أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مالك صقور - نداء الملوحي ووصيته














المزيد.....

نداء الملوحي ووصيته


مالك صقور

الحوار المتمدن-العدد: 1548 - 2006 / 5 / 12 - 06:09
المحور: الادب والفن
    


.."سيقول السفهاء من الناس هذا تناقض. هذا نفاق. وأنا أقول لهم في صراحة، إنه ليس تناقضاً، وإنه ليس نفاقاً. هكذا عشت، وهكذا كتبت. وأنا في كل خلجة من خلجات حياتي.. صادق.. جد صادق". هذا ما يقوله الأديب الكبير الراحل عبد المعين الملوحي.
في زيارتي الأولى له، في مطلع تسعينات القرن الماضي، أدهشتني مكتبته العامرة. والبيت كله حوّله المرحوم إلى مكتبة. وفي ظني، أنها من أكبر المكتبات الشخصية. وحين رحت أنقل نظري بين صورة (فلاديمر إبلتش لينين) وصورة (جمال عبد الناصر) في صدر مكتبه ـ وكأنه قرأ ما كنت أفكر فيه لحظتئذ ـ فقال لي بالحرف الواحد:" أنا لم أخن مبادئي، أنا ثائر مزمن. أنا أممي بالفطرة، واشتراكي حتى آخر قطرة من دمي. لذا أجل لينين وأحترم مبادئه الاشتراكية. وأنا أقدس وطني. أنا مؤمن بعروبتي وقوميتي وعبد الناصر حمل راية القومية العربية والوحدة. ولذا، فأنا أحب عبد الناصر وأجله، أنا قومي وأممي. ولا أرى تناقضاً. أنسيتم قول لينين: "كي تكون أممياً جيداً يجب أن تكون وطنياً وقومياً جيداً". واستطرد رحمه الله قائلاً: قضية أخرى، لامني عليها بعضهم، وعاتبني البعض الآخر. وهاجمني آخرون. يوم فجعت بزوجتي، وكتبت( تلك القصيدة ) يقصد، طبعاً قصيدة( بهيرة) في رثاء زوجته. فهم تناسوا مضمون القصيدة الإنساني، تناسوا عذابات إنسان مفجوع ومعاناته. وصاروا يلوكون الأبيات التي أجدف فيها وأتساءل أسئلة وجودية. وأنا أعلن على الملأ:" لقد قضيت عشرين من عمري في إيمان مطلق. وقضيت عشرين عاماً أخرى في جحود مطلق، وأريد أن أقضي ما بقي لي من أيامي في إيمان قلبي ناعم لذيذ، وفي استسلام عقلي هادئ عذب".
وعندما صدر كتابه (كيف أصبحت شيوعياً) قبل أربعة أعوام، قلت له: يا أبا المنقذ: لقد تأخر كتابك خمسين عاماً،أو على الأقل أربعين عاماً. فلو نشرته قبل أربعين عاماً، لكان له شأن أخر. ولساهم مساهمة كبيرة في أمرين: الأول: برهانك العفوي الفطري الإنساني، أن الشيوعية ليست غولاً ولا ضبعاً. بل هي تختزل كفاح البشرية منذ فجر التاريخ، من أجل الخير، والعدالة، والمساواة، وإلغاء استثمار الإنسان للإنسان إنها، في النهاية، كما تقول: المعادل للإنسانية تماماً. والأمر الثاني: كنت وفرت على الشيوعيين العرب عامة والشيوعيين السوريين خاصة، وعلى الملتزميين بالتنظيم على الأقل ـ الكثير من هدر الوقت، ومن هدر الورق، والكثير الكثير من المهاترات، والانشقاقات، وذكرتهم بقوة: بمبدأ (النقد والنقد الذاتي) الذي لم يكن سوى شعار غير معمول به. فقال رحمه الله: عن قصد لم أنشر ذلك. كنت حريصاً على وحدة فصائل حركة التحرر العربية. وما زلت حريصاً على وحدة الفصائل التقدمية، وكان أملنا كبيراً في وحدتها وفي صمودها في مقاومة العدو الصهيوني، ورص الجبهة الداخلية. ولكن، الآن وقد انقسم الحزب، أعتقد أنه صار خمسة، وانهار الاتحاد السوفيتي، والمنظومة الاشتراكية، لم يبق ما أخاف عليه، يعني، نقدي للرفاق الآن لن يضر، أو يمنع الناس من الاتجاه إليهم. فنشرت الكتاب. وكنت جريئاً في قول الحق، وأن أقول: "لقد تركت الحزب الشيوعي السوري عام 1945 وبقيت شيوعياً".
لقد آمن الأديب الكبير الراحل إيماناً مطلقاً، بالإنسان، وآمن إيماناً مطلقاً أنه عندما يجوع إنسان واحد في مكان ما تبكي الإنسانية كلها، وعندما يتألم إنسان ما في مكان ما تبكي الإنسانية كلها، وعندما يفقد إنسان ما حريته تكبل الإنسانية كلها بالأصفاد. فمنذ أكثر من أربعين عاماً أطلق نداءه: "فكن أيها الإنسان حر:
صديقاً للإنسانية ـ عدواً للوحشية.. صديقاً للاشتراكية ـ عدواً للرأسمالية..
صديقاً للحرية ـ عدواً للعبودية.. صديقاً للإخاء بين الشعوب ـ عدواً للعنصرية؟؟
صديقاً للمساواة بين الناس ـ عدواً للطبقية.. صديقاً للحق ـ عدواً للباطل..
وأما وصيته لابنه فهي:
يا ولدي منقذ
الوحدة العربية منقوشة بمسامير كبيرة على أحداق رئتي
طافية على مركب حديدي في شرايين قلبي
يا ولدي
أعرف أني كنت جندياً مجهولاً في جيش الوحدة
أعرف أن الوحدة التي بناها قطران عربيان ذات يوم
قد تآمر عليها العالم كله فهدموها
يا ولدي
غداً إذا حقق العرب وحدتهم
فاكتب ذلك على شاهدة قبري
يا ولدي منقذ
وإن لم تستطيع كتابة ذلك في حياتك، وأسفاه،
فأوص بها أحفادي!
والآن، في الذكرى الأربعين للراحل الكبير، أقول لرفاقه وأصدقائه وللذين قرؤوا أدبه، ومن ثم نسوه أو تناسوه، سامحكم الله، لأنه هو سامحكم في حياته. وأقول للأجيال الشابة، التي لم تترك لها الفضائيات وقتاً للقراءة. تعرفوا على أدب الراحل الكبير عبد المعين الملوحي، فلقد أنجز أكثر من مئة كتاب، اقرؤوه، وانهلوا من مناهله الغزيرة الإنسانية النقية، وأتوجه إلى اتحاد الكتاب العرب، ووزارة الثقافة، والإعلام، وإلى كل الذين انشغلوا عنه في حياته ومماته: انصفوا هذا الأديب الكبير، فهو شاعر مطبوع أصيل، ومترجم فذ، ومؤرخ منصف، وباحث لم يتعب، إنه شمولي المعرفة، تقدمي الفكر، إنساني النزعة، عروبي العقيدة. يا أبا المنقذ، سامحنا جميعاً.



#مالك_صقور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مالك صقور - نداء الملوحي ووصيته