أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني عصر الحضارة الاقطاعية ه - بدلاً عن النتيجة 1 - 2















المزيد.....

من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني عصر الحضارة الاقطاعية ه - بدلاً عن النتيجة 1 - 2


عبدالله اوجلان

الحوار المتمدن-العدد: 1544 - 2006 / 5 / 8 - 11:49
المحور: القضية الكردية
    


نحاول الوصول إلى أسباب عدم تحليل البنية العقلية لمجتمعات الشرق الأوسط عن طريق اقتباس العلم والتقنية من الخارج، ولا يمكن إنكار أن الصين واليابان والهند قد قامت بتطوير خياراتها من خلال ما نقلته من أوروبا على الأقل، وتظهر الصين الاشتراكية واليابان الليبرالية المحافظة والهند الديمقراطية، على أنها تسير في طريق الحضارة الأوروبية بالإمكانيات المادية والظروف التي تطورت كثيراً، بالإضافة إلى أن تلك الدول قد جسدت جميع إنجازات العصر النيوليثي وحضارته ووصلت إلى مرحلة تطور جاد، وتعيش اليوم تطوراً مشابهاً لأوروبا، لكن الشرق الأوسط والامتدادات المشابهة له تبدي تعنتاً كبيراً على هذا الصعيد، حيث لا يشهد الشرق الأوسط تغييراً كافياً لا بالإمكانيات الذاتية ولا بالتدخل الخارجي، وهنا يجب أن نفهم أن التناقض يكمن في الأعماق، إن التاريخ والثقافة والمجتمع ذاته هم الذين يقاومون، وهذه مفاهيم هامة جداً، وسأحاول تحليل الدفاع عن هذه الحقيقة بعمق في الأجزاء القادمة، ونحاول الآن القيام بمداخلات قصيرة.
يمتلك تحليل مصطلحات عشق الله، عشق الحقيقة التي لم تفقد أهميتها منذ النبي محمد أهمية حيوية، ويعتقد أنه تم الاقتراب من الحقيقة جزئياً عن طريق الدين، والفلسفة الإغريقية فتحت سبيلاً جديداً للوصول إلى الحقيقة من زاوية مختلفة، أي عن طريق العقل، وقالت أوروبا أن أفضل سبيل للوصول إلى الحقيقة هي التجربة، وبذلك فتحت الطريق أمام العلم التجريبي.
إن البحث الكثيف عن العشق، يعبر عن البحث عن حياة عالم المستقبل، مثلما هو بحث عن العالم المفقود أي البحث عن الميثولوجيا المفقودة وحالة التناقضات الاجتماعية التي لم تجد حلاً لها، وأسرار الطبيعة اللانهائية. وعن معرفة نوعية الإنسان بذاته. فقد تم الاعتقاد في القرون الوسطى أنه تم الوصول إلى نتيجة لهذا البحث بوجود الله، ولهذا تم تحميل "99" صفة لمصطلح الله، وتحميل الله جميع أحلام وتصورات الإنسان، وتم البحث عن وسائل الشفاعة لدى النبي "حبيب الله"، وتم طلب كل شيء من الله مما لا يمكن طلبه حتى من أفضل حبيب، وكأنه ستتم تلبية جميع الرغبات والتخلص من جميع المشاكل عن طريق صنع عالم إيديولوجي، مقابل أن تتم تلبية وتنفيذ جميع قواعد العبادة وقوانين الشريعة تطبيقاً صارماً، لقد عاش النبي محمد في توجهه نحو المرأة نوعاً من العشق الإلهي وهو أكثر الأشخاص تطوراً على هذا الصعيد، وأما حياة العشق التي وصلت إلى حالة لا يمكن التعرف عليها، فتعبر عن سمو المرأة والأسرة في تلك المرحلة، ولم تكن المسافة بعيدة بين حب المرأة و حب الله، لكن تم تحريف هذه العلاقة بعد فقدان جوهرها، وتم استخدامها في أكثر الممارسات دناءة.
إن البحث عن العشق الذي تركز في القرون الوسطى يذكرنا بجميع قيم الحضارة السابقة المفقودة. إنه بكاء من أجل هذه القيم التي ستضيع تماماً عما قريب، وكل التوسلات إلى الرب لها علاقة وثيقة بهذا الضياع، فقد تم استخدام مفاهيم الخيانة والنواقص والفقدان الأليم الموجودة بعمق في ثقافة الشرق الأوسط بكثرة في شعر العشق، وتظهر مأساة منصور الحلاج والمئات من أمثاله في كيفية معايشة هذه الحقيقة لدى الفرد، إن الشعر المترادف لمولانا جلال الدين الرومي وإلهيات العشق ليونس أمره، هي التعبير الشعري والنغم الأكثر حزناً للقيم المفقودة، ويجب أن نقول ما يلي: كانت حضارة الشرق الأوسط تتألم كثيراً وتقدم الشهداء وتكتب ملاحمها عندما كانت تترك مكانها لأوروبا ولتدفن، إن كل الآداب الأصيلة في القرون الوسطى ما هي إلا عبارة عن هذا البكاء، وكان الفضولي هو آخر أكبر الشعراء في هذا المضمار وكأنه يذكرنا بشعر الرثاء الذي كان يتغنى به الشعراء السومريون في أعوام 2000 ق.م، حيث ينتفي الأمل في هذا الأدب وكل العشق قد تحول إلى رماد، إن قيس وليلى، وفرهاد وشيرين ومم وزين كرم وأصلي هي أنماط تعكس هذه الحقيقة والواقع على آداب الشعوب.
إذا قيّمنا المرحلة الواقعة بين القرن العاشر والخامس عشر نراها مرحلة الرعشة الكبيرة والأخيرة، حيث تم صب الأسمنت على القيم الثقافية التي يزيد عمرها عن 15000 سنة، بعد القرن الخامس عشر، وقام المغول بدفن ما تبقى بسرعة وبعنف، ولم يقم العثمانيون بأي دور سوى دور "حراس القبر"، أما السلطان محمد الفاتح فقد أدى الدعاء على المقابر فقط بعد عدة رعشات، وما تبقى يشبه قيام العرب البدو بالتبرز فوق آثار الحضارة المصرية، أو كان يتم الرقص بغباء مثل الرقصات الإفريقية البدائية، إن نظام القصر العثماني كان مثل سكون القبر، وذلك واضح إلى درجة كان يتم قتل الأطفال فيه من أجل سلامة السلطة، ولا يمكن أن يكون لذلك علاقة بالإسلام، فقد كان مفهوم أهل البيت هو المحافظة على حب كل أفراد العائلة إلى درجة التقديس، وكانت الأنماط المتردية التي استلمت الحكم، تعتمد على تطوير الموت وليس الحياة على هذا الشكل دائماً، فكان نيرون الروماني رمزاً لسلطان الموت الذي تم تنفيذه على عيسى عند ظهور المسيحية، وتم الالتزام بذلك عند البيزنطيين بظلام دامس، وقام العثمانيون المتبرجين بالإسلام مظهراً بلعب آخر المشهد الثالث والأخير من مسرحية الموت، إن كل أنواع موسيقى وشعر القصر العثماني كانت تعبر عن ازدواجية غير مشروعة للبكاء واللذة الرخيصة، وما أريد أن أقوله: أنه في الوقت الذي كانت تبكى فيه القيم الحضارية الكبيرة المفقودة، كانت الحياة السفيهة تمارس فوق قبورها الرقصة البدائية على الأموات، إن القهر الذي لا يحتمل للحياة في الشرق الأوسط، ليس نابعاً عن حرارته أو بطالة العمل أو التناقضات التي لا معنى لها، أو الجهل، بل ينبع من انتقام الماضي الذي تعرض للخيانة والذي لا يعفو.
ولذلك فإن التحليلات النابعة عن الإقطاعية الضيقة للعصور الوسطى، ولا سيما التقييمات المتعلقة بمرحلة الظلام هي تحليلات غير كافية، ويجب إعطاء الأولوية للشرح الصحيح والناجح للتحليلات التاريخية والاجتماعية العامة والشاملة، ولا يكفي الوصول إلى وثائق العصور عن طريق علم الآثار فقط. لأن وثائق المأساة والحب والشجاعة والخيانة واللعنة والمقدسات هي قليلة جداً، إن أرض الشرق الأوسط التي شهدت أكثر مقدسات الآلهة، وانقسمت إلى دول قاحلة ملعونة لتشهد قصص الخيانات المركبة للحكام، والأساطير الكاذبة والأقنعة الإلهية الفارغة من الداخل، ومهازل الأقزام، كلهم مصطنعين، لا يحترمون التاريخ وخونة لعهودهم، وغرباء عن الحقيقة إلى درجة ليتركوا شيئاً إلا وباعوه في سبيل تحقيق المآرب الشخصية أو الأسرية البسيطة، وأصبحت أنظمة الدول منحطة لدرجة لم تعد هناك حاجة لجحيم آخر. فهذه الأنظمة تحولت إلى الجحيم الذي يمر وصفه في الكتب المقدسة، وكأنه ما بقي أي عبد يستحق الجنة، وحتى شرح الحرب الفلسطينية ـ الإسرائيلية الصغيرة تكفي الوقوع في مستنقع لا يمكن العيش فيه، عن طريق تحولها إلى انتقام بطريقة منظمة، في أقدس أرض للتاريخ الملعون، إن المنتقم الأساسي هنا هو القيم الحضارية التي لا حدود لها والتي لم نكن لائقين بها.
ومن المذهل التذكير بغضب وألم، قيام الربة إنانة "أول ربة سومرية، كانت آلهة الجمال ستار وبعدها جاءت ستار ربة الآلهة، ثم عشتار" بمقابلة الرب أنكي الخبيث والمخادع، لتقول له "اعطني القيم ME" التي خلقت الحضارة، وبعد أخذها لهذه القيم مقابل تلويث نفسها حيث أخذتها من أريدو ودخلت إلى أوروك في أجواء النصر، والآلهة الماكرين لصوص دائماً وعملوا على ان تخسر المرأة تماماً، وكلما خسرت المرأة بدأً الفقر الكبير ينهش في المجتمع و كأنه قدر مكتوب، وقاموا فيما بعد باستعباد الإنسان، وحولوا جميع أشكال الإكراه والكذب والاستغلال إلى حق مقدس. وعرف الذين جاؤوا فيما بعد كيفية تطوير هذين العملين كأجمل فن في الحياة، وقتلوا بشكل مخيف وطوروا وسائل موت مذهلة، وحولوا الإله و الربة اللذين كانا جنباً إلى جنب مع الإنسان إلى قابضي أرواح، ومنتقمين متوحشين. وحولوا حياة الجنة على الأرض إلى جهنم، وهكذا تحولت دول الشرق الأوسط الملعون الى دول قاحلة.
ويتم إدارة كل شيء عن طريق الممثلين الذين يفتقرون إلى الروح وخرجوا من أفواه الأقنعة الإلهية التي لم تعد تملك أية حيوية، حيث لم تبق أية ظاهرة أو علاقة اجتماعية أو عمل إنساني، لم يتقرر مسبقاً، ولا يمكن النظر إلى أي مكان وإلى أية ظاهرة وعلاقة بطريقة حرة وجديدة. لأن النظرات قد تجمدت في العيون منذ زمن بعيد، وتم لف الأصوات على بكرة منذ زمن طويل. وهي المحذورات التي قتلت حياة الأقنعة التي اللامعنى لها، وبدأت قدرية الحياة بالتحول إلى نوع من الإله من الأزل إلى الأبد.
إن التاريخ في الشرق الأوسط يمثل حلقات سلسلة تتصارع فيها جميع القوى المطوّرة للحياة الاجتماعية مع القوى المضادة لها. وكأن هذه السلسلة قد انقطعت منذ أواسط القرون الوسطى، فكيف سيتم إضافة حلقة جديدة لأجل تصعيده..؟ إننا سنخطو خطوة جديدة هامة عندما نرى الحضارة المتطورة في أوربا كمساعد لنا وليس منافس لنا، إن الحضارات لا تحارب بعضها البعض، بل يمكنها أن تقيم الصداقات، ولكن لابد مطلقاً أن نقوم بحراثة الأدمغة بالبلدوزرات ونفتح القلوب بجرأة ونعتق الحرية أمام كل شيء لندخل في عصر التنوير مرة أخرى باسم كل الإنسانية وبشكل يليق بالقيم الأصيلة المتوارثة.



#عبدالله_اوجلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الخضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...


المزيد.....




- احتجاجات أمام سجن محلي في تكساس للإفراج عن طلبة تظاهروا دعما ...
- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني عصر الحضارة الاقطاعية ه - بدلاً عن النتيجة 1 - 2