أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- قائد بحجم الوطن














المزيد.....

بدون مؤاخذة- قائد بحجم الوطن


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6308 - 2019 / 8 / 2 - 16:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم أنّ لغتنا العربيّة تعتبر من أوسع اللغات، وأكثرها مفردات ومترادفات من بين لغات العالم، فهي اللغة الوحيدة التي تحافظ على قديمها وجديدها كونها لغة القرآن الكريم، إلا أنّنا نعيش أزمة "مصطلحات"، ليس لضيق لغتنا، ولكن لأنّنا نحيّد العقل، ونجيد سياسة "القطيع" في عقولنا الباطنة، لأنّنا محكومون دون قصد منّا بثقافة "الصّحراء الوحشيّة" كما وصفها ابن خلدون في المقدّمة، وبالتّالي فإنّ "ثقافة تضخيم الذّات" -إن جازت التّسمية- سائدة عندنا دون وعي منّا، رغم أنّ الذّات الفرديّة تضيع وسط تفخيم دور الجماعة، وكأنّنا نتمثّل بمعلقة عمرو بن كلثوم التي جاء فيها:
" اذا بلغ الفطام لنا صبيا.... تخرّ له الجبابر ساجدينا".
لذا فإنّنا نجد عندنا من يكتبون عن مسؤول -مهما كانت منزلته-، حتّى لو كان مختارا لحامولة أو وجيها لعائلة صغيرة- بأنّه "قائد بحجم الوطن"!
دون أن يدري هؤلاء مدى إساءتهم للوطن وللشّعب بهكذا "مصطلح"، فهل الوطن والشّعب رخيصان إلى درجة أنّ شخصا واحدا أكبر وأغلى منهما؟ أو أنّ هذا الشّخص أغلى من الوطن ومن الشّعب؟ وماذا سنقول؟ وكيف سنصف من ارتقوا سلّم المجد شهداء دفاعا عن الوطن والشّعب؟ وهل يوجد بيننا من يعبدون أشخاصا دون الله وهم لا يعلمون؟ أو هل عندنا أنصاف آلهة؟
وهناك "مصطلحات" و"كليشيهات" أخرى يردّدها كثيرون منّا، وتنجرّ إليها تنظيمات وأحزاب –مع الأسف-، فمثلا عندما يعتقل المحتلّون شخصا ما، ولو كان فتى غرّا، أو يستشهد شخص ما، فإنّنا نجد من يكتب عنه أو ينعاه واصفا إيّاه "بالقائد"، وكأنّ الشّهادة صفة ملازمة للقادة فقط، أو أنّ الشّهادة غير كافية لتخليد اسم الشّهيد إن لم يكن قائدا! وإذا كان أسرانا وشهداؤنا كافّة قادة، فأين الشّعب؟
ومن المحزن أن نجد بيننا من يصف أطفالنا الشّهداء والجرحى والأسرى "بالجنرالات"، وهذه رتبة عسكريّة، فهل أطفالنا عسكريّون مقاتلون أم ضحايا للاحتلال؟ وهل يعلم من يستعملون هكذا مصطلح مدى الضّرر الذي يلحق بقضيّتنا جرّاء هكذا "مصطلح"؟ حتّى أنّ ملكة السّويد وجّهت نداء قبل سنوات للأمّهات الفلسطينيّات تدعوهنّ فيه إلى عدم السّماح لأبنائهنّ بالمشاركة في حروب المقاومة ضدّ الاحتلال.
ومن المصطلحات التي نستعملها دون النّظر لمعناها وصفنا لجدار التّوسع الاحتلالي بـ "جدار الفصل العنصريّ"، مع علمنا المسبق أنّ هذا الجدار التّوسّعيّ يبتلع 7% من مساحة الضّفّة الغربيّة، وأنّه يفصل الفلسطينيّين عن بعضهم البعض، حتّى أنّه يفصل بيوت والدين عن بيوت أبنائهم، أو يفصل بيوت الأشقاء عن بعضها، أو ليس يجدر بنا أن نسمّيه "جدار الاحتلال الإسرائيلي" ليبقى لعنة تطارد بناته؟
والحديث يطول.
2-8-2019



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة- تهافت المتساقطين
- رواية -كرنفال المدينة- والبناء الروائي
- بدون مؤاخذة-المدوّن السعودي وزيارة الأقصى
- بدون مؤاخذة- مذبحة البيوت في صورباهر
- بدون مؤاخذة- سيادة الجنس الأبيض
- رواية جداريات عنقاء مرّة أخرى
- بدون مؤاخذة- ما تريده اسرائيل
- حكاية شعبية-حق القوّة
- من ذكرياتي مع الرّاحل توفيق زيّاد
- بدون مؤاخذة-سقوط المثقفين والبغاء السياسي العلني
- بدون مؤاخذة- ورشة البحرين والحمل الكاذب
- بين الواقع والخيال في رواية جداريات عنقاء
- بدون مؤاخذة- الله يرحم محمد مرسي
- بدون مؤاخذة- من يهدد أمن الخليج والمنطقة؟
- بدون مؤاخذة- أزمة السلطة الفلسطينيّة الماليّة
- بدون مؤاخذة- في زمن الهزائم
- بدون مؤاخذة-الاختلاف على عيد الفطر
- بدون مؤاخذة-ذكرى حزيران وتكريس الهزيمة
- بدون مؤاخذة قمّة مكة والإيغال في الهزيمة
- فهمي شراب والأهداف النبيلة


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- قائد بحجم الوطن