أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - نفوضكم أيها القضاة بتولي حكم مصر إلى حين















المزيد.....

نفوضكم أيها القضاة بتولي حكم مصر إلى حين


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 1544 - 2006 / 5 / 8 - 11:50
المحور: حقوق الانسان
    


يحتاج القاضي إلى أربعة شهود لاثبات واقعة، وقد يكتفي بأقل منهم ليصدر حُكما عادلا ببراءة أو اثبات الاتهام على من يَمْثُل أمامه.
العدالةُ البطيئة ظُلم بيَنّ وشديد، وانتظار المجرم حتى يلتقط أنفاسه ينضوي تحت مشاركة ضمنية، فيعيد ارتكابَ الجريمة، وربما على نفس المسرح وبضحايا جُدد.
لأول مرة في تاريخ مصر يستطيع حُماة العدالة، وصوت السماء على الأرض، وضمير الأمة استدعاء سبعين مليونا من الشهود للتأكيد على أن المتهمين ضالعون منذ ربع قرن في أكبر وأحط وأبشع جرائم العصر.
المتهم الرئيس تعرفونه كما تعرفون أصابع أيديكم الطاهرة.
وزبانية نظامه وكلاب قصره المفترسة شاهدتموها مئات المرات، لكنها في هذه المرة نهشت لحوم زملائكم، وداست ميزان العدالة بأحذيتها، وقررت بتوجيهات كبيرها أن تحتقر وتزدري السلطة القضائية بما تمثله من احترام وتقدير وشرف ونزاهة.
هل يمكن أن تعقد الملائكة والشياطين صفقة متبادلة للمصالح؟
هل تنتظرون من طاغية مصر يقظة ضمير فجائية أو حالة من البكاء المستمر لتطهير النفس التي دنستها كل جرائم الفساد واللصوصية والتعذيب والتزوير والتزييف والنهب والسرقة والكذب وكل الموبقات والآثام؟
لكن حاملي ميزان العدالة ينظرون للأمور نظرة مخالفة للعامة، وقد ترون أن هناك ذرات غير مرئية من الجانب الأخلاقي والضمير الذي لم يفصح عن نفسه يمكن أن تستخرج من الظلمة نورا، ومن العتمة بصيص أمل أن ينحاز ضباط الأمن، صغارهم وكبارهم، ويتبعهم مرؤوسوهم، إذا علموا أن وعدا أطلقتموه بالعفو أو تخفيف العقوبات أو حمايتهم من غضبة الشعب في حالة وقوفهم معكم ضد الطاغية، ورفضهم أوامر الضرب والتعذيب والاهانة والاعتقال، ومنعهم قبضايات النظام من المسجلين خطرين وبلطجية المرشدين من التعرض لكم ولمؤيديكم.
ربما تحدث المعجزة، وينبجس من الصخر ماء، وتلين القلوب المصنوعة من حديد، ويفكر كل رجل أمن وضابط وصف ضابط وأمين شرطة أن استمرارهم في مسلسل السُخرة والعبودية التي يتلذذون بها وهم يطيعون أوامر سادية من طاغية مصر أن سقوطه القريب يعني ضرورة انحيازهم إلى الشعب وإلى القضاة وإلى كل الأحرار والشرفاء، وهذا يتوقف على اعلانكم أن قائمة سوداء تضم اسماء كل المتورطين من رجال الأمن ستبدأ بها مصر الحكم الجديد بعد تحررها من أسرة مبارك، وتلك القائمة ستحمل العار العائلي والعذاب الضميري والأحكام القاسية العادلة بالسجن لفترات طويلة لكل رجل أمن وقف ضد إرادة الشعب وكرامته وحريته.
ألم يأن الوقت الذي تعلنون فيه رفضكم رئيس السلطة التنفيذية، وأن تطلبوا علانية وبصراحة غير قابلة لتأويل آخر وقوف الجيش والشرطة ومباحث أمن الدولة والمخابرات المصرية الشريفة معكم تجنبا لأي منزلق خطر يكون الطاغية مبارك قد أعده للشعب ، ولكم خاصة؟
النظام الارهابي للديكتاتور مبارك يراهن على الزمن ليرهقكم، وعلى خوف رجال الأمن من الحساب العسير بعد سقوط أسرة مبارك، ورعبهم من عمليات تصفية يقوم بها من أضيروا وتعذبوا وانتهكت حرماتهم وتعرضت بناتهم وزوجاتهم للاغتصاب أو التهديد به، بل الرجال الذين تعرضوا هم في أقسام الشرطة للاغتصاب المهين.
الكلمة الأخيرة لكم ، ولا تصدقوا أن سبعين مليونا من الصامتين سيعطونكم ظهورهم، لكنهم سيُقَبّلون أيديكم الطاهرة وهي تحرر مصر من أكبر وأقسى وأغلظ مستبدي العصر.
يا قضاة مصر الشرفاء،
لماذا لا تقدمون وعودا لكبار رجال الأمن والمخابرات والجيش في مقابل وقوفهم معكم .. أي مع الشعب؟
لماذا لا تبدأون في انتخاب ترويكا للحكم تنقذ مصر في حالة ثورة أو انتفاضة الشعب للدفاع عن قضاته ورجال العدل، ولعلنا نقترح من أسماء الأربعة الذين سيتولون حكما مؤقتا لمصر المستشار البسطويسي والمستشار مكي؟
لماذا لا توجهون نداءً صريحا إلى كل النقابات، وفي مقدمتها نقاية المحامين، لدعم مطالبكم، والانضمام لهذه الفئة الصغيرة المؤمنة بالله والوطن والتي تنام على الرصيف المقابل لناديكم فتعرفون أن الوطن كله معكم ولو مثله عدة مئات؟
هل القضية هي فصل السلطات الثلاث أم أنها رفض شعبي كامل لعصابة من المجرمين واللصوص والمستبدين والطغاة يحكمون مصرن وينهبون خيراتها، ويدمرون أجمل ما حفظ وحدتها .. أي الانسان المصري؟
هل يعقل أن تصبحوا أنتم أمام شعبكم متهمين، والمجرم الحقيقي حر طليق يعبث بمقدرات الشعب من قصره؟ نظام أسرة مبارك يحتضر وللمصريين شرف أن تكون نزعة روحه الأخيرة بأيدي قضاة مصر الأحرار.
نأمل أن تكون مطالبنا العشرة هي مطالبكم:
* منح الطاغية مبارك مهلة محددة قصيرة الأمد للتخلي عن الحكم هو وابنه
* تكوين ترويكا حكم مكونة من أربعة من القضاة المعتصمين حاليا في ناديهم، لتتولى حكم مصر لفترة مؤقتة فور تخلى مبارك عن الحكم أو هروبه وأسرته أو القبض عليهم.
* الاسراع في تدرج التصعيد حفاظا على أمن مصر، أي الافراج غير المشروط عن كل المعتقلين الذين تم اختطافهم من شوارع مصر ومن أمام نادي القضاة.
* دعوة عاجلة لكل رجال الأمن والجيش والمخابرات باختيار الانحياز إلى الشعب والقضاة في مدة أقصاها صباح الخامس والعشرين من مايو وإلا سيتم تسريب قائمة سوداء باسماء المتورطين إلى وكالات الأنباء والفضائيات ومواقع النت وكل صحف المعارضة مما سيحمل خطرا على حياتهم وعارا لعائلاتهم وأولادهم وزوجاتهم .
* اعتبار جمال مبارك امتداد للطاغية ورفض الاعتراف به في حالة اعلان أعضاء الحزب الوطني في مجلس الشعب ترشيحهم إياه رئيسا لمصر.
* دعوة كل شاهدي فترة حكم مبارك إلى المساهمة في وضع وتنظيم وتثبيت وتوثيق وتأكيد الجرائم الشعبية والمالية والاجتماعية والسياسية والأمنية وغيرها التي كان مبارك وأسرته ورجاله مسؤولين عنها.
* إن قضاة مصر المطالبين باستقلالية القضاء لم يعودوا يثقون بالنظام المستبد والمتجاوزالعرف الأخلاقي والسلوك المستقيم، لذا فإن مطالبهم ليست استجداء للنظام لكنها حق سينتزعوه بارادة الشعب حتى لو رفض الطاغية.
* إن كل التجاوزات والجرائم وامتهان الكرامة وضرب المتظاهرين والاعتقال الشعوائي والتحرش بالمتظاهرات ومحاولات التصفية والاعتداء على السلطة القضائية هي مسؤولية مباشرة وصريحة وتوجيهات من الرئيس مبارك يتحملها ورجاله أمام القضاء بعد انتصار الشعب بإذن الله.
*إن انحياز رجال الأمن إلى القضاة والشعب وعدم انصياعهم لأوامر الاعتقال والضرب هو احترام لشرف مهنة الشرطة في خدمة الشعب، مما يعني حماية القضاء لهم فور تحرر مصر من حكم الديكتاتور.
* التصعيد من جانب القضاة قد يصل إلى الانتفاضة الشعبية والعصيان المدني ووقوف كل القوى الشريفة والنقابات والطلاب والأكاديميين والاعلاميين والمثقفين وكل القضاة والمحامين لقيادة حركة الرفض الشعبي والتعجيل بانهاء عصر مبارك.
أيها القضاة الشرفاء،
نحن في انتظار تلبيتكم لما استطعتم من تلك المطالب التي نعبر من خلالها عن أماني شعبكم، فهل نحتفل معكم قريبا بانتصار إرادة الشعب في حياة حرة وكريمة؟
الكلمة الأخيرة لكم، والحرية لنا جميعا.

والله يوفقكم وسلام الله على مصر

التوقيع
أعضاء في مندرة كفاية





#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقطع من يوميات كلب
- أيها المصريون، هذا الرجل مجنون ... هذا الرجل نيرون
- مباحث أمن الدولة والمخابرات المصرية وانتفاضة 23 يوليو 2006
- دعوة القضاة لدعم الانتفاضة المصرية في 23 يوليو 2006
- الأقباط والانتفاضة المصرية في 23 يوليو 2006
- الرئيس السوري يطلق رصاصة الرحمة على قلب دمشق
- الإخوان المسلمون والانتفاضة المصرية في 23 يوليو 2006 رسالة م ...
- أيمن نور والانتفاضة المصرية في 23 يوليو2006 رسالة مفتوحة إلى ...
- المشهد الإماراتي في عهد محمد ين راشد آل مكتوم
- هيكل والانتفاضة المصرية في 23 يوليو 2006
- الانتفاضة الشعبية المصرية في 23 يوليو 2006
- كيف نطيح بالرئيس مبارك عن طريق الإنترنيت؟
- الفخ الأمريكي للغباء الإيراني .. متى يبكي حراس الثورة؟
- العد التنازلي للرئيس اللبناني
- كل المسلمين قضاة .. فمن المتهم؟
- تصفية الشاهد المتهم صدام حسين
- رسالة مفتوحة إلى قائد الإنقلاب العسكري المصري
- لماذا أكره الرئيس حسني مبارك؟
- الحمد لله، تخلصنا من 900 مصري ! رسالة من الرئيس حسني ...
- بل لم يزهد عاشقو الوطن في كتاباتي


المزيد.....




- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بشبهة -رشوة-
- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - نفوضكم أيها القضاة بتولي حكم مصر إلى حين