أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد زحايكة - -الجنة الان-..في البدء كانت الصورة..؟!














المزيد.....

-الجنة الان-..في البدء كانت الصورة..؟!


محمد زحايكة

الحوار المتمدن-العدد: 1546 - 2006 / 5 / 10 - 10:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اعترف ان الفنان المخرج هاني ابو اسعد قد اذهلني وحولني الى كتلة ملتهبة من المشاعر المختلطة المتضاربة.. وانا متسمر على مقعدي في المسرح الوطني الفلسطيني اراقب مشاهد الفيلم المتتابعة والمتصاعدة مثل ماء ساخن وصل الى حد الغليان ثم الى مرحلة الفوران.. تماما كما حدث لابريق القهوة في محل تصليح السيارات عندما اندلق الماء المغلي فائرا وطافحا على الاطراف..! ميزة فيلم " الجنة الان" انه يشد الانفاس ويحبسها ثم يطلقها لتتماوج الى عنان السماء..! فكيف واتت الجرأة هذا المخرج الفلسطيني المتمرد لرصد ظاهرة التفجيريين اوالاستشهاديين..؟!

وكيف طاوعته نفسه على الولوج الى عمق هذا " التابو" الامني المحرم.. وما يكتنف ذلك من مخاطرة قد تودي بحياة القائمين على الفيلم او بعضهم..! لا شك ان الدافع القوي وراء ذلك يتمثل في التفهم العميق والانساني للمخرج الانسان الذي يعرف انه ليس من السهل الحكم على هذه الظاهرة الخلافية الجدلية بشكل سطحي عابر.. فلا بد من الولوج في دهاليزها العميقة..! وتمحيصها بدقة وتأن وتفهم مع ابعاد اية افكار مسبقة.. وهذا ما نجح فيه الفيلم الى حد بعيد..! ناهيك عن الصور الفنية المدهشة واللغة السينمائية المحترفة والمتمكنة..!

ازعم ان الفيلم ابدع في الغوص في اعماق هذه الظاهرة المحيرة والمثيرة للاعجاب من زاوية بذل الانسان لاغلى ما يملك في سبيل هدف سام..! فلا يمكن بحال من الاحوال المزايدة على الاستشهاديين لانهم لا يبغون متاع الدنيا الزائل.. وان كان النقاش معهم او مع مرسليهم هو عن جدوى مثل هذه العمليات، وهل تقربنا من تحقيق اهدافنا ام العكس..! هذا هو الجدل الساخن حتى هذه اللحظة الحرجة التي تسيل فيها دماء الفلسطينيين كل يوم وكأنها مداد من حبر احمر قانيا..! وفي حال الغاء هذا النمط من العمليات .. ما هو البديل في ظل سيطرة الطرف الاخر على السموات والارض الفلسطينية وعلى المعابر والمحاجر وعلى المداخل والمخارج وعلى الجدران والاسوار ولا نريد ان نقول حتى على غرف النوم..! في ظل الهستيريا الامنية والعسكرية التي تعيشها دولة الاحتلال..! الى درجة ان توحشها الامني لم يعد مسبوقا في العالم طرا..! فلم تترك شيئا الا واستخدمته لقمع شعب اعزل يقاتل بايادية الفارغة وصدره العاري..!

يحرك الفيلم سواكن النفس وانفعالاتها.. وهو تحيز، وان بشكل غير ظاهر الى دوافع هؤلاء الشبان الذين يعيشون كالاموات.. فالموت بالنسبة لهم افضل من حياة بلا معنى تمتزج فيها المآسي بالمعاناة اللامنتهية..! من التحرك بين جدران سجن كبير.. والمرور على حواجز الاذلال.. والبحث عن لقمة الخبز المغمسة بالدم..!. وهناك سؤال تنبغي الاجابة عليه.. وهو، هل حاول الفيلم ان يشتري تأييد مانحي الجوائز العالمية من خلال عزف السيمفونية التي يحبون سماعها.. لست متأكدا ولا اضع ذلك في ذمتي..! وحتى لو حصل هذا.. فأنا ارى انه لا بأس في ذلك.. لأننا الطرف الاضعف ودون ان نقدم بعض التنازلات فلن نحصل على شيء اطلاقا..؟! اثارني ايضا ان الفيلم قد انضج على نار هادئة.. ولم يتم سلقه سلقا بسبب الظروف شبه المستحيلة لتنفيذه وتصويره..! امتعني الفيلم الى حد بعيد ورفع معنوياتي..! واكد لي ان لدينا طاقات ومواهب فنية عالية من حيث صناعة الافلام السينمائية بيد ونكهة وعقل وفكر فلسطيني حر.. وهذا ما جسده ببراعة المخرج الفذ هاني ابو اسعد..! ازعجتني بعض الكلمات غير المفهومة ربما لصعوبة اللهجة المغاربية لاحدى الممثلات.. ولكن بشكل عام كل الاحترام لكل طاقم الفيلم وعلى رأسهم المخرج..

واحتراماتي "وايد" كما يقولون في الخليج.. للمسرح الوطني الفلسطيني الذي يلتفت الى الافلام الملتزمة وصاحبة الرسالة الجيدة التي تحمل في ثناياها كذلك مساحة مهمة من المتعة والترفيه.. وعتاب ولوم شديدين لمسرح القصبة المقدسي الذي يلهث وراء عرض افلام تجارية بحتة اقل ما يقال فيها أنها تافهة ولا تتماشى مع طبيعة المرحلة التي يعيشها شعبنا الفلسطيني من حصار وقتل وتدمير يومي.. فما الفائدة من عرض افلام بوحة وخالتي فرنسا وميدو مشاكل وتتح وسيدي عوكل وسيدي حركش..؟! هل انقرضت الافلام الجيدة والممتعة يا قصبة.. ! لماذا لا تعرضون مثلا فيلم ليلة سقوط بغداد مثلا وغيره من الافلام الهادفة والمفيدة .. ام انكم تبحثون عن افلام المقاولات التجارية المربحة.. ولا رد الله اجيال شباب المستقبل في القدس وغيرها..؟! كفاكم استهتارا بعقولنا..!



#محمد_زحايكة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايات خالدة.. نبع صاف من المشاعرالمتدفقة والحان وترانيم ملا ...
- خربة الاولياء .. تؤكد الحقيقة الغائبة -!لا شيطان الا بني آدم ...
- ابنة خالتي.. وصورة شاكيرا........ تجليات صاخبة لعالم من الوا ...
- ابنة خالتي.. وصورة شاكيرا....تجليات صاخبة لعالم من الواقع وا ...
- الى القابعين في عسقلان وكل السجون:لنا الله أيها الأخوة والرف ...
- راسم عبيدات .. -اسير القدس -سلامات .. واجمل تحيات ..؟!


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد زحايكة - -الجنة الان-..في البدء كانت الصورة..؟!