أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أياد الزهيري - ليس هناك مجدآ














المزيد.....

ليس هناك مجدآ


أياد الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 6272 - 2019 / 6 / 26 - 23:30
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ليس هناك مجدآ
يتغنى العرب عامه والمسلمون خاصه بأن هناك مجدآ تليدآ أشعت أنواره , وبنيت أركانه . هذا المجد المتخيل والموهوم في زمن ما أصبح قبلة الكثير من العرب والمسلمين , ويمثل المثاليه والجوهره المفقوده في حياتهم, وهم يتباكون عليه مرتآ ويتغنوا به أخرى, ولكن هل هذا حقيقه واقعه, طبعآ لا وأنما هذا واقعآ أفتراضيآ خلقته المخيله العربيه الفاشله والمحبطه, بسبب أختلال نفسي تعرضت له محاوله منها لرأب الصدع الذي أصابها في محاوله دفاعيه للتعويض وأحداث التوازن في النفس العربيه التي أختلت بسبب الشعور بالتقصير والعجز والنكوص الحضاري. لعل البعض يعترض بأني قد نسفت تاريخآ مجيدآ , ونموذجآ مثاليآ قد حدث في أزمنه متعدده وخاصه في عهد النبي محمد (ص) , حيث كان عهدآ نموذجيآ زاخرآ بالتطبيق النموذجي لدولة العدل . هذه مغالطه ونظره قاصره للأسلام , فالرسول (ص) أسس للأسلام , وأكتمل على يديه نزول القرآن الكريم (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الأسلام دينا) , فأكتمال القران لا يعني أن هناك نموذج حياتي مثالي , بل يعني أكتملت عدة العمل لبناء النموذج الأسلامي الحضاري ,فالرسول كان مؤسسآ , وأكتمال نزول القرآن لا يعني أن بناء فوقيآ أسلامي قد أكتمل , بل أن في حياة الرسول قد أكتمل المشروع النظري للأسلام مع شروع أولي في البناء .فالرسول (ص) قد عانى الكثير من رواسب الجاهليه التي أستصحبها الكثيرمن الداخلين اليه , وكلنا نعلم أن الرسول توفى وفي نفسه غصه من البعض , وقد حدث بعده الكثير من الحروب والصراعات , ومنها حروب الرده , والخلاف في طريقة أختيار القائد الذي يأتي من بعده , والتي أنتجت قيام الدوله الأمويه والعباسيه ذوات النسق الملكي المستبد . فالقران والرسول (ص) قد أتموا لنا خارطة طريق (أني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي) . هذه الخارطه وعدتها بين يد المسلمين وهم معنيون بأقامة النموذج الذي حدده القرآن , وما خطته يد الرسول , وما صرح وأقر به , والأنسان هو خليفة الله بالأرض وهو المعني بأقامة هذا الصرح (وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) فالأنسان عامل أساسي في البناء الحضاري الأسلامي , وهو يتكامل من خلاله وفيه فالرسول رسم الطريق ووضع علامات المسير والبناء من أختصاص الأنسان . هناك من يدعي أن فترة الخلافه الراشده كانت المرحله الأمثل , وهي من تصلح كنموذج أمثل للتطبيق الأسلامي , وهذا طبعآ ما لا تؤكده الأحداث والوقائع ,فقد تخلل هذه الفتره الكثير من التجاوزات التي خالفت تعليمات الرسول , وسالت دماء لا يقرها الأسلام , حتى أن هناك من التصرفات ما أساءة لعائلة الرسول نفسها ,فكيف نصفها بالمرحله الذهبيه , الم يقتل فيها صحابه بغير حق ,ألم يستئثر عثمان بمال المسلمين , الم يمارس معاويه الخيانه العظمى على خليفة المسلمين علي (ع) ويتمرد على الدوله , ويعلن الحرب عليها , الم تكن حرب الجمل والنهروان في الفتره الراشده , هل سمح الصراع العنيف في المجتمع الى أقامة صرح عمراني يشار اليه بالبنان خلال هذه الفتره, طبعآ لا . فقد أفسد الطارئين على الأسلام فرصه ذهبيه كان يمكن لعلي بن أبي طالب يحققها , ولكن صراع البيت الأموي على السلطه أفقد العالم الأسلامي فرصه ممكن أن تكون ثريه بعطائها كبيره في أنجازاتها , ولكن للأسف خسر العالم الأسلامي القائد القدوه بأستشهاد الأمام على يد التآمر الأموي على يد أبن ملجم , مات وكما قال ( وفي العين قذى و في الحلقي شجى...) أنه ضحية القيم الجاهليه وثاراتها , ومطامعها, وعصبيتها .
أن العربي اليوم وقد أخترع لنفسه ماضيآ زاهيآ صوتيآ لا أثر له في الواقع ليعالج فيه نفس خاويه , وقدرات عاجزه , وأراده مستلبه .يختبأ بهذا الماضي من أنكساراته الحاضره وما يثير هذا الحاضر في نفسه من ألم وضيق نتيجة عجزه وأنحرافه. أن الماضي المتوهم هو يشبه القش الذي تدس فيه النعامه رأسها عندما يداهمها الخطر. أن النفسيه العربيه عامه والعراقيه خاصه تسعى بطريقه آليه دفاعيه بالدفاع عن الذات المكسوره , مستخدمه طريقه التبرير ,فيسعى الى أسلوب التلفيق في بناء ماضي مجيد مزيف يتغنى به ليضمد فيه أنكسارات وآلام الحاضر , الذي يقض مضجعه , ويسبب له الصداع المستمر.
أن النظره الماضويه في العالم العربي نتيجه لسمات هذه الشخصيه التي تقدم القول على الفعل والنظريه على التطبيق , فهي اليوم شخصيه كسوله وذات ميول أستهلاكيه لا ترغب بتحمل المسؤوليه فتهرب الى الماضي لترميم نكوص الحاضر, حتى لترى أن الشخصيه العربيه اليوم تراوح بين التبجح بالماضي لسد عقدة النقص التي تعتريها و وبين أنتظار بطل يعيد لها مجدها وينقذها من واقعها البائس , وهذا هو السبب الذي وفر الفرص لظهور طغاة أدعوا انهم المنقذين والقاده الضروره التي أهدتهم السماء للأرض لصلاح حالها! وانقاذ شعوبها من الذل والهوان , وهؤلاء القاده العرب كلهم أتخذوا هذا الموقف كمنقذين وفاتحين , مقابل شعوب صدقت باعلامهم وهو ما تميل له نفوسهم لأنهم مستعدين للخنوع لهم , ويستبطنون العبوديه في نفوسهم بسبب ما الفوه من الخضوع الطويل لأستبدادهم حتى سلبت أرادتهم وألفوا حالة القمع التي تلبست بهم.
أن انزال هذه الشعوب من أبراج أوهامهم وبناء بنيه تحتيه ثقافيه تؤسس لمفاهيم واقعيه ترجع لهم وعيآ نقديآ واقعيآ يستوعبون ما حدث بشكله الواقعي , ويؤسسون لمستقبل يبنى على الفهم العقلاني هو من مهمة رجال الفكر والثقافه , وحتى من عصب مهام المؤسسه الدينيه ذات النسق الأسلامي الأصيل, هذه المؤسسه هي المعنيه بالدفع الى ممارسه وسطيه جاء بها القرآن لتكون أمه وسط ( وجعلناكم امه وسطا) . انها أعاده لبناء الذات عن طريق تأسيس جديد لألية التفكير والتي منها رفع الكثير من المحددات والمسلمات في الية التفكير التي اعاقة الكثير من محاولات البحث والتدقيق وانتاج رؤى جديده تحقق فتحآ كبيرآ في حياتنا الفكريه والعقديه , ويحقق لنا ذاتآ جديده مبدعه.
أياد الزهيري



#أياد_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنتظار بطل
- الهروب من الحريه
- العشيره والسياسه
- العشيره وقوة القانون وسيادة الدوله
- الأنتلجنسيا وقوة التغير
- أعمده شرعنة للأحتلال العثماني
- مفهوم التقيه المفترى عليه
- حديث الفرقه الناجيه وجذور التطرف
- الولاء والبراء وجذور التطرف
- نحن في العصر الترامبي
- الفكر هو : الماكنه والوقود والسكه
- المرجعيه الدينيه والهويه الوطنيه
- العلاقه الجدليه بين الهويه الوطنيه وسيادة الوطن
- أشاعة المبالغه في وهم موت الله
- حكومة خدمات لا حكومة أيدلوجيات
- أمكانية التحول الأجتماعي
- العولمه وطمس الهويه التاريخيه
- العقل المذعن
- المنبر الحسيني ...الشيخ حسن الصفار نموذجآ
- الذاكره المجنى عليها


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أياد الزهيري - ليس هناك مجدآ