أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عماد فواز - عندما يتبنى الجاهل أفكارا هدامه!!














المزيد.....

عندما يتبنى الجاهل أفكارا هدامه!!


عماد فواز

الحوار المتمدن-العدد: 1551 - 2006 / 5 / 15 - 06:36
المحور: حقوق الانسان
    


هل يعقل أن أحد العمال الأميين يتبنى أفكاراً مناهضة للحكم ؟! هل من المنطقي أن يكون أحد الأفراد الذين لا يقرأون ولا يكتبون يتبنى رؤى أو أيديولوجيا مضادة لنظام الحكم ؟! ما هو المنتظر من شاب جاهل ؟! ما الذي سوف تأخذه الجماعات المتطرفة من شاب مثل هذا ؟! وكيف تجنده فكرياً ؟! أمن الدولة لا تعرف المستحيل ، وسواء كنت جاهلاً أو متعلماً أو مثقفاً ، فالكل سواء ، ويدها تقبض عليك في أي مكان ، وتستطيع أن توجه إليك أية اتهامات .
هذا ما حدث بالفعل مع بائع اللبن عماد دسوقي زكريا 34 سنة المقيم في المطرية ، وقصة عماد حسب رواية والدته السيدة أمال بركات بدأت في 24 أكتوبر عام 2003 ، منذ سنتين ، عندما اقتحمت مباحث أمن الدولة منزلهم ، وقامت بتفتيش المنزل رأساً على عقب ، وعندما لم تعثر على عماد ألقت القبض على والده المسن كرهينة ، لكي يسلم عماد نفسه لأمن الدولة ، منذ هذا التاريخ الحاجة أمال بركات لم تشاهد عماد مرة أخرى ، وعماد حسب روايتها ، شاب يسعى وراء رزقه ، يعمل في تجارة اللبن ، وفي أوقات الفراغ يتاجر في الملابس التي يذهب لشرائها من مدينة بورسعيد ، على رأس عيوبه – حسب رؤية أمن الدولة – أنه مصلي ، يذهب لصلاة الجماعة في المسجد ، وعماد يقضي يومه كالتالي : في الصباح الباكر يحمل قسط اللبن ويجوب الشوارع ينادي على الحليب القشطة ، وبعد أن ينتهي من الكمية التي يحملها يعود إلى المنزل يغتسل ويأكل لقمة بسيطة ، ثم يذهب إلى المسجد لأداء الفريضة ، في المساء يذهب إلى تاجر اللبن ليجهز الكمية التي سوف يسرح بها ، وعماد على علاقة حب بإحدى الفتيات من الجيران ، وتقدم لخطبتها ، ولأن تجارة اللبن لا تسعفه على تجهيز متطلبات الزواج ، تعلم تجارة الملابس ، فقد كان يسافر إلى بورسعيد لشراء بعض الملابس ، وعرضها على أهل الحي بعد عودته ، وهكذا تسير الحياة ، صباحاً يبيع اللبن ، ومساء يجهز اللبن ويتاجر في الملابس ، خلال اليوم يؤدي الفريضة جماعة في المسجد ، من حيث الثقافة فعماد لا يجيد القراءة أو الكتابة ، وحسب توصيف والدته هو شاب جاهل ، هذا الشاب فوجئت والدته أن قوات مباحث أمن الدولة تقتحم المنزل بسببه تسأل عنه .
فين عماد ؟!
في بورسعيد .
وبعد تفتيشهم كل ركن في المنزل ، أمر الضابط مرافقيه بأخذ والده كرهينة لكي يسلم عماد نفسه لهم ، وبالفعل بعد عودة عماد وعلم والده المريض ذهب هو ووالدته إلى القسم ، وأفرجوا عن الرهينة ، ووعدوا والدته أنهم سوف يفرجون عنه بعد التحقيق معه ، وسؤاله بعض الأسئلة ، وبعد أيام اكتشفت الحاجة أمال ما قيل لهم مجرد وهو وكذب ، فولدهم لم يعد للمنزل ، وعرفت بعدها أنهم قاموا باعتقاله بتهمة تبني ونشر أفكار هادمة ، فذهبت إلى النائب العام وقالت :
وأرسلت عدة تلغرافات إلى رئاسة الجمهورية وإلى وزير الداخلية قلت فيها يا سيادة الرئيس ابني جاهل واتهامه في قضية مثل هذه غير معقول يا سيدي نحن من سكان حارة سعد مسعود بمدينة عرفات – المطرية وهي حي هادئ لا يوجد به تنظيمات أو جماعات وعماد لم يخرج من الحي أبداً إلا عندما قرر الاتجار في الملابس أما قبل ذلك فهو لا يعرف إلا الحي وأهل الحي .
والدليل أنه تجاوز الثلاثين من العمر وهو يسعى لتحقيق حلمه بالارتباط بحبيبته التي تركته بعد القبض عليه .. يا سيادة الرئيس ابني لم يكن أبداً لديه الوقت للتفكير في أي شيء إلا تكوين نفسه وإعداد عش الزوجية والانفاق على أشقائه ووالده وأنا .
بعد هذه الرسالة بأسبوع تم عرض عماد على نيابة أمن الدولة يوم 24 يناير وظننت لبعض الوقت أن عماد سوف يفرج عنه ولكنه مازال معتقلاً بوادي النطرون رقم ( 1 ) حتى اليوم ولم يفرج عنه .. وأعادوه بعد العرض على النيابة دون أن يقدم إلى المحاكمة ولم أيأس وتقدمت بطلبات للإفراج عنه .. طلباً تلو الآخر وكنت في معظمهم أحصل على قرار بالإفراج عنه ولكن لم ينفذ أي منهم حتى وصل عددهم إلى 19 قراراً أخرها كان بتاريخ 2 يونيو 2005 .



#عماد_فواز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوجه الآخر للخلافة الاسلامية..أراجوزات الحكم
- ذكريات ابن معتقل مصري
- قراءة في دفتر وزارة الداخلية والمختلين عقليا!
- أمن الدولة اعتقلت باحثاً رفض قتل المزيد
- الموت يعشش داخل معتقل وادي النطرون :
- قلب نظام الحكم
- أمن الدولة تقتل المعتقلين بالأمراض داخل السجون !
- عزرائيل الطريق الوحيد لتداول السلطة في تاريخ الوطن العربي
- قراءة فى دفتر وزارة الداخلية ومختليها العقليين
- كل شبر في أرض مصر صالح للزراعة .
- قراءة في احتجاجات عمال مصر
- التعذيب والموت والانتحار في سجون وادي النطرون
- مؤامرات النظام المصري لتدمير المجالس القومية المتخصصة


المزيد.....




- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا
- السودان: خلاف ضريبي يُبقي مواد إغاثة أممية ضرورية عالقة في م ...
- احتجاجات أمام سجن محلي في تكساس للإفراج عن طلبة تظاهروا دعما ...
- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عماد فواز - عندما يتبنى الجاهل أفكارا هدامه!!