أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميلاد ثابت إسكندر - ضحكات ساخرة














المزيد.....

ضحكات ساخرة


ميلاد ثابت إسكندر
(Melad Thabet Eskander)


الحوار المتمدن-العدد: 6274 - 2019 / 6 / 28 - 21:03
المحور: الادب والفن
    


.............. ضحكات سـاخرة
أفقت من شرودي علي صوت الحاجب : محكمة , جلس
القضاة والحاضرون , دارت المُرافعة . ودار عقلي بعيداً , تذكرت
ذلك اليوم حين جائني حبيبي متلهفاً والحماس يدب في أوصاله
هيا حبيبتي أسرعي لا وقت لنُضيعه فكفي ما ضاع من عُمرنا
قالها معاتباً . أمسك الفرشاة من يدي والقاها بعنف كادت المرآة
ان تنكسر معه . حاول اصلاح الموقف حين رأي تقطيب جبيني:
حبيبتي أنت جميلة كل الأوقات دون اي أقنعة , إنفرجت قسمات
وجهي وأبتسمت ملامحي . فهو وحده القادر علي ذلك . أحبك
قُلتها وكنت أعني كل حرف ونقطة بها , ابتسم وطبع قُبلة علي
جبهتي . مددت يدي لأتحسسها وإذا صوت يعلو في غضبِ
مجرمة . قالها ممثل الإدعاء وعلمت أنه يصف تلك الأحداث
أمتلكني الغضب من وصفه المُغرض ولقسوته الغير مُبررة.
أشحت بوجهي بعيداً وأغمضت عينيَّ فرأيته يربت علي كتفي
وراح يُلملم خُصلاتي بيده ويضع ماسكة الشعر بها, ما أجملك
قالها وكأن أوتار عود عُفقت لتسمعني أعذب النغمات . مد يده
وأمسك براحة يدي فأحسست براحة عجز قباني عن وصفها.
هيا حبيبتي فالوقت الان قد حان , قالها بهدوء عجيب
له معانــي كثيرة إرتبكت وإختلطت المشــاعـر داخلـــي
الخوف والأمان السعادة والأحزان . هرول مسرعاً للخارج
ممسكاً بيدي . سمعت أصوات همهمات غاضبة من الجميع
فطرق القاضي قائلاً هدوء من فضلكم . فيبدو ان ممثل الإدعاء
أغضبهم كما اغضبني بوصفه وإتهاماته الظالمة . وتعجبت
من بشر يتفوهون كذباً وطُغياناً والحقيقة واضحة
وضوح الشمس في رابعة النهار !!! نظرتُ بحسرة
لقفص الإتهام أعاتبه علي صمته لماذا لا ترد غيبتهم ؟؟؟
قلوب البشر تحجَـرت لم تعد تخفق بالصدق , تغيرت .
الكل يلهث وراء مصلحته وإن داسوا الحق في طريقهم .
فهل للكراسي والعروش أن تدوم ؟. يا إلهي قد مزقتني الهموم.
سقطت دمعة ساخنة من عيني تناثرت حين اصطدمت بيدي
يدي الممسكة بيده ,يده التي ترتفع مع صرخاته وصيحات
الجموع , الجموع الساخطة التي تنزف ألماً ودموع , الدموع
الحارقة المُنهمرة من القلوب , القلوب الممزقة من الظلم ,
الظلم الذي تفشي كجرثومة لا ترياق لسمها , سمها الفتاك
الذي تجرعناه عنوة في كؤوس من طغاة وأيدينا موثوقة
بأغلال وراء ظهورنا . ظهورنا التي حناها العبودية والذل .
كفي إذلال , كفي عبودية , كفي إهدار لأدميتنا . نحن بشر مثلكم
لنا حقوق كحقوقكم فإلي متي ظلمكم ؟؟؟ هكذا كان يصيح حبيبي
والجميع . المشهد مفرح لأننا نعبرالأن عن أوجاعنا فزادتني
الصيحات الصادقة حماساً فإنطلقت صرخة مني كدانة مدفع مدوية
شقت حائط الإفترائات الذي يشيده هذا الممثل الطاغية : كفــــــَي .
صمت الببغاء حيالها وإلتفت الجميع يرمقوني بنظراتهم . جلست
بعد طرقات القاضي وتحزيراته . وضعت وجهي بين راحتي مغمضة
العينين , جذبني بشدة لحضنه بيدين مرتجفتين فكادت عربة مُسرعة
ان تدهسني , تدافع الجميع وسادت الفوضي المكان وملأ الرعب القلوب
فجأة نخسني زراع احدهم وهو ينهض من مقعدة صارخاً ظلم ظلم
وهكذا صاح البشر في قاعة المحكمة بعد ان تَفَوَّهَ القاضي بالحكم
بالسجن المُشدد ثلاث سنوات علي حبيبي توأم روحي وأخر معه
فرحت أضحك بشدة وعلت ضحكاتي ونظرت إلي القفص فوجدته
يضحك معي فحبيبي ليس حبيس قضبانه ولا حبيس جسده
هو الان روحاً تـرفرف في السماء . فقد دهسته عجلات المُدرعات
في موقعة ماسبيرو منذ أكثر من عام, بالتحديد في 9/10 /2011
واه حبيبي سامحني علي ضحكاتي ,, إنها
ضحكااااااات سااااااااااااخرة
*****************
قصة ل : ميلاد ثابت إسكندر
فنان تشكيلي وأشكيلك
وعجبي !!!!!!
6/2/2013



#ميلاد_ثابت_إسكندر (هاشتاغ)       Melad_Thabet_Eskander#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعلام وإعتام
- فهمت حاجة ؟
- آه ياني
- مُجَرد سؤال
- اسأل مجرَّب
- الرد علي المدعو الباز فيما أثاره من استفزاز
- الله محبة
- ضلمة جحور
- حالنا وإللي جرالنا
- مستنيَّه أقولك أيه ؟!
- ماكانش حب
- لونك أيه ؟!
- بَحبِك
- معني الحياة
- مافيش فايدة !!!
- كباب وكُفتة
- صرخة مُدَويَّة
- الكتاب العتيق
- إلي كل مُفَكر شريف
- ما كانش حُب


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميلاد ثابت إسكندر - ضحكات ساخرة