أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عباس رضا - حلبجة ...مدينة باقية في ضمير الإنســــــــــــــــــانية














المزيد.....

حلبجة ...مدينة باقية في ضمير الإنســــــــــــــــــانية


عباس رضا

الحوار المتمدن-العدد: 444 - 2003 / 4 / 3 - 01:37
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 


من ينســـــــــى هوريشيما ونكازاكي ، ومن لا يتذكر حلبجشيما إن سمع بها وعرف ما جرى!!!

لســــــــتُ أول شخصٍ يريد التعبير عن ذاته المعذب ، ويحاول أن يكفر عن شعوره بالذنب والتقصير من انعدام القدرة عندما حرق أطفال ونســـــــــاء وشيوخ لا حول لهم  ولا قوة.......إلا أنهم كانوا يقطنون في منطقة باردة شتاءً ، ولهم لغةٌ خاصة غير لغة الطاغية. أو لأنهم يمتلكون تأريخاً وطبيعة حســـدهم عليها بعض العنصريين. الجبل القريب من تلك المدينة بكى، والزرع إن حرق تورد من جديد، وأزهارٍ أخرى جديدة أستبشر بها جيلٌ جديد. والمدينة استرجعت كل عوالمها وأكثر. الحقد الذي أراد زرع الخوف والحرمان دفن مع نفايات الماضي المؤلم. لكن الضمير المستيقظ والقلب الذي ينبض حباً لم يغفوا أبداً ...ويبقى يذكر الأجيال بالفاجعة، والصور يرافق الخيال من بعيدٍ وقريب. الزهرة الصماء نطقت لحناً ملئه حنان الطفلة البريئة التي سقطت على أرض حلبجة في حضن أبيها، والأب محاولاً حمايتها بجسده النحيف، ولكن السموم أكلت جسديهما معاً. أبناء  تلك المدينة الضائعة في سماء الإنســــــــانية سقوا أرض الحرية بالعطاء الأبدي. المدينة العائمة على سطح شعور الإنسانيين تلوح للجميع، لكل القوميات والأعراق بأن  الحقد الدفين ظهر وحرق آمال الصغار والكبار....بل أوقدوا مشعل الحرية من جديد لجيلٍ جديد.

نعم، لم تنم الضمائر لصيحات أطفال مدينة تبعد عن مسكن الطاغية أميال كثيرة، لكن حبهم للحرية أخاف الحاقد ولو من بعيد. بأي طريقة أطور طبيعة عملي كي أكفر عن ذنبي لأني  عراقي  وحدث ذلك في بلدي؟ ...
أعذروني يا أبناء بلدي السجين والمكبل بالسلاسل القمعية والأفكار العنصرية، إن سحبت البعض لمصيري المعذب لأذيقه طعم سياط الذاكرة. ولا أعطي شعوري وإحساسي أي مجال للخلاص من ممارسات ظالمٍ من بلدي ولم أوقفه عند حده. ولا يجوز للضمير أن يغفو أو يستريح من ذوق لوعة الجريمة الجماعية. من يستحق الاسترخاء والقيلولة من صور المأساة وإن راح عليها ستة عشر عاماً وولد جيلٌ جديد....والأرض يذكره بتلك الأم التي  لم تتم رضاعة طفلها التي لم تكمل ربيعها الأول. وأي كتاب يستحق الطبع والتسويق إن لم يشير للشيخ العاجز وجسده اسود من سكب مواد الحقد العنصري الخبيث. وأي منهجٍ تربوي يلوح بالتعليم ولم تكن في مضمونه جوهر الفاجعة وأسبابها العقيمة. وأي معلمٍ يحمل شهادة ً ... ولم يذكر في إحساسه النامي على آثار جريمة حلبجة. 

العزاء....لم يجدي نفعاً لتجنب إعادة المأساة مرةً أخرى وفي مكان ٍ آخر من كوكب الأرض، وقالها الكثيرون بعد ما حدث من قبل. زرع  التوعية الوقائية عند الإنســـــــــــان أمرٌ لابدَ منه، ويجب أن يعمم ...ومحاولة التشبث في معرفة جوهر الأفكار تعطينا إشارة للنوعية ومدى تفاعلها مع الآمال الإنسانية. التذكير المستمر بالمأساة يحول دون تكرار الجريمة.

بقت حلبجة في قلوب الإنسانيين تنبض لتذكر العالم بأنه لا مجال للتغاضي عن الجريمة وإن أراد الزمن القضاء على الذكريات. وستبقى كل الصور تحرك الضمائر كل لحظة من جديد لتنبه إن ما حدث ممكن أن يحدث مرات إن لم نكن بمستوى الوعي المطلوب. وإن تكرارها ليست مسؤولية أصحابها فقط ، بل  كلنا نتحمل جزاءً ولو كانت قدر رأس إبرة...فالحقد ينتشر ومرضه يعم ولا يحده بحار وجبال.

عذراً  لكل الذين سقطوا وحرقوا...عذراً لكل الشهود وهم يحملون آثار الجريمة الكبيرة التي لا تغتفر. وعذراً للأرض  التي حرقت ونمت وأحييت من جديد بفضل سواعد الطيبين. وألف تحية للزهور الناضجة ...أمهات المستقبل الزاهر ..القادم رغم الأحقاد.


 



#عباس_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بعـــــــــد صدام
- الخطر القادم على الشــــــــعب العراقي كبير! صدام بحد ذاته س ...
- الحرب القادمة و الحماية للشـــــــــــعب العراقي
- شــــــــــــــعار لا للحرب لا للدكتاتورية
- المؤامرة البيضاء ولعبة الدول المجاورة
- ماذا يحمله العراقيين لبناء الوطن؟
- حقوق المرأة العراقية منســــية أم نتناساها


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عباس رضا - حلبجة ...مدينة باقية في ضمير الإنســــــــــــــــــانية