أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جورج حداد - الصين الشعبية تتقدم لاحتلال مركز الصدارة في الاقتصاد العالمي















المزيد.....

الصين الشعبية تتقدم لاحتلال مركز الصدارة في الاقتصاد العالمي


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 6288 - 2019 / 7 / 12 - 10:59
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    




بمناسبة الذكرى السنوية السبعين لاقامة الجمهورية الشعبية الصينية، نشر "مكتب الاحصاء" الصيني معطيات عن النجاحات التي حققتها الصين في المرحلة المنصرمة وتطلعاتها الى المستقبل.
والجدير ذكره ان الصين، وحتى الربع الاول من القرن العشرين، كانت بلدا منهوبا بوحشية منقطعة النظير من قبل المستعمرين الغربيين واليابانيين وشركائهم "الرأسماليين الوطنيين" الخونة. وكانت المجاعات تضرب الصين بشكل دوري ويموت من الجوع كل سنة 5 ـ 10 ملايين نسمة. وفي سنة 1927 اندلعت الثورة الشعبية في الصين بقيادة تيار ماو تسي تونغ في الحزب الشيوعي الصيني. ولكن "الكومنترن" (الاممية الشيوعية) بقيادة الخائن ستالين لم يكن موافقا على التوجه الثوري لتيار ماو تسي تونغ، بل كان يؤيد الالتحاق بحزب الكيومنتانغ بزعامة تشان كاي تشيك العميل لاميركا. وبايعاز من الخائن ستالين تم فصل تيار ماو تسي تونغ من الحزب الشيوعي الصيني. ولكن الثورة استمرت وتطورت. وفي سنة 1931 اضطرت قيادة الحزب الشيوعي الصيني للاعتراف بصوابية النهج الثوري لماو تسي تونغ، وأعيد تياره الى الحزب، واصبح ماو تسي تونغ هو زعيم الحزب والثورة، التي تحولت الى حرب اهلية طاحنة استمرت حتى سنة 1949. وقد تم تحرير كامل البر الصيني، وبقيت في قبضة الكيومنتانغ عدة جزر صينية اكبرها جزيرة فورموزا (تايوان) حيث اعلن فيها قيام "الصين الوطنية" الانفصالية، بحماية الاساطيل الاميركية. فيما اعلن قيام "جمهورية الصين الشعبية" في كافة اراضي البر الصيني بما فيها منطقة التيبت. وفي 1959 عقد المؤتمر الدوري للحزب الشيوعي الصيني، الذي اعلن فيه باعتزاز كبير، بمناسبة الذكرى العاشرة لقيام السلطة الشعبية، عن تحقيق انجاز تاريخي وهو القضاء نهائيا على خطر المجاعات، وانه اصبج بالامكان تأمين وجبة غذاء واحدة على الاقل في اليوم لاكثر الناس فقرا في الصين.
وورد في معطيات "مكتب الاحصاء الصيني" ان النمو الاقتصادي العاصف في الصين بدأ مع الاصلاحات في عهد دينغ هسياو بينغ منذ اربعين سنة. ولكن اذا قسمنا معدل نمو الانتاج المحلي القائم على فترة الـ70 سنة الماضية فإن نسبة النمو السنوي تبلغ 8.1%. اما في الفترة منذ 1979 وحتى 2018 فإن المعدل الوسطي للنمو في الصين بلغ 9.4% سنويا، وهو اعلى بكثير من المعدل الوسطي للنمو الاقتصادي العالمي وهو 2.9%، كما كتبت صحيفة "جينمين جيباو" الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الصيني.
وبلغ اجمالي الناتج المحلي الصيني في السنة الماضية 90 تريليون يوان، اي ما يعادل 13.14 تريليون دولار، وهو يزيد بشكل صارخ عن الرقم المتواضع 67.9 مليار يوان غداة الحرب الكورية في 1952.
وفي 2018 بلغ متوسط حصة الفرد من السكان من الدخل القومي مبلغ 9.7 الاف دولار، وهو اعلى من متوسط الدخل العالمي.
وفي السنوات السبعين الماضية نمت احتياطات الصين من العملات الاجنبية الصعبة بمعدلات مذهلة. وفي نهاية سنة 2018 بلغ احتياطي الصين من العملات الاجنبية 3.07 تريليون دولار. وبهذا المؤشر تحتل الصين المرتبة الاولى في العالم. وللمقارنة فإن احتياطي الصين من العملات الاجنبية في نهاية 1952 لم يتجاوز 108 مليون دولار.
واورد "مكتب الاحصاء الصيني" بعض الارقام المقارنة للدلالة على التطور العاصف للاقتصاد الصيني. ومن هذه الارقام:
ـ بلغ انتاج الصين في السنة الماضية من الفحم الحجري 3.68 مليار طن، وهو اكثر 114 ضعفا من انتاج سنة 1949.
ـ اما انتاج الصلب فازداد 8503 اضعاف وبلغ 1.11 مليار طن.
ـ جرى في الصين تطور ملحوظ في قطاعات المواصلات، والاتصالات، وانتاج الطاقة.
ـ وفي نهاية 2018 بلغ طول السكك الحديد في الصين 131 الف كلم، وهو اكثر بخمسة اضعاف ما كان في 1949. اما طول السكك الحديد للقطارات السريعة فبلغ 29 الف كلم.
ـ اما طول رحلات الطيران المدني فبلغ 8.38 مليون كلم في 2018 اي بزيادة 734 ضعفا عما كان سنة 1950.
ـ واحرزت الصين تقدما كبيرا في القطاع الزراعي. وفي نهاية 2018 بلغ الانتاج الزراعي 657.89 مليون طن مقابل 113.18 مليون طن في 1949.
ـ وفي نهاية 2018 بلغت القيمة المضافة في قطاع الخدمات 46.98 تريليون يوان (حوالى 6.9 تريليون دولار) مقابل 19.5 مليار يوان في 1952.
وطوال مرحلة الاصلاحات منذ 40 عاما الى الان تتابع الصين سياسة الانفتاح على الخارج والاندماج بفعالية في الاقتصاد العالمي والتقسيم العالمي للانتاج.
وبالرغم من الحرب التجارية الاميركية تمكنت الصين في الربع الاول من سنة 2019 ان تحقق معدل نمو بنسبة 6.4%، على اساس القاعدة السنوية. فيما لم تتجاوز نسبة النمو في اميركا 2% بالرغم من تطبيق قانون الاعفاء من الضرائب الذي اصدره ترامب سنة 2017، ويقول الخبراء الاميركيون انه لدى انتهاء فعالية هذا القانون سنة 2021 ستنخفض نسبة النمو في اميركا الى 1.6%.
كل ذلك يعني ان الصبن تسير بثبات نحو ازاحة اميركا من المركز الاول في العالم كأكبر "اقتصاد وطني" على الساحة الدولية، والحلول محلها خلال الـ10 ـ 20 سنة القادمة.
والسؤال الكبير هو: ما هي العوامل التي اعتمدت عليها الصين للوصول الى هذه النتيجة الخارقة؟
يشير العديد من الخبراء الى العوامل التالية:
ـ1ـ ان الصين هي بلد كبير جدا يشغل مساحة جغرافية شاسعة (9.6 مليون كيلومتر مربع) اي ما يقارب مساحة اوروبا كلها (10.180 مليون كم2). ويبلغ عدد سكانها اكثر من مليار و300 مليون نسمة، اي تقريبا ضعف عدد سكان اوروبا باكملها (700 مليون نسمة). اي ان الصين بحد ذاتها تشكل وحدة اقتصادية هائلة (خاماتية، انتاجية زراعية وصناعية، مالية وتجارية).
ـ2ـ يقود الدولة والمجتمع الصينيين الحزب الشيوعي الصيني ذو التاريخ الكفاحي العريق، ويدعمه بشدة الجيش الشعبي الصيني. وهما يحميان النظام العام ووحدة وسيادة الصين ومصالحها القومية العليا.
ـ3ـ يتبنى الحزب الشيوعي الصيني الايديولوجية الاشتراكية العلمية ويتمسك بالمثل العليا لبناء الدولة الاشتراكية القائمة على مبادئ الانسانية والعدالة الاجتماعية. وفي الوقت ذاته يتبنى الحزب سياسة براغماتية وليبيرالية مرنة جدا في التطبيقات الاقتصادية ويفسح المجال ويشجع ويسهل المبادرة الاقتصادية الخاصة للافراد والشركات الصينيين والاجانب. وقد سمح النظام الداخلي للحزب بانتماء الرأسماليين للحزب الذي هو حزب الطبقة العاملة.
ـ4ـ تمارس الصين سياسة انفتاح اقتصادي واسعة جدا تجاه العالم الخارجي. وفي الوقت الذي تشارك فيه الصين بالتوظيفات الرأسمالية في عشرات البلدان، فإن ابواب الصين مفتوحة تماما للتوظيفات الرأسمالية الاجنبية التي تقدم لها كل التسهيلات. وتعمل في الصين الوف الشركات الاجنبية الصغيرة والمتوسطة والكبيرة.
ـ5ـ تتميز السلع الصينية بقدرة تنافسية عالية جدا بسبب رخص اسعارها الناتج عن وجود يد عاملة رخيصة ضمن الحدود الدنيا للحياة الكريمة. وتتوفر اليد العاملة الرخيصة بسبب تبسيط عمليات الانتاج والتدفق الدائم لليد العاملة من الارياف الى المدن الصناعية.
ـ6ـ الى جانب الليبيرالية والمرونة الاقتصادية فإن الدولة الصينية تكافح الفساد بصرامة لا هوادة فيها. وينال الفاسدون اشد العقوبات قسوة بما فيها الاعدام رميا بالرصاص. ويعاقب الفاسدون والمتسترون عليهم.
ـ7ـ بالرغم من المرونة الكبيرة في التطبيق الاقتصادي وتقديم التسهيلات للمبادرة الخاصة والتوظيفات الرأسمالية الاجنبية، فإن الاقتصاد الصيني هو في خطوطه العريضة اقتصاد مركزي موجه ومبرمج بقيادة الحزب الشيوعي الصيني والسلطة الشعبية الصينية ضمن الرؤية البعيدة لبناء النظام الاشتراكي المتطور.
ـ8ـ ان امتلاك اميركا للدولار كعملة ورقية دولية بدون تغطية سلعية (= ذهبية) حولها الى دولة طفيلية مصاصة دماء الاقتصاد العالمي بأسره. وهذا ما حول اميركا الى دولة قطاع خدمات الذي اصبح يشكل اكثر من 80% من الاقتصاد الاميركي. بالنسبة للصين هذا الباب هو مغلق تماما، لان نفخ قطاع الخدمات على حساب قطاع الانتاج يعني القاء مئات ملايين العمال الصينيين في الشوارع، ويعني المجاعة والثورة الفوضوية المدمرة.
ـ9ـ ان العداء لروسيا والروس هو نزعة جذرية متأصلة في الغرب منذ ايام الامبراطورية الرومانية القديمة الى اليوم. وروسيا المعاصرة هي مهددة بوجودها ذاته. فدفاعا عن وجودها كدولة وكشعب فإن الدولة الروسية توجه الكتلة الاساسية من التوظيفات الرأسمالية للدولة نحو صناعة الاسلحة والمجمع الصناعي الحربي الذي يستقطب خيرة العلماء والخبراء والاختصاصيين والعمال المهرة الروس، والذي يمثل القطب الرئيسي للاقتصاد الروسي بمجمله. اما بالنسبة للصين فهي قادرة بامتياز على ان تسحق اي عدو كان في اي حرب اقليمية محدودة في محيطها. ولكن في حال قيام مواجهة مصيرية بين الصين واميركا مثلا تستخدم فيها الاخيرة اسلحة الدمار الشامل ضد الصين، فإن الصين تتكل على التحالف الستراتيجي بينها وبين روسيا الكفيلة بمحو اميركا من الخارطة. وهذا ما جعل الصين معفية من عبء سباق التسلح مع اميركا والناتو. وهو العبء الثقيل الذي كان يرخق الاقتصاد السوفياتي والروسي.
ـ10ـ كل ذلك ساعد الصين ان توجه الكتلة الاعظم من التوظيفات الرأسمالية للدولة نحو الانتاج السلعي الاستهلاكي، وان تكتسح الاسواق العالمية بسلعها الرخيصة.
ان الصين الشعبية تسير اقتصاديا قدما الى الامام بحماية الاسلحة المتطورة والخارقة لروسيا التي لا تزاحم الصين على دورها الاقتصادي الطليعي العتيد بل تساعدها للوصول الى مركز الاولوية. وحينما يتحقق ذلك في وقت قريب جدا فإن جميع المعادلات وموازين القوى والاوضاع العالمية ستنقلب رأسا على عقب، وأولها سيكون الانهيار الاقتصادي التام للدولة الطفيلية ـ مصاصة دماء الشعوب اميركا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع بين كارتيلات صناعة الاسلحة لاميركا والاتحاد الاوروبي
- السياسة الاستفزازية الاميركية ستؤدي الى تدمير الاقتصاد الامي ...
- التحالف الستراتيجي الروسي الصيني سيغير وجه العالم
- افريقيا: من صيد البشر الى نهب الذهب والموارد الطبيعية
- الابعاد الجيوستراتيجية للمواجهة المصيرية بين اميركا والصين
- اوكرانيا على عتبة تحول مصيري جديد
- فشل سياسة العقوبات الاميركية
- تصدع العلاقات بين الاتحاد الاوروبي ودول اوروبا الشرقية
- العلاقات الصينية الاوروبية الى أين؟
- آفاق المواجهة بين اميركا والغرب وبين روسيا والشرق
- تباطؤ الاقتصاد العالمي وحرب تجارية اميركية ضد اوروبا
- بدأ زمن العد العكسي لهيمنة الدولار
- روسيا تعمل بثبات لنزع السيادة السياسية الدولية لاميركا
- روسيا قوضت السيادة العسكرية العالمية لاميركا
- -صراع البقاء- بين روسيا واميركا
- -اسرار- الهيمنة العالمية للدولار
- اميركا تغرق في دوامة الدين العام والعجز المالي
- بعد فشل النظام العالمي الجديد لاميركا... اورروبا الى أين؟
- الادارة الترامباوية تأخذ الاقتصاد الاميركي الى الانتحار
- خطوة تصعيدية اميركية وروسيا ترد بالمثل وأكثر


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جورج حداد - الصين الشعبية تتقدم لاحتلال مركز الصدارة في الاقتصاد العالمي