أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - فرج بصلو - في شهر العسل على رياح نيسان














المزيد.....

في شهر العسل على رياح نيسان


فرج بصلو

الحوار المتمدن-العدد: 1546 - 2006 / 5 / 10 - 10:32
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


"كن وحيداً في الريف

بين القمر و الأكواخ

و خذ فتاتك الخجولة وراء الغدير"

محمد الماغوط



- ١-
ياأنتَ الذي آمنتَ بي ووثقت جداَ
لم تحدس بعد لأي علو سأحلق
ولأي بعد سوف أنأى

عدتَ وأضفتني في داركَ
بفرحة علنية ومحبة ظاهرة
وأشرعتَ لي نافذة صاحية
إلى مناظر البلد الساحرة

وفجأة أدركتَ :
من كل هذا السّمو سأهوي
ومن كل أبعاد الوعي
موبوءا بعقاب البلاد المشوهة
باراً , أقاسي من وجودي
فقيراً من كل مكافئة.

- ۲-
من عتبة داركَ المسدودة تجلى السور مُناراً
وكما ملامح أرباب تجلت بظلال من الطبيعة
غيمة لم تمر مبحرة في سماء المدينة الفاتنة
أما فلطخة سوداء لقد علَّمت الوهد
والفراغ إنفرش مبخراً ومزيناً
والفراغ كطراح نُسج بالدم
ونسج بعرق ودمع الأجيال
وفي أعالي الشارع المدرج تقبع تينة
منهكة- مغبرة من حلول الصيف
تسقط ثمرها المحلى للنمل العامل
وتلك الطاحونة منتصبة فيما خلف روض
تحتفل بطنطة نوافيرها
والعين تصطادها فراشة نصعاء
حامت كالعزى الإضافي
على دروب عائدة.

- ٣-
شدو الدوري انتشر في المدى وتعالى
وكلب الجار المدلل
على بوابة الدار كان يغفى
ويفيق أحياناً
من طبطبة خطوة
ومن ذبذبة جرس

والفاتنة من جهر ساقها تجلت
باستدارة محياها عند عتبة الشرفة
أمام غيمة استمرت رحيلها بعيداً
مستمدة سفرها من رياح
هزت أفنان
الصفصاف

وتحت -
طفلان هادئان مرقشان
كعرام الزهر على العشب كانا مستلقيان
وبدى كأن النور المحتفل من ثيابهما ينتثر
لينجي ويصهل سكوت النجيل

- ٤ -
المدى كوات مدخنة تمضي وتتعالى
مع رياح الليل الآتية من صوب الغدير
وأنين مموسق بإيقاع هائج

وتلك التي تغتسل في المياه
عندما تصعد إلى الضفاف
تأتي معها حمولة من الدرر
ببهاء جسدها المدهون بالطيوب
وبكحل شعرها
المحَّرر

قدمها الحافية الندية
تختم في التربة الغافية
تواقيع رطوبة
وفي البعد فيما خلف ظهرها الرفيع
يعبر ظل في البحيرة
ظل أسود
والتفسير له
أوحد !

- ٥-
أريد أن أكون طفلاً
يبحر مراكب أحلامه في الهذيان
على مياه سيول صغيرة
وهي تتقلقل في شهر العسل
على رياح نيسان الواخزة
من على صفر الأمواج
دونما هدف
أسيرة فتون ملامحه المنسوجة بالبسمات
تتفنن من صفق راحتيه المبتهجة
سائرة بأمان أحداقه
لحد وصولها إلى ضفاف أخرى
لتنحَّل من طويات الورق
ندية ومفتتة
كحياة شاهد بالغ في الأعوام
ممزعة الغمام
ورهبة القلق...

-٦-
أيها القمر المكسور
أيها الغيم الممزوع والمنثور
أيها النجم الباهت:
لا تحلفوا عبثاً بإسمي
وللتو سوف تغيبون بعويل مملكة النهار
وأنا سأجدي خيري من الحَجَر الصلب
وفي غضونه مع الصباح أجري ببصري
بعيداً بعيداً كاليعسوب في إمارات السهول
كفراشة تائهة أعبر في دروب السوسن
لأتعطر, لأمس الندى المتبخر
وأحلق على التراب ملتفاً بالبخار
أمام يمام مبكر
حائماً فوق تربيعات البطاطة
المكتنزة بأعماق الأرض
يطَير في النسيم العليل
ريشة عاجزة...



#فرج_بصلو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عند حافة الهاوية تتفتح سوسنة
- مشدود بأغصان التوت
- ونعال السلطان إزدادت تعالي
- من تراتيل نون الحنون
- بين سلالم مهشمة وصخور جبلية
- باحثين عن ظلنا تحت المصابيح
- يأتي الضياء لتكبر فيه أحلامي
- التكوين الجديد
- فحتى القمم أحياناً تدَكُ
- ولا يمكن تأجيل الشروق
- حدود لشيء جميل
- من فوائد البصل الوطني ...
- وفي منامي فراش الزنبرك يصبح غيماً
- بين سُلَم مزركش وأرجوحة
- يحوم الحمام في سحر اللحظة
- واجب - تضامنا مع إبراهيم اليوسف
- أكتفي بتوقيع التاريخ على إنسانيتنا
- الحصان العاطل عن العمل يكتفي ببعض الحشيش
- الغبار ممتد إلى ليل السماء درباً
- شيء ما يغمز كالعدوى ويسطع تقرير سري عن الشعر الحديث


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - فرج بصلو - في شهر العسل على رياح نيسان