أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - ابراهيم محمود - الدوغماتيكي رغم أنفه















المزيد.....

الدوغماتيكي رغم أنفه


ابراهيم محمود

الحوار المتمدن-العدد: 1544 - 2006 / 5 / 8 - 10:14
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


بين الحين والآخر، أعثر على تعليقات أوردود أومناقشات حول ما أكتب، في منابر ورقية أو الكترونية، أو يكون ذلك عن طريق الأصدقاء، أو بالمصادفة أحياناً أخرى، ومن بين هذه المواد، ما كتبه الأخ ربحان رمضان، عن مؤلَّفي ( مجالس الورد والشوك)، في منبر ( رزكار: الحوار المتمدن، بتاريخ7-7/2005)، كتابة ، قرأتهامتأخراً، وتوقفت عندها، لعدة أمور: لأن الكاتب كان لنا معاً صحبة نهارجميل بالفعل في المتروبول النمساوي( فيينا)ذات يوم، هو وصاحب آخر، حيث الاثنان قدما من مدينة بعيدة، لقضاء هذا النهار، بود ملحوظ كما تبدى لي، ولأن النهار ذاك كان لصيقاً بجملة نشاطات ثقافية، على هامش معرض الكتاب الكردي في فيينا في الثلث الأخير من نيسان 2005، حيث كان لي فيها شرف المشاركة، إذ كنت مدعواً إليها، وبالتالي فإن الكتاب الذي أهديته إياه كان مناسبة في ظل مناسبة مؤثرة حقاً، وفي إثر ما تقدم فإنني أعتبر قراءته لكتابي، رغم كل الجنوح في النظرة الفكرية إليه من جهته، تعزيزاً للمناسبة تلك. وكان بودي أن أدع القراءة هذه مقروءة من قبل آخرين، وهي كذلك على كل حال، ولكن لأن الكتاب غير متوفر، وخصوصاً في أوربا، ومحدود في نسخه من جهة التوزيع هنا، أريد أن أعبّر عن بعض المواقف الشخصية التي تدخلت في سير عملية القراءة، لا علاقة لها بموضوع كتابي نهائياً، لا بل جاءت قراءة الأخ رمضان، وللأسف، تماشياً مع وجهة نظر متحزبة، هو من أقحم نفسه فيها، باعتباره ذا مرجعية حزبية، أراد، وبجلاء فرض وجهة نظره على ما كتبت، بل تسويق ( أفكاره) من خلال ما أثرته في كتابي، إلى درجة، وللأسف ثانية، أنه أظهرني، وكأنني دخيل على الكردية، لا بل ربما يستحق الحفر في خلفيته النَّسبية، وحقيقة ما يكتب، ومن خلال قراءته ليس إلا.
في مقدمة كتابي( مجالس الورد والشوك: بين ذاكرة القرية وأرشيف المدينة) الذي صدر قبل عام، وعن دار الينابيع في دمشق، مارست ُقراءة اجتماعية ثقافية خاصة، بعيدة عما هو سياسي، كما جاء ذلك في المقدمة، وتحدثت عن مفهوم المجلس، وتنوعات المجلس: الطهور، العرس، التنور، العزاء، الفرح، في القرية خصوصاً، ومن ثم في المدينة باقتضاب، معلقاً على ما ما تعنيه الذاكرة للقرية وما يعنيه الأرشيف للمدينة، وهذا ما لم يثر تفكيرالأخ رمضان كلياً.
لأقل، بأنها مجموعة( أسفات)، رافقت مجموعة نقاط تخص الكتاب، وفي إثر علاقة صحبة نهارية، تجاذبنا فيها أطراف الحديث حول أمور كثيرة( سياسية كردية خصوصاً هذه المرة)، ليجيء محكوماً بقراءة سياسية دوغماتيكية ضيقة، أراد من خلالها الكاتب إقحامي في مواقف، ولو تصيداً، إبرازاً لذات تحزبية، لا أعتقدها صالحة كلياً لقراءة تقوم على ود فعلي. ولي أسبابي:
- في البداية جميل أن يذكر الكاتب مناسبة حصوله على كتابي، ولكن أن يضعه في سياق شبهة واضحة، ومن خلال حصر دار النشر، بأنها( تلك التي سرقت كتاب المرحوم محمد البرزنجي: تعلم الكردية من دون معلم)، فهذا تجنِّ سافر، أي أنه أراد أن يقول: إن الدار التي نشرت هذا الكتاب، غير جديرة بأي ثقة، وهي بالتالي لا تنشر إلا الكتاب الذي يتجاوب مع وجهة نظر الكاتب المفروضة هنا، ومن ثم فإن الكاتب، الذي هو أنا( هذه المرة) واقع في المصيدة ذات الشبهة، أومدفوع إلى ذلك برغبة ذاتية، والواقع ليس كذلك إطلاقاً، إذ من الظلم تماماً تعميم الجزء( إن وجٍد على الكل)، حيث لا أعرف سيرية المثار من قبله، لأن كتابي ( إيقاعات مدينة: فصول من سيرة مدينة القامشلي- ط 2000)، صدر عن الدار ذاتها، وهو خلاف ما أثاره بخصوص كتابي ذاك، وكذلك( الحنين إلى الاستعمار)، وغيره.
- يقدم الكتاب بأنه مفارقة بين القرية بوصفها دليل تخلف، والمدينة( دليل ماذا؟)، وهذا اتهام باطل تماماً. إذ المفارقة بالصيغة التضادية غير موجودة، إلا في ذهنه، لقد تحدثت عن عالمين دون أن أمارس تفضيلاً مطلقاً، وجمالية كل عالم، وكان على الكاتب أن يذكر بصدد تهمة ثقيلة كهذه ، كيف اعتبرت القرية ( دليل تخلف)، وفي أي صفحة، وقد تناولت القرية في المقدمة بلغة أقرب إلى الصياغة الشعرية منها إلى أي مقاربة فكرية، حيث في القرية( كانت براءتنا الأولى، طفولتنا وزخم انفعالاتنا. ص 9)، وبدا أن كتابة كهذه لم تثره دلالة ومعنى.
- بصدد الحديث عن حقيقة القرية وصفة الذين يسكنون القرية والإطار السياسي لها، وما يخص جور النظام في التعامل مع المواليد الكرد، وما يلي ذلك في القرية اسماً والمدينة من فرض أحكام عرفية وقوانين استثنايئة وبؤس الكرد بإبقائهم أجانب ومكتومين وتعنيفهم، وكيفية تغيير الأسماء الكردية: أمكنة وقرى وأشخاصاً، وغير ذلك من الممارسات التعسفية السلطوية بحقهم، أدخلني الكاتب رغم أنفي في نفقه المعتقدي التحزبي، وفي نقاط عديدة، مبرزاً ضعف موقعي الفكري، وسوء الكتابة بالتالي عما أثرت، وبدا الكتاب بالتالي غير ذي صلة نهائياً بما عُرف به من جهة، وليس لـه أي علاقة بما أثرته في كتبي الأخرى من أكونه أنا، وعن قريتي، وعن لغتي، وعن الذين كتبت عنهم( الكرد) من جهة أخرى، وكل ما أشار إليه، باعتباره غير مذكور، كما في ( صورة الأكراد عربياً بعد حرب الخليج1992، والدكتورقاسم مقداد جميل باشا1994، والكرد في مهب التاريخ 1995، وما تعرضت لـه في عشرت المقالات المنشورة أنترنتياً وسواها...)، إذ كان علي، كما يرى الكاتب، أن أكرر لـه أو أسمي منذ البداية ما أثرته سابقاً، أو أن أذكر بداية أيضاً من أكون وما هي عليه القرية من ناحية المواصفات السالفة، لتبرز الكتابة بالصورة التي يتنفس عندها الكاتب الصعداء، وتلك هي مشكلة لافتة تعرّف بالذين يريدون تقديم التحزبي والدوغماتيكي أولاً، وقد حاولت الابتعاد كلياً عن هذه الأمور، لأنني توقفت عندها في كتب ومقالات ودراسا أخرى، وبوسع الأخ رمضان التأكد منها إن أراد ذلك، إذ قدمت كتابي من منظور محدد، سميته بداية، ولست ملزماً أن أقدم كتاباً : تقريراً سياسياً كردوياً هنا، ليُرضى عني هنا وهناك، حيث موضوعي مغايرلذلك.
في كل ما أثاره الكاتب، لم يذكر أي كلمة إيجابية عما دونته في كتابي، وأستغرب هذا الإجراء، لأنه معاش هنا وهناك، حتى لو كان صاحبه في صميم عاصمة أوربية شهدت تنويراً ملحوظاً، حيث التمييزجلي بين كتاب وآخر من جهة المضمون ودرجات مختلفة، حتى لو كان الموضوع واحداً : مفهومياً طبعاً.
بودي هنا، أن أسأل الأخ رمضان هل ما يحمله في ذهنه عن كل من القرية والمدينة بتعددية مراتب كل منهما داخل حدوده الكرستانية والسورية وخارجها ، مأخوذاً به بالأهمية ذاتها؟ هل ينظرإلى نفسه، كما كان أبوه ينظر إليه عندما كان طفلاً، هل يعامل ابنه هناك، كما لو أنه في القرية أو في دمشق مثلاً؟ ماالذي تعني لـه الذاكرة، وهو هناك، وكذلك الأرشيف اجتماعياً، وسياسياً، مع المعرفة المسبقة للقارق بين الناحيتين...الخ؟ والسؤال المترتب على الأسئلة السالفة: هل استطاعت الأرض الأوربية: النمساوية، الفييناوية، أن تغيّرفي البنية الذهنية لكاتبنا، وهو عليها منذ قرابة عقدين من الزمن، محكوماً حتى شحمة أذنيه، كما تؤكد قراءته التحزبية، أو الدوغماتيكية تحديداً، بذلك اليقين الذي يرى خلافه، نقيضه؟
وإلى أي درجة يمكن المضي مع قراءة تريد تضليل وعي القارىء بما تراه هكذا دون ذكر ولو مثال واحد، ودون مراعاة أي فارق في فعل القراءة بينه وبين الذي يقرأ، وهويبرز( تعقيد) المقروء، لتأكيد بساطة عالمه، انفتاحه الاستعراضي على محيطه، وكل ذلك يدخل، كما أرى، في صلب القراءة التي أردتها عنواناً بارزاً لما أثرته آنفاً.
مازلت الجامع بين ذاكرة القرية وأرشيف المدينة، ومحاولاً ما وسعني الجهد بث الإلفة في روحهما المشتركة داخلي.



#ابراهيم_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -النقلة باعتبارها تمرداً في الأدب: سليم بركات في روايته الجد ...
- أهي نهاية المرأة ؟
- منغّصات الترجمة
- الكردي الرشيد: رشيد كرد
- مغزل الكردي
- هل يصلح الرمز الديني موضوعاً للسخرية؟
- الدولة العشائرية الموقَّرة
- دولة قوية دون شعبها
- السورية تيتانيك 3- مرسى تيتانيك مرسومة
- السورية تيتانيك2- الإبحار الكارثي
- السورية تيتانيك 1- لحظة الإبحار
- عمر الشريف بارزانياً
- فجيعة نفسي بنفسي- من وراء البللور السميك
- رسالة مفتوحة إلى صبحي حديدي: العربي الأثير في مزيج من كرديته ...
- الارتحال إلى الدكتور نورالدين ظاظا 13- دعوا جنازتي تمشي بمفر ...
- تصريح: الكتاب الكردي الأسود
- خارج الجوقة، بحثاً عن جوقة : خدام نموذجاً
- خارج الجوقة، بحثاً عن جوقة: خدام نموذجاً
- الارتحال إلى الدكتور نورالدين ظاظا 9- مفهوم الرفاقية كردياً
- الارتحال إلى الدكتورنورالدين ظاظا6- بين الوعيين : القومي وال ...


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - ابراهيم محمود - الدوغماتيكي رغم أنفه