أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الاشتراكيون الثوريون - هشام فؤاد.. الرفيق المجهول على درب الأمل














المزيد.....

هشام فؤاد.. الرفيق المجهول على درب الأمل


الاشتراكيون الثوريون

الحوار المتمدن-العدد: 6282 - 2019 / 7 / 6 - 09:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ألقت قوات الأمن، فجر الثلاثاء 25 يونيو الماضي، القبض على الرفيق هشام فؤاد، الصحفي والنقابي والمناضل الاشتراكي. اقتحموا عليه منزله؛ أمن وقوات خاصة، روَّعوا أسرته؛ زوجته الصحفية مديحة حسين وأبناءه سيف وفاطمة. فقط هشام لم يرتعب، لأنه كان يدرك منذ اختار طريق الحرية والعدالة الاجتماعية أن لاختياره ثمنًا، وأن انحيازه للمنهوبين في مواجهة من ينهبوهم لن يمر بدون انتقام. فألقوا القبض عليه وآخرين، بالإضافة إلى اختطاف المحامي وعضو البرلمان السابق زياد العليمي، بتهمة لا يسعى أيٌّ منهم إلا إلى تأكيدها؛ فهشام وزملاؤه لا يزال لديهم أمل. والأمل في ظلِّ حكم الحديد والنار جريمةٌ لا تُغتَفَر.

كلُّ من يعرف هشام فؤاد، سواء في المجال السياسي أو النقابي، يعلم أن هشام من بين أول من سوف يتصلون به في حالة طلب أي مساعدة أو استفسار، وحتمًا “حيرد عليك”. منذ بداية التسعينيات وحتى دقائق قبل اعتقاله، لم يتردَّد أحدٌ من أيِّ تيارٍ سياسي في الاتصال بهذا الاشتراكي الثوري طلبًا للمساندة والدعم.

من يعرف هشام يشهد بأن اليأس لا يجد طريقًا إليه رغم كلَّ التقلُّبات السياسية.

فهو المناضل الطلابي الذي اضطلع بدورٍ قائدٍ في دعم الانتفاضة الفلسطينية وتنظيم مظاهرات الطلاب في فبراير 1991، ومثَّلَ دفعةً قوية لليسار داخل الجامعة حتى تخرُّجه من كلية الإعلام في عام 1987.

وهو الصحفي الذي عرفته نقابة الصحفيين شابًا في مطلع التسعينيات ساعيًا بين أروقة النقابة في محاولةٍ دؤوبة لجمع شباب الصحفيين وطرحهم لأنفسهم كرقمٍ في المعادلة النقابية، للتعبير عن مشاكلهم وقضاياهم، وكانت نشرة “صحفيو الغد” التي أطلَّ منها شباب الصحافة الذين أُهمَلوا عقودًا وتاهت قضاياهم ومطالبهم، لتجد مُجدَّدًا مساحة في كلِّ الفعاليات النقابية بعد جهدٍ مضنٍ من هشام ورفاقه. كان هشام واحدًا من القلائل في نقابة الصحفيين الذين تلتقي عندهم كل الانتماءات والانحيازات وتختفي المنافسة ليحل التكامل والوحدة.

وهو المناضل السياسي الذي شارك في الاحتجاجات ضد حرب الخليج الأولى، وفي دعم الاحتجاجات الفلاحية ضد تعديلات قانون الإصلاح الزراعي عام 1997 عبر “اللجنة القومية للدفاع عن الفلاحين”، ثم في بداية الألفية في التضامن مع الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000، ثم المشاركة في تأسيس حركة مناهضة الحرب على العراق ضد الغزو الأمريكي في 2003، وبالطبع كان من المشاركين في تأسيس “حركة كفايه” المناهضة للتمديد والتوريث، وما تلاها من حراك سياسي توَّجَته ثورة 25 يناير المجيدة.

وهو المناضل العمالي، منتقلًا بعد تخرُّجه لمجالاتٍ أخرى من النضال على نفس مبادئ الحرية والعدل، فكان أول لقاء له مع الحركة العمالية في 1989 مع اعتصام الحديد والصلب حيث انضم لحركة التضامن مع العمال الذين اعتُقِلوا على خلفية الاعتصام. وبدايةً من عام 2006 ومع بداية صعود الحراك الاجتماعي والعمالي أسوة بالسياسي، كان لهشام فؤاد دورٌ حاسم في نقل أصوات العمال ومطالبهم إلى الرأي العام المصري، إذ عَكَفَ على تغطية أخبار إضراب غزل المحلة واعتصام الضرائب العقارية وغيرها من الإضرابات العمالية التي شهدت صعودًا متواترًا في مواجهة سياسات الإفقار التي انتهجها النظام منذ عهد مبارك وحتى اليوم.

ولكن سيظل الدور الأهم الذي قام به هشام بين العمال هو دعمه للنقابات المستقلة. فمنذ عام 2010 تجد هشام فؤاد النقابي، ودون ادعاء زعامة، يدعم العاملين بأجر في تنظيم أنفسهم في نقاباتٍ جديدة، تخطئ وتصيب، وتتطوَّر بعيدًا عن قبضة الدولة في الاتحاد الأصفر. وهو الدعم الذي بدأ بمساهمته في بلورة الفكرة وتنفيذها بين موظفي الضرائب العقارية، وحتى المؤتمر التأسيسي للنقابة الذي عُقِدَ في نقابة الصحفيين في ديسمبر 2008، وكان هشام هو المهندس الرئيسي له. وانطلق بعدها في دعم تأسيس وبناء النقابات المستقلة في النقل العام والفنيين الصحيين والبريد، وغيرها عشرات من النقابات التي ترك هشام بصمته البارزة في تأسيسها. ولم يغب هشام عن حركة الفلاحين، فقد كان داعيًا لتأسيس لجنة التضامن مع الفلاحين في 1997 ضد تطبيق قانون الإيجارات الزراعية الجديد وطاف وقتها قرى ومحافظات مصر متتبعًا انتفاضة الفلاحين ومُحفِّزًا للمقاومة.

كلُّ ذلك كان يفعله هشام بابتسامةٍ لا تفارق وجهه، وطول نفس مَن يدرك أن الطريق لا يزال طويلًا، مُحلِّقًا في أحلامه التي يعلم أنها المخرج الوحيد للإنسانية، ومع ذلك كان شديد الارتباط بالواقع ومُدرِكًا أن ما من جدوى خطوة إلى الأمام إن لم تكن خطوةً جماعية لأصحاب الحق في العيش الكريم. كان عدوًا للإحباط ولكلِّ ما يُسبِّب الإحباط. “بكره تروق وتحلى” هي كلماته مهما تعثَّرَت الأحوال؛ يناضل ويدعم ويساند في هدوء، فهو الرفيق المجهول في كلِّ المعارك والقضايا.

نثق تمام الثقة أن اعتقال الرفيق هشام فؤاد لن يزيده إلا عزيمةً وإصرارًا، ونثق أيضا أن اعتقاله لن يزيدنا إلا إصرارًا وإيمانًا باستكمال الطريق الذي بدأناه مع هشام فؤاد: طريق الأمل، وبوصلته شعارات ثورة يناير: عيش، حرية، عدالة اجتماعية، كرامة إنسانية.



#الاشتراكيون_الثوريون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا لجريمة القرن.. لا لتصفية القضية الفلسطينية
- السودان: مجلس الثورة المضادة يكشر عن أنيابه.. والثورة تستعد ...
- الرشاوى الانتخابية: «مش كفاية»
- سيسقط السيسي.. ويبقى الشعب
- ثورة يناير لا تزال تلهمنا.. ثورة يناير لا تزال تخيفهم
- انتفاضة السودان: شبح الثورة يرعب طغاة العرب
- يسقط القتل على الهوية
- ندعو لتشكيل أوسع جبهة لمواجهة الخصخصة: لا لتصفية “القومية لل ...
- الثورة المضادة تمهد لتغيير الدستور بالمزيد من الاعتقالات
- رؤيتنا (تقرير سياسي دوري تصدره حركة الاشتراكيين الثوريين) – ...
- قاطعوا التجديد للجنرال.. قاطعوا الانتخابات الرئاسية
- ضد كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني
- متضامنون مع “مصر القوية” ضد الغلق والاعتقال والاختطاف.. توحي ...
- في ذكري يناير.. المقاطعة الايجابية طريقنا لمواجهة الديكتاتور
- الإرهاب والاستبداد شركاء في الجرائم ضد الأقباط
- يسقط السفاح بشار الأسد.. أوقفوا الحرب على الشعب السوري
- كلنا أقباط.. “الدولة الإسلامية” عدو الشعب المصري
- تيران وصنافير مصرية.. أول هزيمة للانقلاب
- يسقط الإرهاب.. تسقط الطائفية.. يسقط الاستبداد
- بيان الاشتراكيين الثوريين


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الاشتراكيون الثوريون - هشام فؤاد.. الرفيق المجهول على درب الأمل