أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم ألصفار - حول التحالفات















المزيد.....

حول التحالفات


جاسم ألصفار
كاتب ومحلل سياسي

(Jassim Al-saffar)


الحوار المتمدن-العدد: 6284 - 2019 / 7 / 8 - 02:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وفقا للاعلان الذي نشره نيابة عن هيئة تحرير صحيفة "طريق الشعب" الصديق العزيز رائد فهمي السكرتير العام للحزب الشيوعي العراقي، عن فتح باب الحوار على صفحات الجريدة حول التحالفات، فاني ابدأ الحوار مع رفاقنا في قيادة الحزب الشيوعي العراقي عن هذا الموضوع الهام والذي ارجو ان يرى النور على صفحات الجريدة التي كانت لزمن طويل منار للفكر المعاصر. واتمنى على رفاقي في الحزب الرد على كل ما سيأتي في مقالي لتعم الفائدة.
موضوع التحالفات واحد من المواضيع التي لم تأخذ حيزا كبيرا في الفكر الاشتراكي، وجرى التعامل معها في أغلب كتابات المفكرين الاشتراكيين الاوائل براغماتيا، أي بالقدر الذي يمكن الاستفادة منه لتحقيق الثورة الاشتراكية وانجاز مهامها. هكذا كان الامر مع شعار "تحالف العمال والفلاحين" الذي رفعه البلاشفة في روسيا، والذي اعتمد على اساس ان الفلاحين يشكلون النسبة الاكبر من سكان روسيا القيصرية وأن أغلبية جنود الجيش القيصري هم من اصول فلاحية.
هذا مع ادراك قادة البلاشفة لحقيقة أن الفلاحين طبقة كسولة سياسيا ويصعب "تثويرها" او زجها في اتون العمل الثوري ضد النظام القيصري في روسيا، كما هو الحال بالنسبة لطبقة البرجوازية الصغيرة التي نظم ممثلوها انفسهم في تنظيمات فاعلة في المجتمع الروسي، وتنسب لها أغلب أعمال التمرد الثوري واحداث العنف ضد القيصرية منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر. ولطالما شكى فلاديمير اليج اوليانوف (لينين) من تقاعس الفلاحين عن المشاركة في الثورة دفاعا عن مصالحهم الطبقية.
اضافة الى ذلك فان التحالفات التي جرى التطرق اليها في الادبيات الاشتراكية الكلاسيكية، بما فيها الماركسية، كانت تعني بالدرجة الاولى التحالفات الطبقية، وحتى التحالفات السياسية التي دخل فيها الاشتراكيون الديمقراطيون الروس (البلاشفة بصورة خاصة) كانت تفسر على انها تحالفات طبقية فرضتها مهام المرحلة الانتقالية، التي كان يفهمها البلاشفة على انها مرحلة انجاز مهام الثورة البرجوازية الديمقراطية والانتقال الى بناء الاشتراكية تحت قيادة الطبقة العاملة (أي حزب البلاشفة تحديدا).
الصفة الثالثة التي طغت على فهم الفكر الاشتراكي الراديكالي الكلاسيكي للتحالفات هو فكرة هيمنة ممثلي الطبقة العاملة على اي تحالفات تعقد مع ممثلي الطبقات الاخرى، أيٌ كان دورهم في العملية الثورية. لذا سرعان ما انهار التوافق مع القوى اليسارية والليبرالية بعد أن أقدم البلاشفة على حل الجمعية التأسيسية (البرلمان)التي لم يحقق فيها البلاشفة اغلبية. علما بأن حكومة كيرينسكي المؤقتة التي اطاح بها البلاشفة، قبل اقدامهم على حل الجمعية التأسيسية، كانت مسنودة من قبل الحزب الاشتراكي الديمقراطي الروسي (المناشفة) والاشتراكيون الثوريون الروس. وقد ترأس الاشتراكيون الثوريون الروس معظم المحاكم الميدانية لمحاكمة رموز النظام القيصري بمن فيهم الادميرال كولجاك.
الفكر الاشتراكي بصورة عامة والماركسي بصورة خاصة مر بمراحل تطور عديدة رافقت تطور الاحداث الثورية في اوربا في النصف الاول من القرن التاسع عشر. فبعد حصول كارل ماركس على شهادة الدكتوراه كانت رؤياه في المجال السياسي مركزة على المعدمين والمستلبين من الناس في المجتمع الرأسمالي الاوربي لذا كان الفكر السياسي الماركسي مهتم بصورة خاصة باجراء تغيرات في النظام الاجتماعي الاقتصادي يتجاوز المشاكل الاجتماعية التي افرزها النظام الرأسمالي، ومن هنا جاءت نظرية ماركس عن "الثورة الدائمة" التي اتى على ذكرها في البيان الشيوعي عام 1840 وفي "بيان اللجنة المركزية لاتحاد الشيوعيين".
وأول من كتب عن نظرية "الثورة الدائمة" في روسيا هو المفكر الاشتراكي الكبير بليخانوف ثم تبعه بالكتابة عنها العديد من قادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي الروسي، بشقيه البلشفي والمنشفي، كبافوس وتروتسكي ولينين. ومع الاختلاف في التفسيرات فالثورة الدائمة تعني عقد تحالفات طبقية سياسية مع ممثلي طبقات تقدمية لانجاز مهام مرحلة معينة، تقام على اثرها تحالفات اخرى مع ممثلي طبقات اكثر تقدما لانجاز مهام مرحلة اعلى مستوى اجتماعيا وفكريا واخلاقيا من المرحلة التي سبقتها، وهكذا تستمر التحالفات والتغيرات التقدمية التي تضمن للمجتمع شق طريقه نحو العدالة الاجتماعية.
الان وبعد هذه المقدمة النظرية انتقل الى الوضع في العراق، فهل حققت تحالفات الحزب الشيوعي العراقي مع الاحزاب الاخرى سواء في تحالف "سائرون" أو تحالفه العريض الاخير والذي ضم احزاب الاقطاع السياسي الكردستانية والاحزاب العشائرية من امثال حزب "البصمة" لصاحبه الامير فيصل امير احد افخاذ الزبيديين والصهيوني المتحصن في كردستان العراق مثال الالوسي رئيس حزب الامة، أي من القواعد التي اكد عليها الفكر الاشتراكي الماركسي؟
بالنسبة للتحالف مع الاخوة الصدريين فقد دأبت قيادة الحزب الشيوعي العراقي على ايهام اعضائه بانه ليس سوى "تنسيق ميداني" وكان هذا المصطلح موفق تماما لتوصيف العلاقة بالاخوة في التيار الصدري، وقد اقتنعنا به سواء على مستوى المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي ام على مستوى التحالف الانتخابي الاول الذي اطلق عليه اسم "تقدم"، ولكنه تحول دون سابق انذار الى تحالف انتخابي جديد ذا صفة استراتيجية. وقد لاحظت اندهاش حتى قيادات الحزب الشيوعي العراقي في المدن العراقية الجنوبية لما حصل.
في الاجتماع الاخير للمكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي، حاول الصديق الدكتور جاسم الحلفي عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي اقناعنا بان التحالف لاربعة سنوات فقط وبعدها سنرى، وانا في المكتب التنفيذي لم اعترض حتى على هذا التبرير. ولم لا فلنعطي رفاقنا في الحزب الشيوعي العراقي الفرصة الكافية لانجاز مشروع عله ينجح، ولكن ينجح بماذا؟
الاخوة في سائرون ما زالوا يعملون وكأنهم جزء من نظام المحاصصة الاثنية والطائفية، أما أخوتنا في التيار الصدري فقد استمرت ممارساتهم كما هي بلا ضفاف سواء في المجال التنظيمي او في المجال السياسي او الاجتماعي او الاقتصادي، وعلى ماذا تقوم القاعدة التقدمية التي ينطلق منها مشروع كارل ماركس في "الثورة الدائمة" اذا في تحالفنا مع التيار الصدري.
تجيبوني بأن تحالفكم كان يقوم على اساس زعزعة نظام المحاصصة الاثنية والطائفية، فهل تحقق شيئ في هذا الخصوص. تقولون بأنكم تحالفتم من اجل انجازات تتحقق على ارض الواقع للمواطنين، فما الذي كسبه المواطنون طيلة فترة تحالفكم مع الاخوة في التيار الصدري. هل تحسنت الخدمات التي تقدم لهم في مجالات الكهرباء والماء وفرص العمل والمساعدات الاجتماعية للارامل وعوائل الشهداء والمعتازين من الناس، بل وهل توقف الفساد؟
تقولون ان قاعدتكم الاجتماعية مع الاخوة في التيار الصدري مشتركة وهي حتى وان كانت كذلك الا انها لا تكفي لتحاف تقدمي من اجل تحقيق قفزة في المجال الاقتصادي والاجتماعي. فالفئات الاجتماعية في مسرحة مكسيم غوركي "الحضيض" تتنوع الا ان القاسم المشترك لها ليس بالضرورة المساهمة في صناعة التغيير.
اما بالنسبة للتحالف "العريض" الاخير والذي اشرت اليه ناقدا في مقالتي هذه فانه سيسيئ للحزب الشيوعي العراقي وتاريخه المجيد قبل كل شيئ وهو يتعارض تماما مع مبادئ الماركسية في التحالفات والتي اشرت اليها اعلاه.



#جاسم_ألصفار (هاشتاغ)       Jassim_Al-saffar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاذلال والمقاومة في ثلاث محطات....
- في ذكرى العدوان النازي على الاتحاد السوفيتي
- الحياة السعيدة
- الوعي الثوري والحس الثوري
- بين ثلاث معتقلات (الحلقة الثالثة)...
- بين ثلاث معتقلات (الحلقة الثانية)...
- بين ثلاث معتقلات (الحلقة الاولى)...
- عثرة في الدبلوماسية الايرانية ام رؤيا منقوصة في السياسة الخا ...
- تغريدات امريكية في غابة التويتر
- الثورة السودانية وخياراتها الصعبة
- قلف المراكب لا يثنيها عن الابحار
- حوارات فكرية من اجل اشتراكية بضفاف واقعية
- المدنيون وسياسة التحالفات
- مفارقات العدوان الثلاثي على سوريا
- العلاقات الصينية السورية
- الحدث الايراني بين الافتعال والواقع
- ترامب ولعبة خلط الاوراق
- انقلاب القصر
- كردستان بين الطموح والواقع
- الموقف الامريكي من الاتفاق النووي مع ايران


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم ألصفار - حول التحالفات