أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حنون - في ذكرى سقوط الموصل














المزيد.....

في ذكرى سقوط الموصل


قاسم حنون

الحوار المتمدن-العدد: 6277 - 2019 / 7 / 1 - 01:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ذكرى سقوط الموصل :
النصر محفوف بالحراب والمطامع والأحقاد
قاسم حنون
في 28 حزيران 1992 ظهر الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتيران في سراييفو عاصمة البوسنة في زيارة مفاجئة وغير معلنة , كانت المدينة تمثل بؤرة حرب البلقان التي ذهب ضحيتها 150000 انسان خلال ما تبقى من العام ,كانت الزيارة في ما بدا آنئذٍ تذكيرا بخطورة الأزمة البوسنية التي تفاقمت في ظل انحلال يوغسلافيا السابقة ومطامع الناتو التي توجت بالحرب على صربيا في أواخر التسعينات وهي تأتي في توقيت اغتيال ارشيدوق النمسا على يد شاب صربي في عام 1914 مما عجل بنشوب الحرب الكونية الأولى ... لعل هذا الاستطراد يدلّنا على أن التاريخ - بما هو سجل للحوادث ودروس التجربة الانسانية – هو ما نتعلمه من الماضي لتجنب الانزلاق الى ما ينتهك الوجود الانساني أو يهدده ..في 10 جزيران الفائت مرّت الذكرى الخامسة لاحتلال التنظيم الإرهابي داعش مدينة الموصل ومناطق أخرى بما يشكل ثلثي البلاد وتهديد أمن العاصمة بغداد وما جرى في طيات هذا الاجتياح البربري من جرائم وانتهاكات وآلام تكبدها سكان المناطق المنكوبة من قتل وتشريد واغتصاب آلاف العوائل العراقية وتدمير البنى التحتية والآثار والممتلكات الثقافية ,وثمة قصص مؤلمة عن اغتصاب الايزيديات وتهجير المسيحيين والتعسف في معاملتهم حد إقامة سوق نخاسة لبيع النساء والأطفال على غرار ماكان يجري في الحقب الغابرة من التاريخ العربي الاسلامي ,ولن يطوي الزمن مذابح التطهير الطائفي التي أقدم عليها المجرمون في سد بادوش ومعسكر سبايكر التي ذهب ضحيتها الآلاف من الشباب في سياق الحقد المتراكم جراء الممارسات الخاطئة والاقصاء المتعمد الذي مارسته قوى السلطة وتمثيلاتها في الجيش والاجهزة الأمنية خلال سنوات ,لقد استبدلت الفئة الحاكمة ممارسات الدكتاتورية المقبورة ووسائلها التعسفية بتغيير السياق والأهداف في ظل مناخ الطائفية السياسية ,ولعل ما جرى يكشف هشاشة الأسس والمعايير التي جرى اعتمادها في بناء القوات المسلحة ومختلف الأجهزة الامنية بعد 2003 وهي تتفوق على تدابير النظام السابق في التمييز المذهبي وتهميش مناطق بعينها ,الخبرة المستخلصة تشير الى أن الاستياء والتذمر المتولد عن تحيز الحكومات وتعسفها في التمييز بين المناطق أو المواطنين استنادا الى رؤية قومية أو دينية قد يدفع الى مديات أوسع من الكراهية وانبعاث الاحقاد الى حد التفريط بقيم المواطنة والانتماء الحضاري والانكفاء تحت مظلة الهويات الفرعية ,ولقد تواشجت أشكال وصيغ الطائفية وضيق أفق القيادات السياسية مع منظومة الفساد والبيروقراطية لتنتج أوراما خبيثة في جسد المؤسسة العسكرية التي أصيبت بالشلل وفقدان المبادرة ثم الهزيمة في مواجهة غير متكافئة ,اذ كيف يمكن تصور انسحاب عدة فرق عسكرية من الجيش والشرطة الاتحادية مجهزة بمئات الدبابات والمدافع والناقلات ووسائل الحرب الحديثة أمام بضع مئات من الارهابيين في معركة تمثل انتكاسة قاسية للعسكرية العراقية واستهانة مدوية بمصير البلاد وحياة الآلاف من المدنيين والعسكريين ..الأدهى من ذلك كله أن المسؤولين عن هزيمة الجيش في الموصل والتسبب في وقوع ضحايا بشرية كبيرة وخسارة مادية قدرت بأكثر من مئة مليار دولار ,مازال اولئك المسؤولون يمسكون بمقاليد السلطة والنفوذ ويتحكمون بمسار العملية السياسية ويمنعون تنفيذ مخرجات أعمال لجنة التحقيق البرلمانية التي توصلت الى ادانة وتقصير عدد من القيادات العسكرية اضافة الى القائد العام للقوات المسلحة ,ولكن القضاء الذي عرف بمراعاته ( تيجان الرؤوس ) (والخطوط الحمر ) لم يقل كلمته حتى الآن في قضية خطيرة مست أمن الوطن وسيادته وثروته .. ماجرى في الموصل قبل حزيران 2014 يتكرر اليوم على نحو أكثر وضوحا ,فوقائع التسلط والابتزاز وسوء الادارة تفقأ العيون بحسب مراقبين وشهود عيان كشفت عنها تقارير صحفية وحوادث في الموصل منها ما جرى في حادثة غرق العبارة في 21 آذار 2019 التي ذهب جراءها العشرات من النساء والاطفال ..ما لذي توصلت اليه لجنة التحقيق في أسباب وظروف الحادث المفجع !؟ ,وكذلك التحكم في المناصب الرئيسة بما فيها محافظ نينوى المدعوم من قوى ومليشيات معروفة لا تتوفر على قاعدة اجتماعية ولم يسبق أن كان لها حضور في ما قبل 2014 ,اضافة الى الخلافات المستعرة بين الوقفين الشيعي والسني وهي خلافات لا تتصل بالتاريخ والعقيدة بقدر ما تهدف الى مراكمة المنافع المادية والسعي الى تغيير البنية الثقافية والمذهبية لصالح قوى ومؤسسات محلية واقليمية في ظل تغاضي السلطة الاتحادية واندفاع الكيانات الموازية للدولة للسيطرة على الأراضي والعقارات وفرص العمل ومكاسب اعادة الإعمار في الموصل وصلاح الدين ,واذ تتشكل المحاور والتحالفات وسط حقول الألغام ومخيمات النازحين ولهاث أمراء الحرب لجني أعلى قدر من الأرباح والصفقات فان البلاد تتعثر في أفق لا أمل في الخروج منه بعد أن كشفت السلطتان التنفيذية والتشريعية عن عجز فاضح في مغادرة نهج المحاصصة البغيض وعن الارتهان لنفوذ قطبي الصراع الإقليمي والتلكؤ في تنفيذ البرنامج الحكومي وغياب الحس الوطني والمسؤولية الوطنية والأخلاقية ازاء وطن يتشظى وتتبدد موارده وطاقاته وآمال شعبه في التقدم والنهوض



#قاسم_حنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الثقافة والسياسة الثقافية
- أيّ شعبٍ قيد الفجائع والآلام ...!
- الشيوعيون والقضية الفلسطينية
- في الذكرى 45 لانتفاضة معسكر الرشيد
- البديل الديمقراطي في العراق -عقبات وتحديات-


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حنون - في ذكرى سقوط الموصل