أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - حسن الهويدي - تدمر في الذاكرة ..في الطريق الى تدمر ..مشاهد من التعذيب في سجون التحقيق7














المزيد.....

تدمر في الذاكرة ..في الطريق الى تدمر ..مشاهد من التعذيب في سجون التحقيق7


حسن الهويدي

الحوار المتمدن-العدد: 1545 - 2006 / 5 / 9 - 09:12
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    



مضى واحد وعشرون يوما من الجحيم في غرف التحقيق التابعة لفرع المخابرات، بين متمنٍ للموت وعاشقٍ للحياة.
الحياة التي مرت دون اذن لتقف بين يدي الجلاد الذي يحمل بيده السوط ليترك آثار ظلمه على ظهورنا العارية،
في صبيحة السابع من اذار، فتحت الابواب، وكثرت أصوات عناصر الامن في مداخل السجن الذي كنت فيه وممراته
يصيحون بأعلى اصواتهم
الكل يحمل اغراضه يا اخوات الشرموطة وبرتل احادي تصطفوا .
وكل حركة غير طبيعية سوف يندم من تصدر عنه مفهوم... ولاه....
خرجنا والخوف يقطع اوصالنا ، خرج اول واحد منا يمد رأسه من فتحة الباب خائفا، صاح به اخرج يا ابن القحبة بدك مراسيم حتى تشرف، ثم ضربه على عنقه بالسوط فأوقعه ارضا وبدأنا نخرج راكضين نحو الباب الرئيس الذي تلف جنباتة عناصر من الامن مدججين بالعصي والكابلات والسياط.
وطلبوا منا الوقوف بعد ان خرج الجميع الى الساحة، جاء المساعد "يحيى" مزمجرا بصوته الذي يرعب الجميع وهو الذي كانت له اليد الطولى في التحقيق معنا، كنا مجرد ان نسمع صوته او صوت ابو هارون تنزل كل المصائب على روؤسنا، فهم عندما يجلدوننا او يضربوننا نصاب بالشلل المؤقت والمساعد يحيى مشهور بضربتة على الرقبة من الخلف حيث تتعطل كل الاحاسيس والشعور حتى بالألم في حينه...
طلب منا الاصطفاف برتل رباعي الى جانب الحافلة التي عند مدخل الخروج وتليها حافلات اخرى، عناصر الامن منهم من هو مدج بالسلاح والبعض الاخر بالعصي والكابلات الفولاذية.
وكان المساعد يحيى وبجانبه عدد من الضباط يعطي اومره للعناصر وطلب ان يأتوا (بكلبشات) ووأن يقيد كل اربعة سجناء مع بعض ، جاءوا بالقيود ونفذوا ما طلب منهم وقيدوا كل اربعة ثم يقودونا الى مؤخرة الباص وهم يضربوننا با لسياط الفولاذية الى ان نجلس في المقاعد هكذا الى ان انتهوا من الجميع وحمّلوا جميع الحافلات الموجودة ثم باشروا بعدّنا، في الحافلة التي انا فيها 28 سجيناَ دخل المساعد يحيى وقال ان كل الامانات من نقود وبطاقات شخصية واشياء ممنوعة هي بحوزة الدورية سوف تحصلون عليها عندما تخرجوا من السجن هذا اذا كنتم ستخرجون ، وتابع اصدار اومره الى العناصر المرافقة للدورية قائلا :
كل سجين عرصى ابن عرصى تصدر منه أي حركة اخرجوه من الباص واعدموه في الصحراء، هذا امر عسكري يلتزم به كل العناصر مفهوم صاح الجميع.. مفهوم سيدي، ثم امر بعصب اعيننا بقناع مطاطي والبعض الاخر بقطع من القماش وامرونا بالانبطاح في داخل الحافلة ..
تحركت الحافلات مسرعة تصدر منها صفارات الانذار تجوب بنا شوارع المدينة التي نجهل الى اين تتجه وما هي وجهتنا مسرعة وكأن كل الطرقات ممهدة لسيرها ونحن نسمع الضجيج في الشوارع رغم صوت صفارات الانذار التي كانت تصدر من سيارات المرافقة للحافلات ، الى ان انقطعت الاصوات فجأة .
والحافلات تتابع سيرها وبعد مضي بعض من الوقت هجم علينا العناصر المرافقة بداخل الحافلة بضربنا بأخمص البنادق على رؤوسنا حيث نزفت الدماء من الذين ضربوا وبقيت تنزف لساعات طويلة، واخذ يقطعون الوقت كي لا يشعروا بالملل، طلب احدهم من احد السجناء المنبطحين في مقدمة الحافلة ان يقلد له صوت الكلب ، اعتذر السجين
وقال انا سيدي..لا اعرف ان اقلد نباح الكلب، اخذ احدهم وضربه بقوة واصر عليه ان يقلد وراح السجين ينبح كا لكلب وهم يضحكون بصوت مرتفع ويصيحون به... صوت اعلى ياكلب هههههه... اعلى ياكلب يا ابن الكلب.. هههه... ولك شوف العرص بيقلد صوت الكلب منيح ...علي.. ليحوا كف من عندك حتى مرة تانية مابيكذب ..صفع وكان الصوت قويا ومسموع...ههههه انت اللي جنبه اعمل متل الحمار وبدأ ينهق ...رد احدهم ليك شو العرصى عم ينغم وصوته حلو ....هههههههههههههه... ايه لأنه حمار وانت ولاه ..اللي جنبه قلد صوت البعير ... رد السجين قائلا سيدي...انا لم ار بعيرا في حياتي ولم اسمع صوته، لا اعرف ان اقلد صوته ممكن اقلد لسيادتك صوت القطة... رد احدهم قائلا منيح نسمع.. بدأ السجين بالمواء .... رد احدهم شكون شو يا بزون شباط راح عليك.. هههههههه... ظلوا معنا على هذا الحال لوقت طويل..وبعدها امر قائد الحافلة الجميع بالصمت
ومن خلال تبادلهم الحديث وبعد مضي من الوقت علمنا اننا على مشارف تدمر هنا اصبح الجميع يحسب حسابات اللاعودة الى الحياة او الامل بالخروج ...
خففت الحافلة من سرعتها الى ان توقفت تماما عن المسير دون اطفاء المحرك
نزل احدهم وطلب ان يبقى ثلاثة عناصر بداخل الحافلة علمت ان توقفوا بأحدى الاستراحات قبل وصولنا الى مدينة تدمر كانت اصواتهم جميعا مرتفعة وهم يطلقون علينا التهديد يتلوا التهديد بأعدامنا وذبحنا احياء.
اصدر احدهم امرا باخلاء الاستراحة وعدم السماح لسيارات المارة التوقف بها
الى ان ينتهوا من تناول الطعام واما نحن فبطوننا خاوية تماما والخوف والتعب وطريقة جلوسنا منبطحين رغم ضيق المكان والعديد منا تبول داخل ثيابه لعدم السماح لنا بالنزول للتبول، مما اضطرالبعض منا على فعلها وتعرضه
للضرب المبرح، تابعت الحافلة سيرها دون ان نرى شيئا ومعرفة مايحصل من حولنا الا ان نعتمد على السمع وعلى ما هم يتكلمون به استغرقت الرحلة ساعات طويلة ولكن كنت في سريرتي اخمن اننا ذاهبون الى دمشق ومنها الى احدى الفروع الامنية او سجن المزة او زنزانات الشيخ حسن وبعد مرور هذا الوقت الطويل لا زلنا منبطحين داخل الحافلة سمعت احدهم وكأنه قائد الحافلة يطلب من احد العناصر ان يتكلم مع الحافلات الاخرى على ان يختصروا الطريق المؤدية الى مساكن برزة ومن ثم الى الفرع، وبعد لحظات انحرفت الحافلة الى طريق فرعي على ما يبدوا وتابعت سيرها مسرعة
واحيانا اخرى ببطء وكأنها تصعد الى شيء مرتفع وبقيت الى هذا الحال وبدأت اسمع اصوات سيارات اخرى
وضجيج، ها نحن الان ندخل مدينة دمشق معصوبي الاعين مقيدي الارجل واليدين ودماء البعض منا لم تجف بعد
هانحن في بلد الامويين ذاهبين الى المجهول تحت اطلالة قاسيون...
يتبع



#حسن_الهويدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تدمر في الذاكرة ..في الطريق إلى تدمر..مشاهد من التعذيب في سج ...
- تدمر في الذاكرة.. في الطريق إلى تدمر... مشاهد من التعذيب في ...
- تدمر في الذاكرة في الطريق إلى تدمر
- تدمر في الذاكرة في الطريق إلى تدمر.. تدمر في الذاكرة في الطر ...
- الطريق الى تدمر...مشاهد من التعذيب في سجون التحقيق2:
- تدمر في الذاكرة ..الطريق إلى تدمر مشاهد من التعذيب في سجون ا ...
- الطريق الى تدمر...مشاهد من التعذيب في سجون التحقيق
- تدمر في الذاكرة12في الطريق الى تدمرشهادات عن التعذيب1
- تدمر في الذاكرة -10- (ضحايا تشابه الأسماء)
- تدمر في الذاكرة (9) محاكم استثنائية
- الإعلام السوري طنة ورنة ومدارات:
- في مؤتمره القادم هل يعتذر حزب البعث للشعب السوري
- تدمر في الذاكرة8 ليلةمن2000يوم وليلة
- تدمرفي الذاكرة(6): شبح عون المخيف 1989
- تدمر في الذاكرة(5) طبابة متميزة
- تدمر في الذاكرة(4) طبابة متميزة
- تدمر في الذاكرة (4): الثمن الباهظ
- تدمر في الذاكرة3...حمامات الدم الساخن
- العيد في سجن تدمر
- الكرد والمغمورون في سوريا


المزيد.....




- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-
- السعودية ترحب بالتقرير الأممي حول الاتهامات الإسرائيلية بحق ...
- -العفو الدولية-: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريك ...


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - حسن الهويدي - تدمر في الذاكرة ..في الطريق الى تدمر ..مشاهد من التعذيب في سجون التحقيق7