أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل صوما - بوتين أصدق أنباءً من الليبراليين















المزيد.....

بوتين أصدق أنباءً من الليبراليين


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 6288 - 2019 / 7 / 12 - 10:09
المحور: كتابات ساخرة
    


صرّح الرئيس بوتين في مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز" على هامش قمة العشرين الاخيرة إن الأيديولوجية التي تأسست عليها الديموقراطيات الغربية "لم تعد لها فائدة" في عالم اليوم، وأشاد الرئيس الروسي بتصاعد الشعبوية في أوروبا وأميركا، قائلا إن بعض الأفكار مثل التعددية الثقافية "لم تعد محتملة".
قال بوتين إن "الليبراليين لا يمكنهم إملاء أي شيء على الجميع"، وأضاف أن الليبرالية "تتعارض مع مصلحة أغلبية الشعب"، منتقدا بوضوح المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، لفتحها أبواب الهجرة أمام عدد كبير من اللاجئين في بلادها، وضرب بوتن مثالا بقوله إن فكرة الليبرالية "تفترض أن المهاجرين يمكنهم القتل والسلب والاغتصاب بدون حساب، لأنه ينبغي حماية حقوقهم كمهاجرين".
ما لم يقله بوتين هو لزوم منح النهاجرين إعانات شهرية مدى الحياة لأنهم لا يحسنون لغات البلاد التي آوتهم، ولأنهم لا يمكنهم العمل في الوظائف العُليا، يجب أن يتقبل أي بلد اتهامه بالعنصرية إذا عملوا في وظائف دُنيا، كما يجب على منظمات حقوق الانسان التغاضي تماما عن عدم مساعدة المنابر المتشددة مالياً للمهاجرين، واقتصار مساعدتهم على شحنهم بالطائفية ضد البلاد المُضيفة.
تعددية ثقافية
يجب عدم الوقوف كثيرا عند عنصرية معظم المهاجرين ضد ثقافة البلد المُضيف واعتبارها تعددية ثقافيا، وهو ما عناه بوتين تماما من ان الليبرالية اصحبت لم تعد محتملة، ويجب اتهام من يقول عكس ذلك بازدراء حقوق المهاجرين أو بفوبيا ما أو باليميني المتطرف، كما يجب أيضا تفهّم جحود أغلبية المهاجرين على الدول التي يحلون عليها بسبب ماضيها الاستعماري مع بلادهم، وكأن بدو الصحراء لم يكن لهم ماض استعماري أخضع شعوباً كثيرة بحمامات دم، ووأد حضارات ولغات وثقافات وتحطيم الشخصية القومية أينما حل.
كما يجب التغاضي عن المهاجر غير الشرعي إذا تحرش أو اغتصب فتيات لأنه جاء من بلد يعاني كبتاّ جنسياً، ومن اللائق أن تقدم "ماما ميركل" ووزير العدل الألماني إعتذاريّن للشاب العراقي الذي صدر بحقة حكماً بالسجن مدى الحياة منذ ايام لأنه اغتصب ثم قتل فتاة ألمانية تبلغ أربعة عشر سنة.
أما إذا تاجر بعض المهاجرين غير الشرعيين بالبشر أو المخدرات أو السلاح فيجب احترام خصوصيتهم لأنها المهنة التي يجيدونها، مع الأخذ في الاعتبار أن الفساد موجود في الارض قبل ولادتهم فلماذا يتهمون وحدهم به؟
اتجاهات البوصلة
أوروبا فقدت بوصلة اتجاهات العقل، وأصبح عقلها الجمعي بفضل سياسييها المخمليين يتجه نحو الجبن في مواجهة التعديات على أنها احترام حقوق الإنسان، والفوضى على أنها ليبرالية. الليبرالية المناهضة لقيم الكنيسة التي لم تحل أي قيمة أخرى محل قيمها، فأصبح أصحابها عراة لكن بورقة توت تكنولوجية تستر عورة خوائهم الثقافي، والتكنولوجيا ليست قيمة ثقافية.
ما هي فلسفة التعليم في أوروبا؟ ما هي عواقب تفشي سرطان الاستفادة من المشاريع الخيرية الاجنبية المشبوهة، وشراء مراكز الفكر والدراسات والجامعات؟ ما هي عواقب جبل الجليد المخفي الذي أظهرت قمته فساد صرف البترودولار في فضائح رشاوى قطر لإستضافة مسابقة دولية وقضية ساركوزي بتمويل القذافي لحملته الانتخابية؟
ما خفي كان أعظم وخلق أجيالا من شباب فارغ من أي مضمون، يُجندون على الانترنت ويقاتلون شغفاً بخطاب غيبي شفاهي ثم يدركون الفخ الذي وقعوا فيه، أو يذهبون إلى الفردوس بحزام ناسف. صارت الأوروبيات يتزوجن وهن لا يعلمن أن الزوج الاجنبي سيطلقهن بمجرد الحصول على الجنسية، ليتزوج من بنت بلده، ولا يصدقن من ينصحهن بذلك الامر مسبقاً، وبلغت اخطاء اتجاهات بوصلة رؤوس السلطة أوجها بتبني أنغيلا ميركل لإخواني ودعمه ليترشح سنة 2022 ليرأس "الحزب المسيحي الديموقراطي الألماني"، وعندما أبدى بعض الاعضاء دهشتهم، بدأ المُرشح مصطفى العمار يعطي درساً في الوطنية لأعضاء الحزب ويتهمهم بالنازيين الجدد، بينما الاخوان المسلمون لا يعترفون بفكرة الوطن من الاساس!
لم تسأل ميركل نفسها إذا كان يمكن أن يكون سنّي أمين عام حزب الله، أو يكون مسيحي مجرد عضو في حزب العدالة والتنمية. وأشك في أنها سمعت القول المأثور في الوطنية لأحد مرشدي الاخوان "طظ في مصر وأبو مصر وألي عايشين في مصر.. انا ميهمنيش يحكم مصر واحد ماليزي". يستحيل أن يحيد مصطفى العمار عن هذا المبدأ.
بوصلة المنطق مفقودة وقد تقود الاتجاهات الخاطئة ليبرالية أوروبا إلى اقتراح يفضي إلى ترشيح آية من آيات الله من الحوزة الإيرانية ليكون خلفاً للبابا فرنسيس، لأن الشيعة أكثر انفتاحاً من السُنة وباب الاجتهاد عندهم مفتوحاً مثل المسيحيين.
الديكتاتوريتان القادمتان
أوروبا فقدت منطق معايير حياة المجتمعات. ترهلت فعلا ومبدأ التمتع بالحياة ونبذ تكوين أُسر وغياب أي عقيدة اجتماعية أو إيمانية أو سياسية قوية، يمهدون الطريق تماماً لتحوّل الاوروبيين إلى أقليات في بلادهم سوف يتنازع على قيادتهم الصين، التي يتجاهلها كل المحللين السياسيين رغم انها قوة فاعلة في أوروبا، فالصينيون فعلا هم الرقم الثاني في عدد السكان، أو المتشددون وهم الأخطر، لأن أوروبا لو سيطرت الصين عليها ستتحول إلى قوة إقتصادية هائلة، وإن حكمها التطرف سيكون مصيرها ما حل بالمحافظات التي سيطر عليها تنظيم داعش.
أوروبا ستُحكم بواحدة من الديكتاتورتيّن إذا لم يوّجه أحدهم بوصلة عقلها الجمعي إلى المنطق، الذي تصّر على أنه ضد الليبرالية، ومن تجلياته الواضحة إعلان أمير بريطاني اسمه وليام عن دعمه الكامل لقرارات أطفاله مستقبلا، في ما يخص حياتهم الجنسية، حتى لو اختاروا أن يكونوا مثليي الجنسي.
خدش الحساسية
الأمير السوبر ليبرالي المتفرغ لكاميرات مجلات الفضائح والإشاعات الاجتماعية، لم يجد ما يتحدث فيه سوى ذلك الامر المستقبلي الحيوي لليبرالية شباب بريطانيا. لم يقل حتى أنه سيحاول نصح أولاده أو ارسالهم إلى اختصاصي في علم السلوك. قال انه سيشجعههم لأن ليبراليته (غير المحتملة كما قال بوتين) تؤمن أن الشذوذ الجنسي يجب حمايته وتنميته وتثمينه ونشره في المجتمع، والتعامل مع زواج المثليين على انه انجاز ليبرالي أُدرج قانونياً على أنه زواج.
ماذا تتوقع لمستقبل بريطانيا إذا كان أحد ملوكها المحتملين يقول ذلك الكلام؟ وماذا تتوقع من فرنسا التي تُحاكم مارين لوبان فيها لأنها نشرت صور إعدامات داعش على صفحتها بحجة خدش حساسية الصغار في فرنسا؟ بينما لم تتهتم الحكومة الفرنسية الليبرالية ولا حتى المحاميين الاخوانيين الذين يتمحكون بحقوق المسلمين في فرنسا الخليفة إياه بخدش حساسية المسلمين، وضربه عرض الحائط بما ورد في القرآن عن الوالدين، عندما أفتى باعدام أم حضّت إبنها على ترك التنظيم، وأجبّر الابن على الاشتراك في عملية إعدام أمه رجماً في السوق، بينما يقول القرآن بدون أي لبس ولا حاجة إلى أي تفسير"وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا".
يستحيل حتى أن يؤنب إبن أمه أو أباه على الشرك بالله وفقاً للقرآن، بينما عدم الايمان بخلافة أبو بكر البغدادي يُعاقب عليه بالاعدام.
انا شخصيا أحسست كأن أحدا بصق عليَّ وعلى قيمي الانسانية وعلى آدميتي امام اولادي في الشارع عندما قرأت هذا الخبر.
لا أتوقع من أوروبا الفارغة من أي إيديولوجية أو إيمان أو عقيدة قومية سوى الانكفاء. والليبرالية أصبحت عبئاً لا يُطاق ومن ثمة فاشلة ومؤذية لأنها أقحمت قيماً هدّامة إلى مفهومها الآصيل، ورجالها من ثمة لم يعد لهم أي قيمة، ولا يحق لهم فرض وباء ليبراليتهم المؤذية على الدول التي مازالت النخوة والوطن والقومية والحدود والزواج بين رجل وإمرأة تُتداول فيها.



#عادل_صوما (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سبعون سنة أخرى من التعاسة
- كوميديا سياسية سوداء
- عقيدة مكة وإيديولوجية يثرب
- الرئيس ماكرون اكتشف النفتالين
- لبنانيون في المنسى
- -التنوير- هو المُبشر وليس الوافدين
- فرمان الخليفة أردوغان الأول
- رسالة سفاح نيوزيلند إلى العلمانيين والمتزمتين (2)
- رسالة سفاح نيوزيلند إلى العلمانيين والمتزمتين (1)
- لماذا لا يطلق السيسي وبوتفليقة لحيتيهما؟
- مطلوب سحب صفة الانسانية مع الجنسية
- رواية -عواصم السماء-
- كل سنة وأبطال العلمانية بخير
- القتيل الأغلى سنة 2018
- قتلنا الفرعون.. اهرب بارك الله فيك!
- التستر على القاتل نفاقاً
- حرب نصف الألفية الاولى
- رسالة إلى حامد عبد الصمد
- ما المانع أن يكون مسلماً كاهنا؟!
- الملاك الذي طار من البلكون


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل صوما - بوتين أصدق أنباءً من الليبراليين