أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - صادق العلي - سيموت صديقي قريباً














المزيد.....

سيموت صديقي قريباً


صادق العلي

الحوار المتمدن-العدد: 6290 - 2019 / 7 / 14 - 01:52
المحور: حقوق الانسان
    


سيموت صديقي قريباً .
مدخل :
الحوار بيني وبين صديقي من خلال معرفتي به وبتوجهاته ومن خلال نقاشاتنا وكثرتها على مدى سنوات في الغربة , فهو الان لا يستطيع الكلام لسوء حالته المرضية .
,,,,,,,,,,,,,,,,,,
سيموت صديقي قريباً ... بل قريباً جداً , فلقد وضعه الاطباء على ماكنة الحياة
Life Machine
قال لي لا تُخبر احداً بحالتي فلن يكترث احد فلقد عشت غريباً وحيداً وسأموت غريباً وحيداً !.
قال لي لا تطلب من احداً ان يدعوا ربه لأنقاذي مما انا فيه !.
قال لي الارباب التي لا ترى ولا تشعر بصعوبة حالتي في حياتي ومن اجل زوجتي وبناتي لا اريد منها ان تسمع من الجميع في مماتي .
قال لي الارباب التي لا تسمع نداء الابناء فكيف تسمعهم وهم يتامى ؟! .
قال لي الارباب التي لا تسمع نداء الامهات فكيف تسمعهن وهن ثكالى ؟!.
قال لي الارباب التي لا تسمع نداء الزوجات فكيف يسمعهن وهن ارامل ؟!.
انها كلمات انسان اقرب الى الموت منه الى الحياه مع عدم وجود اي امل بالشفاء , في ذات الوقت هو مسلسل الطيبون الشرفاء بكل معنى الكلمة هؤلاء بالعادة يتعرضون الى شتى انواع الظلم ومن الجميع ولكن ليس بالتساوي , لانهم اقلية ولا مكان لهم بين الرعاع واللصوص فتراهم ينفصلون عن القطيع وهذا افضل الحلول واكثرها قسوة !.
لم اكن اتصور ان يكون صديقي شجاعاً لهذه الدرجة حين قرر الاطباء وضعه الى ماكنة الحياة التي تعمل عمل القلب وباقي اجزاء الجسم لفترة محددة على ان يتم رفعه منه سواءً تحسنت حالته ام لم تتحسن , حالته اقرب الى الموت السريري او هي كذلك .
انها ايام معدودة لاعلان موته فجسمه , طالما اتخذ الاطباء قرار وضعه عليها بعد عن عجزوا لكثرة الاعضاء الميتة في جسمه ولكنه اجراء لابد منه طبياً ويعتبر الخطوة الاخيرة في سلسلة علاج هكذا حالات , يجب الاشارة الى ان هناك مفاجئات لبعض المرضى فلقد حدثت بالفعل هذه المفاجئات لاكثر من مريض بأوقات واماكن مختلفة ( هذا ما قاله احد الاطباء ) وتعافوا المرضى وخرجوا الى بيوتهم اصحاء او على اقل تقدير تجاوزوا خطورة الحالة المرضية التي كانوا يعانون منها .
جرت العادة ان يطلب الاطباء من ذوي المريض اطفاء الماكنة بعد عدة ايام اذا تأكدوا بأن جسم المريض لم يتقبل العلاج ( هو اجراء روتيني ) , في اغلب الاحيان لا يقبل ذوي المريض بأطفائها لهذا تقوم ادارة المستشفى بهذا الشيء كأجراء قانوني .
يعتبر البعض ان هذا الاجراء ( اطفاء الماكنة واعلان موت المريض بشكل رسمي ) هو جريمة قتل بحق المريض ولا يجوز البتة الموافقة على اطفاء الماكنة بينما يعتر البعض الاخر ان المريض ميت سريرياً وانما وضعه على الماكنة هو اجراء روتيني وليس خطوة للعلاج , ثم ان الماكنة مكلفة جدا ( مادياً ) وليس هناك جدوى منها في الاغلب ومع ذلك هو اجراء طبي اخير .

سيموت صديقي قريبا ... بل قريباً جداً !.
كنت اتوقع من صديقي ان يبكي او ان يتوسل ربه كي يخلق له مفاجئة على اعتبار انه قادر على كل شيء وليأخذ هذا الرب بنظر الاعتبار زوجته وبناته الصغيرات , زوجته التي لا تمتلك مهارة العيش في دولة مثل الولايات المتحدة الامريكية , فهي لا تتحدث اللغة الانكليزية ولم تحصل الى شهادة عليا تؤهلها للحصول على عمل مناسب .
قلت له دون ان يسمعني :
لن انتظر ان يطلب الاطباء من زوجتك او بناتك اطفاء هذه الماكنة ( المباركة اوالملعونة ) التي حفظت حياتك كم يوم لتبقى بجانبهن ولكني سادعو منها ان تطيل في ايامك وان تحفظ حياتك اكثر لترى بناتك يكبرن ويحصلن على مستقبل افضل من مستقبلك ...
سأتركك يا صديقي على جهل مني ومنك بموعد لقائنا القادم , ربما هنا او هناك او هنالك في الجنة او الجحيم .
سأتركك يا صديقي وكل الامل مُعلق على هذه الماكنة التي هي منقذك او قبرك او ربك الذي يشفق عليك وعلى عائلتك .
لكثرة الاسلاك على جسده وتقاطعها مع بعضها شكلت حروف استطعت تجميعها احساساً مني بما يريد ان يقوله !:
انه ثمن الانفصال عن القطيع يا صديقي وانه ثمن الاخلاق , اعرف هذه اللحظات جيداً وفكرت كيف اتعامل معها ولكنني فشلت بمواجهتها بشكل عملي خصوصاً مع نظرات زوجتي وبناتي , اخر سؤال او اخر طلب يا صديقي قبل انتقالي الى الماكنة ...
لابد ان تجد طريقة ما لتوصل اخباري لزوجتي ولبناتي بعد رحيلي ايضاً لتوصل لهن قلقي عليهن من القطيع الذي لن يتوانا ان ينهش بأنيابه لحومهن !.



#صادق_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( ثلاثة اذلوا كبرياء الانسانية ) !.
- العدو الشخصي للرب !.
- حوار في الإلحاد بين ابن الراوندي وبين سبينوزا
- كتب غيرت الدين الاسلامي .
- ماذا يعني ازدياد اعداد رجال الدين في المجتمع ؟.
- القنصلية العراقية في ديترويت فساد على فساد .
- فقه العروبة وتوريث الهزائم
- في العراق .... القضاء على الشرفاء ام القضاء على الفاسدين !.
- في امريكا يوم العنف ضد المسلمين .
- المرأة العربية من المظلومية الجماعية الى التسلط الفردي .
- الصراع على السلطة الاسلامية في امريكا
- غزوات اموية وليست فتوحات اسلامية .
- حضرة الدكتور ........ ط باللغة العربية .
- نظرية الفيض من افلوطين الى الفارابي .
- احتفالات القنصلية العراقية في ديترويت ومعاناة عوائل الشهداء ...
- الشيعي من الانضمام لحزب البعث الى فساد الحكم .
- الملحد بين عيد الفطر واعياد الميلاد المجيدة !.
- اين المؤامرة في كتاب بروتوكولات حكماء صهيون ؟.
- وهكذا اسدل الستار على مسرحية ( القدس عروس عروبتكم ).
- تشريع قانون بيع المخدرات .


المزيد.....




- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - صادق العلي - سيموت صديقي قريباً