أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أحمد صبحي النبعوني - خدعة النسيان














المزيد.....

خدعة النسيان


أحمد صبحي النبعوني

الحوار المتمدن-العدد: 6284 - 2019 / 7 / 8 - 06:18
المحور: كتابات ساخرة
    


قد نكره الصدفة التي دفعتنا للسير في طريق تعرفنا فيه على شخص ما كان السبب في تلويث مياه نهر سعادتنا الجاري أو كان بمثابة حجرة تعثرنا بها و نحن في طريقنا إلى ناصية السعادة .
يبقى للحب معاني جميلة و براقة إلى أن يأتي شخص ما ويقلب طاولة مفاهيمك و يبعثر كل ما تمنيته يوما على أرض مظلمة يستحيل عليك بعدها لملمت اغراضك و حاجياتك .
نرتشف قهوتنا صباحا ونتلذذ بطعمها و نكهتها و رائحتها التي تأخذنا بعيداً لزمن ما قد خسرناه فجأة لكنه ما زال عالق في ثنايا انفاسنا و نظراتنا و لمساتنا نبحث عنه مرارا في قاع الفنجان في ما يسمى باللهجة العامية ( التفل )، وكما أن هذا التفل يبقى في قاع الفنجان ساكنا و ثقيلا إلا إذا حركته، كذلك الذكريات تبقى في تجاويف دماغنا ، فإذا مر عليها طيف تحركت وتبعتها المشاعر.! والذكريات تبقى مستيقظةً معنا، فنحن نستدعيها بين فينة وأخرى وقد تأتي بلا استئذان كالبرق الخاطف، فهل سمعنا عن برق يستأذن؟!!
ربما قد يسعفنا حل كهذا حيث يجب أن نفعل مثل "النيويوركيون " اخترعوا طريقةً جديدةً لرمي كل ما يريدون نسيانه والتخلص منه من ذكريات العام الماضي، فقد وضعوا بمناسبة نهاية السنة مفرمةً كبيرةً في ساحة "تايمز سكوير" راحوا يلقون فيها كل ما لا يريدون أن يكون له مكان في حياتهم! فذاك رجل يلقي بصورة، وآخر يرمي بقائمة ديونه، وامرأة تقذف بهاتفها الخلوي...
أو ربما وصفة احلام مستغانمي افضل حال لواقعنا العربي التي تنصح فيها المرأة فتقول : وهكذا. لا تنتظري إلى نهاية السنة لتلقي بما يزعجك إلى "مفرمة الذكريات"، ادخلي مطبخ الذكريات وافرمي كل ما أصبح مصدر إزعاج وألم في حياتك، اصنعي من الذكريات المفرومة "تبولة": انقعي برغل الأمنيات التي يبست في الغياب، استعيني بسكين مسنون جيداً لفرم الماضي مرةً واحدةً، في التبولة ليس المهم البقدونس بل السكين، المهم أن تفرمي الذكريات التي تفرمك يومياً دون رحمة .
الشقاء في الحياة عدة اشكال و احجام و انواع
قد يكون مثلا هو ألا تحصل على ما كنت قد تمنيته كثيرا في حياتك أو يأتيك ما كنت تتمناه وقد تأخر الوقت كثيراً وتغيرت أنت وتغيرت الأمنيات بعد أن تكون قد شقيت بسببها و أفنيت أجمل سنوات العمر..!!
النسيان نعمة و مثل ما غنت سيدة الشرق أم كلثوم :
ان كان على الحب القديم
ان كان على الجرح الأليم
ستائر النسيان
نزلت بقالها زمان
ان كان على الحب القديم واساه
انا نسيتوا انا
يا ريت كمان تنساه
لكن أبدا لا تصدقوا هذا الكلام ...
لأن النسيان مجرد حالة خمول للذاكرة أو استراحة مثلما قال ميخائيل نعيمة
“حبذا النسيان لو أن ما ننساه ينسانا
ما من نسيان على الأطلاق، بل هناك ذهول طارىء لاغير”



#أحمد_صبحي_النبعوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلم في زمن الطفولة
- تموت واقفا
- ثنائية السجن و الليل الطويل
- الرائحة ... ذاكرة لا تموت
- الحياة تمنحك الكثير لكن !
- ما هكذا تحضن الراقصة يا استاذ
- هل يعود ثانية ؟
- سؤال في قلب غريب
- عامودة في ذاكرة المغترب
- نافذة الحب والجدار العالي
- ماتوا ومازالوا عبق الأصالة
- سلاسل الانتظار
- موت الغريب
- ماردين عاصمة ثقافية وعالمية
- حق المواطن أولا
- يومي الأول في المدرسة
- احدى مشكلات التربية والتعليم في سورية
- في المقهى
- حب مع محاكمة عاجلة
- ثلج الغريب


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أحمد صبحي النبعوني - خدعة النسيان