أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - العيسوية تعيد اتجاه البوصلة















المزيد.....

العيسوية تعيد اتجاه البوصلة


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 6275 - 2019 / 6 / 29 - 10:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ا
العيسوية دائماً كانت تكون في قلب الحدث،وهي بكل مكوناتها ومركباتها الوطنية السياسية والمجتمعية والشعبية، لم تنزل عن جبل احد،ولسان حالها يقول هذا زمن المغارم لا زمن المغانم،ولذلك كانت دوماً عرضة لكل أشكال العقوبات من قبل أجهزة الإحتلال الأمنية والمدنية،جيش وشرطة ومخابرات ينكلون بالمواطنين ويتفننون في قمعهم وإذلالهم،عقوبات جماعية،إلاغلاقات متكررة لمدخل البلدة بالمكعبات الإسمنتية،عمليات دهم وتفتيش وإعتقالات،وإطلاق للرصاص الحي والمطاطي والقنابل المسيلة للدموع والقنابل الصوتية،ومنع اي نشاط او فعالية مهما كبرت او صغرت،حتى لو كانت مخيم صيفي،او افتتاح ملعب وليس استقبال أسير محرر من سجون الإحتلال،وبلدية الإحتلال حاضرة دائماً وبشكل شبه يومي في تحرير مخالفات البناء تحت حجج وذرائع البناء غير المرخص واوامر الهدم والقيام بعمليات الهدم لبيوت ومنشأت أهالي العيسوية وتجريف أرضهم،ومصادرة حتى حيواناتهم،ودائرة معارف اسرائيلية وبلدية لا توفران الغرف الصفية لطلبة العيسوية،وتسعيان الى أسرلة المنهاج الفلسطيني في مدارسها،والهدف واضح " تطويع" و"صهر" وعي طلبتها،وتفريغهم من محتواهم الوطني والنضالي.
العيسوية كباقى القرى المقدسية،الاحتلال وبلديته وداخليته،رفضوا إقرار مخطط هيكلي للبلدة يتلائم وإحتياجات السكان،ويصرون على محاصرتها بالمستوطنات،ويصادرون أراضيها من اجل ما يسمى بالحدائق الوطنية " التلمودية" لمنع تمددها الجغرافي،ولذلك الضائقة السكنية وعدم وجود أراضي للبناء تدفع بسكان العيسوية للبناء غير المرخص، من اجل إسكان أبنائهم كنتيجة للزيادة الطبيعية للسكان،وتلك الأبنية تكون بلدية الاحتلال ووزارة الداخلية،حاضرة لها بالمرصاد،إما بالهدم في المراحل الأولى من البناء،او فرض غرامات باهظة على البناء غير المرخص بعد بنائه،ومن ثم دورة من الذل والمهانة لصاحب البيت في المحاكم الإسرائيلية تمتد لعدة سنوات أقلها خمس سنوات،وتصل أحياناً الى خمسة عشر عاماً،وما يتكبده من خسائر كبيرة مصاريف للمحامين والمهندسين والمساحين،ومن بعد ذلك غرامات باهظة على البناء،وفي أغلب الأحيان، لا يستطيع الإنسان المقدسي ترخيص ما بناه،وبالتالي يكون مصير ما بناه،إما قيام جرافات وبلدوزرات الاحتلال بعملية هدم البيت،وتحميل صاحب البيت تكاليف عملية الهدم (60 – 80 ) ألف شيكل،او إجبار الإنسان المقدسي على هدم بيته بيديه،وهنا قمة الإذلال وإمتهان الكرامة.
العيسوية وجبل المكبر ومخيم شعفاط والبلدة القديمة وسلوان من أكثر الأحياء المقدسية التي تعرضت لعقوبات جماعية،والإحتلال سعى الى كسر إرادة سكانها وتحطيم معنوياتهم عبر أشكال عقابية متنوعة ومتعددة،وبسبب هذا الصداع الدائم من تلك البلدات والأحياء،طرح قادة امنيون وعسكريون حاليون ومتقاعدون ووزراء واعضاء كنيست،فكرة الإنفصال عن أحياء كالعيسوية وجبل المكبر ومخيم شعفاط وصورباهر،ووضعهم في " جيتوهات مغلقة،يتحكم الإحتلال في مداخلها ومخارجها.،بحيث لا يكونوا ضمن مسؤولية السلطة أو جزء من المناطق التابعة لبلدية الاحتلال،بلدية " القدس".
سكان بلدة العيسوية في ظل حالة القمع والتنكيل المتواصلة بحقهم من قبل أجهزة الاحتلال المدنية والأمنية " طفح بهم الكيل"،ولذلك لم يكن أمامهم أي خيار سوى الصمود والمقاومة،ولذلك هم إنتفضوا في وجه الاحتلال،وكانت إنتفاضتهم متزامنة مع عقد ورشة البحرين الاقتصادية، المستهدفة تصفية القضية الفلسطينية،ومرتكزات مشروعها الوطني،وفي المقدمة منه القدس،ولذلك جاءت هبة وإنتفاضة اهل العيسوية،لكي تعبر عن الرفض المقدسي،لما يجري في البحرين من تطاول على حقوق شعبنا وقضيتنا الفلسطينية،حيث تجري عملية تصفية القضية بمشاركة عربية واموال عربية،ولعله من الهام جداً القول،انه لأول مرة في التاريخ يتم دفع أموال الى من قام بسرقة الأرض،لكي يحتفظ بهذه الأرض.
العيسوية قالت لا لورشة البحرين الاقتصادية كاداة لصفقة القرن التصفوية،وهي لم تكتف بمعارضة تلك الصفقة قولاً،بل أتبعت ذلك بالفعل عبر مواجهة مع الاحتلال مستمرة ومتواصلة،دفعت فيها الشهيد الأسير المحرر محمد سمير عبيد،وعشرات الجرحى والعديد من الأسرى،وهي ترسل رسائلها للمحتل،بانه مهما قمعتم ونكلتم،ومارستم عقوباتكم الجماعية،فالعيسوية لن تركع ولن ترفع الراية البيضاء،وكذلك هي ترسل رسائل الى القزم الصحفي السعودي فهد الشمري وامثاله من المرتزقة والمأجورين والمنهارين،ومن تسيطر على عقولهم ثقافة إستدخال الهزائم و"الإستنعاج" من قادة النظام الرسمي العربي المتعفن،بأن القدس لن تتلقح بغير العربية،والأقصى لن يكون معبداً يهويداً وشعبنا لديه من العزة والكرامة،ما يكفي لكي يوزعها على كل دول العالم،وهو لم يكن متسولاً او " شحاداً" في يوم من الأيام،فشعبنا له الفضل الكثير،رغم كل ما حل به من نكبات،في تطور ونهضة دول الخليج وتعليم أبنائها،ونحن لا نمن على احد،ونعرف بان الشمري وامثاله من المرتزقة،ليسوا القدوة والأنموذج والمثال على شعبنا العربي في الخليج،ففي الوقت الذي إرتضت فيه بعض المشيخات الخليجية ان تصطف خلف" إمامة" ترامب،وأن يواصل" إستحلابها" المالي تحت حجج وذرائع حمايتها من عدو افتراضي" البعبع" الإيراني،وجدنا بأن هناك دولاً خليجية،وقفت مواقف مشرفة،مواقف عزة وكرامة،وقالت لن نطبع علاقتنا مع دولة الاحتلال على حساب حقوق الشعب الفلسطيني والأمة العربية،نعم نحن نعتز ونفخر بدولة الكويت قيادة وبرلماناً وشعباً عل مواقفهم المشرفة بعدم حضور ورشة البحرين الاقتصادية لتصفية قضيتنا الفلسطينية،قضية العرب والمسلمين الأولى.
الاحتلال يمارس كل اشكال البلطجة والزعرنة بحق شعبنا الفلسطيني عامة،وشعبنا واهلنا في مدينة القدس خاصة،مسكوناً بنظرية العرق الآري "التفوق العرقي"،معتقداً بان عطايا المتصهين ترامب بنقل سفارة بلاده من تل ابيب الى القدس والإعتراف بها عاصمة لدولة الاحتلال،توفر له الفرصة المؤاتية لإستثمار ذلك سياسياً،بطرد وترحيل شعبنا قسراً من مدينة القدس،ولذلك نحن نشهد " مجزرة" بحق الحجر الفلسطيني على طول وعرض مدينة القدس،في واد الحمص وواد ياصول واحياء البستان ووادي الربابة وبطن الهوى في سلوان وكبانية ام هارون وكرم الجاعوني في الشيخ جراح..الخ.
نتنياهو وجوقة المتطرفين معه مع كل مكونات ومركبات الطيف السياسي الصهيوني من اليمين الديني والعلماني،يعتقدون واهمين بأن المقدسي الذي لا يخضع بالقوة،يخضع بالمزيد منها،وفي قاموسهم لا يوجد هناك شعب فلسطيني،بل تجمعات سكانية،هكذا وصفنا مهندس ورشة البحرين الاقتصادية المتصهين كوشنر،الناس في غزة،الناس في الضفة الغربية،وكأننا لسنا شعب،بل مجرد أرقام بدون أسماء او أرقام هوية.
على نتنياهو وجوقة الرداحين معه من قوى اليمين الصهيوني المتطرف، أن يدركوابأننا لن نكون هنوداً حمر ولن نتبخر او نختفي،وصغارنا لن ينسون،مهما كانت المرحلة رديئة و"حراشية"،وها هي العيسوية بصمودها ونضالاتها تعيد اتجاه البوصلة لكل العرب والمسلمين،بأنها القدس ولا شيء آخر غير القدس.

فلسطين – القدس المحتلة
29/6/2019
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقطت - الصفقة- وبقي - القرن-
- خطة كوشنر.....خطة الوهم
- الأردن يجب أن يقول لا كبيرة لمؤتمر المنامة
- في القدس....الحرب تشتد وطأتها
- فريق- الباء- يريد جر واشنطن لحرب مع طهران
- نعم يمكن إسقاط صفقة القرن
- تسريب العقارات في القدس مجدداً
- ثقافة العنف والقتل في مجتمعنا إلى أين ..؟؟؟
- هل يحمل الخلاف الديني بصمات خلاف سياسي ...؟؟
- تطبيع اشرف العجرمي لا يختلف عن تطبيع اشرف الجعبري
- وجرائم الاحتلال، وبما يؤكد شراكتها في العدوان على شعبنا.
- صفقة القرن: - الشق الإقتصادي لتصفية الشق السياسي
- حرارة مرتفعة ....وعنف وجرائم في ازدياد
- الإتحاد الأوروبي ....إنحياز وعداء سافر
- في ذكرى النكبة ...نكبات شعبنا لم تتوقف
- كتيب قدوتنا رئيسنا،تعزيز للثقافة الوطنية أم لثقافة التبعية و ...
- في العدوان على غزة،هل تقع الحرب في المرة القادمة ....؟؟
- هموم مقدسية ما بين ضائقة السكن ...وارتفاع الإيجارات في القدس
- أوسلو نحرت الحركة الوطنية والحركة الوطنية ذبحت نفسها
- ما نفعله بأنفسنا اكثر ما يفعله الإحتلال فينا في القدس


المزيد.....




- بيومي فؤاد يبكي بسبب محمد سلام: -ده اللي كنت مستنيه منك-
- جنرال أمريكي يرد على مخاوف نواب بالكونغرس بشأن حماية الجنود ...
- مسجد باريس يتدخل بعد تداعيات حادثة المدير الذي تشاجر مع طالب ...
- دورتموند يسعي لإنهاء سلسلة نتائج سلبية أمام بايرن ميونيخ
- الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو يطلب إذن المحكمة لتلبية دع ...
- الأردن يرحب بقرار العدل الدولية إصدار تدابير احترازية مؤقتة ...
- جهاز أمن الدولة اللبناني ينفذ عملية مشتركة داخل الأراضي السو ...
- بعد 7 أشهر.. أحد قادة كتيبة جنين كان أعلن الجيش الإسرائيلي ق ...
- إعلام أوكراني: دوي عدة انفجارات في مقاطعة كييف
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض هدف جوي فوق الأراضي اللبنانية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - العيسوية تعيد اتجاه البوصلة