أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد شاكر - يمامة القناص او اليمامة تقاتل الاشجار اخر قصه للشهيد عبد شاكر














المزيد.....

يمامة القناص او اليمامة تقاتل الاشجار اخر قصه للشهيد عبد شاكر


عبد شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 1546 - 2006 / 5 / 10 - 11:17
المحور: الادب والفن
    


- أماه هل في خرزك هذا , شيئ ما يوحي بما ستؤول عليه حالنا بعد هذا الجفاف .. بصــوت
يختزن الالم حدثها أحد الرجال اليائسين ..

بشرى لكم .. أهلي وعزوتي .. الطالع لكم .. يتوجب عليه , أن تقدموا قرابيـن من البشر ..!!
انه يوم الحصاد .. زخات المطر هذه , رسالة من السماء , ستضاعف الارض تناسلها ليـــلا
للزرع .. تتوالد بهائمكم دون أن يمسها ذكرا .. ستشربون حليبا دافئا .. وتتمرغون بالحشائش
بالوان لم تعهدوها .

انتبذت لنفسها مكانا عليا .. تحت زخات مطر تغلغـل نشوة الى كيانها المشتعل .. تنبش بأصابع في
عمق الارض بمساحات منها لم تزل بكر , حبات كمأ سمراء مذعورة ..قفـزت في حضنها , بحثا عن الامان . محاصرة بالخوف مما رأته , القرية الكبيرة بكل شيئ , يتهددها خطر زاحف .

كانت تتقاذفها الهواجس , خطر محدق بالقوم .. والجوع يحاصرهم من كل صوب .. صراخ
الاطفال وعويـل الامهات يعتصريقظتهـا .. شجر قادم , قـد يزهر التنور أتقادا ويسد جـــوع
البطون , لكنه يقطف الرؤوس المذعورة .. الاشجار هي رمز الخير .. أتساع الحلـم , يغفــو
العشاق بظلالها , تتناسل فيها العصافير , دود الارض يقتات بجذورها آمنا , تشابكها يوحي
بربيع آخر في الافق ..

بصوت عال ضاعف الصدى قوته .. صاحت بهم وهي لم تزل تداعب حبات الكمأ .. تيقظوا
شجر يعانق المدى يزحف الينا ماشيا , يصاحبه سراب بتماوج مخادع ..

أرتفعـت الرؤوس الى أعلى التلـة .. وجوم أكتسى الوجـوه .. خمدت أصوات الفـرح .. أحــد
الكسالى من الرجال المتفائلين :

- صاح مقهقها .. يبدو أن خرز العجوز .. فتح الآفاق , كي يتوهج التنور .. و يخبو صـــراخ
الجياع .. أشجار ؟.. يعني حطبا ..

كبير القوم , كان شيخ وقور يجله الجميع , لما يتمتع به من حصافة في الرأي , وقلب نابـــــض
بالمحبة .. تقدم الجميع في كل ما مر في القرية , يدنو الى الصغار كانه بعمرهم , ويتآخى مــــع
الكبار بموده مفرطه .. نبوءة اليمامـة كانـت تفرحـه , على نحو ما , إلا أن الخطـر الذي يختبئ
فيه , يفزع رجولته وحلمه وحبه للقريه وأهلها .. قضى يومه وهو يدور في أرجاء المكان كأنـه
يلقي نظرة الوداع ..

تكورت بحجرها بعض حبات الكمأ , مطبقة بخوف على رؤيتها , التي أستخف بها القوم .. جابت
محيط القرية بعينيها الواسعة في هواجسها .. عانقت الليل بوحدتها , أنضم اليها الشيخ الكبير الذي
أنتابه الهلع , لما عليه القوم من لا أبالية وخنوع لزريبة الحياة وأخذتها الغفوة في حضنه وهـــــي
تتقد أرتجافا ..



كان الشيخ بيرغ يرفرف بياضه , كملاك يتوسط القلوب , يرتفع ثم يهبط بسيفه , أيقـظ النخـــوة
في نفوس الرجال .. تعاطفت السماء مع المحبين , ريح عاصف ومطر غاضب .. فجـــــــــرت
سيول الرجال , بعد أن أيقظتهم حقيقــة النبوءة , أقتلعت الاشجار , تساقط الزاحفون تحتهـــــــــا
تتتعالى صيحات النسوة , صبوا غضبكم على هذه الاغصان الماكرة , كي تتقد في التنـــــور نارا
ليكون للخبز مذاق الخلاص .. فزعت من كابوسها :

صراخ وعويل .. حرائق في كل مكان , أشلاء متناثره تغطي مساحات الارض الجدباء , فـــوق
الهضبة المحلقة بمدى المأساة .. الشيخ يقف عند رأسها , ويـــــده تمسك سيفا تجمدت فيــــــــه
الدماء حتى المقبض .. حطــام أغصــان الاشجار يتدحـرج مـع الريــــح ..


قيس ابن خالتي عامل بناء... خرج في السادسةِ صباحاً في بغداد لعمله فأغتالة الجبناء برصاصهم وتوحدت الفاتحتين ... كل المعاول في الارض تبني العمارات والدور ونحن في العراق معاولنا منهمكه في حفر القبور
ارسلت بواسطة فلاح شاكر




#عبد_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة الحر في الرياح
- قصة إغتصاب رجل
- مرتع .. الابل
- راية .. بخصلات بيضاء
- مسلة حمو رابي فارغة من
- : للخديعة .. مأوى
- قصيده - هجّرت الى المنفى
- الجنة أبوابها مشرعة لغير الحفاة
- القوارير وأنحطاط الرجولة
- قصة قصيرة - شرخ في منتصف القمر
- حينما تكون السياسه في قلب أمرأة
- الاعلام العربي - الاعلان العربي ( قطع الازلام ولا قطع الاقلا ...
- قصيده - وجع الطفوله
- قصيده - زمن القحط
- قصيده - بل .. للذين ..
- قصيده - ترجل الفارس عن كتفه
- المظلومون بالامس .. أشد ظلما اليوم
- في أعالي الحلم / قصه قصيره
- عرس أبيض للتمدن والحوار خاص بالملف
- قصه قصيره / أحلام يقظه


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد شاكر - يمامة القناص او اليمامة تقاتل الاشجار اخر قصه للشهيد عبد شاكر