أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جودت شاكر محمود - من هو المشرك يا سيد بولص؟















المزيد.....

من هو المشرك يا سيد بولص؟


جودت شاكر محمود
()


الحوار المتمدن-العدد: 6277 - 2019 / 7 / 1 - 00:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عزيزي بولص...
يقولون في الإعادة إفادة
كنت أتمنى أن أجد شيء جديد في ما كتبته.. ولكن للأسف لا تزال تردد ما قاله قبلك (سيمون) وهو شيء يدل دلالة أكيدة على عدم فهمكم واستيعابكم لمعنى كلمة(الإسلام) التي وردت في النص القرآني أولا، ويدل على كراهية الآخر ثانية... وهو دليل على أنك مقتنع بأنك تمتلك الحقيقة المطلقة وغيرك لا يمتلكها ثالثا. أن كلمة (الإسلام) يا سيدي العزيز وفق النص القرآني يدل معناها على (التوحيد) أي الايمان بوجود خالق واحد هو الله... لهذا كانت معنى الدين الإسلامي هو دين التوحيد.. وهنا يجب التفريق بين رسالة محمد ووصفه لجماعته بأنهم المؤمنون، أي المؤمنين به وبكتابه الذي هو القرآن فقط وبين الإسلام الذي هو دين عام يشمل العديد من الملل أو الرسالات. وبذلك تكون جماعة محمد (ملة) من دين كبير هو (التوحيد) أي (الإسلام). الإسلام يا حبيبي هو الايمان بوجود خالق واحد والايمان بوجود حياة أخرى بعد الموت والعمل الصالح في هذه الدنيا.. فقط لا غير...ووفقا لهذا يكون سؤالي أليس إبراهيم كان موحداً أم لا؟ أي مسلما وفقا للنص القرآني، وليس وفق ما تعتقد أنت أو تأول.
وبذلك يكون معنى أن الدين عند الله الإسلام إي دين التوحيد.. وأنت لو كنت أجهدت نفسك ورجعت إلى معنى كلمة إسلام لما كلفت عقلك تلك المقالة التي يمكن دحضها من فهمك لمعنى كلمة الإسلام.
وهنا أسئلك أليس التوحيد قديم قدم الوجود الإنساني. لنعد إلى النص التالي (فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه) (37-البقرة).. ما هي الكلمات التي يمكن تصورها والتي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه .... أليست هي كلمات التوحيد أي القول والايمان بوحدانية الله. وهنا أسألك أيها العبقري ألم يكن أبراهيم ونوح ولوط ويعقوب وموسى والاسباط وعيسى موحدون يؤمنون بوجود خالق واحد أم هم مشركون يؤمنون بتعدد الالهة كما تفعل (أنت) و(سيمون).
وهل إبراهيم جاء بعد يعقوب وموسى وعيسى؟ أم سبقهم.. متى ظهر مصطلح يهود ونصارى (مسيحيون)؟ ألم يظهر مصطلح يهود أو نصارى بعد إبراهيم.. وكان هناك فقط مبدأ التوحيد، أي الايمان بوجود خالق واحد ليس إلا. وهل أنزلت التوراة قبل إبراهيم أو في زمانه أم بعده بقرون..
وهذا قد يكون كافيا لردنا على دليلك الأول والثاني بأن التوحيد (الذي معناه باللغة العربية وفق النص القرآني الإسلام) جاء قبل إبراهيم وقبل يعقوب وموسى وعيسى. فهو بدأ بآدم حين تلقى كلمات ربه. وبذلك يكون كل الأنبياء والرسل التي تم ذكرهم في جميع الكتب السماوية وحتى الذين لم يذكر منهم موحدون (مسلمون) ولكنهم من ملل متعددة أي رسالات جاءت وفق المرحلة التاريخية التي عاشوا بها.. ولكنهم موحدون يدعون إلى الله الواحد الأحد (أي مسلمون).
أما سؤالك ما هو دين محمد(ص) فأقول لك، أن دين محمد(ص) هو الإسلام (التوحيد)، أما (ملته) فقد أطلق عليها وفق النص القرآني تسمية(المؤمنون)، أي هم الذين يؤمنون باللّه وبه وبكتابه. ولكن أليس المسيحيون أو اليهود مؤمنون نعم هم مؤمنون... ولكن بما أنزل في كتبهم وما جاء به أنبيائهم.
وبذلك التوحيد يتضمن العديد من الملل وفق الرسالات التي أنزلت، ولو كانت تلك ديانات، لكان ذلك يؤدي بنا إلى الايمان بوجود عدد من الالهة بعدد تلك الديانات وهذا منافي للعقل قبل النص. وبذلك فأن جماعة محمد(ص) هم (ملة). وكذلك فأن كلا من اليهودية والنصرانية والبوذية والزرادشتية وحتى المشركون او الكافرون هم (ملل) وليس ديانات بحد ذاتها. لو كان هناك دين مسيحي ودين يهودي، لكان لدينا إلهين، لأنه من المنطق العقلي لا يمكن ان يكون هناك رب واحد ينزل دينين مختلفين ومتناقضين، لأن هذا الرب فهو أما دجال أو أن ما نقوله كذبة لا حقيقة لها. فذا كنت تقول هناك دين يهودي ودين مسيحي أيهما هو الدين الحقيقي وأيهما الدين المزيف. لأنهما ليس دين واحد كما تحاول ان تسوقه بعقلك المريض.
أما بالنسبة لمعاني الكلمات بين السريالية والعربية هناك الكثير من الكلمات المتشابهة أو المتناقضة بين مختلف اللغات وهذا ليس بالشيء الجديد أو المعيب لأن أي لغة هي نتاج اجتماعي ثقافي فكري اقتصادي وغيرها من المؤثرات البيئة الأخرى. وهنا أحب ان أعرض مثال بسيط وهو كلمة (فان) باللغة العربية وكلمة(Fan) باللغة الإنكليزية قد يكون هناك الكثير من بعض التشابه في المعنى بينهما، في العربية قد تدل في بعض معانيها على كل شيء زائل غير ثابت أو باقي. وكذلك في اللغة الانكليزية فأنها قد تدل في بعض معانيها على الشيء المتحرك أو الهواء المتحرك فهو الشيء غير ثابت. وهناك بعض الكلمات تكون متشابهة في اللفظ ولكنها المتناقضة في المعنى. فهل هذا يعتبر خلل في الاستخدام اللغوي. يا لهذه العقلية الديماغوجية.
ومن وجهة نظري أن فهمك لمعنى إسلام وفق النص القرآني هو كافيا للرد على كل ثرثرتك ولكان يطفئ نار الكراهية التي تعتمر في دواخلك المريضة والغرور بأنك تملك الحقيقة المطلقة، وما هي إلا أسماء سميتموها...نصيحتي لك ولكل أمثالك استخدموا العقل قبل النقل.. ضعوا النص لمحاكمة عقلية.... وكما أنك لا تمتلك الحقيقة المطلقة فأن كل ما قد توجه من نقد إلى أي معتقد أو ملة ما فأنه يمكن ان يوجه إلى معتقدك، والنواقص كثيرة لا تعد ولا تحصى في كل المعتقدات الدينية..... وأخيراً أحب ان أقول لك ولغيرك بأن جميع معتقداتكم وكتبكم وضعية قد وضعت من قبل أناس هم بشر وليس هناك أي دين منزل، فالسماء لا تنزل الكتب والأفكار، وإنما الماء والبرد، أن كتبكم جميعكم فهي منتجات أرضية بشرية، ولا قدسية لها إلا بما يضفيه الإنسان عليها من قداسة... ولكن هناك نص قد يمكنك التعامل معه عقليا وآخر ليس له علاقة بالعقل سوى أساطير كتبتها البشرية منذ بدأ الوجود الإنساني... فلا تفرح وتبتهج فأنت وعابد البقرة سواء. كلها تعبير عن خوف يعتمر في دواخل النفوس من مجهولية ما ينتظركم بعد الموت.. فأحسنوا معشركم مع الاخرين وكفوا عن الكراهية... فأنت و(سيمون) لا تختلفون عن أي إرهابي حالي (من أي ملة كان.... لأن الإرهاب الفكري والجسدي لا ملة له فيمكن أن يكون أحدكم أشبه بهتلر أو البغدادي، فقط الظروف التي تهيئة لهؤلاء لم تتهيأ لكم) يؤمن بأنه يمتلك مفتاح الجنة والنار.. جنتك يا عزيزي على الأرض فعش فيها بالحب الذي تدعيه كذبا وبهتانا.... وما قد ينتظرك هناك بعد الموت زينه بما تعمله وتقوله في هذه الدنيا.. أين أنت من قول السيد المسيح (وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ) ... حقيقة سلوككما كان تجسيد حي لهذه المقولة بارك بكم الله.....
لماذا هذا الرفض من المسيحيين وبعض التراثيين من أتباع محمد، من اعتبار أن ما جاء به هؤلاء الأنبياء والرسل مجموعة من الملل، وإنما هي ديانات متفرقة بحد ذاتها.. إضافة إلى رفض أن هناك دين واحد يجمع تلك(الملل) وهو التوحيد(الإسلام).. أتعلم لماذا هذا الخوف والرفض ليس منك ومن شاكلتك وإنما هذا الرفض يشمل حتى غالبية أتباع محمد. لأن ذلك يسحب البساط من تحت أقدامكم جميعا بما تنشروه بين الناس من أحقاد وضغائن بادعاء كلا منكم بأنه هو صاحب الدين الصحيح، وهو الذي يملك الحقيقة وهو المعبر عن الله.. وفي الحقيقة جميعكم مشركون وعلى باطل.. وحين تنكشف هذه الحقيقة تبور تجارتكم.. وهنا، أن حدث هذا فسوف تفقدون ما تعتاشون، فحين يعقل الناس هذه الحقيقة، يرمي بكم في مزابل الحضارة..
أن هدفي من كل ما قلته وأقوله لكم جميعا بأن المهم هو الإسلام وليس ما جاءت به مللكم. وهو أن نعمل صالحاً. لأن الايمان باللّه واليوم الآخر هو علاقة خاصة تتعلق بالفرد نفسه... ولكن العمل الصالح هو أساس وجود وتطور المجتمعات والعلاقات الإنسانية بين الافراد والمجتمعات، وهو هدف الأساسي لله في خلقه.
وأخيرا ...من هو المشرك الآن... هل تستطيع الإجابة عليها... هل من يعتقد بوجود دين واحد برسالات(ملل) متعددة ...أم من يؤمن بوجود عدد من الأديان.. والتي هي نتاج للعديد من الآلهة؟
ولنا لقاء قريب آخر


البصرة: الاحد/ 30-6-2019



#جودت_شاكر_محمود (هاشتاغ)       #          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الليلةُ الأولى
- إلى سيمون مع التحية
- سامي سيمو والأفكار الآسنة
- الوعي بالذات
- هل نحن مشركون أم موحدون؟؟؟؟؟؟
- استشعار
- مَلَل
- العراق والضربة الامريكية للأرجنتين
- الرسم
- اشتهاء سريالي
- الخيار الأفضل
- أمنية عاشق
- محاولة
- في أحضانها
- الحبُ الأول
- أبا لهبْ
- المرأة والعلاقات الحميمية من وجهة نظر يسارية
- مشاعر هُ بلا رقيب
- مشاعرها بلا رقيب
- أرتباك أبدي


المزيد.....




- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن
- تُلّقب بـ-السلالم إلى الجنة-.. إزالة معلم جذب شهير في هاواي ...
- المقاومة الإسلامية تستهدف تحركات الاحتلال في موقعي المالكية ...
- مكتب التحقيقات الفيدرالي: جرائم الكراهية ضد اليهود تضاعفت ثل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جودت شاكر محمود - من هو المشرك يا سيد بولص؟