أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - شبح الحرب و الفساد و اللادولة .2.















المزيد.....

شبح الحرب و الفساد و اللادولة .2.


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 6279 - 2019 / 7 / 3 - 15:14
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


و تشير تجارب دول عديدة الى ان الفساد هو الطابور الخامس لإشعال الحروب من اجل تحقيق اعلى الأرباح الأنانية، و خاصة في حالة اللادولة . . بعد ان عشعش الفساد في البلاد و صار هو الحاكم الفعلي الذي عَبًر المحاصصة الطائفية و العرقية لتحقيق الأرباح القذرة دون ابسط مراعاة لحقوق الشعب و الوطن، بترابط و دعم قوى و طغم فساد اقليمية و عالمية (1).
الأمر الذي تسبب بانسحاب العديد من الممولين و المستثمرين الكبار لإعادة بناء و تعمير البلاد، و افقد البلاد مصداقيتها امام دول العالم القادرة و الراغبة في مساعدتها في محنتها، خوفاً لما يمكن ان يحدث لمشاريعهم من الفساد الذي يموّل الإرهاب و انواع الميليشيات الإرهابية على اختلاف راياتها، في بلاد لها دستور و برلمان و مؤسسات دستورية غير فاعلة، بل صارت حتى مناقشات البرلمان و توزيع الحصص تتم على اساس المنافع الفردية و باشتباكات بالايدي علناً .
و يرى قسم من المطّلعين و باسف، بأن حكم الميليشيات التابع لدولة جارة على اساس الدولة العميقة . . فرز وضعاً قد لا يمكن فيه الآن لأية جهة داخلية ان تلعب دوراً لإصلاح الاوضاع دون قوة مسلّحة او تأييد منها، بعد ان لم تتوصّل انواع الاحتجاجات و المصادمات المطالبة بتوفير الخدمات العامة، ومعالجة البطالة ونسب الفقر . . التي عمّت البلاد من اقصاها الى اقصاها و قوبلت بالرصاص و تساقطت فيها اعداد الشهداء و الجرحى و المختطفين منذ عام 2011 و التي وصلت الى اقتحام المنطقة الخضراء و البرلمان و مقرات الأحزاب الحاكمة . .
و يرون بإجراء السيد عبد المهدي بدمج الحشد الشعبي بالجيش بداية يتمنون لها النجاح، فيما ترى اقسام ليست قليلة فيه، بكونه لايزال اجراء اعادة تنظيم و ليس لحل الميليشيات و لحصر السلاح بيد الدولة (2)، حيث بقي الحشد كياناً مستقلاً خاصاً مع الاحترام لبطولات وحداته في قتالها لداعش الاجرامية، و يذكّرون بأن الحشد تأسس اساساً تلبية لفتوى المرجع الشيعي الأعلى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي، الذي دعى الى الالتحاق بالقوات النظامية الحكومية للدفاع عن البلاد من خطر دولة داعش الارهابية الاجرامية، و ليس لتأسيس فصائل مسلحة لاحدود لمرجعياتها و اجتهاداتها.
من ناحية اخرى فإن حكم الميليشيات، اوصل الأمر الى تساؤل كثيرين عن كيف تفسّر الحكومة القائمة اسراعها لإكمال تشكيلها، اثر التهديد الضروري للسيد الصدر بالدعوة لإجتياح الجماهير للخضراء و البرلمان ان لم يتم اكتمال التشكيل . . في زمن ازدياد ابتعاد الحكومة عن الجماهير و تبدّل منطق الصراع الاجتماعي ـ السياسي و ادواته و لغاته، رغم ثبات جوهره . .
و من ناحية ثانية، يرى سياسيون و وجوه اجتماعية، بأن الاوضاع المؤلمة الجارية في البلاد، ادخلت حتى الواعين من الناس في متاهات و تعليلات مؤسفة وحيدة الجانب، تصل الى ان الشعب هو المسؤول عمّا يجري لأنه هو الذي انتخبهم رغم مشاركة اقل من 50 % ممن يحق لهم الانتخاب(3) في الانتخابات التشريعية الأخيرة.
غير منتبهين او غافلين عمّا عملته الدكتاتورية الدموية لعقود و عمّا تعمله القوى الحاكمة الفعلية طيلة ستة عشر عاماً لتبرير و تغطية سرقاتها الفلكية و ادامة كراسيها . . في تجهيل الشعب و سوقه بانواع الحيل الايمانية و الطائفية، و بعنف الميليشيات و الإغراءات و كمّ الافواه و ملاحقة الصحفيين و الإعلاميين النزيهين، و عدم الاهتمام بخيرة مفكري و علماء البلاد الذين ساقتهم الدكتاتورية المنهارة الى الخارج . . حتى صار الشباب يسعى لترك البلاد و الهروب منها .
و ترى اوسع الاوساط بأن المحاربة الجادة لحيتان الفساد بوتيرة اعلى و اسرع ممايجري الآن و بقوة الدستور و القانون و بصرامة، هي الطريق الاساسي في المساعي الخيّرة للوقوف امام الضغوط المتنوعة لزج البلاد في الحرب التي يجري الإعداد لها، بل و للمساهمة الفاعلة لمنع اندلاعها، فكما عبر الفساد المحاصصة فان مكافحته الجادة هي التي تحقق عبور المحاصصة و بالتالي الغائها، و السير الحثيث لتقوية الدولة على اساس المواطنة.
و للسير على ذات الطريق المؤمِن للثقة بالحكومة، لابدّ من كسب الجماهير التي بدون تأييدها و استعدادها للعطاء، لايمكن مواجهة شبح الحرب، و لنا في الانتصارات التي تحققت و حطّمت دولة داعش الاجرامية مثالاً ساطعاً، و لكسبها لابدّ من البدء الفعلي بحل ابرز و اخطر مشاكلها و آلامها الحياتية، بقرارات ديوانية سريعة و فوق العادة، تصون حياة الجماهير و تُشعرها باهتمام الحكومة بحياتها و مصيرها و لكسب ثقتها بالخطط التي يتم وضعها و البدء بها. و الاّ و بعيداً عن تعقيدات السياسة و الآيديولوجيا . . كيف نهضت دولة الكويت مجدداً بعد ان دمّرتها حرب الدكتاتورية ؟ و كيف تتحدى دولة ايران ماتواجهه اليوم رغم حرب الثماني سنوات المدمّرة على يد ذات الدكتاتورية ؟ في بلاد من اثرى بلدان العالم تعيش تجربة (ديمقراطية) مضى عليها ستة عشر عاماً .
و الاّ فان داعش ستظهر من جديد بوجه قد يكون بجيل اسلاموي طائفي عروبوي ارهابي، كما توقع ابرز المراقبين و السياسيين العراقيين منذ الاعلان عن سقوط دولتها في الموصل التي لم يجر التحقيق حتى الان في اسباب سقوطها (الموصل) بيد عصابات داعش و لم يُقدّم المسؤولون عنه و عن مذبحة سبايكر ـ اللتين شكّلتا اكبر الخسارات بالارواح و النفوس و الاموال في هذا العهد ـ لم يُقدّموا الى القضاء حتى الآن وبقى المسؤولين عنهما في مواقعهم . . من جهة، و ستتواصل الإحتجاجات الشعبية المطالبة بالماء و الكهرباء و حل مشاكل البطالة و الصحة و التي من المؤسف الى انها قد تتصاعد بأعلى مما مرّ و يصعب السيطرة على مضاعفاتها، لأن الاحوال صارت احوال حياة او موت !! من جهة اخرى . . بتقدير عديد من الخبراء و العارفين المستقلين. (انتهى)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. كمثال، راجع مقابلة قناة التغيير مع السيد انتفاض قنبر في الشهر الماضي، عن تقرير اميركي فضح قضية فساد اميركية ـ عراقية و نُشر علناً اواخر 2018 .
2. مستشهدين باجراء رئيس الوزراء السابق السيد العبادي و الذي لم يغيّر شيئاً.
3. وفق الإعلان الرسمي لمفوضية الانتخابات ذاتها.



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شبح الحرب و الفساد و اللادولة .1.
- سماقولي و انقاذ حياة النصير شيرو ! .4.
- سماقولي و انقاذ حياة النصير شيرو ! 3
- سماقولي و انقاذ حياة النصير شيرو ! 2
- سماقولي و انقاذ حياة النصير شيرو !
- لا للحرب !
- خطر عودة (الدولة) المارقة داعش !
- - تجمع القوى المدنية - و الآفاق . .
- ربيع باليسان و الضربة الكيمياوية ! 3
- ربيع باليسان و الضربة الكيمياوية ! 2
- ربيع باليسان و الضربة الكيمياوية ! 1
- في انقاذ المناضل - عمر سيد علي - 2
- في انقاذ المناضل - عمر سيد علي - 1
- - ام حسن كانت ام ابو زهرة ايضآ -
- مأثرة جراحية انصارية : يوسف هركي 2
- مأثرة جراحية انصارية : يوسف هركي 1
- السيادة الوطنية و الحشد و الميليشيات 3
- السيادة الوطنية و الحشد و الميليشيات 2
- السيادة الوطنية و الحشد و الميليشيات 1
- جماهير كردستان تلقّن الغزاة الاتراك درساً !


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - شبح الحرب و الفساد و اللادولة .2.