أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير هزيم - جمهورية العصفورية














المزيد.....

جمهورية العصفورية


سمير هزيم

الحوار المتمدن-العدد: 6278 - 2019 / 7 / 2 - 13:06
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة
جمهورية العصفورية
مساء اول امس بينما كنت احتفل مع زوجتي بعيد زواجنا واولادي يتحلقون حولنا. سمعنا طرقا قويا على الباب نظرنا الى بعضنا. من هو الزائر في هذه الساعة المتأخرة من الليل. ذهب ابني الكبير لفتح الباب. سمعت صوتا عميقا يقول.
بدنا سمير هزيم.
ثم سمعت صوت ابني. يقول شو بدكن منو ..
خرجت لاعرف من اولئك .. واذ برجل وخلفه اربعة رجال بالبنادق الروسية ودروع مضادة للرصاص
اقتربت منهم.
- خير انشالله. ؟
- رئيس المجموعه. شرف معنا.
- ليش...؟
- بعدين بتعرف.
تدخل ابني. وهو بعنفوان الشباب.
- ماحزرتو تاخدو الوالد. اذا ما قلتولنا ليش.
كاد ابني ان يتعارك مع المسلحين الخمسة. تدخلت انا وابعدت ابني طالبا اليه الدخول الى البيت .. ذهبت معهم
في السيارة وضعو في رأسي كيسا اسود لم يكشف عن وجهي الا وانا في احد المباني.
جلست على كرسي بلاستيك وامامي مكتب عليه لوحة الضابط المناوب
بعد برهة من الزمن دخل ثلاثة احدهم بملابس الطب جلسوا خلف المكتب
سالني الجالس في المنتصف. وهو يبدو الطبيب .
- انت سمير هزيم.
- نعم انا سمير هزيم.
- شو قصتك. ..
- مافي قصة. كنت عم احتفل بعيد زواجي ...
صار الاطباء يتهامسون. تنامى الى مسامعي. احدهم
- هدا مجنون رسمي .. احتفل بعيد زواجو
- شكلو ما بيوحي انو مجنون
سالني الجالس الى اليمين.
- شو بتعرف بالسياسة ؟
- قلت له : اعرف شعار حزب البعث امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة
- عم ترددوا كل يوم الصبح
- ما بدي كون مقتنع فيه لحتى رددو ..؟
تهامس الاطباء وتنامى الى مسمعي. يقول احدهم.
- العما طلع مجنون متل ماقالولنا ..
تفاجأت بانهم يتهموني بالجنون. ثم سالني الجالس الى اليسار.
- شو بتعرف كمان. ؟
- بعرف اهداف الحزب.
- سمعنا ياها لنشوف ..
- اشتراكية وحدة. ...
يبدو انني ارتبكت وفقدت التركيز.
استدركت.
- لا لا. حرية وحدة اشتراكية.
- ثم استدركت مرة اخرى.
- وحدة اشتراكية حرية.
- لا لا. وحدة حرية اشتراكية
صارو يتهامسون. وتنامى الى مسامعي ان احدهم يقول :
- جنونو من الدرجه الرابعه.
سألتهم : شو يعني من الدرجة الرابعة. ..؟
قال احدهم. : هدا الجنون .. مافي امل بالشفاء.
انا : هلا انا مجنون. ؟
وقد تفاجأت انني لم استطع ان اثبت لهم انني غير مجنون ..
قال احدهم : طبعا مجنون. وعنا تقرير عنك وانت دخلت سابقا المصح وطلعت بواسطة ...
قال احدهم : شو هدا لوين عا صيدنايا ولا ابن سينا ؟
- ابن سينا اكيد
ارسلوني الى مشفى المجانين وانا اصرخ بهم : انا ماني مجنون ...
ادخلوني الى عنبر المجانين.
ما ان دخلت وشاهدني المجانين ... حتى بدأوا بالرقص والغناء والدهشة تعلو وجهي.
صار المجانين يتحدثون الي. كلاما جميلا. من الشعر. واقوالا كلها حكمة ومحبة للوطن وللناس والاطفال وكيف نحمي الاجيال القادمة من ان يكونو فاسدين وعن ضرورة تطوير مناهج التعليم .. وتحرير القضاء
شاهدت احدهم ذهب واغلق الباب خلفه سألتهم عنه : لماذا ذهب واغلق الباب ..؟
اجاب احدهم : ذهب ليصلي بعيدا عن عيوننا فهو لا يحب ان يعرف احد عن علاقته بربه ..
تمتمت. امممم. متل خطبة يوم الجمعه بسمعونا ياها بالاجباري ..
لاحظت ان جميعهم من المثقفين والشعراء والكتاب والعلماء والحكماء والفنانين التشكليين وبعضهم من ذوي الاصوات الجميله .. . ويبدو انهم من الذين يعرفون كل خفايا البلد.
وانهم مرتاحون جدا في العصفورية... هنا يعبرون عن رايهم دون رقيب ...
سهرت مع المجانين الذين احاطوني بالحب وهم يتحدثون عن جمال البلد وان داخل العصفورية الجميع يحبون بعضهم لا يوجد غش ولا طائفية ولا احتكار ولا ازمة بنزين او مازوت. والمفاجيء ان فرحتهم بوجودي كانت كبيرة ...
سألت احدهم. لماذا انتم فرحين بوجودي...؟
اجابني احدهم جوابا مدهشا ..
- سوريا دولة ولادة وان االمجانين. سيزدادون يوما ما ...
- مو مهم شو توصيفنا. المهم نحنا بدنا بلدنا حلوة ...
نمت في ساعة متأخرة.
وفي الصباح فتح الباب شخص يشبه الوحوش
قال بصوت جهوري غليظ جدا : وينو سمير هزيم. ؟
نظرنا نحن المجانين الى بعضنا. ثم قلت له : انا سمير هزيم.
قال : اتفضل . انقلع من المصح .
- منعتذر منك. كان في تشابه اسماء. واحضرنا سمير هزيم المطلوب الحقيقي.
رفضت الخروج وانا اقول له : انا مجنون ما بدي انقلع ..
لكنه مسكني من ياقة قميصي وجرني .. وحين تمنعت وقاومت
وانا اصرخ : وحياة الله انا مجنون ...
جاء اثنان اخران حملوني الى الخارج والقوني في الطريق واغلقوا الباب.
وقفت انفض الغبار عن ملابسي .. ورجعت الى البيت حزينا ..
لم يعتبروني مجنون ..
سمير



#سمير_هزيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرامي المسكين
- حكايتي مع الملياردير ابو النجا
- ميكرو القرى.
- الحرامي المسكين.
- جسر الامل
- زائرة منتصف الليل 2
- تاجر مواشي
- الباب المفتوح
- اليد الممدودة
- محاولة اغتيال سيدة
- خطف وتشليح وتعفيش ...
- ابو عبدو الكخ
- قهوتي وعيد المرأة
- قهوتي والحب والمرأة
- خربشة على جدار الزمن. 2
- خربشة على جدار الزمن. 1
- قطار مارسيليا باريس 2
- الخط الاحمر
- قطار باريس. مرسيليا
- ابيض اسود


المزيد.....




- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير هزيم - جمهورية العصفورية