أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عبدالله عطية - الجناح الالكتروني














المزيد.....

الجناح الالكتروني


عبدالله عطية

الحوار المتمدن-العدد: 6308 - 2019 / 8 / 2 - 20:47
المحور: الصحافة والاعلام
    


أعرف أن عنوان اليوم غريب لكن واقعي، ربما يمزج بين حالتين من الوضوح والإخفاء، لكن هذا الموضوع ضروري للمجتمع ان يعرفه ويطلع عليه كونه يعمل على وتر حساس من حياة الناس، فالأحزاب السياسية هنا عمدت بعد إنتهاء الحرب الأهلية بين عامين 2004 والى 2007 الى تشكيل الجناح الإعلامي لكل حزب، ويكون هذا الجناح بمثابة باب من أبواب الدعاية والتطبيل للحزب وشخصياته، فبعد ان نجحت في تعميق الشق في المجتمع عن طريق القتل على الهوية والتهجير، بدأت تبث السموم وتلوث عقول البسطاء عن طريق جناحها الإعلامي، الا هذه الأحزاب ذكية وخبيثة في الوقت ذاته لتدرك ان الصحف لا تستطيع ان تلعب الدور الإعلامي الذي تريده، كون قارىء الصحف واعي بما يكفي لكي يفهم ما تريد إيصاله، لذا تحولت الى التلفاز والراديو، كونه اكثر انتشاراً وتأثيراً في عامة الشعب، لذا فأن عدد القنوات ازداد بطريقة سريعة وملفتة للنظر، وبالتالي أصبحت الأحزاب تملك مؤسسات إعلامية كاملة، من وكالات أنباء وصحف واذاعات وقنوات تلفزيونية لتحكم السيطرة على عقول العامة.
بدأ زمن الجناح الالكتروني بالظهور مع موجة انتشار الانترنت في العراق في نهاية عام 2012 وبداية عام 2013، فقد بدأت حركة الأحزاب في التواصل الاجتماعي عن طريق صفحات رسمية ناطقة بأسمها ومن ثم بعض المنشورات من المؤيدين لها، الا أنها أدركت بعد فترة وجيزة جداً ان هذا الجانب من المجتمع الذي أصبح متنفساً للناس غير مسيطر عليه، ولا بد التعامل معه بجدية، فعمدت الى إنشاء جيوش الكترونية لا تقل أهمية عن الجناح المسلح وتأثيره في الواقع، وكذلك المؤسسات الإعلامية التي تملكها، لذا أصبحت هذه الأحزاب في صُلب الواقع وتستطيع التأثير فيه وتغير إتجاه الرأي العام في الإتجاه الذي ترغب به ببساطة، لأن الناس لا تدرك أن الواقع الإفتراضي ايضاً مسيطر عليه.

الجيوش الألكترونية هذه تملك صفحات بأعداد معجبين كبير ولها سطوتها في الواقع الإفتراضي، ميزانياتها انفجارية، تمول كما في اجنحة الاحزاب الاخرى من مال الفساد السياسي، تتركز الية عملها على مبدأ دس السم في العسل، فهي تنقل اخبار اعتيادية ويومية وفجأة تشاهد خبراً بالضد من حزب او كتلة ساسية منافسة، وللأسف ان الناس تصدق وتحسبها انها فساد، الا انها لا تعرف ان هذه الجهة تحاول توجيه العامة نحو هذه القضية للتغطية عن قضية قام بها الحزب صاحب الجيش الالكتروني هذا، او عن طريق القيام بحملة هاشتاكات حول قضية في المجتمع او قرار سياسي، هذه العملية تتبنها النخب المثقفة والتي لها سطوتها في الشارع من كتاب وإعلاميين موالين للحزب هذا او ذاك ومن ثم يتبنها البقية من اصدقاءهم ومجعبيهم وهكذا تنتشر دون علم الناس بحقيقة عمل هذه الشخصية مع هذا الحزب او ذاك.

ابرز مثال عما تكلمت أعلاه هو حادثة دارت قبل يومين، تتلخص في تسلم نائبة سابقة لدورتين برلمانية ورئيسة كتلة، معروفة بطائفيتها وعنصريتها منصب مستشارة لشؤن المرأة، وبعد ان قامت الناشطين والناشطات بتبني حملة بأنه هذه النائبة لا تمثلهم، فجأة وبلا مقدمات ظهر موضوع القدسية وحفل افتتاح بطولة غرب أسيا من اجل تغيير إتجاه الرأي العام نحو قضية ثانوية، قد لا تمس حياة الناس بقدر ما تمس هذه الدرجات الخاصة حياة الناس، وللتذكر ايضاً لا احد يعرف كم عدد مستشارين رئاسة الجمهورية والوزراء الى اليوم وكذلك الدجات الخاصة الملحقة بها، ذكرتها فقط ليعرف القارىء كيف يتغلغل الفساد في جسد الدولة.



#عبدالله_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القدسية والهتلية
- تدوير السياسي العراقي
- الخوف من الاخر
- تشكيل الوعي وإبراز الهوية الوطنية
- مشاكل الواقع المتجددة
- قضايا المرأة (حبيبتي)
- من أين نبدأ.. تظاهرات ام استرجاع المكاسب والمالات
- من أين نبدأ.. المساواة أهم من الدين والتقاليد
- من أين نبدأ.. القانون واشكالية تطبيقه
- من أين نبدأ..التعليم اولوية قصوى
- من أين نبدأ؟ نقد الذات.. من الداخل ولاً
- الجهل والتجهيل
- نحتاج العلم لا رجال الدين
- حرب النفوذ الخفية
- رجال الدين والحياة
- وعود ومشاريع
- لماذا؟ وكيف؟
- سياسة النضال الخارجي.. ونسيان الواقع (القدس)
- التنازل اولاً.. فالثورة
- صراع الهويات ومستقبل العراق


المزيد.....




- لماذا تهدد الضربة الإسرائيلية داخل إيران بدفع الشرق الأوسط إ ...
- تحديث مباشر.. إسرائيل تنفذ ضربة ضد إيران
- السعودية.. مدير الهيئة السابق في مكة يذكّر بحديث -لا يصح مرف ...
- توقيت الضربة الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات على تصريحات وزير ...
- بلدات شمال شرق نيجيريا تشكل وحدات حماية من الأهالي ضد العصاب ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود- على أهداف في العمق الإيراني و ...
- قنوات تلفزيونية تتحدث عن طبيعة دور الولايات المتحدة بالهجوم ...
- مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية في أصفها ...
- الدفاع الروسية: تدمير 3 صواريخ ATACMS وعدد من القذائف والمسي ...
- ممثل البيت الأبيض يناقش مع شميغال ضرورة الإصلاحات في أوكراني ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عبدالله عطية - الجناح الالكتروني