أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسين التميمي - مايكرو ارهابي














المزيد.....

مايكرو ارهابي


حسين التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 1546 - 2006 / 5 / 10 - 07:52
المحور: كتابات ساخرة
    


ثمة شخص أعرفه قبل أكثر من عقدين ، وهو من النوع الذي يوصف بأنه معتدل في كل شيء باستثناء تطرفه في حبه لعمله وحسه العالي بالمسؤولية وتفانيه في عمله ، وقد تدرج هذا الرجل سنة بعد أخرى حتى صار مسئول ورشة صيانة في الدائرة التي كان يعمل فيها ، وخلال عامين استطاع ان يوفر الكثير من المبالغ لتلك الدائرة لأنه كان يجهد نفسه كثيرا من اجل إصلاح الأجهزة العاطلة بدلا من شراء أخرى جديدة ، لكني فوجئت قبل عدة أيام حين سألته عن أحواله وسير العمل في الورشة فقال : الآن رأسي بارد لقد عدت موظفا بسيطا بلا مسؤوليات وبلا وجع رأس . وقد صدمتني هذه الطريقة الجديدة في الحديث بعد أن كان في السابق يتقد وجهه انفعالا ونشاطا وهو يتحدث عن إنجازاته التي تفوق الخيال على الرغم من إمكانيات الورشة ومحدوديتها من الناحية الفنية فهي تفتقر إلى الأدوات والآلات المناسبة لإنجاز أعمال الصيانة والإصلاح .. لكن وبعد أن تبادلت معه أطراف الحديث بهدوء ولوقت طويل استطعت ان اكتشف السر وراء تراجع الرجل عن منصبه وعن طموحه ، وركونه الى حالة من اللامبالاة القريبة من اليأس .. فالورشة التي كان يديرها بأمانة ونشاط استدرت لعاب بعض الفاسدين إداريا ، فقاموا بمضايقته وبشتى الوسائل وحين اكتشفوا ان هذه الطرق لا تنفع معه رموا له تحت باب الدار تهديدا بالقتل .. وقرنوا هذا التهديد بالعمالة والجاسوسية لصالح جهة ما .
الآن لنترك التفاصيل غير المهمة ولنتحدث عن الحال الجديد الذي صارت عليه الورشة ، فالشخص الذي استلمها حولها من ورشة تصليح إلى ورشة تجهيز ، أي ان كل جهاز يدخل الى الورشة ومهما كان عطله بسيطا يتم (تسقيطه) وتكتب بالمقابل مذكرة لشراء جهاز جديد ، وأما القديم فبتم تفكيكه وتسريبه خارج الدائرة ، أو يختفي كليا دون سؤال او جواب ، والغريب في الأمر أن أغلب الموظفين بدءا من المدير وانتهاء بالفراش يعرفون جيدا ان الموظف السابق هو شخص شريف ونزيه وأن الموظف الجديد هو لص
وفاسد ومرتش ولا أحد يتكلم لأن هذا الأخير يتبجح بين الحين والآخر بأنه محسوب على جهة ما . ولعل هذا المثال يتكرر في عدة دوائر ومؤسسات ووزارات .. حتى ، وغالبا ما يكون المدير أو من هو اعلى منه في المسؤولية متواطئ مع مثل هذه النماذج الفاسدة أو هو ضعيف ولا يمتلك الآهلية وكلاهما سيء بالنسبة لعراقنا الجديد ، فهم يشكلون الحاضنة المثلى للفساد الإداري ولتفشي الرشوة ، والغريب في المر ان السادة المسئولين قد ابتدعوا لجنة تدعى لجنة النزاهة لم تأخذ في حسبانها الوضع الأمني والظرف الحرج الذي يعيشه البلد الآن لذا أرسلت بمفتشيها الى الوزارات جهارا نهارا مما دفع الفاسدين الكبار الى اغتيال بعض الشرفاء منهم ولصق الجريمة بالإرهاب ، بينما ينعم الآخرون ممن (لا يهشون ولا ينشون) بالحماية الكاملة ولا أحد يعترض سبيلهم ، لذا أرى أن تعمد لجنة النزاهة – مادامت تتصف حقا بالنزاهة ؟- إلى إرسال موظفين ثقاة تحت عناوين لا تثير الشك وبثهم بين صفوف الموظفين وفي كافة الوزارات وتوابعها ، وعندئذ فقط سيتم كشف الفاسدين وبالجرم المشهود ، ووقتها فقط سيعود الرجل الذي ذكرناه أعلاه كي يمارس عمله الحقيقي بهمة ونشاط ويوفر للدولة – هو وكل الشرفاء- مبالغ طائلة تصرف بغير وجه حق ، ويوفر أيضا جوا ملائم يعكس حالة من النظافة والرقي تبعث على التفاؤل وتدعم الحالة الجديدة التي نطمح إلى استكمال شروطها .



#حسين_التميمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من المسؤول .. من البريء ؟
- تخريب غير منظور
- متى يطرق الوزير بابي ؟
- لماذا لا يزعل الشعب قليلا ؟
- ثلاثة قتلى - قصة قصيرة
- شيء من نار ..نص وقراءة
- لجان مشبوهة
- انفلونزا الفساد الاداري
- في التربية والتعليم
- يوم كأنه العراق .. يوم هو العراق
- مؤيد نعمة.. فنان الشعب .. لن نقول وداعا
- قطعة لحم ... بشرية
- لجان مشبوهة هدفها إدامة الفساد الإداري
- هل يعنيهم الدستور .. حقا !!
- أبو المعالي .. رجل قلّ نظيره
- أرض عراقية صالحة ل .. .زراعة أحلامنا
- الأحلام المزاحة
- فصام
- عراق من ؟ أو أبوة الدكتاتور القسرية وتأثيراتها في حاضرنا
- مفسدو الحلم الجديد


المزيد.....




- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسين التميمي - مايكرو ارهابي