الحاسوب ينافس الحسناء الجميلة

عبد الرحمن تيشوري

الحوار المتمدن-العدد: 1549 - 2006 / 5 / 13 - 10:52
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

كانت السكرتيرات الجميلات الحسناوات وما زالت هدفا اساسيا لاغلب المدراء في بلدنا الحبيب سورية وللاسف لم تساهم السكرتيرات في تحقيق اهداف الكثير من الادارات بل كانت احدى الاسباب الرئيسية التي ادت إلى فشل القطاع العام لان عين المدير لم تكن على العمل والعمال والانتاج بل في الغالب كانت على السكرتيرة فهذا ادى مع جملة من الاسباب الاخرى إلى نتائج ليست جيدة والى فشل الكثير من المؤسسات والادارات والى خسارة مليارات الليرات السورية
لكن اليوم على ما يبدو إن الكمبيوتر ينافس الحسناء وسينافس اكثر في المستقبل بعد استخدام نظم المعلومات الادارية الكاملة حيث يحل الحاسوب محل الحسناء
وحتى اليوم لا يزال العقل الالكتروني ( الكمبيوتر ينافس)) الإنسان ويحتل مكانه ويتفوق عليه ويغزوه حتى في مهنه
وما زال استخدام هذه العقول التي تعمل بالامر وتحتفظ بالسحر يثير الجدل بين مؤيد ومعارض
لقد انتقلت الفكرة من حالتها الاولية كاختراع الي صممه عالم انكليزي في منتصف القرن الماضي إلى اختراع بالكهرباء صممته جامعة امريكية ابان الحرب العالمية الثانية واستخدمه سرا الجيش الامريكي حينذاك ولكن خلال اربعين عاما فقط اصبحت استخداماته تمتد من المصنع إلى المكتب إلى البنك إلى الطب إلى الهندسة إلى علوم الفضاء إلى الطيران إلى تسالي الاطفال إلى حسابات ربة البيت المنزلية إلى الادارة وتنوعت الاحجام والاشكال ابتداء من الساعة الرقمية التي تحملها اليد إلى اضخم كمبيوتر عرفته البشرية وانتجته عام 990 ليقوم ب300 مليون عملية حسابية في الثانية الواحدة
خلال تلك الرحلة صدق بانه ليس مجرد حاسب الي لكنه عقل الكتروني يتلقى الاشارات فيطيع ويقوم بمجموعة من العمليات ذات الطابع الذهني
اثار الكمبيوتر
• تقول دراسة لمعهد التحليل الاقتصادي في نيويورك إن موظفي الاعمال الكتابية من سكرتارية واختزال والة كاتبة كانوا يمثلون 20% من القوى العاملة في امريكا عام 1980 فاصبحوا يمثلون 4% عام 1988 و2% عام 1995 هبطت النسبة إلى نحو الثمن في حمسة عشرة سنة فاصبح السؤال وماذا بعد ؟؟؟؟
• لقد رحف الكمبيوتر من عالم الحساب البسيط إلى عالم العقل إلى الحلول إلى محل السكتيرة الحسناء الجميلة التي تتعطر يوميا للمدير وتغويه وانتقل من الارض إلى الفضاء ومن المصنع إلى البيت إلى المكتب
• اصاب الحاسوب السكتيرات هذه الفئة التي التصقت بالمديرين وهي مهنة السكرتيرة التي كان عليها إن تكون ذاكرة المدير ومنسقة اوقاته وحافظ اسراراه وعلوماته وكان عليها إن تكون في استقبال مكالماته الهاتفية وفي خدمته عندما يطلب ملفا أو بيانا عاجلا وكل ذلك اصبح العقل الالكتروني قادرا على انتاجه والقيام به بكفاءة اكبر وفي وقت اسرع
• اصبحت السكرتيرة الواحدة مع حاسوب قادرة على إن تخدم اربعة مديرين بدل إن كان لكل مدير اربع سكرتيرات وسقط الرباط شبه الشخصي الذي طالما اختصت به العلاقة بين مهنة المدير ومهنة السكرتيرة أو السكرتير في اماكن قليلة جدا ؟؟؟؟!!!!!!!وتقدم عنصر الكفاءة وتراجع العنصر الانساني وحسابات مزاج سيادة المدير وعاداته اليومية في احتساء القهوة ومطالعة اهم ما تنشره الصحف واذا تبقى وقت يلتفت للادارة التي هو مديرها ويسترزق من ورائها ؟؟؟
• اصبح الكمبيوتر منافسا للحسناء الجميلة الطويلة الانيقة الكربوجة التي طالما اظهرتها الافلام الغربية والعربية كساعد ايمن يقف إلى جانب المدير كما تقف إلى جواره زوجته في المنزل
• اصبح الكمبيوتر منافسا لهذا الجيش الجرار من الموظفين الذين كانت مهمتهم جمع الاوراق وتنظيمها والعناية بها والتعامل معها عندما تصبح في حجم الكومة أو التل العالي أو في ذاكرة التاريخ بل إن هؤلاء الموظفين لم يعودوا بحاجة لان يعيدوا كتابة خطاب سبق إن وجهوه لجهة ما أو يعيدو ورقة شابها خطأ يريدون تصحيحه حيث اصبحت الالة الكاتبة الحديثة المنخفضة السعر قادرة على تخزين المعلومات والخطابات واعادة طبعها وتصحيح اخطائها كما اصبح الحاسوب قادر على الارسال والاستقبال لكن هذا التقدم الهائل لم يشمل مهنة السكرتارية وحدها أو الاعمال الادارية المساعدة لكنه بدأ يمتد للدائرة الاعلى دائرة الادارة واتخاذ القرارات واصبح السؤال في دوائر المديرين هل يشغل الكمبيوتر مقعد المدير ؟؟؟؟؟؟
• يقولون في علم الادارة إن القرارات تمر بعدة مراحل تبدا بجمع المعلومات حول المشكلة المثارة وتصور الحلول البديلة واختيار حل منها ثم قياس ردود الفعل المتوقعة يقول علم الكمبيوتر إن هذه المراحل الاربعة لاتخاذ القرار يستطيع إن يؤديها العقل الالي ويقوم بها الكمبيوتر اذا تم تلقينه بالمعلومات وطرق العمل المناسبة ويمكن إن يكون قرار الكمبيوتر افضل لانه لا يحابي احد وتغيب العواطف والانفعالات عن عمله
• بمعنى اخر إن الحاسوب يستطيع إن يكون معونا للادارة العليا وان يضع خدمة وخبرة اكبر المدراء والخبراء تحت تصرف المدير الصغير الجديد وبالتالي يمكن اختصار عدد المديريبن لكنني اعتقد إن هذا الكلام لا يمكن تطبيقه في سورية لاننا نحن لا نحن اختزال المدراء ولا حتى اختزال السيارات فاذا كنا نعطي المدير والوزير اربع أو خمس سيارات فلن نختزل المديرين !!!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
• لكن سوف يبقى دائما ما نسميه بالعوامل غير المحسوبة التي لا يستطيع الكمبيوتر التعامل معها والتنبؤ بها وخاصة في قرارات الحرب والسياسة ومثال ذلك حرب تشرين التحريرية التي بادرت سورية فيها بقرار الحرب والتي عجزت كل عقول امريكا واسرائيل إن تتوقعها برغم وقوة المعلومات

الخاتمة
اقول هنا نحن امام اختراع جديد يجب إن نستثمره بشكل جيد لمصلحة سورية وان لا نترك الحواسيب بليدة أو للتسلية فقط أو للعرض في اماكن اخرى حيث كنت دائما اقول لمدير التربية السابق إن هناك حاسوب في مكتبه لم يرفع عنه الغطاء خلال 3 سنوات والمهم إن الخطر ات وبدا يجتاح قمة السلم الوظيفي في المجتمعات وانا امل إن يتاخر الاجتياح لاننا ندرس الان في معهد الادارة واذا حلت الحواسيب محلنا فلن يبقى مكان لنا ولم نحقق حلمنا ولم نصبح مدراء ولن نستطيع تحقيق مبادئ الادارة الحديثة التي تعلمناها وهي خدمة الناس باقل تكلفة واسرع وقت وان المواطن هو من يملك الاجهزة الحكومية ونحن في خدمته والوظيفة العامة رسالة وواجب ولست منة وميزة للموظف
عبد الرحمن تيشوري
دارس في المعهد الوطني للادارة العامة
092575464

#عبد_الرحمن_تيشوري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات