أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - أيام فلسطين بأرضها ومخيماتها















المزيد.....

أيام فلسطين بأرضها ومخيماتها


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 443 - 2003 / 4 / 2 - 04:33
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

هذا اليوم المجيد هو ذكرى يوم الأرض الفلسطينية التي دافع عنها شعب فلسطين داخل الخط الأخضر بحياتهم ودماءهم وعرقهم , فقدموا الشهداء وهم يتصدون بالحجارة والصدر العاري لقوات الشرطة الإسرائيلية التي هاجمتهم وتعاملت معهم بوحشية. ومنذ ذلك اليوم الشهير من ربيع 1976 ولازالت جماهير الشعب الفلسطيني في الجليل والمثلث والنقب تقاوم التهويد وتكافح الأبارتهايد العنصري الأكثر استحداثا وظلامية. وما النضال الذي تخوضه تلك الجماهير بكافة قطاعاتها وانتماءاتها ألا خير دليل على صحوة الشعب الفلسطيني وعمق فهمه للهجمة الاستيطانية التي يتعرض لها منذ نكبته الكبرى سنة 1948. فقد أصبحت مكافحة التهويد والتأسرل لدى عرب الداخل هماً استراتيجيا وأساسيا, وهذه العملية المعقدة والصعبة تتطلب رؤية واضحة وفهما دقيقا لما يحيط بالشعب الفلسطيني وأرضه المسلوبة من مخاطر ومطامع. فلن يكون هناك إنجازات هامة إذا كانت الرؤية غير دقيقة وغير واضحة, لذا من الضروري تحديد الأهداف والسياسة التي يتوجب إتباعها في التعامل مع الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في الداخل وداخل الداخل وفي الخارج وبشكل عام.

فالهجمة الإسرائيلية المدعمة أمريكيا والمباركة يهوديا لا يمكن وقفها بدون وحدة الموقف الفلسطيني بكل فروعه المشتتة هنا وهناك. فالاستراتيجية الفلسطينية يجب أن تكون واضحة وهي ليست بحاجة لتجميلات وتضخيم واستجداء المساعدة أو توسل الفهم من العالم, لأن القضية واضحة المعالم والقصة معروفة لدى الناس, إذ يوجد احتلال في فلسطين يصادر الأرض ويقوم باستيطانها وتهويدها ونشر المحميات الاستيطانية والأمنية والحربية على التلال التي تشرف على التجمعات السكنية الفلسطينية داخل وخارج الخط الأخضر,مع فارق  كبير أيضا في التعامل مع عرب الداخل الذين يعتبرون من سكان دولة إسرائيل التي بدورها قامت على ركام وطنهم فلسطين وبين سكان الضفة الغربية وقطاع غزة الذين يعيشون منذ 1967 تحت وطأة الاحتلال وشراسته وظلمه ودمويته من جهة أخرى. ففي أراضي الخط الأخضر لا تزال القرى والبلدات والمدن الفلسطينية المسكونة من الفلسطينيين فقط تعاني من نقص شديد في كل شيء , بينما على الجهة الأخرى تشهد البلدات الإسرائيلية المقامة على الأراضي التي صادرتها الدولة من أصحابها الفلسطينيين أو على أراضي اللاجئين الفلسطينيين ازدهارا وتطورا دائما, وذلك يعود للدعم والتمويل الذي تخصصه الدولة لتلك المناطق. هناك تفريق وتفضيلات في المساعدات المقدمة للمناطق, فالمناطق العربية في الجليل والمثلث والنقب كانت ولاتزال إما محرومة من الدعم وإما تعيش على فتات الدعم الحكومي الذي لا يكفيها ولا يلبي حاجاتها في العمران والتطور والتوسع والانسجام مع النمو السكاني وحاجته للتمدد وإيجاد فرص الحياة وكذلك فرص العمل والمنافسة, وبالمناسبة فأن المنافسة بين المناطق العربية واليهودية شبه معدومة وبالأصل لا يوجد توازن يسمح بتلك المنافسة لأن المناطق اليهودية كما قلنا تتلقى دعما وإسنادا حكوميا متواصلا ومستمرا بينما المناطق العربية منبوذة وتعيش على بعض المساعدات الشحيحية. وليس غريبا أن بعض السكان العرب في المناطق العربية داخل الخط الأخضر لازالوا بلا كهرباء وماء وبلا اعتراف من قبل الدولة التي تدعي الديمقراطية واحترام حقوق الانسان بوحجودهم حتى كبشر, إذ أن الذين من المفترض بهم الاعتراف بهذه المناطق وتزويدها بأبسط وسائل الحياة هم أنفسهم يمنعون تلك المناطق من الاستمرارية ويحرمونها من التواصل والحياة الطبيعية كباقي المناطق. والشهود كثيرة والأماكن وفيرة تجدونها في الجليل والمثلث والنقب. لكن كل تلك العقوبات الجماعية والوسائل العقابية لم تؤثر على قناعة الناس بحقهم في البقاء على أراضيهم والعيش بسلام وأمان وتطور ونمو طبيعي.

كما أن ذكرى يوم الأرض تأتي هذا العام في ظل هجمة شرسة تتعرض لها الجماهير الفلسطينية في الداخل بالترافق مع هجمة دموية يتعرض لها الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة. وتأتي أيضا بالتزامن مع مرور عام على حملة السور الواقي التي توجتها إسرائيل الغازية باحتلال كافة مناطق الضفة وبتشديد الحصار والخناق على قطاع غزة, كما أنها تأتي والشعب الفلسطيني يستعد للاحتفال بذكرى مذبحة مخيم جنين التي كانت واحدة من المذابح العديدة التي نفذتها إسرائيل في حملة السور الواقي العام الماضي. وقد دمرت القوات الإسرائيلية إحياء كاملة من المخيم المذكور على من فيها من السكان ولم تكن تلك القوات تميز بين مدني وعسكري, وهذا شبيه بحد كبير لما يحدث الآن من مذابح في العراق حيث تقوم قوات الغزاة المتحالفة بقيادة أمريكا بقصف همجي للمدن العراقية وبالضغط على المقاومة العراقية من خلال القصف الذي يستهدف المدنيين كما حصل مؤخرا في حي الشعلة في العاصمة بغداد. والجدير بالذكر أيضا أن الخبراء العسكريين الأمريكان قاموا بجولة تفقدية مع زملاءهم الإسرائيليين في مخيم جنين حيث دارت أشرس المعارك بين الغزاة الإسرائيليين وحماة المخيم من المقاومين الفلسطينيين في العام المنصرم. هذا طبعا يجعلنا نعتقد بأن التجربة سوف يعاد تكرارها في العراق وبشكل قد يكون أكثر دموية واكبر حجما لأن حجم العدوان هذه المرة اكبر من حجمه السابق في المرات السابقة. وهذا كله يؤكد أن وحدة المصير أمر طبيعي في هذه المعركة الممتدة من أرض فلسطين المحتلة حتى تراب العراق المستباح، فالعدو واحد وتجمعه أطماع ومصالح واحدة، ليس أولها الهيمنة على البلاد العربية واحتلالها أو إعادة استعمارها بأشكال جديدة ولا أخرها شطب أي صوت عربي ينادي بحرية فلسطين وعودة اللاجئين واستقلال العرب وخروجهم من التبعية المهينة والمعيبة لأمريكا وإسرائيل.

في الذكرى السابعة والعشرين ليوم الأرض الفلسطينية، يجب التمسك بحق الشعب الفلسطيني في العودة إلى أراضيه ودياره بناءً على قرارات الشرعية الدولية ورغما عن الرفض الذي تبديه إسرائيل،لأن رفضها ليس مبررا لا أخلاقيا ولا قانونيا, خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار أن حملات الهجرة اليهودية المنظمة إلى تلك الأراضي  مستمرة بشكل دائم، وهذا ما يفند أكاذيب إسرائيل حول عدم وجود مكان لشعبين في دولة واحدة وعلى ارض واحدة. لأن المكان موجود وغير مأهول بمعظمه ومناطق اللاجئين الفلسطينيين في أرضهم وقراهم وبلداتهم معظمها لازال ينتظر عودة أصحابها, أما إذا كانت الحجة بضيق المكان وقلة المساحة, فلتتوقف إسرائيل عن الاستيطان وتشجيع الهجرة والتخطيط لها ولتكن ولو لمرة واحدة في حياتها منطقية وعاقلة وتقول كلاما معقولا يقبله العقل البشري. وإذا كانت إسرائيل حريصة فعلا على أمن الإسرائيليين وحياة عادية مع جيرانها العرب، وكذلك على السلام الإقليمي يتوجب عليها التخلي عن دور الشرطي الذي يعادي سكان المنطقة ويعمل في خدمة المشروع الاستعلائي والاستعماري التوسعي الذي يستهدف بلاد العرب وعليها المشاركة في تطوير وازدهار المنطقة حتى يتسنى لها العيش بجوار اصحاب المنطقة الأصليين.

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رامسفيلد يؤكد شمولية الحرب - المؤامرة
- لقد طار بيريل والبقية تتبع..
- أمريكا تحارب وإسرائيل تجني الثمار
- رامبو الأمريكي والمقاوم العراقي
- عراقنا و عراقهم
- للنرويج دور لم ينته بعد
- أود كارستين تفييت
- ليس دفاعا عن محمود درويش
- الأعلام الإسرائيلي في بلاد العرب
- هل تغير شارون ؟
- فتحي أبو جبارة
- مصائب شعب العراق فوائد لأهل النفاق
- جنون رعاة البقر ونقص المناعة
- كلابهم وكلابنا..
- شارون قريباً في شرم الشيخ..
- ماء الوجه .. ماء الحياة
- اللهم اجعلني من المخطئين
- سلاح أمريكا السري وفانوس العرب السحري
- حيرة الناس مع الأمريكان
- عودة إلى اللقاءات في ظل المذابح


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - أيام فلسطين بأرضها ومخيماتها