أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - هاله ابوليل - الفيل الذي يجب ان يعرف من يمتطي ظهره.















المزيد.....

الفيل الذي يجب ان يعرف من يمتطي ظهره.


هاله ابوليل

الحوار المتمدن-العدد: 6292 - 2019 / 7 / 16 - 02:15
المحور: سيرة ذاتية
    


صفعة الطفلة والفيل الذي يجب ان يعرف من يمتطي ظهره.

صدرت التعليمات إلى "جهان " كي يستعد لحمل سيد الشرق والغرب على ظهر الفيل.
وحُذِرَ بالقول:
: تأكد من أن فيلك يعلم من يمتطي ظهره ص :339
. وجهان هذا هو بطل رواية "الفتى المتيّم والمعلًم " –للروائية التركية المتميزة " أليف شافاك.".
أما كيف لسائس الخيل أن يعلّم الفيل أن لا يحرد وأن يطيع الأوامر بحذافيرها لأن من يمتطيه ملك أو سلطان الشرق والغرب !
ربما كانت تلك النصيحة لسائس خيل هندي معضلة ولكن ربما ايضا كان رئيس الخصيان عندما أصدر أوامره بذلك لسائس الخيل ,لا يعي ما يقول ,لأنه شرب لتوه قارورة شمبانيا فاخرة سرقها من مطبخ السلطان ,أفقدته القدرة على التمييز والتفكير, فتكلّم بما تكلّم من
نصائح غريبة بدون وعي ..
في مكان آخر وتحديدا في صالة الإستقبال حيث مكتب زينب السكرتيرة المصرية المضحكة ,حيث جلست على الكراسي ,مقابلها في الساعة السابعة و33 دقيقة تحديدا كل من المديرة الجميلة ومسؤولة قسم رياض الأطفال السيدة نها ,والتي تعبد المديرة ,عبادة شبة تامة ذات طقوس تأملية لم تحدث من قبل , حيث انه خلال سنتين لم تأتي على ذكرها بشيء سوى مرة واحدة أخبرتنا إنها ستذهب معها لعيادة تجميل الوجوه لحقن وجوههم الجميلة , بإبر البوتكس الفريدة لنفخها وإعطاءهم شكل شبابي بدون تجاعيد.
كنا نجلس في صالة الإستقبال وقبل ان تزف الساعة عقاربها على السابعة ونصف وثلاث دقائق, كان صوت صفعة الطفلة بيدها الصغيرة على خد المديرة الجميلة مجلجلة ,وأحدثت على ما يبدو,فتقا مؤلما في مركز الكون.
وتناثرت بركة ذلك اليوم الصباحي, وتبددت السعادة لعشر سنوات قادمة وعلت موجات من الغبار وجوه الحاضرين ,وتسربت موجات الإمتعاض و الإزدراء والإحتقار والغضب من وجوه الحاضرين والتصقت بالجدران ثم تسربت نحو غرف المعلمات والممرات وواصلت سيرها ضمن شحنات وصلات الكهرباء الساكنة لتصل الى جميع نقاط التوصيل في المبنى
وًعَلِمَ الجميع بمن فيهم العاملات الاندونيسيات
أن طفلة نهال الصغيرة , قد احدث ثقبا في خد الكرة الآرضية التي تدور حولها الأجرام السماوية, وكان أشد الإجرام السماوية تأثرا هو الكوكب الأحمر- السيدة نونو كما أحب ان اسميها .
وخلاصة القصة وبعد أن اشتمل درب التبانة في صالة الإستقبال داعبت المديرة كعادتها وجه طفلة نهال –مسؤولة القسم
وبدأت بمشاكستها اليومية ,حيث تتمنع الطفلة دلالا وتيها , وترفض حضن المديرة طواعية وكرها
وهناك يا قلبي , من يموت لكي يحصل عليه مثل السيدة نونو و لولا العيب - والإتهامات التي باتت تكون شبه مجانية , لدست جسدها كله في حضن المديرة لمائة عام قادمة - فقط من أجل أن يعلم الجميع حجم الصداقة التي بينهم وليس هناك غير ذلك ,فلا تأخذكم الظنون الى أي مكان .
كان كل ما يهم الكوكب الأحمر ,أن يعلم الجميع حجم مكانتها في قلب ووجدان تلك السيدة العراقية العفيفة
وان يحترموها وينزلونها بنفس المكانة الرفيعة وهذا كان اقصى مكان للسعادة يمكن ان تحصل عليه الكوكب الاحمر لتحرق كل اعدائها من معلمات غيورات وحسودات . .
وفي حركة غير مدروسة وحيث إنه نسي ولم يخبر رئيس الخصيان - السيدة نهال أن تدرب طفلتها على أن تتعلم من الذي يمازحها وتقدر قيمته وتتقبل ما يصدر منها بصدر رحب بدون إعتراض وبدون رفع أيدي وأحداث صدمات , فأن الصغيرة قامت بفعل غريب و وحشي للغاية , لقد تجرأت الطفلة وضربت وجه المديرة المنفوخ صفعة رنت لها جنبات البهو, فإرتجت ماكينة بصمات الأصابع والتفتت الأحداق مستنكرة ما فعله الفيل لسيد الشرق والغرب- فتحجرت العيون وصدمت وافترت الشفاه عن فجوة في الهواء من أثر الصدمة في حين مضت بعض المعلمات اللواتي بصمن بايديهن على آلة الاختراع الجديدة ونقشن معه صوت الصفعة في اعمق اعماقهن الى غرفة المعلمات وشبح ابتسامه تغلف وجوههن المطلية بعلب الماكياج الرخيصة المجلوبة من محلات التصفية-المنتهية الصلاحية وهن يهمسن همسا ,لا يشبه الصمت الا بقدرته على ارباك خطواتك وانت تسرع الخطى هربا من هذا الموقف المزلزل لمركز الكون .
كانت السيدة نها – أو نونو أكثر من تأثر بالصفعة و اكثر من سيطرعليه الغضب وكأنها من تلقت الصفعة , في حين أن المديرة الجميلة, افترت شفتاها عن ابتسامة حقيقية ,غير متوقعة. بل وحضنت الطفلة رغما عنها حتى بعد الصدمة, وهي تقول لأم الطفلة الوحشية
بلهجة عراقية عذبة والتي صرخت بطفلتها وعنفتها
إش حق تصرخين بيها !! , خوش طفلة.
في الكمباونت حيث تعيش السيدة نونو مع أمينة المكتبة المشاكسة وعلى مدخل المطبخ ,حيث كانت تغلي القهوة وتغلي أشياء أخرى في الصدور لا يعلم سوى الله بها
التفت نونو وقالت" يا لها من وقحة"
منّ!
ابنة نهال , وتابعت بتذمر
هل رأيت كيف صفعت المديرة على وجهها
,انها حقا طفلة غير مؤدبة.
لقد قلت للتو إنها طفلة لا يزيد عمرها عن اربع سنوات
وبتأكيد له معاني دفينة
طفلة لا تعرف التمييز في المقامات فهي ليست مثلك تعامل الناس حسب مقامهم ,فهي لا تعرف التمييز بين ملك أو سلطان ولا بين غفير أو أجير
الجميع لديها متساوي القيمة. .
لا يجب عليها أن تعلم أبنتها الأدب.
تقصدين " أن تعلم الفيل أن يعلم ويعي من يمتطي ظهره "
أقصد من يداعبها و يشاكسها , فلا تصفعه كفا
ما دام عظيما
هل كنت ستحقدين على الصغيرة لو ان من تلقت تلك الصفعة أنا

- أنا أمينة المكتبة التي اعتبر في نظر العاملين والمعلمات مجرد رف مرصوف بكتب غير مقروءة على شاكلة
الدولة المدنية ,المدينة الفاضلة , القانون التجاري العالمي وكتاب الاحتباس الحراري و البيئة الآمنة وكتاب الأمن السياسي ودولة المواطنة
تحدق السيدة نونو في القهوة وهي تتجاهل الحوار الماسخ
هل تعرفين ماهي الكتب المقروءة !!
تتجاهل السيدة نونو الحوار برمته
الكتب المقروءة يا صديقتي هي:
كتاب ابن سيرين لتفسير الأحلام وكتب الطبخ" الأكلات الشرقية والطاجن المغربي(من باب الأمانة العلمية لا يوجد كتاب له هذا الأسم ) انه اختراع من المؤلفة
وكتاب "كيف تصبح مليونيرا في خمسة أيام. "
كتاب سؤال وجواب في فتاوي رمضان بين المباح والحرام "
كتاب "ليلة الدخلة "
وكتاب الحسد والحاسدين . وكيف تسحرين زوجك فيصبح خاتما في اصبع ابهامك الصغير .
والى سيدتي الجميلة نصائح كيف تبدين اصغر سنا مما أنت عليه!
رمقتني بنظرة باهتة في حين أن ركوة القهوة ارتفع ضغطها وتعالى مزيجها وفارت!
و فارت , بمعنى غليان المزيج و تصاعده وارتفاعه مثل بركان وناره و حمولته ومضى . إمتلأت زوايا الموقد النظيف باللون الأسود الداكن, فإنتشرت الرائحة الخرافية
الرائحة – فعليا - لا تقاوم
"القهوة رائحتها لا تقاوم يا سيدة نونو"
تلوح شبه ابتسامة فاترة تكشف عن أسنان دقيقة حوافها قد أكلها الصدأ والإصفرار من عب دخان رفيع للغاية نسيت اسمه.
إنها طفلة يا نونو".
صحيح أن الصفعة كانت مؤثرة وجميلة وغير متوقعة ولكنها كانت حدثا مثيرا بدد رتابة الوقت الممل .
أليس كذلك
تنظر نونو بحقد , فأي شيء يخص المديرة – وليّة نعمتها – والامراة الوحيدة التي قدرت عملها وكافأتها بدون مقابل على عكس المدراء – الذكور الذين كانوا يرتجون طعم الحب و البهار و الكمون و اليانسون والقليل من الزعفران. .
أن أي مساس بشخص المديرة يعتبر من الخطوط الحمراء التي لا يسمح بإنتهاكها ولا يمكن تجاوزها حتى لو كان طفلا صغيرا أو فيلا يدعى "شوتا "عاش في إسطنبول ومضى في حروب بلغراد مع في مضى من جيش عرمرم ,وبالذات في الخامس من آب 1566 - إعتلاه السلطان سليمان في هودج بكسوة ملكية في الخامس من آب 1566في طريقه لفتح قلعة زيغتفار .
ثم تبعه السلطان سليم ومن بعده مراد الأول
ولكن حقا .
الفيل لا يعلم من يمتطي ظهره وهذه احدى المزايا الفريدة للحيوان.
اليس كذلك يا نونو !!
ردت بشبه يقين ببحة مؤكدة
إنها طفلة وقحة



حكمة من وحي هذه القصة

في حياتنا الممتدة يتصادف أن يتعرض الانسان في حياته, لموقف صادم قد يجعله ينسف صداقة عمر عاشت على الأكاذيب .
وقد يمر عمر كامل وأنت في حالة من التوهان في معرفة أي وجه يرتدي صديقك ,واي وجه يخفيه,حتى يأتي ذلك الموقف الصادم ,ليكشف لك زيف الوجوه وحقد القلوب التي كانت ضاحكة يوما ما لك . .



#هاله_ابوليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -A Hologram for the King - توم هانكس والسعودية والفيلم الممن ...
- غاتسبي العظيم والحب الذي قتله
- سيدفعون وهم صاغرون
- الجامعات ليست للبيع و لا لشراء الولاءات والاصطفافات السياسية
- عالم متصهين ومجزرة نيوزلندا الجديدة
- كشك الزرعيني والاحتفال بمكر المرأة العالمي
- يا له من عالم طريف ! قراءة في رواية عالم جديد شجاع
- ظاهرة شحادة و وسيم يوسف
- تسييس الرياضة والفوز المكبل
- إبكي ايتها الصغيرة - نقولها إلى وزيرة الرياضة في الكيان الصه ...
- ملفوفا بسجادة
- ماركات و مجوهرات لاتصنع كينونتك
- دروع بشرية و رهائن لخدمة شعب الله المحتار
- حقائب ثقيلة و مراييل طالبات لا تتغير و يا غريب كن أديب
- -خلي بالك من زوزو - والمهاجرين
- مباني عمان قشور خزفية
- مفارقات السنة و الشيعة : من يشتم الآخر !
- إنه مسيح العصر : - لقد ذبحوه في عيد أضحاكم !
- رجل ميت يمشي
- كان يسمى العراق ........


المزيد.....




- حمم ملتهبة وصواعق برق اخترقت سحبا سوداء.. شاهد لحظة ثوران بر ...
- باريس تعلق على طرد بوركينا فاسو لـ3 دبلوماسيين فرنسيين
- أولمبياد باريس 2024: كيف غيرت مدينة الأضواء الأولمبياد بعد 1 ...
- لم يخلف خسائر بشرية.. زلزال بقوة 6.6 درجة يضرب جزيرة شيكوكو ...
- -اليونيفيل-: نقل عائلاتنا تدبير احترازي ولا انسحاب من مراكزن ...
- الأسباب الرئيسية لطنين الأذن
- السلطات الألمانية تفضح كذب نظام كييف حول الأطفال الذين زعم - ...
- بن غفير في تصريح غامض: الهجوم الإيراني دمر قاعدتين عسكريتين ...
- الجيش الروسي يعلن تقدمه على محاور رئيسية وتكبيده القوات الأو ...
- السلطة وركب غزة


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - هاله ابوليل - الفيل الذي يجب ان يعرف من يمتطي ظهره.