أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - علي طه النوباني - مقاربة الإعلام العربي للسيجارة الإلكترونية














المزيد.....

مقاربة الإعلام العربي للسيجارة الإلكترونية


علي طه النوباني

الحوار المتمدن-العدد: 6294 - 2019 / 7 / 18 - 15:24
المحور: الصحافة والاعلام
    


كيف يقارب الناس والأطباء موضوع السيجارة الإلكترونية في الإعلام العربي؟
أغلبية الأطباء الذين شاهدتهم على الفضائيات شنوا هجوماً كاسحاً على السيجارة الإلكترونية، وقد تذمرت بعض الحكومات العربية من انخفاض مبيعاتها من السجائر التقليدية، وربما هنالك علاقة بين الأمرين؛ فالحكومات تتظاهر بأنها ضدَّ التدخين فيم هي سعيدة جداً بحجم الرسوم والضرائب التي تجنيها من المدخنين، أما الأطباء فلا أدري ما سبب هذا الحماس الشديد ضد السيجارة الإلكترونية إلى درجة أن بعضهم أوحى بأن التدخين الكلاسيكي أقل خطراً!
وأبعد من ذلك فقد منعت بعض الحكومات بيع السجائر الإلكترونية لمن هم دون 19 عاماً في الوقت الذي منعت فيه بيع السجائر العادية لمن هم دون 18 عاماً، وكأنما الحكومات تدعو الفتيان للتدخين العادي مصرحة بذلك بأن التدخين الإلكتروني أكثر ضرراً خلافاً لما يقوله العقل وتقوله الكثير من الأبحاث.
مشكلة الحكومات أنها لم تجد آليات كافية لتحصيل المبالغ نفسها التي كانت تجنيها من التدخين العادي، فالسيجارة الإلكترونية صغيرة الحجم، سهلة التهريب بما يمنع وضع ضرائب كبيرة عليها، كما أنها تستخدم لفترة طويلة ولا تحتاج إلى شراء يومي مثل السجائر العادية، ويضاف إلى ذلك أن بعض الناس يخلط المواد الرخيصة التي توضع فيها بنفسه بكلفة تؤول إلى الصفر.
هنالك مدرسة عالمية في الصحة العامة تعرف باسم مدرسة خفض المخاطر أو خفض الأضرار (Harm Reduction)، وقد تم اعتماد مقارباتها وأساليبها المرنة والقابلة لإعادة التشكيل والاجتهاد لدى المجتمعات المتحضرة ، واستطاعوا من خلال تلك الاستراتيجيات خفض المخاطر عن الأفراد والكلف على المجتمع والدولة وبنظرة فاحصة وذكية دون مزايدات من جهلة لم يقرؤوا دورية أو مجلة منذ بدأوا سيرتهم المهنية.
يقول أحد الذين انتقلوا من التدخين إلى السيجارة الإلكترونية للطبيب: لقد تركت السيجارة العادية التي تطلق مئات المواد المسرطنة إلى سيجارة تحتوي على أربعة مواد لم يثبت أنَّها مضرة ما عدا النيكوتين، والمتوقع من الطبيب أن يقول له: جميل أنك تدرك أنّ التدخين مضر وأنك راغب في تركه، وهذه خطوة في الاتجاه الصحيح، ومن الأفضل أن تتوقف عن السيجارة الإلكترونية أيضاً.
لكنَّ الطبيب يجيبه: جواباً عجيباً من قبيل: السيجارة الإلكترونية سيئة جداً لأنها تشجع الأطفال على التدخين، والسؤال هنا: لو ظهر دواء للسرطان مثلاً لذيذ الطعم ويغري الأطفال بتذوقه، هل ننصح بإبعاده عن متناول الأطفال، أم نمنع الدواء ونقضي الليل والنهار في شتم الدواء.
تدعي الحكومات أنها تخاف على صحتنا، وأنا شخصياً لا أصدق ذلك، فرؤية وزير أو مسؤول حكومي سابق أو حالي ممن ساهموا في سياسات الضياع والخراب تضرني أكثر من التدخين، بل وأكثر من السم النقيع، ورؤية الملايين من الشباب العربي التائه والمعطل عن العمل تصيبني بالاكتئاب والفصام، ورؤية ملايين الأسر العربية تحت خط البؤس تعيق عقلي عن العمل، ورؤية أمتنا في هذا الدرك الأسفل من المذلة والخنوع والفشل تجعل التدخين مثل وخزة إبرة في الجحيم.
من الواضح أن بلادنا تعاني من نقصٍ حاد جداً في المنطق، فطرق الاستدلال لدينا ما زالت ساذجة حدّ الابتذال. وأنّى ضَعُفَ المنطق رَخُصَ سعر الرشوة، وأصبح كلُّ شيء قابلاً للمساومة والبيع بما في ذلك صحة الإنسان ومستقبل الأجيال وحتى تراب الأوطان.



#علي_طه_النوباني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القبض على أبي العلاء المعري
- مسلسل:- العاشق صراع الجواري، والإعلام العربي
- أنطون سعادة، ومشاريع الوحدة العربية
- الألغاز في قصص البنزين والكاز
- حجب مواقع الانترنت وأخبار الراقصة لهلوبة
- إنتاج المعاقين في الدول المعاقة
- الدراما العربية من القاهرة إلى نيودلهي
- قهر العباد في فن الفساد
- كثرة الشعراء، وقلة العلماء
- الحرية بين الكبت (والانجلاق)
- حرَّم الخمر...، واختار النساء
- تحقيق الصفو العام في بلاد الخوف العام
- بنما دولة بعيدة... ومُشوِّقة جدا
- الأزمة الاقتصادية، ومصالح الطبقات
- معادلة أحادية المقاربة بين التسليم والعقم الحضاري
- الفصل من جروب الفيسبوك، عقوبة ثقافية جديدة
- اليسار التقدمي يُغير الشعب
- وسِّع الميدان ... نزلت الفرسان


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - علي طه النوباني - مقاربة الإعلام العربي للسيجارة الإلكترونية