أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - موسم إصطياد البعثيين ؟















المزيد.....

موسم إصطياد البعثيين ؟


داود البصري

الحوار المتمدن-العدد: 442 - 2003 / 4 / 1 - 04:23
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

يبدو أن التكتيك العسكري الإستنزافي الذي تتبعه القوات البريطانية المتواجدة في  عمق مدينة البصرة وفي أطرافها المؤثرة والذي يتلخص بتوجيه الضربات المباشرة لحزب البعث وخلاياه الإرهابية وإعتباره هدفا مباشرا من أهداف الحرب الشرسة المعلنة هو المؤشر الواضح على قرب إعلان هذا الحزب حزبا إرهابيا محظورا يجب محاربته بكل الوسائل القانونية والعسكرية وبصورة تتشابه وحظر الحلفاء بعد الحرب العالمية الثانية لحزب ( العمال القومي الألماني ) المعروف بالحزب النازي ؟! ، ويبدو أن هذا التوجه قد بات حقيقة واقعة كأحد النتائج النهائية والترتيبات الفاصلة التي ستتمخض عنها نتائج الحرب الحالية والتي ستتوج لامحالة بهزيمة النظام البعثي ورحيله عن العراق ولكن ليس قبل أن تتكفل المجازر القادمة والتي يهيأ لها النظام جيدا بتدمير أجزاء مهمة من العراق في إطار حملات تصفية الأوضاع بين النظام والشعب وبين النظام وقوات الحلفاء ! ، فالنظام العراقي يراهن على معجزات لن تحدث ؟ والنظام يتعمد رسم سيناريوهات جهادية وقتالية لنظام لاعلاقة له بالجهاد ولا المجاهدين ولا الدين ؟ ، وخلايا الإرهابيين من القاعدة أو من بعض الجماعات الإرهابية الإيرانية والفلسطينية لن تستطيع قلب معادلات الصراع ؟ والأطراف الدولية التي يعول عليها النظام الكثير كروسيا أو فرنسا لاتملك من أبرها ماتستدبر ، بل أنها تتصارع على المغانم والتركات ولاتعبأ بمصير نظام مغامر فقد البوصلة وإنعزل عن الواقع ولايستقر إلا في المخابيء المحصنة تاركا الناس تحت رحمة القذائف والصواريخ ومساهما هو الآخر في قصف العراقيين في المناطق العراقية البغدادية الفقيرة من أجل إثارة الرأي العام العالمي ؟ وهي لعبة مكشوفة معروفة للعراقيين ولكن السادة في قنوات ( الجزيرة ) و ( أبوظبي ) وقناة ( حزب الله العربي الإشتراكي ) المنار! لايريدون تصديقها ولايثيرون حتى إحتمالياتها ؟ رغم أنها حقيقة ملموسة ، فالنظام العراقي الذي يرفع اليوم شعارات التحرر والصمود يحتقر شعبه ويكن له بغضا عميقا ويفضل مصلحة الفرد وعشيرته الذهبية على مصالح ملايين العراقيين ودمائهم ؟ وهي ممارسات معروفة عن نظام لم يقدم للعراق والعراقيين سوى الحروب ونتائجها الكارثية والهزائم الثقيلة الناتجة عنها ؟ ويبدو أن العرب قد عميت أبصارهم عن رؤية الحقائق المجردة وباتت أحاديثهم وتعليقاتهم مجرد ترديد بائس لشعارات نظام مفلس وإرهابي يقامر بحياة العراقيين وبإمكانات العراق في معارك خاسرة لاطائل من ورائها لأن نظام الهزائم لايمكن أن يقدم سوى الهزائم ؟ ولأن الأسلوب الفاشي والإرهابي في الحكم والتحكم لايمكن أن يؤدي سوى لكوارث وهذه هي سنة التاريخ وأحكامه التي لاتقبل الجدل ولا النقض ؟ فتبصروا في كيفية نهاية النظام الألماني النازي ؟ وتفكروا كيفية نهاية الفاشية في إيطاليا ؟ جثة معلقة في مجاري ميلانو لموسوليني وعشيقته ومقربيه ؟ وإنظروا لهزيمة الفاشية المتطرفة في اليابان رغم قوتها الإمبراطورية الهائلة ؟ فهل يتمكن البعث العراقي المفلس البائس من الإفلات من مصيره المحتوم ؟ وهل ينتصر في معركة لاتسمح نتيجتها سوى بشيء واحد وهو تقويض نظام صدام الإرهابي تقويضا شاملا ونهائيا وطي صفحته ونظامه وكوارثه نهائيا من صفحات التاريخ العراقي وذلك بطبيعة الحال لايتوقف على مصير صدام وأبنائه فقط بل يتعلق بمصير مجمل التشكيلة الحاكمة المرتبطة به والإطار المؤسساتي الذي يجمعهم وهو ( حزب البعث العربي الإشتراكي ) والذي تحول لمؤسسة أمنية إستخبارية وقاعدة إرهابية منظمة ، وتنظيم فاشي يخضع لإرادة الزعيم الفرد وأبنائه وعصابته من رعيان قرية ( العوجة ) وإنكشارية العشيرة الذهبية الحاكمة ؟ فليس للبعث في العراق سوى الإسم فقط والعنوان المزيف المعبر عن هوية وإيديولوجية لم تعد قائمة ؟ وهو بالمناسبة نفس التوصيف الذي ينطبق على فرع الحزب الآخر الحاكم في دمشق ؟ فالبعث كالكفر تماما ( ملة واحدة )؟ والبعث أحد أهم أدوات الهزيمة الفكرية والسياسية العربية وهو واحد من أهم روافد تكريس الطائفية والتخلف في العالم العربي ؟ والبعث لم يستطع أن يحقق أي إيجابية في الحياة القومية العربية سوى تكريسه للقطرية والطائفية وإثارته للنزاعات الإقليمية وخدمته الواضحة للمشاريع الإسرائيلية للهيمنة في العالم العربي ؟ عبر التفنن في إضعاف العالم العربي وخنق كل آفاق التطور والإنفتاح والإنطلاق الحضاري بنظرته الأمنية وأساليبه الإرهابية وقوانينه المتخلفة عن سياق العصر ، لذلك لم تكن ( فزعة ) بعثيي   دمشق لنجدة أعدائهم    التاريخيين في بغداد غريبة ؟ ولم يشرب السوريون حليب السباع صدفة ؟ بل أنهم يعلمون من ان سقوط البعث في بغداد يعني تنظيف الحياة السياسية العربية من هذا الحزب العنصري الفاشي المتخلف المعادي للدين وللحرية وللديمقراطية ولكل القيم الإنسانية ؟ ولعل القاريء الكريم يتذكر دعم البعث السوري للنظام الديني في إيران من أجل إسقاط البعث العراقي في الحرب العراقية / الإيرانية ؟ دون أن يعبأؤا بحكاية التضامن القومي ولا المصير الواحد ولا الرسالة العربية الخالدة ؟ لقد وقف بعثيو دمشق بكل ثقلهم مع الشعارات الإيرانية ذات الأصداء الطائفية والدينية بل وساعدوا الجهد العسكري الإيراني بالخبراء والخطط والمعلومات الإستخبارية وتنظيم الإنفجارات وتدريب الفرق الإنتحارية ؟ وكانت معسكرات دمشق ودهاليز مخابراتها نشطة للغاية في تهيئة المهمات الخاصة ؟ وحتى عندما إحتل الإيرانيون في التاسع من شباط / فبراير 1986 شبه جزيرة الفاو وقف معهم السوريون ولم يقولوا بأن هنالك قطعة أرض عربية قد أحتلت وإن التضامن القومي يرتفع على كل ماعداه ؟ ولكن ذلك لم يحصل ؟ وكان الرد العراقي على النشاطات السورية قاسيا ومفتقرا للأخلاقية حيث أقدمت مخابرات النظام الذي تهتف بحياته اليوم جماهير دمشق على جريمة تفجير حي الأزبكية الدمشقي ؟ وعلى دعم عصابات الإخوان المسلمين دعما تعبويا هائلا ؟ لابل أن الصفاقة قد وصلت بصدام حدودا جعلته يصف الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد بأن ( الغجر أكثر وطنية منه )!!! هكذا قالها والله صدام على شاشة التلفزيون في ربيع 1982 ؟؟؟ ، ومن هنا تتبين أخلاقيات البعثيين في التعامل مع خصومهم ، وفي نظرتهم للعلاقات العربية ؟ وأعتقد بـأنه لاداعي للخوض بعيدا في التاريخ العربي الحديث وتذكر الأدوار التآمرية التي مارسها البعثيون ضد الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر ودورهم في تخريب كل صيغ وأشكال الوحدة والتضامن العربي ؟

وفي رأيي الشخصي والمتواضع فإن  تفجير القوات البريطانية لتماثيل وأصنام صدام في البصرة هي بمثابة دعوة لتشغيل الفكر العربي الذي إنشغل بتأليه الحكام الفاشلين وجعلهم أربابا من دون الله والتي تناضل جماعة الإسلام السياسي بالدفاع عنهم ؟ كما إن إستهداف البعثيين وتصفيتهم هو بمثابة تنظيف للعراق من أدران فاشية لم تجلب لشعبه سوى التخلف والفقر وتأليه الطغاة وتدمير الفكر العربي وإشاعة الأمية والجهل والتدجيل الثوري ؟ إن حكاية البعث في العراق يجب أن تطوى نهائيا ، كما إن إطلاقات الحرية ضد التماثيل البعثية ورموزها تظل إحدى أهم النتائج الحاسمة التي ستتمخض عنها حرب تحرير العراق .

ومن يعلم فقد تتحقق الوحدة العربية بعد رحيل عدوها الأكبر ( حزب البعث العربي الإشتراكي ) نحو بوابات التاريخ الخلفية ، حيث مصير الطغاة والمهزومين.

لقد حان موسم قطاف البعث والتخلف ؟ .

 



#داود_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفعى ( الصحاف ) ... و( جيب المحمرة المهلك ) .. سوابق للأكاذي ...
- تظاهرات أنظمة الإستنساخ العربية ... والدماء العراقية ؟
- صدام فوق البركان ... كوميديا ماقبل السقوط ؟
- صدام - إيران – حزب الله ... ثلاثية الثأر المقدس ؟
- باي ... باي ... عمرو موسى ؟ ... جامعة على الخازوق ؟
- بين رعب ( أم القنابل ) وهشيم ( أم المعارك ) ... أمة في مهب ا ...
- العقل السياسي العربي بين زايد بن سلطان .. ومفتي الجزيرة الهم ...
- شيعة العراق آفاق المستقبل ... والدور الإيراني ؟
- النظام العراقي ... والحرب القادمة ... أفواه وشوارب ؟
- الإتجاه المعاكس - .. في قمة الدوحة الإسلامية ؟
- أحاديث المبادرة الإماراتية ... وتنظيرات أهل الإرتزاق العربي ...
- الباقي من الزمن ساعة .. النظام العربي ومبادرة الشيخ الرئيس ؟
- قمة النفاق العربي ... ونقطة الضوء الإماراتية ؟
- سوريا والملف العراقي ... الحاجة لحركة تصحيحية جديدة ؟
- طه الجزراوي .. حوار الخنوع الأميركي .. وأسوار الدم العراقية ...
- عبد الباري عطوان .. وصمود القلة المؤمنة .. هلوسات العملاء ؟
- إجراءات ترقيعية ... نقل الأثاث .. أم نقل النظام ؟
- المرحوم د. مصطفى جمال الدين ... رمز عراقي شامخ وأصيل .
- موسم إصطياد البعثيين ؟
- قمة الهزيمة ... ومحور الشر العربي ؟ محاولة للفهم ؟


المزيد.....




- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...
- وسائل إعلام: الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لهجوم صاروخي وا ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع هجوم ...
- فرنسي يروي تجربة 3 سنوات في السجون الإيرانية
- اقتراب بدء أول محاكمة جنائية في التاريخ لرئيس أميركي سابق
- أنباء عن غارات إسرائيلية في إيران وسوريا والعراق
- ??مباشر: سماع دوي انفجارات في إيران وتعليق الرحلات الجوية فو ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلا عن تقارير: إسرائيل ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - موسم إصطياد البعثيين ؟