أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميساء المصري - قطر ..بين إيران - ترامب ..وحرب الموانئ















المزيد.....

قطر ..بين إيران - ترامب ..وحرب الموانئ


ميساء المصري
(Mayssa Almasri)


الحوار المتمدن-العدد: 6284 - 2019 / 7 / 8 - 15:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو ان القدور تغلي في منطقة الخليج مع تباين التوقعات الواردة بشأن مستقبل الأزمة بين تحولها إلى مواجهة عسكرية، مرورا بأن تنتهي على طاولة المفاوضات، وحتى إنتهائها إلى لا شيء.
فالقلق السياسي في المنطقة أحد الأمورالأكثر طلبا للولايات المتحدة، مع مساره التصاعدي الضاغط على إيران وممارسة سياسة (العصا والجزرة) للعرب والإيرانيين في آن واحد معا مما قد يخلط أوراق الأزمة في إتجاهات متعددة لكل مبتغاها.
دعونا نفند الأحداث تباعا لنصل الى تحليل منطقي, فقلة كانت فائزة في نوبة التوترالأخيرة بين واشنطن وطهران ،وسلسلة العروض الإستخباراتية المسرحية دون ان تسكب نقطة نفط واحدة في مياه الخليج , وما بدأ إنه إلغاء لإعفاءات الولايات المتحدة لصادرات النفط الإيراني تطور إلى إعادة تموضع القوات الأميركية في الشرق الأوسط والخليج.
ثم إبتزازالسعودية بالورقة الإيرانية،وعقد صفقات السلاح الضخمة لتنشيط المجمع الصناعي الأمريكي.ففي جميع أنحاء العالم، ارتفع الإنفاق العسكري الى أكثر من 1.8 تريليون دولار.أي أننا لو قسمنا الإنفاق على عدد سكان الأرض لوجدنا أن كل فرد منا يدفع سنويا 250 دولارا على التسلح . في حين ان السعودية تنفق 6,900 دولارا أميركيا للفرد الواحد لتحتل بذلك المرتبة الأولى في الإنفاق العسكري بالنسبة للفرد. وهي بذلك تتفوق على إسرائيل والولايات المتحدة. وهذا لا يعد إنجازا كما يشيد البعض لانه بدون نتائج إيجابية تذكر.
لقد إرتفع الإنفاق العسكري لدول عربية دون غيرها في ظل تأرجح السياسات الخارجية الأميركية تارة مع صفقة القرن وتارة مع صفقة الإتفاق النووي أو عدمه وتارة لتأجيج الصراع فقط..ولنقلها بالخط العريض يعكس إستغلالا طوعيا لا حدود له . ولنكن أكثرعمقا بالتحليل ونكشف أن أمريكا صاحبة فضل على البرنامج النووي الإيراني قد لا يكون بإستطاعة الجمهورية الإسلامية تطوير سلاح نووي لولا مواقف الصراع الأمريكية .
ثم نجد جانبا آخر أكثروضوحا وهو التطبيع الصهيوني العلني والعلاقات بين بلدان خليجية وعربية، لم تعد سرية أو يشوبها الخجل، وبات كيان إسرائيل بالنسبة لهم أقرب إلى حليف بشأن ما يعتبرونه خطرا إيرانيا وتم قلب المعادلات السياسية فبدلا من أن تكون عدوا, تصبح صديقا أو حليفا، لتتناقض التسميات والأهداف .وطرح مبادرات قطارالإزدهارالعربي العبري من حيفا للسعودية ؟؟؟.
ومع تحقيق الأهداف مابين تجار الحرب والسلام،هنالك دول ثلاث أخرى: قطر وعمان والكويت هي الأكثرعقلانية وحكمة ومسؤولية في هذه الفترة التي تعد الأكثر صعوبة من أي وقت مضى والأدق قولا أن قطرالأقوى وهي ليست داعية للحرب رغم جهوزيتها العليا . في حين يصف ساسة واشنطن امير قطر بانه رجل ينظر إلى الأمام ويتمتع بعقلية إصلاحية وصدور تقارير خاصة للكونغرس عن عمق العلاقات الإستراتيجية القطرية الأمريكية ووجود قاعدة العديد التي تعد أكبر قاعدة أميركية في منطقة الشرق الأوسط.. نجد في الطرف المقابل سياسات ترامب وصهره كوشنيروما نتج بعد العشاء الأخير وتحويل الخليج إلى ساحة مشتعلة، وإزدياد المخاوف من نشوب حرب مدمرة حتى لو كانت مستبعدة، او حتى لو كانت بروفة لحرب شعواء.. لكن الأكيد ان الساحة الخليجية ستواجه ما يسمى بحرب الموانئ وربما هي الأخطر لأنها تدمر إقتصاديات دول .اذا ما إنطلقنا بداية من حرب العصابات البحرية حتى الإستخباراتية .فما الذي يحصل مع قطر ؟؟
تخوض قطر سباقا مكشوف المعالم للسيطرة على موانئ الشرق الأوسط والقرن الأفريقي، وذلك سواء لما تشكله هذه المواني من أهمية إستراتيجية بإعتبارها الشريان الرئيسي لحركة الملاحة الدولية والتجارة العالمية،و بإعتبارها أحد أهم الأدوات التي يتم من خلالها فرض النفوذ السياسي في مرحلة تحتاج فيها قطر فرض هيمنتها خليجيا ودوليا، ولكن إلى أي مرحلة وصلت المنافسة ؟ وما إنعكاسها وابعادها على الصراع الإقليمي بين ايران وامريكا والتطورات الحاصلة ؟ او لنقل التكتيك الجيوسياسي ؟ حتى ان ابعادها وصلت السودان ومصر وسواحل البحر الاحمر ؟
أن التجربة القطرية تجربة تستحق في الشرق الأوسط والقرن الأفريقي وحتى في تركيا واندونيسيا وهي تجربة ترفع لها القبعة فيما يخص التنوع الاقتصادي والاقتصاد الاسلامي كما ان قطر من أخطر المنافسيين خليجيا ودوليا وما عملية إنسحابها من أوبك الا دليل واضح على خلل منظومات عالمية من غيابها .
ميناء حمد القطري ، أحد أكبروأحدث موانئ المنطقة، ومن المؤمل ان يستحوذ في عام 2021 على أكثر من ثلث تجارة الشرق الأوسط، بأسطول يزيد على 350 سفينة وقدرة استعابية تتجاوز 3.5 مليون حاوية نمطية ، لتوفير بدائل للإستيراد بعد غلق المنفذ البري الوحيد لقطر مع السعودية, مع المنافسة القوية لدبي.
الدخول القطري على الموانئ من العيار الثقيل، بداية من ميناء جوادر الباكستاني ومرورا بميناء صحار في سلطنة عمان، ووصولا إلى بورتسودان وسواكن في السودان بتكلفة 4 مليار دولار، بمعنى ان بيد قطر أهم المتغيرات التي تتحكم في اللعبة إقليميا سواء من الجانب الإقتصادي أو السياسي. و بعيدا عن المنافسة الدائرة يبدو ان الدوحة هنا ستدخل سياسة صراع جديدة ولكنها قديمة على بعض دول الخليج التي تستخدم هذا الأسلوب منذ سنوات سواء في المنطقة أو في عدة مناطق حول العالم .خاصة ونحن نتحدث عن المنطقة في مضيق هرمز أو المطلة على المحيط الهندي وبحر العرب وباب المندب وسواحل البحر الاحمر ، لتشمل دول عدة منها اليمن ومصر وارتيريا والباكستان وعمان واثيوبيا ومصر والسودان وحتى الجزائروالصين وذلك في إطار حرب اقتصادية سياسية ، فما هو الوضع الآن؟ وما هي الروابط بين خيوط اللعبة ومسرح الاحداث مضيق هرمزالذي يعد طريق واحد لصراع متعدد ؟؟
منذ الحصار لعبت قطرعلى توفير موانئ عدة ، تسهل لها الوصول إلى دول المنطقة لتصبح رقما صعبا أمام دول الخليج القطب الأخر ، خاصة مع التخوف الخليجي من السيطرة على الممرات المائية الحساسة والأهم سلطنة عمان والتي تمتد الموانىء البحرية فيها وبالذات ميناء صلالة المرشح لوصول أنابيب النفط والغاز العربي وتصديرهما من خلاله خارج مضيق هرمز .وفي ذات الوقت الذي تشكل الممرات المائية نقاط قوة فهي كذلك نقاط ضعف للعالم العربي .
إن نفوذ قطر ليس جديدا، ولكن الوقت قد حان لتحليل كيفية استفادة الولايات المتحدة من هذه القوة ، خاصة أن قطر قد أثبتت في الماضي أنها وسيط مؤثر حيث لعبت دور الوسيط الفعال بين الولايات المتحدة والجماعات التي لا ترغب واشنطن في مقابلتها بشكل مباشر كما لعبت دورا مهما في القضايا الاقليمية وبالنظر إلى التحولات الأخيرة في موازين القوة في المنطقة، فإن الوقت الحالي يعتبر الأمثل للإدارة الأمريكية لتوضيح موقفها لا ان تلوح بحلول واهية .
على قطر ان تعي حجم المؤامرة التي تحاك لتحقيق حزمة أهداف لعدة أطراف تحاول كبح جماحها, ربما الدوحة لا ترى أي مصلحة في حرب أميركية إيرانية تزعزع استقرار المنطقة وتقوض نفوذ إيران لصالح السعودية، ويمكن أن تؤثر في نهاية المطاف على إنتاجها من الغاز سواء عبر تعطيل حقل الشمال، أو عبر إغلاق مضيق هرمز الذي يمر من خلاله 112 مليار متر مكعب من الغاز المسال سنويا، معظمها متوجهة من قطر إلى عملائها الآسيويين،لكن من مصلحة أطراف أخرى نسف جهود قطر والسيطرة على منافذ دول , وتعطيل انشاء موانئ بتكلفة مليارات الدولارات حتى لو وصل الامر لنشوب تصادم ما . معتبرين أنه إذا امتد الصراع في الشرق الأوسط إلى إيران فإن شركات متعددة الجنسيات اهمها الامريكية ستجني مليارات الدولارات من خلال جهود إعادة الإعمار هناك ؛ لخبرتها الواسعة في إعادة إعمار البلدان التي مزقتها الحروب والشقاقات والمؤمرات..
يقول المثل العربي عصفور باليد خير من عشرة على الشجرة , لكن كل ما نتمناه ان يطير العصفور ويسحب اخوانه التسعة من على تلك الشجرة البالية فلا عادت مثمرة ولا عادت تنبض بالحياة والواجب قطعها .فهل نفعل ؟؟؟



#ميساء_المصري (هاشتاغ)       Mayssa_Almasri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة الطائرة الأمريكية وإيران ....و -شخص غبي فعلها -.
- صفقة القرن وايران ..بين ترامب والدولة العميقة الأمريكية .
- دردنيل هرمز ..بين إيران وأمريكا
- صفقة القرن والرهان على المقاومة
- الاردن وفقدان البوصلة السياسية
- حرب قادمة ...اسرائيل 2019
- مابين الشك والتأجيل ...صفقة القرن .
- فلسطين ...نحن الخونة
- هل اعتراف ترامب بالجولان عديم الأهمية ؟
- الأردن ....وحالة الحرب .
- الوصاية الهاشمية ....اشحذوا الهمم.
- ما بين الفساد والقرن ....قصة الأردن.


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميساء المصري - قطر ..بين إيران - ترامب ..وحرب الموانئ