أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالقادربشيربيرداود - الأخوة والتعايش السلمي مطلب كل المجتمعات المتحضرة














المزيد.....

الأخوة والتعايش السلمي مطلب كل المجتمعات المتحضرة


عبدالقادربشيربيرداود

الحوار المتمدن-العدد: 6299 - 2019 / 7 / 23 - 20:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لعبة التهديدات التي تنطلق من منصات التواصل الاجتماعي (سوشيال ميديا) هي أصوات شاذة جبلت على الفتنة، إثارة النعرات الطائفية، وبث الخلافات والأكاذيب، هم مروجو خطاب الكراهية من خلال إحياء حوادث مؤلمة ومؤسفة مرت على كل الكركوكيين والعراقيين، بكل إثنياتهم وطوائفهم ومكوناتهم دون استثناء.
إن هذا المشهد السياسي والاجتماعي الطارئ على كركوك وباقي المدن العراقية، يشكل سابقة خطيرة، خططاً جهنمية، تعاليماً شيطانية محبوكة بعناية، وأحلاماً إجرامية لإيقاد نار المنازعات والخلافات المهلكة؛ كي تتفاقم أكثر، ويكبر معها الرد الانتقامي للمنتفعين بتصرفات انفعالية؛ دون حساب مساوئها على المجتمع العراقي عموماً، والكركوكي خصوصاً، كي تتحول إلى أزمة، ثم تتطور إلى معارك اجتماعية طائفية حزبية، وسط صراعات تدار أصلا من خارج المدينة - أو البلاد كلها - لشق الصف الوطني، وتهديد السلم المجتمعي والنسيج الاجتماعي الجميل القوي، ولزعزعة الأمن والاستقرار الداخلي في كركوك وربوع العراق.
يدخل في هذا الدور التخريبي بعض الساسة الديماغوجيين من الذين يلجأون إلى أسلوب الخداع لجذب الجماهير، وضمان طاعتهم سياسياً ثم القيام بصب الوقود على النار الهادئة لتعميق التفرقة، وتأجيج نار الحقد والكراهية بين الطوائف والإثنيات، والترويج المتعمد للعنصرية البغيضة وهي مذهب يقوم على مبدأ تفوق جماعة على أخرى، والتفرد بالحقوق، ومزايا تخولها التفرقة لضمان الرأي العام من منطلق نحيّر الشعب بتغييرات حتى يضيع في متاهاته، عندئذ سيفهم أن أسلم الطرق ألا يكون له رأي سياسي.
لهذه المهزلة السياسية المثيرة للعداوات، وللدعوة إلى تخندق المكونات بعضها ضد البعض الآخر، وإثارة النقاط الخلافية التي تولد الحساسية السياسية تجاه الآخر المختلف في القومية والطائفة والحزب - لها - مآلات وعواقب وخيمة لا سمح الله. وإزاء هذا الموقف الخطير المحير، لا بدّ لصوت العقل أن يكبر وينتصر، إذ لامحال سيأتي بتصورات شاملة، وسيكون حتماً السد المنيع الأمين أمام الانسياق وراء العواطف، لأن العاطفة تعني انعطافك عن الحق؛ قال تعالى: (وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ).
قيل في الماضي؛ "إذا صلح القائد فمن يجرؤ على الفساد"، لذلك فإنه من المنطقي أن لهذه العقلية القيادية المتفتحة عبر فضاءاتها الرشيدة الحكيمة أن تدير وبحنكة تدويل الأمن والسلم المجتمعي، عبر خيارات واقعية أولاها مصالحة وطنية شاملة، كي لا تصل الأزمات الداخلية إلى عواقب كارثية، كالاحتراب الداخلي، كما حدث في (لبنان) و(السودان) وغيرهما من الدول الشقيقة. والسعي الجاد والمخلص للملمة ذيول الأزمات، والابتعاد عن ثقافة الاتهام وتخوين الآخر، لأن أطراف الأزمة ومنذ العام 2003 بعد الاحتلال الأمريكي للعراق غدراً وبهتاناً، وصلوا للأسف إلى مرحلة الإجهاد فيما بينهم. فلضمان محاولة عدم تمسكهم بالمسار التصعيدي؛ لا بد من تغليب لغة الحوار الجاد، للوصول إلى حلول جذرية للإشكالات والأزمات السياسية والإدارية في المحافظة، لأن لا أحد من الخيرين يريد حدوث إشكالات نحن في غنى عنها اليوم. وهنا أوجه كلامي إلى زملائي من الصحافيين والإعلاميين المهنيين حصراً، في كل المؤسسات والأجهزة الإعلامية العاملة في كركوك، بل وفي كل العراق والوطن العربي الكبير، ألا يضخموا الإشكاليات العفوية، والصيحات الشاذة غير الإنسانية هنا وهناك، على اعتبار أن تلك الانفعالات غير المدنية هي مضمون إعلامي، وسبق صحفي يشار إليه بالبنان. ولكن في واقع الحال ما هي إلا مضمون إرهابي تحريضي مثير للفتن والبلبلة، وعن قصد، بين أبناء المجتمع الواحد.
فمن موقع المسوؤلية التاريخية، وكل من موقعه، لا بد للدعوة إلى احترام القانون، والعودة إلى العملية السياسية بروحية الفريق الواحد؛ شريطة عدم المساس بخصوصية كل مكون من مكونات المجتمع، لردع كل المحاولات المغرضة التي تتعمد شق الصفوف، لأن وحدة الصف، وتكاتف أبناء كركوك وعموم العراق ستظل من الثوابت الوطنية الراسخة، التي لا يمكن المساومة عليها، وهذا في حد ذاته رد عقلاني إنساني نبيل، لمن يريد النيل من أخوَّتنا ومحبتنا ومصيرنا المشترك عبر قرون.
هنا لا بد لنا أن نقوي فينا إرادة النصر بفعل الخير، لأن الخير قوة لكل يقظة تعقب المصائب، وقوة دافعة لكل انطلاقة نحو مكافحة الأشرار المفسدين والفضوليين في المجتمع، ولنسلم بكل قناعة أن كل نفس طائفي عنصري شوفيني دنيء يحمل داخله إن شاء الله بذور انهياره لا محال.
ونقول لأولئك الطارئين - والكلام يشمل كل المجتمعات الإنسانية المتحضرة على طول خارطة العالم وعبر توحيد الخطاب الأخوي لهم - إن الحكومات تتغير، وإن الأنظمة تتبدل، ويرحل السياسيون ويأتي غيرهم، وهذه سنة الحياة، ولكن الأخوة والعلاقات الاجتماعية الأصيلة والرصينة والمحبة وسبل التعايش السلمي تبقى دعائمَ الأمن والسلم المجتمعي أجيالا بعد أجيال، وستبقى هذه القيم والأخلاقيات الراقية، والتعاملات الإنسانية مطلب كل الشعوب المحبة للخير والعيش الكريم... وللحديث بقية أجمل.



#عبدالقادربشيربيرداود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (فارا) لعبة مخابراتية لابتزاز الاعلام وتفريغ محتواه المهني
- امريكا وصناعة العدو الافتراضي لتشكيل المستقبل
- قِممٌ تُعلن الطوارئ، وتزفُّ الفشل والانهزام
- الهبوط الناعم نذير هزيمة وانكسار المستبدين العرب
- من أجل صحافةٍ نظيفةٍ ديمقراطيةٍ
- (ترامب) وطعنة العصر في خصر الإنسانية
- (بومبيو) سفير الشر إلى الشرق الأوسط!
- زيارة (ترامب) اللصوصية إلى العراق... وما خفي أعظم
- (الإرهاب) شماعة لأخطاء الكبار
- الديمقراطية الموهومة عماد حريات الغرب... فرنسا نموذجاً
- التغطية الإعلامية ما بين المهنية والنكاية السياسية
- فلسطين... ما بين خبث اليهود وتنازلات العرب
- الحكومة العراقية ما بين ترقيع الحال وتركيع الرجال
- قد نأتي فجأة... ذات ليلة !
- انتفاضة العراق وثقافة الاتهام
- انتخابات ديمقراطية ام بيع للاوهام
- الإعلام الموجه وصناعة الغباء المجتمعي
- مخاطرٌ أصابت الأمة في قلبها
- يا (أبا رغال) إرفع عنك القناع
- مايقولون الا غرورا


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالقادربشيربيرداود - الأخوة والتعايش السلمي مطلب كل المجتمعات المتحضرة