أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلبير الأشقر - ترامب وسلمان ونجله يحثّون إيران على التسلّح النووي














المزيد.....

ترامب وسلمان ونجله يحثّون إيران على التسلّح النووي


جلبير الأشقر
(Gilbert Achcar)


الحوار المتمدن-العدد: 6279 - 2019 / 7 / 3 - 09:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لو أراد ترامب وفريقه من المعادين لإيران حبّاً بإسرائيل وبالدولارات النفطية (وليس حبّاً بالعرب أو بأهل السنّة كما يستغبي الحكم السعودي الناس بادّعائه)، لو أرادوا حثّ الحكم الإيراني وسواه من صغار خصومهم الدوليين على اقتناء السلاح النووي، لما تصرّفوا بغير الطريقة التي يتصرّفون بها.
فإن العبرة من سياستهم الخارجية لجليّة لكل ذي عقل: إزاء أسوأ الأنظمة الراهنة على وجه الأرض، ألا وهو نظام كوريا الشمالية التوتاليتاري (تعبير «الشمولي» تنقصه قوة التعبير الأصلي المشتق من قاموس إيطاليا الفاشية، غير أنه يسمح بتسمية البلد المذكور «كوريا الشمولية»)، ذلك النظام الذي يستعبد فيه شعبَه رئيسٌ مؤلّه بصورة مُهينة إلى أقصى الحدود، يتصرّف دونالد ترامب بكامل التودّد والليونة، بل وصل به الأمر إلى حدّ التصريح بأن وطأه لأرض كوريا الشمالية «شرفٌ كبير». والحقيقة أن دلالة الأمر الأولى هي مدى احتقار الرئيس الأمريكي لقيم الحرّية والديمقراطية التي طالما ادّعت بلاده تمثيلها، حيث يرى أن دوس أرض أكثر أنظمة العالم عداء لتلك القيم إنما هو أمر مشرِّف. هذا والمفعول الأول للغرام الذي وقع فيه ترامب حيال نظيره الكوري الشمولي (والقول بالغرام هو قول ترامب نفسه) إنما هو بالطبع نزع أي مصداقية عن تصريحات إدارته التي تدين باستمرار أنظمة إيران وكوبا وفنزويلا بحجة أنها استبدادية، والحال أنها واحات من الحرّية والديمقراطية قياساً بنظام بيونغ يانغ الفظيع. طبعاً، كان يكفي تودّد واشنطن للحكم السعودي كي يدحض زعمه أن سياسته الخارجية تحرّكها قيم سامية، بيد أن الحكم السعودي ذاته يظهر وكأنه ليبرالي مقارنة بكوريا الشمولية.
أما لو سأل سائلٌ ما الذي يجعل دونالد ترامب يتودّد لبيونغ يانغ بينما يكنّ شديد العداء للأنظمة الثلاثة التي ذكرنا، لما وجد غير فارق واحدٍ ذي معنى، ألا وهو حيازة كوريا الشمولية على السلاح النووي. طبعاً، قد تكون لترامب دوافع أخرى، ومنها عزمه على معاكسة كل ما قام به سلفه الرئاسي باراك أوباما، غير أن العبرة الوحيدة التي ستستخلصها شتّى الأنظمة إنما هي فائدة التسلّح النووي في ضمان أمنها. ولا شكّ في أن تهديد ترامب لإيران بأنه سوف يردّ على أي اعتداء على «أي شيء أمريكي» بقوة فائقة سوف تؤدي إلى «إفناء» مناطق بأسرها، ويشير تعبير «إفناء» (obliteration) الذي استخدمه ترامب إلى السلاح النووي بكل وضوح، إن هذا التهديد لهو بمثابة تحريض صريح لإيران على مواصلة مساعيها لاقتناء ذاك السلاح، بعد أن كانت قد جمّدتها بموجب الاتفاق الذي عقدته مع إدارة أوباما سنة 2015، الذي نقضه ترامب في العام الماضي.

وأمام سلوك ترامب، لا مناص من التساؤل حول إذا لم تكن نيّته هي بالضبط حثّ طهران على تجديد سعيها وراء التسلّح النووي، إذ إن للأمر فوائد جمّة من منظور الطاقم الحاكم حالياً في واشنطن: يتيح لهم تصعيد حملتهم على إيران بالتنسيق مع حليفهم الأقرب، بنيامين نتنياهو، ويعزّز ارتماء الحكام السعوديين في أحضانهم إلى حدّ خيانتهم المكشوفة للقضية الفلسطينية (وهو ما حرص الحكم السعودي على تجنّبه حتى وصول سلمان ونجله إلى سدّته)، وتعزيز اتكالهم على الولايات المتحدة وتبعيتهم لها مع زيادة مشترياتهم من أسلحتها، علماً أن الرياض هي أهم زبائن صناعة الأسلحة الأمريكية. فمن أكبر السخريات أن المملكة السعودية التي عجزت تحت قيادة بن سلمان عن التغلّب على القبائل الحوثيّة في اليمن، إنما تتنازع وروسيا على المرتبة العالمية الثالثة في النفقات العسكرية بعد أمريكا والصين، متقدّمة على الهند وفرنسا وبريطانيا واليابان وألمانيا، ناهيكم عن الدولة الصهيونية التي تأتي في المرتبة الـ15 بعد الإمارات العربية المتحدة. وكلتاهما، أي إسرائيل والإمارات، تنفق أكثر من إيران!
إن سياسة ترامب إزاء طهران سياسة قصيرة النظر، بل غبيّة، إذ إن مؤدّاها الوحيد سوف يكون أن إيران ستقتني السلاح النووي في نهاية المطاف، وهي تعلم أن ترامب يصعب عليه كثيراً أن يغامر بشنّ حرب عليها في حين بدأ حملته الانتخابية لولاية رئاسية ثانية. وستكون المحصّلة أن إيران سوف تحوز قوة ردع نووية لا تكمن خطورتها في التهديد بإفناء الولايات المتحدة (فهذا لن يكون بمقدور إيران أبداً) فحسب، بل في التهديد بإفناء قلب إقليم نجد في المملكة السعودية (متجنبّة الأماكن المقدّسة في الحجاز ومناطق الكثافة الشيعية) والقضاء بذلك على الحكم السعودي. وطبعاً، فإن السيناريو الكارثي القائم على تبادل الضربات النووية في منطقة الخليج يتضمّن بالضرورة انقطاع المنطقة بأسرها عن سائر العالم بسبب الأشعّة الذرّية، بما يؤدّي إلى ارتفاع صاروخي مستدام في أسعار النفط العالمية. وهذا ما سوف يشكّل حجة رادعة بالغة القوة لدى طهران مثلما يشكّل التهديد بالإفناء المتبادل لبّ الحجة الرادعة لدى كل من واشنطن وموسكو وبكين في المواجهة بينها. أما الأغبى في الحكاية الخليجية فهم الحكام السعوديون أنفسهم، الذين يحرّضون إدارة ترامب على التصعيد في وجه إيران بينما بلادهم هي الأولى على خط النار!



#جلبير_الأشقر (هاشتاغ)       Gilbert_Achcar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العِبرة الكبرى من إعادة الانتخابات في اسطنبول
- خواطر غاضبة على هامش مؤتمر البحرين
- ارفعوا أيديكم عن شعبنا في السودان!
- الثورة السودانية تواجه مناورات الرجعية
- بين نقد «اليسار العربي» والتجنّي عليه
- ترامب… كثور في متجر خزف
- تركيا والانحدار السلطوي
- إيران بين «الممانعة» والتواطؤ والتوسّع
- لتضامن مع الثورة السودانية ملحّ!
- تفوّق قيادة الثورة السودانية برجالها ونسائها
- الانتقال والمعضلة في السيرورة الثورية العربية
- روسيا تدفع بأحجارها على رقعة الشطرنج
- ضمّ الجولان توطئة لضمّ الضفة الغربية
- تحية إجلال لرئيسة وزراء نيوزيلندا
- الجزائر إلى أين؟
- بوتفليقة أو نحرق البلد!
- المعادلة الخطيرة بين إسرائيل وأمريكا وإيران
- المنافقون والعداء لليهود والمسلمين
- ماركس والشرق الأوسط 1/2
- مصر: تعديلات سيسيّة ومفارقات سياسيّة


المزيد.....




- فرنسا: الجمعية الوطنية تصادق على قانون يمنع التمييز على أساس ...
- مقتل 45 شخصا على الأقل في سقوط حافلة من على جسر في جنوب إفري ...
- جنرال أمريكي يوضح سبب عدم تزويد إسرائيل بكل الأسلحة التي طلب ...
- شاهد: إفطار مجاني للصائمين في طهران خلال شهر رمضان
- لافروف عن سيناريو -بوليتيكو- لعزل روسيا.. -ليحلموا.. ليس في ...
- روسيا تصنع غواصات نووية من جيل جديد
- الدفاع الأمريكية تكشف عن محادثات أولية بشأن تمويل -قوة لحفظ ...
- الجزائر تعلن إجلاء 45 طفلا فلسطينيا و6 جزائريين جرحى عبر مطا ...
- لافروف: الغرب يحاول إقناعنا بعدم ضلوع أوكرانيا في هجوم -كروك ...
- Vivo تكشف عن أحد أفضل الهواتف القابلة للطي (فيديو)


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلبير الأشقر - ترامب وسلمان ونجله يحثّون إيران على التسلّح النووي