أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الجبار نوري - موازنة 2019 الأنفجارية والعجز الغير مبرر















المزيد.....

موازنة 2019 الأنفجارية والعجز الغير مبرر


عبد الجبار نوري
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 6310 - 2019 / 8 / 4 - 15:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


موازنة 2019 الأنفجارية والعجزالغيرمبرر
عبدالجبارنوري
توطئة/هناك حكمة أقتصادية تقول : ليس بضخامة الموارد المالية تبنى الأوطان بل بالوضع الموضوعي والسوي والمقبول لأصحاب القرار السياسي بالأشخاص الكفوئين في أستحقاقات مواقع المسؤولية .
الموازنة هي التخطيط للأستخدام الأمثل للطاقات المادية والبشرية ، وتنمية أكبر قدرة من الموارد عن طريق العمل في تخطيطها وأستخداماتها لفتراتٍ مالية مقبلة ، وبتعبير أقتصادي أدق : ترقى لتعبير رقمي ( كمي وقيمي ) عن الخطة المستعملة لفترةٍ مالية مقبلة وهي بذلك تحقق هدفين رئيسيين هما ( التخطيط والتنسيق – والرقابة وتقويم الأداء ) ، وهي تلبية وطنية ضرورية لأستحقاقات واجبة التنفيذ عبر متطلبات بناء البلد ، وتعني من الناحية النظرية أن تتضمن كافة المعاملات المالية للحكومة في أجمالي الأيرادات والمبالغ التي تتم أنفاقها والديون التي يجب سدادها ، أما الميزانية تعني : توضيح المركز المالي للمشروع وحساب فترة سابقة والأرقام فيها أستخدمت فعلا .
صوّت البرلمان العراقي يوم الخميس 25-7- 2019 بالموافقة على قانون الموازنة العامة الأتحادية للسنة المالية 2019 والتي بلغت القيمة الأجمالية 1/ 133 ترليون دينار نحو ( 112) مليار دولار وبعجز مالي قدرهُ ( 19 ) مليار دولار بحضور 287 نائباً ، وأقرها البرلمان يوم الخميس اللاحق 1-8- 2019 بقيمة ( 112 ) ملياردولار، في حين قُدرت المديونية الخارجية للعراق نحو 27 ترليون دينار أي ما يعادل ( 19 مليار دولار) ، وبعد مناكفاتٍ وصراعاتٍ مريرةٍ وجدالٍ دام أكثرمن ثلاثة أشهر وكان من المفترض ان يقر في ديسمبر نهاية السنة المالية الماضية كما هو معتاد في الكثير من الدول الديمقراطية وحتى الدكتاتورية ولكن للأسف أن جميع الكتل السياسية والأحزاب تنظر أليها كهدف أنتخابي وليس مشروعاً وطنياً يهمُ مستقبل الأجيال ، وهي الحقيقة حين تستغل الموازنة في أدارة ماكنة المصالح الطائفية والأثنية والمناطقية ، وأرتياد الكافيتريا وتتجلبب برداء النرجسية الذاتية وبيافطة كُتب عليها ( لو ألعب لوأخرب الملعب ) حيث تتشابك الكبوة والصحوة والعتمة والضوء والجمود والخلخلة والسكون والحركة والحب والكراهية في أجترار فكري سمج ومقرف وفج ومزج لتلك النرجسية مع طفيليات وفايروسات الزمن المرْ بحصيلة أكثر وجعاً حين تعلو رايات المصالح الحزبية والأثنية والمناطقية والدعاية الأنتخابية ، وكشفت اللعبة الفجة في أقرار الموازنة حسب ( الطلب ) ، أي أن الحكومة المركزية أستعملت في المحصلة النهائية للموازنة المسكينة مبدأ التخمينات والبعيدة عن الواقع لا على أسس النسبة السكانية .
أن حجم مشروع موازنة العراق أنفجارية بالأرقام أعلاه للعام 2019 تعادل وتوازي ميزانيات 8 دول بينها مجاورة حيث تساوي ضعفي موازنة أيران وتساوي 8 مرات ميزانية الأردن وبنحو ضغف ميزانية الكويت وتساوي ثلاثة أضعاف موازنة سلطنة عُمان ونحو 11 ضعفاً لموازنة البحرين وكذلك تجاوزت ميزانية مصر التي بلغت 94 مليار دولار لهذا العام بينما تعادل ضعفي ميزانية ليبيا المضطربة أمنياً والغنية نفطياً ، وبذلك يعتبر العراق ثاني أكبر منتج في منطقة الدول المصدرة للنفط ( أوبك ) ، كل هذا الغنى في العراق هو رهين عبودية صندوق النقد الولي ويشكو من عجز مالي يقدر ب 5-27 ترليون دينار ( 23 ) مليار دولار وهي عاجزة عن تقديم الخدمات للشعب العراقي ، لأن للفساد المالي والأداري تداعيات سلبية خطيرة على التنمية ، وحسب تقديرات هيئة النزاهة : أن العراق فقد بسبب الفساد الحكومي ونهب المال العام 400 مليار دولار للأعوام 15 الماضية ، ولا زال الكثير من العراقيين يعيشون تحت خط الفقر ويفتقدون لأدنى مستويات الخدمات ونقص في الطاقة الكهربائية وتدني مستويات التعليم والصحة وتفشي البطالة والرشوة والمحسوبية والمنسويسة في مؤسسات الدولة وخصوصا في التعينات .
بعض المآخذ والخروقات الدستورية في مشروع موازنة:2019
-أُقرتْ الموازنة بدون تقديم الحسابات الختامية التي تخصُ الموازنة السابقة ، وهي مخالفة دستورية صريحة .
- غياب المراقبة الوطنية الجادة على أصحاب القرار في المحافظات عندما يكون الصرف لا مركزياً وهي مخالفة ثانية وثالثة في المادتين 4-5 من الفصل الثاني من قانون الموازنة .
- لم تكن الحكومة المركزية موفقة في طرحها للضرائب السيادية في أثقال كاهل المواطن المستلب والمستنزف أصلا وستشكل عبئاً على المواطن ليصبح ضحية للأزدواج الضريبي .
- لم تعالج الحكومة الأقتصاد الأحادي الأستهلاكي وهي تطلق الرقم الأنفاقي بنسبة 75 %والأستثماري بنسبة 25 % ، وهو مؤشر خطير يستوجب وسائل بديلة لأنعاش الأقتصاد العراقي .
- لم يتحدث البيان عن قنوات الأقتراض لسداد الفجوة بين الأيرادات المالية والنفقات .
- بنود مشروع الموازنة لهذا العام والأعوام السابقة كما أعتقد مبنية على الأفتراضية التقديرية وليس على أسس علمية مدروسة .
- وذكرت في بنود الموازنة أن الحكومة سوف تسعى إلى الكرم الطائي في التوظيف والتعين وهي تعلم أن من شروط صندوق النقد الدولي الأئتماني : لا يمكن للحكومة أرجاع المفسوخة عقودهم ولا منح درجات وظيفية جديدة ولا أعادة تثبيت .
- لم يظهر في هذا المشروع الضخم دور وزارة ( التخطيط ) المعهود في جميع دول العالم في البرمجة والبيانات والأحصاءات الرقمية بل الذي ظهر وزارة التجارة وبشكلٍ خجول .
- ولأول مرّة منذ 2003 تمّ أدراج عبارة المحافظات التابعة للأقليم بدل عبارة أقليم كردستان في مسودة المشروع ، فهي مخالفة صريحة وواضحة للفقرة ( أولا) من المادة ( 117 ) و ( 121 ) من الدستور ، الذي سوف يشتت المركزية وينتزعها من الأقليم الذي أكد للأقليم حقهُ في ممارسة السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية كأقليم وليس كمحافظة .
- لم تعالج الموازنة مشكلة تصدير نفط الأقليم الذي ألزمه الدستور بتصدير نفط الأقليم وتسليم الأيرادات إلى الحكومة المركزية بشكلٍ جدي .
- غياب الأصلاحات الضريبية ، مع غياب تعزيز شبكات الأمن الأجتماعي لمكافحة الفقر وأصلاح نظام التقاعد ونهاية الخدمة أضافة إلى غياب تحرير الأنتاج وأنشاء الهيئة الناظمة تمهيداً لخصخصة القطاع العام على المدى المتوسط كأدنى حد .
- لم يحتسب البيان أيرادات المنافذ الحدودية للعراق كسابقتها موازنة 2018 وذلك لسيطرة الميليشيات والأحزاب المتنفذة على مصادرة مواردها المليونية الضخمة .
أخيراً/ موازنة 2019 لا تلبي أحتياجات المواطنين لوجود أسراف غير مبرر في الأيفادات والمخصصات الغير قانونية والحكومة لم تعالج الرواتب الفضائية والشركات الوهمية وكوميشينات الصفقات المليارية ، ولم تضع خطاً أحمراً على الأستدانة المالية ، مع غياب تعزيز شبكات الأمن الأجتماعي لمكافحة الفقر والمخدرات التي بات العراق مركزا منتجا لهذه الآفة اللعينة بعد أن كان لقبل بضع سنوات ممراً أمناً لرواجه .
كُتب في الرابع من تموز 2019



#عبد_الجبار_نوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - لا - للتعديل الأقصائي لنظام سنت ليغو 9-1
- رذاذ من وجع الغربة على بستان الناقد العراقي - جمعه عبدالله-
- قراءة سياسية للمنهاج الوزاري للسيد عادل عبدالمهدي
- نزعة الأنسنة في قصيدة الشاعر شلال عنوز / هذيان عند فم العاصف ...
- فردريك أنجلز--- هل تحقيق الأشتراكية ممكناً في كتابهِ - فيورب ...
- lمسارات الأزمة الراهنة بين أمريكا وأيران / مواجهة أم مفاوضات ...
- الأطفال --- وحمى - الآيباد - والهلوسات الأفتراضية
- رواية كيف سقينا الفولاذ /وهج مضيء في ذاكرة الأنسنة
- بقعة ضوء على تجارة السلاح الأمريكي
- محكمة أخلاقية لأدانة آخر ثلاث رؤساء في أمريكا
- رواية أحدب نوتردام /يعيد العالم قراءتها أثر وقع الحريق
- هذا هو الناتو العربي
- مشاهدات مجنون في عصر العولمة /تجليات نفثات شاعر
- الفواجع في العراق/توظف سياسيا بسلاح التسقيط
- مصطفى جمال الدين / منارة شعر وصارية ثقافة وتأريخ أمّة
- مجالس المحافظات عقبة في طريق التنمية
- النفط العراقي ----- كوابيس لعنة في ذاكرة أجيال!؟
- ماوسي تونغ--- وجدلية الثورة الثقافية
- الأنسحاب الأمريكي من سوريا/قراءة صراعات الواقع وأستراتيجيات ...
- ليون تروتسكي/ سيرة مناضل أشتراكي ثوري


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الجبار نوري - موازنة 2019 الأنفجارية والعجز الغير مبرر