أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محسن كريم - السودان ومستقبل ثورة اندلعت!














المزيد.....

السودان ومستقبل ثورة اندلعت!


محسن كريم

الحوار المتمدن-العدد: 6278 - 2019 / 7 / 2 - 13:51
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



ليست الثورة عموماً نتاج برنامج خططت له الاحزاب والساسة والطبقات، بل نتاج تغييرات واقعية ومادية في الحياة السياسية والاقتصادية والفكرية للجماهير الكادحة والمضطهَدة بحيث تبلغ جملة افعال وممارسة سياسية تكون نتيجتها تغيراً في اوضاع وواقع الحياة والمعيشة.. ان الثورة هي نشاط سياسي وممارسة ثورية للجماهير العمالية والكادحة والمضطهَدة، جماهير لاتريد ان تقبل بالاوضاع القائمة. وعلى هذا الاساس، تحل في الميدان بهدف التغيير. من جهة اخرى، تعجز الطبقات العليا والحكومة وسلطتها عن مواصلة ادارة المجتمع بالاسلوب القديم ذاته، وتواجه ازمة سياسية.
ودون شك، ومثلما يقول لينين، لايمكن ان تندلع ثورة دون ان تتوفر اوضاع ثورية. بيد انه ليس شرطاً ان يؤول اي وضع ثوري الى ثورة.....
اذ يقول لينين:
"لايشك اي ماركسي بان الثورة هي امر مستحيل دون توفر وضع ثوري. زد على هذا، ليس شرطاً ان يؤدي وضع ثوري الى ثورة. ماهي علائم الاوضاع الثورية اجمالاً؟ لانخطأ بالطبع ان ذكرنا العلائم الثلاثة ادناه:
1/ حين تعجز السلطة بصورة تامة عن صيانة سلطتها والحفاظ عليها دون ان تجري تغييرات ما، حين تنشب بطريقة ما ازمة داخل "الطبقات الحاكمة"، ازمة في سياسة الطبقة الحاكمة، بحيث يكون سبب احداث شرخ ينفجر في ظله غضب الطبقات المضطهَدة واحتجاجها. ولكي تندلع الثورة، لايكفي ان لاترغب "الطبقات المضطهَدة" ان تعيش وفق الشكل السابق، بل من الضروري ان تكون "الطبقات العليا" عاجزة عن العيش بالشكل السابق.
2/ حين تنمو وتتطور آلام الطبقات المضطهَدة وامالهم اكثر من الاوقات العادية.
3/ وحين، جراء الاسباب اعلاه، تتعاظم نضالات الجماهير بصورة كبيرة، وان تلك الجماهير التي تسمح دوماً في "وقت السلم" ان يتم استفزازها اكثر، ولكن ابان اندفاعاتهم، تدفعهم كل من وضعية الازمة و"طبقاتهم الحاكمة" صوب نضال تاريخي مستقل.
وفقاً لهذا التغيير الموضوعي، المستقل عن ارادة لا الجماعات والاحزاب، بل طبقاتهم، فان الثورة، وكاساس عام، تكون امراً مستحيلاً....
ان مايحدث في السودان هو وضع ثوري. لايريد الاسفل ان يعيش كالسابق، وليس بوسع الاعلى ان يعيش كالسابق! ازمة عميقة تنشب اظفارها في الهيئة الحاكمة في السودان. انخرطت الجماهير، وبالاخص الجماهير العمالية والشباب والنساء، بصفوف عريضة في نضال عريض وتاريخي، وهي اكثر راديكالية ان قارنّاها بثورات مصر وتونس. بمعنى ادق، ثمة ثورة، ولكن هل تنتصر ام لا؟ ان هذا مرهون بعوامل اخرى. عامل التنظيم السياسي للطبقة العاملة وقيادة حزب ثوري وشيوعي ومستعد للقيام بالانتفاضة!
ان نقطة ضعف مجمل ثورات الجماهير المحرومة والكادحة في المرحلة السابقة، في اواخر القرن المنصرم وبداية القرن الحالي، في الشرق الاوسط (ومن ضمنها ثورة ايران) هي كونها ضعيفة من حيث التنظيم الطبقي والتنظيم الحزبي الشيوعي وتفتقد للقيادة.. وعليه، عجزت عن النصر، وتمكنت البرجوازية من قمعها او اجهاضها!
ان هذا الخطر ماثل بقوة امام الثورة السودانية. واذ بدأت الان قوى الثورة المضادة البرجوازية بشن ضرباتها من اجل قمع الثورة وكثفتها، بينت نقيصة الثورة هذه عن نفسها اكثر من مجمل الايام والاشهر السابقة! في الوقت الذي على الجماهير ان تتسلح الان بوجه قوى الثورة المضادة للبرجوازية، في المدن والاقضية والمعامل والمؤسسات الحكومية وفي كل مكان من اجل لجم هجمة الثورة المضادة، لم تبرز وتظهر قوة تكون قائد هذه المرحلة في الثورة! على الجماهير ان تتسلح كي تحول دون سحق الثورة، كي تحول دون تحويل السودان الى سوريا او يمكن او ليبيا اخرى، تحول دون ان تنتزع الثورة المضادة للسلطة باسم الثورة!



#محسن_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات نقدية حول مقال الرفيق مؤيد احمد:
- مرة اخرى: الاتحاد الوطني الكردستاني و قمع الحريات السياسية ف ...
- يجب وقف الارهاب ضد الجماهير في فلسطين وأسرائيل!


المزيد.....




- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550
- بيان اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- نظرة مختلفة للشيوعية: حديث مع الخبير الاقتصادي الياباني سايت ...
- هكذا علقت الفصائل الفلسطينية في لبنان على مهاجمة إيران إسرائ ...
- طريق الشعب.. تحديات جمة.. والحل بالتخلي عن المحاصصة


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محسن كريم - السودان ومستقبل ثورة اندلعت!