أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جدعون ليفي - علينا الإصغاء الى مانديلا














المزيد.....

علينا الإصغاء الى مانديلا


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 6296 - 2019 / 7 / 20 - 09:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هآرتس- 18/07/2019


لنفترض أن كل من ينتقدون الاحتلال هم حقا لاساميون، مثلما تدعي ماكينة الدعاية الاسرائيلية الفعالة؛ وأن كل من يؤيدون الـ بي.دي.اس يريدون تدمير اسرائيل؛ وأن اسرائيل ليست دولة ابرتهايد، وحتى أن نظام احتلالها الوحشي في المناطق ليس كذلك. ولكن ماذا سيقول رجال الدعاية الصهيونية عند سماعهم اقوال الرئيس التنفيذي لمانديلا، تساف لايبليل، حفيد ورئيس إرث نلسون مانديلا. هل ايضا سيفترون عليه ويتهمونه بأنه لاسامي ويلصقون به أنه تحركه المصالح؟ هل ربما هو يحصل على المال من داعش؟ وهل ربما هو يخدم قطر؟ أو ربما أنه نازي جديد مثل جيرمي كوربين؟

يمكن قول كل ذلك. ويمكننا ايضا مواصلة الفرح من عقيدة ترامب الاخلاقية، والارتماء في احضان رئيس الفلبين، وأن نعتبر رئيس هنغاريا صديق حقيقي، ونعتبر الرئيس البرازيلي منارة للعدل. يمكن سن قانون بحسبه كل بلدية تقوم بتسمية ميدان فيها على اسم ترامب. ولكن يجب أكثر الاصغاء الى الرئيس التنفيذي مانديلا. اسرائيلي عاقل لا يمكنه البقاء هادئا ازاء اقواله.

من الصعب أن نوجه له الاتهامات التي توجهها اسرائيل لكل اصحاب الضمائر الذي يتجرؤون على انتقادها. مانديلا، الرجل الوسيم والمثير للإعجاب، من مواليد 1974، والذي له وجه طفولي بريء، يذكرنا بجده. هو عضو في برلمان جنوب افريقيا ورئيس قبيلة تمبو ورئيس مجلس قرية ميزو. وهو يعيش في قرية كونو التي دفن فيها جده باحتفال مثير لن أنساه أبدا، وفي الاسبوع الماضي شارك في لندن في أكبر مؤتمر مؤيد للفلسطينيين في اوروبا.

مانديلا هو راوي رائع، يمكنه أن يمتعك لساعات بقصص عن جده، الذي كان وهو طفل يزوره في السجن، ورافقه في رحلاته حول العالم. والده توفي في شبابه بمرض الايدز وجده قربه إليه بصفته حفيده البكر. كوفية على رقبته وسوار فلسطين على ذراعه، هو يحمل تراث مانديلا. ومن يعتقد أنه معاد للسامية سيضطر الى أن يتهم ايضا كبير سياسيي الضمير للقرن العشرين، جده المقدر، الذي كان بعض اليهود الشجعان في جنوب افريقيا اخوته في نضاله. أصيبوا وابعدوا وسجنوا معه.

مانديلا يقول اقوال قاطعة: البانتوستانات والجيوب لم تكن مجدية في جنوب افريقيا، وهي لا تكون مجدية ايضا في دولة الأبرتهايد في اسرائيل. هو ليس فقط مقتنع بأن اسرائيل هي دولة أبرتهايد، بل هو يعتبرها "الاكتشاف الاصعب الذي شهدته في حياتي للأبرتهايد". صحيح، اسوأ بكثير من جنوب افريقيا. مانديلا يعدد عناصر الفصل العنصري في بلاده، التمييز الممأسس، تقييد حرية الحركة، نزع ملكية الاراضي، خلق جيوب، حكم عسكري، حواجز الطرق، اهانة، تفتيش في المنازل، كل ذلك يحدث في اسرائيل.

قانون القومية اضاف البعد القانوني لواقع الفصل العنصري، الذي كان قائما منذ قيام اسرائيل. مانديلا يقتبس جده "مديفا" كما يسميه، الذي اعتبر الكفاح الفلسطيني "اكبر قضية اخلاقية في عصرنا". في 1995 قال مانديلا كرئيس "كفاحنا لن يكتمل بدون اعطاء الحرية للشعب الفلسطيني". وحفيده يقول إن قادة النضال الاسود رأوا في سجنهم ومنفاهم النضال الفلسطيني كمصدر الهام لكفاحهم. وعندما زار مانديلا الولايات المتحدة وحاول الرئيس بيل كلينتون تخفيف علاقته مع ياسر عرفات ومعمر القذافي كان جوابه واضح: "لن أتخلى أبدا عن الذين وقفوا الى جانبنا في اوقاتنا الصعبة".

من الصعب على اسرائيل القول إنها وقفت الى جانبنا، إذا اردنا أن نخفف الامر. لماذا مع ذلك ورغم كل ذلك جاء لزيارة اسرائيل؟ عرفات طلب منه ذلك. عرفات اعتقد أن من استطاع اقناع رؤساء نظام البيض في جنوب افريقيا بهذا القدر من النجاح يمكنه اقناع قادة النظام المشابه في اسرائيل. وقد خاب أمله. مانديلا يرى في تأييد بي.دي.اس واجب اخلاقي مثلما كانت المقاطعة على بلاده. هو متفائل ومبتسم مثل جده: في النهاية العدل سينتصر. أمس جنوب افريقيا، وفي الغد فلسطين. هذا هو موعدنا مع التاريخ.



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معالجة العنصرية بكل أشكالها
- على قدم واحدة
- -صرخة من غزة-
- أيادي ملطخة بالدماء
- الباستيل سينتظر
- كيف يتجرأ اللاجئون الفلسطينيون على “الحلم بالعودة”؟!
- العالم لا يستمع إلى غزة إلا عندما يطلقون النار على إسرائيل !
- «البيت اليهودي» و«المعسكر الصهيوني».. توأمان
- أيها المحتلون الأعزاء نعتذر إذا تضررتم!
- إعلان نتالي بورتمان خطوة على الطريق الصحيح
- هذا ليس نتنياهو بل هو الشعب!
- جيش الذبح الإسرائيلي
- الإرهاب الذي في الشوارع والذي لا نسمع عنه
- أمريكا وأسرائيل ضدّ كل العالم
- فجأة ينادون بالمساواة
- مُعْجزةٌ تحدث في نابلس: حكاية مستشفى النجاح تحطّم كلّ القوال ...
- إسرائيليّون يقتلون إسرائيليين
- 15 رصاصة على ابن 15 سنة
- تخيّلوا أن نتنياهو اعْتُقِل في لندن
- أقتلوهم ، دمهم مهدور


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جدعون ليفي - علينا الإصغاء الى مانديلا