما عندنا فقد قتل القوة السياسية والاقتصادية والشغف بالكشف المعرفي. فكهنوت الإسلام متواجد بشكل مشاعي وشعبوي وجماهيري وفي المؤسسة الفوقية.



يقول د. محمد عبد السلام، الحائزعلي جائزة نوبل، في مقدمة الكتاب:

" قد تثور بعض الاعتراضات القائلة بعدم وجود كهنوت وقساوسة في الاسلام السني. وفي هذا الصدد، لا بد من القول بان الاسلام ابتلي باسوا آفة دون الاديان جميعا في تاريخ البشرية. ففي معظم البلدان الاسلامية توجد طوائف تكاد تكون أمية تماما.لكن جرت العادة في الممارسة الفعلية ان يسندوا الي انفسهم مكان الكهنة دون أي وعي بسيط متبق لديهم بمدي سماحة دينهم. ان غطرسة هؤلاء وجشعهم بالاضافة الي ضعف مستواهم الفكري والمنطقي كان موضع سخرية ...

ويكمل البروفسير بان هذه الشرائح هي المسئولة عن إثارة الجماهير والدهماء علي مر التاريخ كذلك تتحمل مسؤوليتها عن الكبت والقمع في الاسلام مثلما حدث من قمع منظم من قبل محاكم التفتيش. وينص بان العلاج الوحيد الناجح علي المدي الطويل هو منع هؤلاء الاشخاص وتجريدهم من منبع قوتهم لاصدار فتاوي الاذي من خلال تجمعات صلاة الجمعة التي يحولونها عن اهدافها وهو التسامح الروحاني مع الحث علي العلم الي خطب سياسية. ثم يؤكد " لا بد من وقف التسييس"



ومؤتمرات الاعجاز العلمي في القرآن ومؤسسات العلم الاسلامي التي انتشرت بشكل سرطاني في العالم الاسلامي وفي الغرب نفاقا وتزلفا للبترودولار فان نتائجها تدعوا للرثاء. اثبت احدهم برسم بياني لدالة لوغريتمية مبينا العلاقة بين الثواب وعدد الحور العين في الجنة وبين عدد المصلين بجواره اثناء الصلاة، دعما لصلاة الجماعة التي تفوق في مردودها الاخروي صلاه الفرد. اما " ابو العريف " صاحب نظرية استخلاص الطاقة من الجن فلم يكلف نفسه عناء البحث عن ان المكافاة التي تقاضاها علي علمه المتين قد دفعتها ارصدة النفط بعد ان استخرجه كفار الغرب ( الجن الحقيقي ) دون نص مقدس، ومن خزائن العرب الذين اثبت مؤلف الكتاب انهم لم يساهموا في شئ البته في الحضارة اللهم الا بعض الفرس واليهود زمن العصر العباسي.



الكثير يمكن الاستنارة به من مقدمة المترجم ومقدمة د. عبد السلام. لكن الثروة الحقيقة في فهم ضعف وتهافت ما سمي بالحضارة العربية الاسلامية يكمن في طيات الكتاب في حوالي 300 صفحة استعرض فيها اعمال ما قبل وأثناء وبعد الإسلام.

اذكر اني كتبت يوما في اكبر صحيفة قومية بمصر، انه شفقة بالعروبة والاسلام لا يجوز عقد مقارنة بين ما انجزته مصر وبابل والهند قبل الاسلام مقارنة لما جري في العصر العباسي وما بعده.

الان وبعد فشل تزامنية العسكر والدين او تسلسلهما بات علينا الا ننساق للغوغاء وتلك الطوائف التي تكرس للجهل ولمزيد من قهقهة وضحكات العالم علينا، لكن التعامل مع الخطر بوعي وطني ما زال هو صمام الامن.



يستهل البروفسور برويز بيود مؤلف الكتاب من وقائع لا جدال فيها تقول بان المسلمون متخلفون في العلم والتكنولوجيا. وهذا التخلف له اسبابه العضوية المؤسساتية في الدول الإسلامية وبرهانه ان الأفراد المسلمين عندما يعملون في الخارج ينجحون وبعضهم يحصل علي شهادات اكاديمية يصعب عليه الحصول عليها في داخل اوطانه. وبعضهم يحصلون على اعلى الجوائز في العلوم البحتة والتطبيقية، وهو نفسه ومعه د. عبد السلام الذي قدّم لكتاب برويز بيود هذا إذ حصل مناصفة على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1979. وتتايد فكرة الفقر العلمي والمعرفي في العالم الاسلامي الي ضآلة ما يُخصص للبحث العلمي في الميزانيات العامة الدول العربية والإسلامية، وسوء مع فساد المناهج التعليمية والتربوية. عدم وجود وعي بالنهوض العلمي والثقافي مقابل التكريس المتعمد لاقوال اصولية سلفية لا علاقة لها بالعلم الحديث من قريب او من بعيد يؤكد النتائج الكارثية التي جعلت من دول العالم الاسلامي والعربي خاصة مفرخة للارهاب. زمن ضياء الحق في باكستان عندما سادت من وجهة نظره الأصولية الدينية بتاييد سياسي لها من قبل النظام الحاكم ومعه النظام السعودي المؤيد له، فأقبل أنصارُ النظام على إقامة المؤتمرات للإعجاز العلمي للقرآن الكريم. فالمؤلف يري ما جري ليس اكثر من جنون وعدم عقلانية لكنهم مصرون علي ان القرآن سباق في اكتشاف تلك العلوم قبل ان يكتشفها الغرب الكافر. أي ان القول بان القرآن هو كتاب حوي كل شئ لمجرد وجود ايه به تقول وما فرطنا في الكتاب من شئ. وعليه. فان نعترف بجهل العالم الاسلامي ليس سوي ترديد لاقوال الصليبين والصهيونية والامبريالية. الخوف من الحقيقة في العالم العربي والاسلامي بستتبعها كذب وافتراء. فهل انتاج العلوم يحتاج إلي نفاق، ام انها حجة اخري تؤكد نفس طرح د. بيود.



والحل، كما يطرحه بعض المنتفعين من الثروة النفطية بعد حصولهم علي شهادات اكاديمية من الغرب مع الهمز واللمز في حرية التعبير والليبرالية تزلفا للبترودولار، يكمن في إخفاء تناقضات اهل الاسلام و التي لم تصل إلي حل في مشكلة النص مع الواقع. فسكوت العقل عن التفكير وقطع اللسان عن التصريح بما يجول في عقل البشر والمفكرين هو افضل من وجهة نظر هؤلاء المدافعين بعد جريهم سعيا إلي الغرب الكافر. فالاسلام الاصولي ومعه تلك الجوقة القومية تفضل عدم القول بصراحة او التفكير بصوت عال. هنا يمكن ان نضيف عبث البحث عن الديموقراطية في ظل مثل هذا المناخ الفكري والثقافي للعالم الاسلامي.



#محمد_البدري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحطيم الأصنام وطمس العقول
- مفاوضات المسلمين ومفاوضات العرب
- الإسلاميون في سدة الحكم
- رأسماليتنا بين ثقافة مشلولة ومركزية عرجاء وسلطة من خارج التا ...


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - محمد البدري - الإسلام والعلم نقيضان لا يلتقيان