أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - نزار جاف - حکومة تخطت حاجز الامر الواقع














المزيد.....

حکومة تخطت حاجز الامر الواقع


نزار جاف

الحوار المتمدن-العدد: 1546 - 2006 / 5 / 10 - 11:03
المحور: القضية الكردية
    


إعلان التشکيلة الجديدة لحکومة إقليم کوردستان الموحدة في إربيل في وسط أجواء إحتفالية ـ بروتوکولية غير مسبوقة، منحت مرة أخرى الامل للشعب الکوردي بإمکانية بناء حياة حرة کريمة و النظر بتفاؤل صوب المستقبل.
التشکيلة التي ضمت30 وزيرا، بينهم الى جانب وزراء من الحزبين الرئيسيين، وزراء آخرين من الاحزاب الکوردية و غير الکوردية و من التکنوقراط و المستقلين، هذه التشکيلة التي سعى السيد نيجيرفان البارزاني رئيس الحکومة الجديدة أن يرسم خطوطا عامة و خاصة لمساراتها وفق سياقات تبعث على الامل للسير بالإقليم الى غد أکثر إشراقا و العمل لدؤوب لطي صفحة الماضي بصفحة جديدة تعکس طموحات کبيرة للتحدي على مصاعب داخلية و على الوقف بوجه تحديات خارجية.
رئيس حکومة إقليم کوردستان الذي کان واضحا في کلامه، کان التفاؤل يبدو جليا في نبرة کلامه و في قسمات وجهه التي کانت تحاول أن تکبح ملامح إبتسامة نصر عريضة في التغلب على العقبات و المصاعب الداخلية و توحيد الحکومة، فإن الإبتسامة ذاتها کانت تأخذ سياقا حذرا مع رئيس إقليم کوردستان السيد مسعود البارزاني المعروف بالهدوء و الرزانة، ذلک إنه ومع کونه متفائلا غير إنه کان يسعى وبشکل لايخفي على المراقب من الإغراق في تفاؤله، ولعله حين طلب أن تکون خامس تشکيلة وزارية للحکومة الإقليمية منذ قيام تجربة برلمان و حکومة إقليم کوردستان، حکومة"خدمات" وليس حکومة"صراعات"فقد کان يريد التلميح للشعب الکوردستاني من إنه على علم و دراية کافيتين بما يجول في أنفس و خواطر الشارع الکوردستاني، بل وإنه حين أفصح من أنه سوف يکون هناک قسم في ديوان رئاسة الاقليم لمتابعة الحکومة و تقبل الشکاوى و الإقتراحات، فقد أعطى إشارة مريحة للشعب الکوردستاني من حيث أن عمل و مصداقية البرنامج الحکومي الطموح الذي نوه عنه رئيس الحکومة، سوف يکون تحت أکثر من مجهر و مرصد، کما إن الرئيس البارزاني حين أکد على ضرورة قيام مؤسسات المجتمع المدني و سيادة القانون، فإنه کان يريد أن يبعث رسالة قوية للعالم عن المحتوى الحضاري الذي يطمح شعب کوردستان و قواه السياسية الى تحقيقه .
السيد نيجيرفان البارزاني الذي هو في عز شبابه، يشهد له المقربون منه بحرکته و نشاطه الدؤوبين و حرصه على متابعة کل شاردة و واردة تتعلق بنشاطات الحکومة و برامجها مهما کان حجمها، لکن المعروف أيضا عن هذا السياسي الذي عاصر الکثير من الملمات في عدة عقود حرجة عاشتها حرکة التحرر الکوردية و مر بها الشعب الکوردستاني، إنه ليس من النوع الذي يعکس مواقف سريعة تتسم بالإنفعالية من حالات القصور أو الخطأ"المقصود" من العاملين تحت إمرته، وإنما هو يحاول جاهدا و الى آخر"مدى ممکن"لإصلاح حالة القصور أو الخطأ وعدم فقدان عنصر أو کادر حکومي بسبب من ذلک، بيد إن کيله إذا طفح فلا مناص من موقف حدي يتخذه يحرص على السياقات القانونية و الادارية فيه.
وإذا نظرنا الى حفل إعلان التشکيلة الوزارية الخامسة و حضور سفراء دول مهمة و حساسة الى جانب ممثل للسيد کوفي عنان الامين العام للأمم المتحدة، مع ممثلين عن تيارات سياسية عراقية ناشطة، ناهيک عن شخص السيد عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية الذي حرص في خطابه على مداعبة الأحاسيس الوطنية و القومية للشعب الکوردي، فإن هذا الامر قد أعطى إنطباعا واضحا للسيد رئيس حکومة الإقليم و وزرائه الثلاثين من إن فترة حکم التشکيلة الخامسة، مختلفة کليا و جذريا عن کل الفترات السابقة، کما إن نجاح أو إخفاق هذه الحکومة سوف يدل على معاني و إستنتاجات و تداعيات متباينة سوف يأخذها السيد البارزاني في الحسبان و يعمل بکل ماأوتي من قوة و جهد لدفع مرکب حکومته الى شطآن النجاح و ليس العکس.
حکومة الاقليم الموحدة تواجه عدة ملفات ساخنة داخلية لعل أهمها الفساد الاداري و المالي الذي بات الشارع الشعبي الکوردي يأن من وطأته، کما إن الغلاء الذي بات يتصاعد بوتائر مقلقة مضافا الى أزمات السکن و الوقود و المياه و المرافق الخدمية، کل ذلک سوف يکون بمثابة بطاقات حمراء مشهورة بوجه الحکومة و رجالها الجدد، وقد يکون من المشروع أن يتفائل المرء حين يرى أن العديد من الوجوه السابقة لم يعد لها مکان في هذه الحکومة وهو أمر قد يعني أن هناک ثمة عزم واضح لمقارعة الفسادين المالي و الاداري في شتى المرافق الحکومية سيما وإن بعض المصادر"الاعلامية" المقربة من الحکومة الجديدة سربت أنباءا عن خطة تغيير في الکثير من المناصب الحکومية الحساسة التي لم يکن أدائها السابق بمستوى الطموح أو کان"مبعث للقلق".
هذه الحکومة التي يعلم کل مواطن کوردي يعيش في ظلها، إن أعين دول الطوق الکوردي مسلطة ليل نهار على کل مايخص هذه الحکومة، وإن کل نجاح و تقدم و إزدهار لها سوف ينعکس سلبا على عواصم تلک الدول، ولعل التلميحات"التطمينية" لکل من السيدين مسعود البارزاني و نيجيرفان البارزاني الى تلک الدول تدل بشکل جلي أن التجربة السياسية الکوردية المثيرة للجدل و القلق في ظل خامس حکومة لها، تريد أن تعمل بهدوء وسط العواصف و تمد يدا فيها غصن زيتون نضر لهذه العواصم، لکنها وفي نفس الوقت ومن خلال حفل تدشين عملها الذي تميز بمناخ بروتوکولي دولي، تريد من هذه الدول أن تفهم بوضوح من أن تجربة برلمان و حکومة إقليم کوردستان قد عبرت مرحلة "الامر الواقع" و لا مناص من تقبله و التعامل معه خدمة للسلام و الامن في المنطقة وإن محاولات تقويض أو "وأد"هذه التجربة قد بات في حکم المحال و هو جهد يستند على العبث و لاطائل من ورائه مطلقا.



#نزار_جاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإستخارة الإيرانية
- هذا ما جنته فتح على نفسها
- وحدة الاراضي العراقية أم وحدة أراضي ترکيا؟
- ترکيا و إيران على خط المجابهة مع الکورد
- إيران..عضو جديد في المحفل النووي
- رسالة کوردية الى واشنطن
- صفعة دبلوماسية للسيد غول
- الطعم الاسرائيلي في الصنارة الايرانية
- قمة الاسترخاء
- إذا کان القذافي بطلا فماذا يکون نجاد؟
- وماذا عن الذئاب الترکية؟
- لمادا أکره إسرائيل؟
- إيران و فيلق بدر
- الادب النسوي إغناء للسمة الانسانية للأدب
- أوجلان..ترکيا ستبکي عليه قبل الکورد
- حضارة بالارقام و أخرى بالاوهام
- ثقافة المتاجرة بالاوطان
- نعم أنثوية بعد ثلاثة عقود
- فاتن نور: إننا محاصرون بالجرأة
- ثلاث قصائد قصيرة من الشعر الفارسي


المزيد.....




- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين
- أمير عبد اللهيان: لتكف واشنطن عن دعم جرائم الحرب التي يرتكبه ...
- حماس: الضغوط الأميركية لإطلاق سراح الأسرى لا قيمة لها
- الاحتلال يعقد اجتماعا لمواجهة احتمال صدور مذكرات اعتقال لعدد ...
- مسؤول أمريكي: قرار وقف النار وتبادل الأسرى بيد السنوار.. وقد ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - نزار جاف - حکومة تخطت حاجز الامر الواقع