أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اشرف عتريس - ملامح التجربة الصوفية عند عتريس د.أسماء عطا















المزيد.....

ملامح التجربة الصوفية عند عتريس د.أسماء عطا


اشرف عتريس

الحوار المتمدن-العدد: 6308 - 2019 / 8 / 2 - 09:29
المحور: الادب والفن
    


التجربة الشعرية في شعر أشرف عتريس لها ملامح مميزة ، وفريدة، وخاصة في استلهامه للنزعة الصوفية لغة وهوية وكيان،
فتكشف عن هوية الذات الكاتبة داخل النص التصوفي، والذي ارتبط بظروف الواقع العربي وهو نوع من التمرد، والارتداد أمام سلطة القهر الاجتماعي والسياسي
فالتصوف رمز للتسامي الروحي على الآلام والهموم، "فالعلاقة بين التصوف والشعر تنبثق من سعي كل منهما إلى تصور عالم أكثر كمالا من عالم الواقع ،
وهو ما نتج عن الاحساس بفظاعة الواقع وشدة وطأته على النفس وصبوة الروح للتماس مع الحقيقة، فسعى الصوفي والشاعر للاندماج في الكون والاتحاد بإيقاعه الخفي"
واعتناق لغة الرمز يبرز ثقافة الشاعر الواسعة ، وإبداعه المتميز داخل التجربة الشعرية ، وهذا ما أكسب النص بعدا دراميا يثري القصيدة شكلا ومضمونا .
فاستقى الشاعر من التراث الشعبي كثيرا من مواده وموضوعاته ، للكشف عن حقيقة وجوده الذاتي والإنساني،
فعاد الشاعر إلى منابع المعرفة الشعبية للتعبير عن قضايا ومضامين معاصرة تجسد تصوره للعالم ،
وحلمه في صنع مستقبل إنساني؛ تنفتح فيه الرؤيا الشعرية وترتحل لمناطق شعورية ولا شعورية،
وتم ذلك بتحويل الأنساق الشعرية إلى رموز ترتبط بالاطار الجماعي لا الفردي، وهذا ما ظهر في ديوان (ولد مفتون )
فشعر أشرف عتريس يجمع نبرات ثورية، وأخرى عقدية من خلال المعالم الروحية في تكوين الانسان،
فالديوان يحمل نزعة صوفية (الزهد في الدنيا – الدعوة إلى الاخرة) ينطلق من الماضى ليخترق الحاضر برؤية مستقبلية
؛ تنبئ عن شطحات الصوفية من خلال كلماته التى تدفع القارئ للاندماج في حضرة الوصف والمديح والعبرة والاعتبار .
فهو (عتريس) يجمع نبرات ثورية، وأخرى عقدية من خلال المعالم الروحية في تكوين الانسان، فالديوان يحمل نزعة صوفية
(الزهد في الدنيا – الدعوة إلى الاخرة) ينطلق من الماضى ليخترق الحاضر برؤية مستقبلية ؛ تنبئ عن شطحات الصوفية
من خلال كلماته التى تدفع القارئ للاندماج في حضرة الوصف والمديح والعبرة والاعتبار .
(مدد... مدد) ليست كلمة يطلقها الشاعر من لسانه، بل تخرج من الدلالة الإيقاعية التي تعمل على الانسجام؛ لتذهب عبر الدلالة إلى مزيد من هذا المشهد
واحتياج طاقة أكبر في مواجهة الروح داخل الحالة الجديدة ، فالانتقال من مكانه إلى أخرى يجعل الذات في حالة احتياج أكثر
لم تكتف لمزيد من المعرفة والكشف داخل هذه الرحلة، وما يظهر فيها من اكتشافات لم تأتى مرة واحدة،
فالتجربة التي يعيشها الصوفي لا تتعامل مع الحس الظاهر بصورته الفعلية الحقيقة، " ولكن على أنها عارية من الجمال الالهي،
ومن ثم فالصوفية دائما يبحثون عن الباطن ، ولا يعولون على المباشرة؛ لأنها لا تؤدي إلى معرفة حقيقة، ولا إلى تعبير شعري يرضي حاستهم ويقوي دعائم الخيال
ويفسح المجال لانطلاق أجنحته وراء الألفاظ والعبارات الوضعية إلى معان أخرى يتحملها اللفظ بالتفسير والتأويل،
مما يجعل القارئ يغوص في داخل الصور، وما ورائها لاستكشاف أمور ربما لا تخطر للشاعر على بال من أجل ذلك كله جرت الرمزية وراء التعبير
مما لا يقع تحت الحس واتجهت وجهة صوفية وعاش الشاعر وراء الحسي ليستمد منه موضوعه" ( ) ،
ثم تأتي الحضرة ركن هام في طريق الصوفية يتم فيها أداء أشكال مختلفة من الذكر كالخطب المديح الانشاد والدعاء ،
وهذا ما اتكأ عليه الشاعر في الكثير من النصوص باعتبار أن هذه الأوراد تتم وتكتمل داخل الحضرة .

فالشاعر يرسم ملامح التجربة بكل مكوناتها من المقام والبحث والرحلة والزهد والتقشف ولحظات التجلي والانكشاف، فيأتي المقام ، واستيفاء المراسم لإقامة النفس وإظهار أحوال العشق ،
المحبة ،الغيرة ، القلق ، الوجد ، الدهشة ، الهيمان، وروحانية الشاعر من خلال المدح لآل البيت التي تعد أحد مقامات الصوفية ، بالإضافة إلى ( السمحة والتمسك بالأوراد)،
فالشاعر ليس صوفيا بالمعنى المألوف ، ولكنه يكتب نصا صوفيا متميزا باعتماده على استلهام التراث الصوفي في ثراء تجربته، وكشفها للقارئ من خلال المعاناة التي عاشها الشاعر داخل الواقع التي أحالته إلى نوع من التفرد ، والغربة في تناول تجربته، فيعتمد على التقرير مرة والسؤال مرة والتعجب والعتاب مرات، وأنسنة الأشياء والحوار معها مرات أخرى، فالشاعر يبرز ملمحا مهما في الشعر العامي وهو الملمح الصوفي الذي يؤكد انخراط الشاعر داخل الجماعة وذوبانه داخلها .
فلجأ الشاعر إلى لغة الوجدان الروحي ، والتوحد برموزها ، ليجمع بين التجلي الرؤيوي لانكشاف المجرد من المحسوس ، ولصوغ المجهول من المعلوم ، وبين واقع التجربة الحياتية في قسوتها وقهرها ومرارتها ، فالنزعة الصوفية في الشعر العربي المعاصر ليست حركة اندفاعية سطحية ، أو سلبية ،وإنما هي حركة في قلب الواقع ، وانبثاق من الأعماق ، فإذا كان مصدر هذه الحركة هو الإنسان ، فعلاقة الشعر بالتصوف هى علاقة تأثير وتأثر، فالشعر تأثر بالتصوف من خلال حالة التمرد على اللغة والواقع لابتكار حالات وجدانية تكون أقرب إلى التجلي منها إلى الظهور بغرض إشباع الدلالة بوفرة الإشارة التي قادت إلى اكتشاف المعنى الانساني دون التقوقع على الذات، وكانت وسيلته الحلم ، فتنوعت الأنا داخل الديوان ما بين:
الانا الشاعرة الرافضة الصدامية
انا التوحدية الصوفية
الانا الساردة الواصفة
الانا المحصورة المقهورة
وأخيراً..تجسد الصورة الدرامية في النص ما ينتاب الذات من آلام ومعانة ، ورسم مشهد المقاومة أمام عين القارئ،
بالإضافة إلى الرموز الزمنية المتمثلة في رمزين متناقضين هما( الليل والشمس ) فـ(الليل) ظلام ماضي واقع خارجي محاصر للذات (الشمس)
نور مستقبل حلم واقع داخلي للذات ، فالشاعر يجسد من خلال هذه الرموز المشاعر المتأججة داخل الذات الشاعرة ،
فالذات الشاعرة في شعر أشرف عتريس تأخذ دور الراوي المحايد الذي لا يندمج مع هذا أو ذلك، بل يرصد المشهد ،
وتقوم الذات في بعض الأحوال بدور الممثل الذي يتقمص شخصية الصوفي ويؤدي الدور كاملا ، ودور الإنسان العادي
حتى تلتحم الفجوة بين العالم الباطني والخارجي،
فتنتصر الذات بالحلم،
وتصل إلى ما تريد ..



#اشرف_عتريس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصايد من ديوان ( ليها طعم جديد خالص ) 1998
- النخبة يا رفيق - ليست خائنة دائماً
- شوف بنفسك وراجع معى
- المذنب الجميل - دراسة اسماعيل حلمى
- قصايد من ديوان ولد مفتون
- ظاهرة الخوابير فى العالم
- التمكين الثقافى -2
- التمكين الثقافى ومايحتاجه ذوى الاحتياجات الخاصة للتمكين ..
- قصيدة العامية المصرية تحتاج إلى ثورة
- لماذا لا يقرأ المصريون !!
- نحن وكل أنواع المسرح
- بالتاكيد هى عقول مشوهة
- ما المانع فى الورش المسرحية فى مصر والوطن العربى
- قصايد من ديوان (جلد الشوارع )
- قصايد من ديوان (محدش غيرى )
- فتنة النت .. ذلك الشيطان الجميل
- لعنة عدوية تصيب اليسار فى مقتل
- البابلومانيا وظاهرة معرض الكتاب - مصر نموذجاً
- لست ناصريا لكننى مع العمال والفلاحين
- إشكالية وجودية المرأة أولاً..لماذا ؟


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اشرف عتريس - ملامح التجربة الصوفية عند عتريس د.أسماء عطا