أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حاتم الجوهرى - مفهوم المقاومة وزيارة القدس: كشف ورقة المفاوض المصري الأخيرة














المزيد.....

مفهوم المقاومة وزيارة القدس: كشف ورقة المفاوض المصري الأخيرة


حاتم الجوهرى
(Hatem Elgoharey)


الحوار المتمدن-العدد: 6299 - 2019 / 7 / 23 - 22:43
المحور: القضية الفلسطينية
    


أي مفاوض سياسي ماهر ومحنك يحتفظ في جعبته دائما بورقة أخيرة، ورقة لا يتخلى عنها أبدا وتكون هى بمثابة حائط الصد الأخير بالنسبة له، أو الورقة الرابحة التي يتحجج بها ويضعها على الطاولة إذا انتهت منه كل الحجج، وأصبح محاصرا في ركن ضيق لا يستطيع المناورة للخروج منه..
ومنذ اتفاقية السلام مع الصهيونية و"إسرائيل" ظلت مسألة التطبيع محصورة في إطارها النخبوي السياسي والدبلوماسي، ولم تستطع أن تمد جذورها لحاضنتها الشعبية في الشارع المصري، وكان المفاوض أو السياسي المصري عند تزايد الضغوط الدولية عليه ليقبل بوضع غير مناسب في الداخل الفلسطيني أو مستقبل القضية عموما، يلجأ لورقة التوت الأخيرة في مواجهة الضغط الدولي، وهى الرفض الشعبي ومقاومة الجماهير ونزولها للشارع عند تجاوز بعض الخطوط بعينها.
حدث ذلك في عز فترة مبارك التي كانت تروج للسلام وفق اتفاقيات أوسلو لإقامة دولة فلسطينية، لكن عندما تخلت الصهيونية عن بنود الاتفاقية وانتفض الشارع الفلسطيني ردا على ممارسات العنصرية والعدوان من سلطة الاحتلال في انتفاضة الأقصى عام 2000 م، خرجت الحركة الطلابية المصرية ودعمها الجماهير في الشارع المصري، ولم تستطع الإدارة السياسية المصرية أو لم تُرِدْ أن توقفها سريعا في رسالة سياسية للصهيونية وأمريكا، أن الشارع المصري يغلي وينتفض وقد تخرج الأمور عن السيطرة، وربما تتعرض مصالحكم للضرر المباشر أوغير المباشر إذا استمرت سياسات العدوان والعنصرية الدينية والعرقية والثقافية.
وكانت تلك استراتيجية ناجحة لحد بعيد من المفاوض المصري فيما بعد فترة السادات، لأنه كان يتعامل مع أمر واقع للاتفاقية وفي الوقت نفسه الحفاظ على خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها انتظارا لما سوف يفعله الزمن..
لكن مؤخرا تقدم البعض من الجانب المصري باجتهاد جانبه الصواب تماما ردا على دعوة البعض من الحانب الفلسطيني، الدعوة الفلسطينية مفادها زيارة وفد مصري للقدس بحجة دعم الوضع الاقتصادي الضاغط للمقدسيين وزيارة الأماكن المقدسة، والاستجابة المصرية للدعوة كانت تصوير الأمر على أنه فعلا للمقاومة الشعبية!
وبعد مقالي الأول في الموضوع بعنوان: "زيارة القدس.. شرعنة الاحتلال وتجميل لوجهه" التي أشرت فيها للسياق العام للموضوع وتبعاته وكيف سيفسر دوليا وصهيونيا، أرى أن جانبا مهما من خطورة تلك المقاربة يقع في مركزها ذاته، فإذا أنت أو مجموعة ما أعدت تشكيل مفهوم المقاومة الشعبية، وكذلك حاولت إعادة تشكيل تمثلات القوى والمنابر التاريخية الممثلة لها بهذه الصورة، فإنك في واقع المر تقع في أكبر الأخطاء الاستراتيجية وتكشف ظهر المفاوض المصري تماما وتنزع منه أقوى أسلحته وخطوطه الدفاعية، في موقفه الاستراتيجي أمام القوى الدولية والإقليمية في إدارة الصراع المركزي في المنطقة.
تمرير الاستجابة للدعوة الفلسطينية بهذه الصورة هو اجتهاد جانبه الصواب تماما من بعض المتحمسين لها؛ لأنه بكل بساطة يسلب المفاوض المصري أهم أوراقه الاستراتيجية في مواجهة الضغوط الإقليمية والدولية، ويقزم مفهوم المقاومة ويشوهه تماما.. خصوصا وأن رد المقدسيين جاء سريعا عند زيارة أحد السعوديين للمسجد الأقصى حين طردوه خارجه مشيعا بالشتائم والخيبة والعار، رغم ما هو معروف عن السعودية واموالها إذا كانت الحجة الاقتصادية دافعا!
وفي الوقت نفسه هدمت سلطة الاحتلال عدة منازل فلسطينية في محيط القدس المحتلة وطردت أصحابها في رسالة واضحة للجميع؛ فعن أي زيارة يتحدث البعض عنها الآن تحت مظلة سلطة الاحتلال تلك! كيف يستوعب العقل أن سلطة احتلال تطرد سكان البلاد من بيوتهم، وفي الوقت نفسه ستسمح بزيارات تحت اسم "المقاومة الشعبية السلمية"! ذلك اختلال في المنطق العقلي وبديهياته الأساسية..
نحن في أوقات تاريخية حرجة للغاية وأرى ان الدعوة التي استجاب لها البعض افتقدت للحكمة والخبرة الكافية في وزن الأمور ووضعها في نصابها الصحيح، وكان يمكن لها أن تورط مصر الرسمية ومصر الشعبية في خسارة وفي اختراق للأمن القومي المصري لا يمكن سده أو استعادته أبدا، السياسة هى فطرة الانشغال بالعمل العام ومهاراته الطبيعية التي تكتسب جراء ذلك عبر السنين عند البعض الذين يتصفون بالموهبة والمؤهلات الطبيعية ذلك، وليست السياسة هى مجرد المهارات النمطية التي يتعلمها البعض في دورات تدريبية أو جراء العمل الوظيفي.
المقاومة الشعبية هى حائط الصد الأخير للأمن القومي المصري وخلط الوراق فيها من قبل البعض، ليس في صالح مصر او القضية الفلسطينية أبدا، هناك العشرات من السبل الممكن ان تضاف لسجل المقاومة الشعبية المصرية ورفضها للصهيونية، ليس من بينها أبدا شرعنة الاحتلال في أوقات الضعف الحضاري والضغط على الأمة العربية في ظروف الجزر، الأولى هنا هو الثبات على الموقف والبحث في المراكمة على ما هو موجود بالفعل ومخزون في حقيبة المقاومة الشعبية المصرية والعربية.
صفقة القرن ستسقط على حائط المقاومة الشعبية العربية وهو الكفيل بها، لكن دعوا المقاومة الشعبية وحالها هى حائط الصد الأخير للمفاوض المصري/ العربي/ الفلسطيني، فلا تحفروا الأرض تحت الحائط الأخير، ولا تكشفوا ورقة التوت الاخيرة عند الذات العربية.
الصفقة لن تمر، وحالة الضعف وغياب البوصلة الواضحة الحالية في المشهد العربي لن تستمر طويلا، فقط بعض الصمود والثبات على الموقف والمراكمة على المنجز العربي للمقاومة الشعبية، لا تفكيكه وتشويهه وسلب الطرف العربي أقوى أوراقه الكامنة.





#حاتم_الجوهرى (هاشتاغ)       Hatem_Elgoharey#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيارة القدس.. شرعنة الاحتلال وتجميل لوجهه
- ثورة الفلاشا: اليهودي الأبيض أم اليهودي الأصفر
- صفقة القرن وتيار الاستلاب للصهيونية/الغرب
- مرجعية مفهوم السلب الوجودي لصفقة القرن
- دولة ما بعد 30 يونيو: كيف يضبط السياسي الأمني أو العكس؟
- مصر وإعادة تدوير المتاح الثقافي
- الجزار يرد على حملة خليها تعمر بمدفن قمامة
- نمط الحرب الأمريكي: الصفقة وصدمة الوعي
- ميلاد لحظة التحديث بين ثورتي العرب وأوربا
- التوصيف الوظيفي والعاصمة الإدارية الجديدة لمصر
- لماذا تعطيل مرحلة القادسية بالعبور الجديدة للآن
- استمرار الجزار في تجميد العبور الجديدة
- سبل الانتصار على ترامب وصهيونية الاحتلال الإقصائي
- إلى متى الارتباك في العبور الجديدة
- دولة ما بعد الاستقلال والموجة الثانية من الثورات العربية
- فرنسا ونبوءة الجسر بين معاداة السامية ومعاداة الصهيونية
- وثائق الأممية الشيوعية بين لينين والصهيونية الماركسية
- التراث الشعبي المصري بين الأرجوز والمهرجان
- الثقافة كأمن قومي ومعركة حمو بيكا
- حقوق الأرض المرخصة مباني بالعبور الجديدة


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حاتم الجوهرى - مفهوم المقاومة وزيارة القدس: كشف ورقة المفاوض المصري الأخيرة